Life of Muhammad and His Message
حياة محمد ورسالته
Maison d'édition
دار العلم للملايين
Numéro d'édition
الثانية
Année de publication
١٣٩٠ هـ
Lieu d'édition
بيروت
Genres
الكتاب: حياة محمد ورسالته
ـ[المؤلف: محمد علي اللاهوري القادياني (١٨٧٤-١٩٥١ م) أحد أتباع غلام أحمد القادياني (الذي ادعى النبوة)، ورئيس الفرع اللاهوري للقاديانية (فليُحذر)]ـ
هذا الكتاب ترجم إلى الإنجليزية والعربية فنال انتشارا، فأوردناه في الشاملة لننبه على حال مؤلفه، فقد رأينا بعض من نحسبهم على خير ينقلون منه كأنه من المراجع!!
فليُعلم أن من أقوال مؤلفه:
- «نحن نعتقد أن «غلام أحمد» مسيح موعود، ومهدي معهود، وهو رسول الله ونبيه، ونزله في مرتبة بيَّنها لنفسه - أي: إنه أفضل من جميع الرسل -، كما نحن نؤمن بأن لا نجاة لمن لا يؤمن به!» .
- ومن معتقداته أن المسيح هو ابن يوسف النجار من مريم
- ومن أصول مذهبهم إلغاء فريضة الجهاد
- وأن لمؤلفه ترجمة مشهورة للقرآن الكريم (دس فيها اعتقاد الفرقة القاديانية) . فلم يوافق الأزهر على نشرها، وأفتى علماء مصر حكومتهم بمنع الإذن بدخول المصحف المطبوع مع هذه الترجمة، وكذلك فعل مفتي بيروت.
وقد ركز في ترجمته هذه على إنكار الإيمان بالغيب وبالقدرة الإلهية، والأمثلة على ذلك كثيرة جدًّا، منها على سبيل المثال:
* (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ) آل عمران/٤٩، المراد بالطير هنا: استعارة، أي: رجال يستطيعون أن يرتفعوا من الأرض وما يتصل بها من أخلاق وأشياء، ويطيروا إلى الله ويحلقوا في عالم الروح.
* المراد باليد البيضاء التي أُعطي موسى: أي: الحجة، والحبال والعصي في قوله تعالى: (فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ) الشعراء/٤٤، أي: وسائلهم وحيلهم التي عملوها في إحباط سعي موسى.
* وفي قوله تعالى: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ) سبأ/١٤ الآية، دابة الأرض: هو رجل اسمه «رحبعام بن سليمان» الذي تولى الملك بعده، وسمي دابة الأرض لقصر نظره، إذ كان لا يجاوز الأرض.
والمنسأة التي هي العصا: كناية عن ضعف الحكومة وانقراضها.
والجن: شعوب أجنبية بقيت في حكم بني إسرائيل إلى ذلك العهد.
وهدهد سليمان: هو إنسان! كان يسمَّى الهدهد، وكان رئيس البوليس السري! في حكومة سليمان.
وبعد، فهذا ملخص من حال الرجل، ذكرناه ليعلمه من لم يكن يعلم!!، هذا ولا نُحِل نشر الكتاب دون بيان حال مؤلفه، ولا نُحِل حذف الملف المرفق من أوله في بيان حال القاديانية
مؤلف الكتاب من رؤوس القاديانية مؤسس القادنية " ميرزا غلام أحمد القادياني " قد خلَّف وراءه بعد موته - عام ١٩٠٨ م - تركة من المال والجاه، وأنه قد تنافس عليها كثير من أتباعه، لكنَّ الاستعمار الإنجليزي - المؤسس الحقيقي لتلك الفرقة - لم يسمح لأحدٍ منهم بادِّعاء النبوة كما فعل الميرزا غلام أحمد؛ ليحافظوا على انتشار تلك الفرقة بين المسلمين من غير تشكيك عوام المسلمين بهم، لكن هذا لم يمنع من الخلاف مع ورثة الميرزا حول المال الذي خلَّفه لمن يكون وكيف يُقسم؟ وقد حصل بسبب ذلك عام ١٩١٤ م افتراق في تلك الفرقة فنتج منه فرقتان: - الأولى هي "الأحمدية القاديانية" وقد تبعت "بشير الدين محمود بن ميرزا غلام" والذي تولى أمر القاديانيين بعد موت "نور الدين البهيروي" الخليفة الأول لميرزا غلام، وهي المقصودة بالقاديانية عند الإطلاق، ويُطلق عليها "شعبة ربوة" - وهي اسم مدينة جديدة بناها وأسماها: "بشير الدين"، وأدّعى أنها هي التي ورد ذكرها في القرآن (كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ) البقرة/٢٦٥، و(إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ مَعِينٍ) المؤمنون/٥٠ - فرقة أخرى أُطلق عليها "الأحمدية اللاهورية"؛ حيث جعلوا مركزهم في "لاهور" عاصمة "البنجاب"، ويُطلق عليها "شعبة لاهور"، وكان المتزعم لها هو "محمد علي" (*) وهو قادياني خبيث، كان من أبرز أعوان الميرزا غلام القادياني، وله ترجمة مشهورة للقرآن الكريم باللغة الإنجليزية (**)، وقد حذَّر منها علماء أهل السنَّة لما فيها من دس اعتقاد الفرقة القاديانية فيها. وقد اختلف العلماء في حقيقة اعتقاد "محمد علي" في الميرزا غلام أحمد القادياني، فقال بعضهم بأنه كان يعتقد أنه مجدِّد، لا أنه نبي، ولكن الراجح أن الرجل خبيث ماكر، وأنه أعلن هذا بعد وفاة الميرزا ليسوِّق للقاديانية من غير الانحراف الجلي الذي فيها وهو ادعاء الميرزا للنبوة! وهو الذي حصل بالفعل، فانتشرت بسببه القاديانية في بلاد كثيرة. وإليك الآن تلخيصًا لأصل هذا الفرع من القاديانية، وحقيقة اعتقادها: قال الدكتور غالب بن علي عواجي وفقه الله: "الفرع اللاهوري القادياني": أمير هذا الفرع هو: "محمد علي"، من أوائل المنشئين صرح القاديانية، وممن كان له يد ومنّة عظيمة في توجيه الغلام المتنبي ومساعدته بالفكر والقلم أيضًا، وكان هو الآخر من أشد المخلصين للإنجليز والمحرضين على بذل الطاعة التامة لهم، وقد كانت لهم مواقف مع الغلام وأسرته؛ إذ كان أحيانًا يتبرم من استبداد المتنبي بالأموال التي تصل إليه من أتباعه، فيصرح للمتنبي بهذا، ويرد عليه المتنبي هذه التهمة. وبعد وفاة الغلام استفحل الخلاف بين أسرة "المتنبي" و"محمد علي"، حول اقتسام الأموال التي جاءتهم حيث استغلها ورثة المتنبي مع علمهم (بأن هذه النبوة شركة تجارية وهم كلهم شركاء فيها)، ولعل هذه الخلافات الشخصية لم يكن لها تأثير على إتمام الخطة وإحلال القاديانية محل الإسلام، خصوصًا والقوة التي أنشأت الغلام وفكرته لا تزال هي القوة، والمتآمرون لا يزالون في إتمام حبكها وتنفيذها. أما بالنسبة لحقيقة معتقَد هذا الرجل في " غلام أحمد "، وهل كان متلونًا أو كان له مبدأ أُمليَ عليه، أو كان مقتنعًا به دون تدخل أحد: فإن الذي اتضح لي من كلام العلماء الذين نقلوا عنه آراءه أنهم مختلفون على النحو الآتي: ١. منهم من يرى أن "محمد علي" اختير من قبل الساسة الإنجليز لإتمام مخطط القاديانية بطريقة يتحاشى بها المواجهة مع مختلف طوائف المسلمين في الهند والباكستان وغيرهما، ويتحاشى بها كذلك مصادمة علماء الإسلام الذين نشطوا في فضح القاديانية وإخراجها عن الدين الإسلامي، فاقتضى الحال أن يتظاهر "محمد علي" وفرعه بأنهم معتدلون لا يقولون بنبوة "الغلام"، وإنما يثبتون أنه مجدد ومصلح؛ لاستدراج الناس إلى القاديانية، ولامتصاص غضب المسلمين على القاديانية، فتظاهر بعد ذلك "محمد علي" وفرعه بهذه الفكرة بغرض اصطياد من يقع في أيديهم. ٢. ومنهم من يرى أن "محمد علي" وفرعه كانوا يعتقدون أن "الميرزا غلام أحمد" لم يدَّعِ النبوة، وكل ما جاء عنه في ذلك إنما هي تعبيرات ومجازات، وكابروا في ذلك اللغة، وكابروا الواقع. وقد لقبهم القاديانيون بالمنافقين (لأنهم يحاولون الجمع بين العقيدة القاديانية والانتساب إلى مؤسسها وزعيمها، وبين إرضاء الجماهير) ومع هذا الموقف: فإن "محمد علي اللاهوري"، دائمًا يلقب "الميرزا غلام أحمد" بـ "مجدد القرن الرابع عشر" و"المصلح الأكبر"، وزيادة على ذلك يعتقد أنه المسيح الموعود. قال الندوي عنهم: "وعلى ذلك تلتقي الطائفتان". ٣. وذهب الأستاذ "مرزا محمد سليم أختر" في كتابه: "لماذا تركت القاديانية؟ " إلى رأي آخر حيث قال - بعد أن ذكر ما وقع بين محمد علي وجماعة "الربوة" من خلاف على منصب الخلافة بعد نور الدين - قال: "وأنكر نبوة الميرزا ليكسب العزة عند المسلمين"، ثم قال: "ولم ينكر أحدٌ هذه الحقيقة: أن "محمد علي" أقر بنبوة "الميرزا"، وإنكاره لنبوته يعتبر كالعقدة في الهواء". والواقع: أن القول بأن الفرع اللاهوري - وعلى رأسهم "محمد علي" - ما كانوا يؤمنون بنبوة الغلام عن اقتناع: قولٌ بعيدٌ جدًّا؛ ذلك أن مواقفهم وتصريحاتهم كلها تشهد بإقرارهم بنبوة الغلام وليس فقط أنه مصلح ومجدد. كما أن تصريحات "الغلام" نفسه بنبوته لا تخفى على من هو أبعد من الفرع اللاهوري، فكيف يقال بأنها خفيت عليهم؟! . كما أن معتقد الفرع اللاهوري ليس له أي أساس آخر غير الأساس الذي بناه "غلام أحمد" وأسهم فيه "محمد علي" نفسه. والباطل لا بد وأن يتناقض أهله فيه، فقد صرح "محمد علي" نفسه بقوله عن الغلام: "نحن نعتقد أن "غلام أحمد" مسيح موعود، ومهدي معهود، وهو رسول الله ونبيه، ونزله في مرتبة بيَّنها لنفسه - أي: إنه أفضل من جميع الرسل -، كما نحن نؤمن بأن لا نجاة لمن لا يؤمن به! ". ونصوص أخرى كثيرة كلها تثبت أن هذا الفرع لا يختلف في النتيجة عن الحركة القاديانية الأم في قاديان، وأنه كان يراوغ في إظهار معتقده نفاقًا وإيغالًا في خداع العامة، حتى إنه كان يوصي أتباعه في جزيرة "مارشيس" ألا ينشروا هناك أن الغلام نبي، وأن من لم يؤمن به فهو كافر؛ لأن هذا المسلك يضر بانتشار القاديانية، أي: ولكن ينشروا أنه مجدد، لتقريب وجذب المسلمين إليهم. ومن أقوال هذا الفرع أيضًا: "يا ليت أن القاديانية كانت تُظهر غلام أحمد بصورة غير النبي ... ولو فعلوا هذا لكانت القاديانية دخلت في أنحاء العالم كله". وبهذا يتضح: أن هذا الفرع أمكر وأكثر احتيالًا لنشر القاديانية، وهو الذي أتيح له التوغل في العصر الحاضر إلى أقصى البلدان الإسلامية في آسيا وفي أفريقيا. وقد قام محمد علي بنشاط كبير في عرض القاديانية، ولعل من أهم أعماله: ترجمته للقرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية، حيث ملأها بالأفكار القاديانية، مما جعل الكثير من الناس يقعون ضحية تلك الأفكار ظانين أنها ترجمة رجل مسلم، لقد اتجه هذا الرجل في تفسيره للقرآن وجهة خطيرة لم يتورع فيها عن الكذب والتعسف ومخالفة أهل العلم واللغة والإجماع، وإنما فسره بمعان باطنية، فيها التركيز على إنكار الإيمان بالغيب وبالقدرة الإلهية، والأمثلة على ذلك كثيرة جدًّا، منها على سبيل المثال: ١. قوله تعالى لموسى: (اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا) البقرة/٦٠، أي: أن الله أمر موسى بالمسير إلى جبل فيه اثنتا عشرة عينًا. ٢. (وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ) البقرة/٦٣، أي: كنتم في منخفض من الأرض والجبل يطل عليكم. ٣. (فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ) البقرة/٦٥، أي: مسخت قلوبهم وأخلاقهم. ٤. (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ) آل عمران/٤٩، المراد بالطير هنا: استعارة، أي: رجال يستطيعون أن يرتفعوا من الأرض وما يتصل بها من أخلاق وأشياء، ويطيروا إلى الله ويحلقوا في عالم الروح. ٥. المراد باليد البيضاء التي أُعطي موسى: أي: الحجة، والحبال والعصي في قوله تعالى: (فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ) الشعراء/٤٤، أي: وسائلهم وحيلهم التي عملوها في إحباط سعي موسى. ٦. وفي قوله تعالى: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ) سبأ/١٤ الآية، دابة الأرض: هو رجل اسمه "رحبعام بن سليمان" الذي تولى الملك بعده، وسمي دابة الأرض لقصر نظره، إذ كان لا يجاوز الأرض. والمنسأة التي هي العصا: كناية عن ضعف الحكومة وانقراضها. والجن: شعوب أجنبية بقيت في حكم بني إسرائيل إلى ذلك العهد. وهدهد سليمان: هو إنسان! كان يسمَّى الهدهد، وكان رئيس البوليس السري! في حكومة سليمان. وقد تلاعب بمعاني القرآن الكريم على هذا التفسير الباطني الهزلي المملوء بالأكاذيب والخرافات، وقد تلقفه المسلمون - خصوصًا من لم يعرف العربية - بكل سرور، لعدم علمهم بأن تفسير "محمد علي" للقرآن الكريم باللغة الإنجليزية، إنما يراد به هدم معاني الشريعة الإسلامية والمفاهيم الصحيحة، وقد ذكر الأستاذ الندوي في كتابه "القادياني والقاديانية" كثيرًا من مثل هذا التلاعب بالقرآن للتحذير وإبراء الذمة. "فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام" (٢/٨٤٦ - ٨٥١) . وعلى هذا، فهذه الفرقة اللاهورية لا تختلف عن أصلها: ولها الحكم نفسه، وهو الخروج من الإسلام. وقد صدر قرار عن " مجلس مجمع الفقه الإسلامي " المنبثق عن " منظمة المؤتمر الإسلامي " برقم: ٤ (٤ / ٣) بشأن القاديانية واللاهورية، وقد جاء فيه: "وأما اللاهورية: فإنهم كالقاديانية في الحكم عليهم بالردة، بالرغم من وصفهم ميرزا غلام أحمد بأنه ظل وبروز لنبينا محمد ﷺ" هذا ويحرم تزوج المسلم من قاديانية. _________ (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: وهو مؤلف هذا الكتاب (**) وقد أشار المؤلف في مقدمة كتابه هذا إلى تلك الترجمة
القاديانية أو الجماعة الأحمدية نسب هذه الجماعة إلى الميرزا غلام أحمد الذي ولد في "قاديان" بالهند نحو سنة ١٨٤٠ فهي طورًا تدعى "الأحمدية" نسبة إلى غلام أحمد وطورًا "القاديانية" نسبة إلى بلد المنشأ. وتعود أسرة الميرزا غلام أحمد في أصولها إلى سمرقند لكن آباءه رحلوا إلى الهند واستوطنوا "قاديان" وصارت لهم الرياسة في تلك البلاد. درس غلام أحمد القرآن الكريم واللغة الفارسية واللغة العربية وعلوم النحو والمنطق والفلسفة، وعندما مرض والده سنة ١٨٧٦ زعم غلام أحمد أن وحيا نزل عليه وأنبأه أن أباه سوف يموت بعد غروب يوم معين، وعندما توفي والده في اليوم الموعود راح يدعي أن الوحي يخاطبه باستمرار. وقد ادعى أنه أكتشف قبرًا في كشمير، وأن هذا القبر يعود إلى المسيح الذي لم يمت على الصليب، بل نزل عنه وسافر إلى كشمير مع أمه مريم وعاش طويلًا، وعندما توفي دفن في هذا القبر، وأهل كشمير يزعمون أن هذا القبر للنبي عيصا "عيسى" وأمه مريم، وراجت في الأثر شائعة قوية تقول أن روح المسيح، حلت في غلام أحمد لأنه أكتشف القبر الحقيقي للمسيح وأنه هو المهدي المنتظر الذي ينتظر الكثير من المسلمين عودته. وأدعى أن المعجزات تجري على يديه. وعندما حدث في سنة ١٨٩٤ كسوف الشمس، بادر أتباعه إلى الزعم أنه هو الذي أجرى هذه المعجزة، وهكذا راح أتباعه يتكاثرون شيئًا فشيئًا، واستفاد هو من رياسة والده على المنطقة ومن الامتيازات التي كان يتمتع بها والده الميرزا غلام مرتضى في ظل الإنكليز. وعندما توفي والده سنة ١٨٧٦ خلفه في منصبه وناب عنه ابنه الأكبر الميرزا غلام قادر في خدمة الحكومة البريطانية التي استفادت منه كثيرًا لما تتمتع به هذه العائلة من نفوذ ديني واقتصادي في منطقة كشمير. ولم تكد سنة ١٨٨٠ تطل، حتى كان الميرزا غلام أحمد قد ظهر كأحد الدعاة الإسلاميين المشهورين في الهند. وفي كانون الأول ١٨٨٨ دعا عموم المسلمين إلى مبايعته، فانضم إليه وبايعه عدد كبير منهم وكان يدعي أنه "مجدد العصر" و"مأمور من الله" وانه مماثل للمسيح. وفي سنة ١٨٩١ أعلن أن المسيح قد مات، وأنه نفسه هو المسيح الموعود والمهدي المعهود. وفي سنة ١٩٠٠ صار أتباعه يطلقون عليه صراحة، لقب "نبي" وكي لا يثير نقمة بقية المسلمين كان يدعي أنه "نبي ناقص" غير أنه كشف موقفه تمامًا سنة ١٩٠٨ قائلًا: "أنا نبي وفقًا لأمر اله وأكون آثمًا إن أنكرت ذلك". أثار هذا التصريح نقمة علماء المسلمين في الهند "وكانت تضم الباكستان وبنغلادش يوم ذاك" فتصدوا لهذه البدعة وراحوا يقاومونها بالدعوة والخطب والمقالات. ومن أشهر من تصدى لهذه الجماعة محمد إقبال وأبو الأعلى المودودي وأبو الحسن الندوي، وهم الذين صاروا من أعلام الفكر الإسلامي في العالم في ما بعد. والحقيقة أن الميرزا غلام أحمد وإن كان هنديًا فهو فارسي الأصل، وقد استفاد من الموروث الديني لدى الفرس، وأدرك الأهمية التي تمتاز بها الأحاديث والعقائد المتعلقة بالمهدي المنتظر، ومدى تعلق وجدان المسلمين الفرس وسلوكهم بهذه العقيدة. فاستفاد من ذلك كله استفادة عظيمة، وصاغ مقولته على النحو التالي: "إن الله قد بعثني مجددًا على رأس هذه المئة، واختصني عبدًا لصالح العامة، وأعطاني علومًا ومعارف لإصلاح هذه الأمة، ووهب لي من لدنه علمًا حيًا لإتمام الحجة على الكفرة، وجعلني من المكتملين الملهمين، وأكمل علي نعمه وسماني المسيح بن مريم بالفضل والرحمة". إشارة إلى الحديث المنسوب الذي يقول أن الله يرسل على رأس كل مئة سنة من يجدد الإسلام وينصر أمة المسلمين. أثارت هذه الدعوة نقمة عارمة في صفوف المسلمين ممن لم يؤمنوا بها. ولولا حماية الإنكليز لهذه الجماعة لربما كان المسلمون قضوا عليها. ومن الطبيعي أن يحمي الإنكليز "القاديانيين" أو "الأحمديين" من غضب بقية المسلمين، وذلك لأن المسلمين كانوا يرفعون فريضة الجهاد في وجه الاحتلال الإنكليزي، في حين أن غلام أحمد أسقط هذه الفرية، ودعا إلى التعاون مع الحكومة البريطانية. انقسام القاديانية بقيت هذه الجماعة متحدة في زمن مؤسسها الميرزا غلام أحمد وفي أيام خليفته نور الدين لكنها انقسمت بعد وفاة نور الدين إلى قسمين أو شعبتين: ١- شعبة قاديان بزعامة محمود بن غلام أحمد. ٢- شعبة لاهور بزعامة محمد علي وهو مترجم معاني القرآن إلى اللغة الإنكليزية. أما شعبة قاديان فأساس عقيدتها أن غلام أحمد نبي مرسل، غير أن شعبة لاهور لا تعتقد بنبوته على الرغم ما في كتبه من ادعاءات بالنبوة. وتؤمن شعبة لاهور أن المسيح هو ابن يوسف النجار من مريم. القاديانية اليوم يبلغ عدد الجماعة الأحمدية "القاديانية" نحوا من المليون أو أكثر منهم نحو مئة ألف في الهند. وتعتبر شعبة لاهور الأكثر نشاطًا في شؤون الدعوة في الخارج، ولها مركز كبير في لندن، ويشمل نشاطها عددًا من دول آسيا وأوربا وأمريكا. وللجماعة الأحمدية بعض الأتباع المتفرقين في لبنان وسورية والأردن ولهم مجموعة نشطة في دمشق تتمركز في حي الميدان. ومن أبرز وجوه هذه الجماعة في دمشق الكاتب السوري نذير المرادني. وفي عمان جرت محاكمة الصحافي الفلسطيني المعروف إبراهيم أو ناب بتهمة اعتناق الأحمدية والردة عن الإسلام، لكن المحكمة برأته فيما بعد. ومن أشهر الشخصيات الأحمدية في العالم ظفر الله خان وزير خارجية الباكستان السابق، وكان متزوجا من امرأة فلسطينية انفصلت عنه لاحقًا وتزوجت الدكتور اللبناني نديم نعيمة ثم انفصلت عنه أيضًا وتدعى بشرى رباني من قرية الطيرة قرب حيفا. المصادر ١- أبو الحسن الندوي، القادياني والقاديانية، الدار السعودية للنشر، جدة ١٩٧١. ٢- الدكتورة آمنة محمد نصير، أضواء وحقائق على البابية والبهائية والقاديانية، بيروت، دار الشروق ١٩٨٤.
دعاية المسيحية القاديانية الملقبة بالأحمدية كتب: محمد رشيد رضا كتب إلى جريدة البلاغ البيروتية مراسل من مدينة لاهور في بلاد الهند فصلًا مسهبًا سماه (عقائد الجماعة الأحمدية في الهند) قسم فيه الفرقة إلى اثنتين: فرقة (قاديان) وهي التي بنت الجامع الذي في لندن، وفرقة (لاهور) عاصمة حكومة البنجاب وهي التي بنت جامع برلين. وإننا ننشر ما جاء في البلاغ عن هذا المكاتب، ونعلق عليه بتحذير المسلمين من هذه الدعاية التي تنشرها جرائدهم السياسية غير عليمة بما وراءها من الجناية على الإسلام، وهذا نصه بأغلاطه العربية لم تصحح منها إلا آيات القرآن: الفرقة الأحمدية في لاهور هي تحت رئاسة مولانا الأمير محمد علي مترجم القرآن الكريم إلى اللغة الإنكليزية، وهي اعتقاد عامة المسلمين، لا تختلف عنهم إلا ببعض نظريات كوفاة سيدنا عيسى، والناسخ والمنسوخ في القرآن، وقد قامت هذه الفرقة بتضحيات عظيمة في الهند وأوربا في سبيل نشر الإسلام، وافترقت عن الأحمديين القاديانيين منذ وفاة السيد أحمد مؤسس تلك الفرقة، وقد كان إسلام اللورد هدلي على يد فرقة الأحمدية؛ لأن خوجه كمال الدين معين مبشرًا في إنكلترا من قبل الأمير محمد علي. هذه كلمة يقول عنها المراسل إنها توطئة لرسائله التي سيوافي بها البلاغ، وإننا ننشر منذ اليوم أولى هذه الرسائل، قال: إن تبليغ الأحمدية هو تبليغ الإسلام الروحاني [١]، ومقصدها تطهيره من العناصر الأخرى، وتغلبه في هذه الدنيا. كان المؤسس لهذه الدعوى هو مرزا غلام أحمد قادياني مجدد القرن الرابع عشر حسب وعود النبي ﷺ حيث قال: (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها، ورجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء) [*]، وقد قام هذا الشخص بدعوى مجدد ومحدث. وبعد وفاته أقام لحفظ وإشاعة الإسلام (مجلس شورى خدام الإسلام) الذي مركزه في لاهور (الهند) . وعقائد هذه الجماعة هي مثل عقائد أهل السنة التي تطابق القرآن والحديث، ولكن بإمعان النظر؛ فإن أفكار هذه الجماعة مبنية على المعنى الصحيح من القرآن والحديث وهي: ١- تعليم القرآن والحديث: إن حضرة النبي محمد ﷺ هو خاتم النبيين، وبعده لا يأتي نبي، وجاء في الحديث أيضًا: (لا نبي بعدي)، وعقائد الجماعة الأحمدية في لاهور هي مطابقة لهذا الحديث، على أنه لا يأتي نبي إن كان قديمًا أو جديدًا بعد نبينا محمد ﷺ، لأن مجيء أحد الأنبياء قديمًا أو جديدًا قد تكون بعثة محمد ﷺ ورسالته ختمت، ومن غير الإيمان بالنبي الآتي لا يحصل أحد على النجاة، وعلى ذلك؛ فإن أفراد هذه الجماعة يفهمون بأن من خلاف المسلمات مجيء عيسى بن مريم الذي كان رسولًا إلى بني إسرائيل في الأمة المحمدية، ومنه على حسب الآيات القرآنية [وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ] (آل عمران: ١٤٤)، [فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ] (المائدة: ١١٧)، وغير ذلك من الآيات الكريمة التي تبرهن على وفاته، ولهذا أيضًا ممنوع مجيء نبي جديد؛ لأن الأنبياء من لدن الله ﷿ يأتون إلى الناس إما ببعض الهدايات أو الشرائع، ولأن القرآن أتى بدين مكمل كما هو دعواه [اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ] (المائدة: ٣)، ولهذا ممنوع للمستقبل مجيء إحدى الهدايات والشرائع الجديدة، ومن هذا الوجه؛ فإن مجيء أحد الأنبياء الآن هو لغو ولهج في الألسن فقط، وهي بعيدة عن شأن الله تعالى، من هذه الدلائل؛ فإن هذه الجماعة مصدقة بأن النبوة المحمدية ووحي القرآن كافيان إلى يوم القيامة، ولا ضرورة لنبي جديد أو قديم إلى يوم القيامة [٢] . ٢- إن ألفاظ القرآن كلها واجبة العمل وليس فيها ناسخ ومنسوخ؛ لأن دعواه [وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا] (النساء: ٨٢)، ومعنى التصديق في مسألة ناسخ ومنسوخ في الآيات القرآنية هو وجود الاختلاف فيها؛ لذلك فإن هذه الجماعات لا توافق على مسألة الناسخ والمنسوخ في القرآن، بل هم يفهمون بواجب العمل على جملة أحكام القرآن طبقًا لحالات الزمان وضروراته. ٣- معنى الإسلام هو مذهب الصلح والسلامة؛ لذلك فإن هذه الجماعة يفهمون بأنه لا يجوز أي نوع من أنواع التشدد والجبر في الإسلام؛ لأن حكم القرآن [لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ] (البقرة: ٢٥٦)، وحضرة النبي الكريم وصحابته لم يستعملوا السيف ولا الجبر قط في تبليغ الدين الإسلامي، والقرآن أمرنا بالجهاد لأجل الدفاع فقط [وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ] (البقرة: ١٩٠)، والإسلام انتشر بقوته الروحانية، وسينتشر كذلك في المستقبل إن شاء الله، وثبوته موجود في هذا الزمان، فالجماعة القليلة لمجدد هذا القرن، قد فازوا في إدخال الألوف من طبقة الأدباء والفضلاء في أوربا وأمريكا في الدين الإسلامي، ونعلم علم اليقين أنه إذا كان عقلاء المسلمين وعلماؤهم يقومون مع هذه الجماعة باتحاد العمل في هذا الشغل الصالح، ويعضدوا قوتها؛ فتفوز بسرعة بغلبة الإسلام الروحانية على جميع الدنيا، وتدخل الطبقة العاقلة المخالفة للإسلام في الدين الإسلامي، ومتى زاد عدد المعاونين في هذا العمل؛ يرتفع كثير من المشكلات السياسية عن المسلمين. ٤- هذه الجماعة لا تأخذ حصة في التبليغ السياسي في أي مملكة كانت، وفي أي بلاد مختلفة تشتغل فيها بالتبليغ، فعضوها المبلغ يحترم قوانين تلك البلاد. ٥- هذه الجماعة تعتقد بأن جميع الناس الذين يؤمنون بكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله من قلب خالص هم مسلمون، وتفهم بأن تكفير أحد أصحاب كلمة الشهادة هو مناف لاتحاد المسلمين، واعتقاد هذه الجماعة بأن جميع المؤمنين إخوة، ويفهمون بأن معاونة جميع المسلمين من أي فرقة كانوا هي ضرورية؛ لأن الجماعة التي تريد أن تَرْقَى، وتظهر في الدنيا تعليم الله ورسوله، فهي لا تقدر أن تفهم بأن إخوانها الناطقين بالكلمة هم خارجون عن الإسلام. ٦- إن أفراد هذه الجماعة يحترمون جميع الأنبياء والصحابة والأئمة والمجددين، وليست طريقتهم بأن يهينوا أحد مشايخ الأمة، وعلى هذه الصورة أيضًا يعززون كبار المذاهب الأخرى، وعلى موجب التعليم الإسلامي لا يذمون أحدًا منهم. إن الخدمات الإسلامية التي قامت بها هذه الجماعة المختصرة في ظرف مدة قليلة هي على حسب ما يأتي، ندرجها ههنا؛ ليشترك المسلمون معنا في العمل في هذا التبليغ والعمل الصالح، وليس مرادنا من درجها أن نحرز الفخر؛ لأن هذه الجماعة إنما تعمل لخدمة الإسلام خدمة خالصة، وليس لأجل الفخر وهذه هي: ١- التبشير بالإسلام في الممالك الأخرى. أ - أقيم على صرف الألوف من الدراهم مركز للتبشير في محلة (وكنج) في إنكلترا، حيث تصدر هناك مجلة مصورة بالإنكليزية؛ لأجل تبليغ الإسلام، ومنها يوزع عدد كبير مجانًا لغير المسلمين، وعلاوة على ذلك، ينشر كثير من الكتب الإسلامية المفيدة باللغة الإنكليزية هناك. ب - ثم إن هذه الجماعة لإعلاء كلمة الإسلام بنوا مسجدًا في برلين عاصمة ألمانيا، وصرفوا على تعميره نحو ١٥٠ ألف روبية، وأيضًا تصدر مجلة باللغة الألمانية؛ لأجل تبليغ الإسلام، وكثيرًا من الكتب الإسلامية المفيدة انتشرت باللغة الألمانية. ج- ثم إن حركة التبليغ الإسلامي جارية في جزيرة (جاوا) التابعة لحكومة هولاندا، وكثير من الكتب الإسلامية قد انتشرت لسكان هذه الجزيرة باللغة الملائية ولغة هولاندا حاكمة البلاد، وقد يترجم الآن القرآن باللغة الملائية. د- والتبليغ الإسلامي يجري في أوروبا وأمريكا وإفريقيا وآسيا والجزائر المختلفة بواسطة الخط والكتابة وإرسال الكتب الإسلامية مجانًا، ويعطَى إلى جميع المكتبات الكبرى في العالم كثير من المجلات والكتب مجانًا بدون ثمن. ٢- التبليغ في داخل بلاد الهند: أ- إن التبليغ الإسلامي جار في الأماكن التي لا يوجد فيها مسلمون، وقد دخل إلى الآن ألوف من الناس في الدين الإسلامي. ب- ويجري استعداد المبلغين الواقفين على العلوم الدينية والعلوم العصرية؛ لأجل دعوة المجوس والمشركين والمذاهب الأخرى إلى الإسلام، ثم إن كثيرين من طلبة (البلاد) الأخرى يحصلون العلم في مدرسة " إشاعة الإسلام " بحيث يمكنهم القيام بالتبليغ الإسلامي في بلادهم بعد فراغهم من تحصيل العلوم. ٣- سلسة التصانيف: أ - لكي يمد المبلغون الإسلام؛ تنتشر كثير من الكتب الإسلامية باللغة العربية والتركية والإنكليزية والفرنسوية والألمانية والإيطالية وغير ذلك من اللغات الأخرى. ب - طبعت ترجمة القرآن باللغة الإنكليزية والهندية، وأرسل منها الألوف إلى جميع أنحاء العالم؛ فحازت القبول [٣]، والآن يترجم إلى اللغة الصينية والملائية وفي بعض اللغات الأوربية، وفي هذه السنة وزعت ٥٠٠ نسخة من القرآن باللغة الإنكليزية على جميع مكتبات الدنيا المشهورة مجانًا. ج - أرسلت أيضًا ترجمة السيرة النبوية باللغة الإنكليزية إلى جميع المكتبات مجانًا، وترجمتها باللغة الألمانية والإيطالية تحت التصنيف. - تنشر جريدة (لايت) الإنكليزية في كل خمسة عشر يومًا مرة، وتوزع تقريبًا خمسمائة نسخة منها مجانًا على المكتبات وعلى بعض الإخوان من المسلمين وغير المسلمين، وتعطَى القيمة إلى تلامذة المدارس والفقراء. ٤- وسائل الدخول: أ - لسد هذه النفقات الكثيرة كلها؛ يعطي كل فرد من هذه الجماعة حسب اقتداره إلى (بيت المال القومي) المبلغ المعين له شهريًّا، وعلاوة على ذلك فإن دراهم زكاة وصدقة هذه الجماعة أيضًا تجمع في (بيت المال)، ثم تصرف على الشعبات المختلفة بواسطة إدارة منظمة، وأما جماعات المسلمين الأخرى فالقليل منهم الذين قاموا بمد يد المساعدة لإشاعة الإسلام. ٥- الواردات الداخلة والخارجة في السنة الماضية: بلغ مجموع الواردات في السنة الماضية للجماعة الأحمدية في لاهور ٩٣٤، ١٨٩ روبية، صرفت على الأشياء الآتية: أ - شراء اللوازم العامة لجميع الدوائر (بيت الضيوف)، وإشاعة الكتب والمجلات مجانًا، وللواعظين ومدرسة إشاعة الإسلام، ومساعدة المساكين واليتامى المكتبة والأملاك غير المنقولة، متفرقة ٣١٧٢٣ روبية. ب - تبليغ الهند ٥٤١٢ روببة. ج - تبليغ البلاد الأخرى ٣٠٣٦٠ روبية. د - الصحافة ١٢٥٢٧ روبية. هـ - نفقة تثقيف المتوحشين ٣٨٨٠ روبية. وتصنيف وتأليف - ٢٤٩٢٤ روبية. ز - تعليم المدارس ٣٥٥٣٤ روبية. ط - تعمير المحلة الأحمدية - ٨٣ روبية. ثم إن الخدمات التي أتت بها هذه الجماعة المتحدة للإسلام والمسلمين لا ينكرها أحد من عقلاء المسلمين، فنظامها قابل التقليد للمسلمين، فإذا كانت جماعة متحدة صغيرة أتت بهذه الأعمال العظيمة، فكيف لو كانت القوة المتحدة للمسلمين مع هذه الجماعة؟ لا شك إذ ذاك تكون للإسلام قوة شديدة وكبيرة جدًّا، ولخدمة الإسلام يلزم على إخواننا المسلمين أن يشتركوا معنا في هذا العمل الجليل. ومما تجب الإشارة إليه أن تبليغ الجماعة الأحمدية في لاهور (البنجاب) ليس لها تعلق مع الجماعة التي تدعي بأن مرزا أحمد قادياني هو نبي حقيقي ورسول ويكفر جميع المسلمين. وقد أعلنت جماعتنا بأنها بريئة من هذه العقائد؛ لأن هذه العقائد اخترعت بعد وفاة المجدد والمؤسس لهذه الحركة، وهو بريء من هذا الافتراء، والله على ما نقول شهيد. ***عقائد جماعة لاهور الأحمدية [٤] إن جمعية (ألأنجمن الأحمدية إشاعة الإسلام في لاهور) قد شرعت في العمل لتوسيع نطاق التبليغ والتبشير في أوربا والممالك الأخرى، والقيام لمقابلة المخالفين للإسلام، وهي تجاوبهم وترد عليهم بواسطة الإعلانات والمجلات والجرائد والمبلغين، وقد تشيع ترجمة القرآن الكريم والسيرة النبوية في أنحاء مختلفة، وهي ترفع علم التوحيد في ممالك أوربا الآن حيث يوجد مسجدان واحد في (برلين) عاصمة ألمانيا والثاني في (وكنج) في عاصمة البلاد الإنكليزية وهناك ألوف من إخواننا الذين اعتنقوا الدين الإسلامي يؤدون صلاتهم فيها. وقد يشك بعض الناس في عقائد الأحمدية، ولذلك أرى من الواجب الإشارة إلى هذه العقائد، لإطلاع إخواننا المسلمين عليها، وإلى القارئ تلك العقائد التي يضعها فريق جماعة لاهور الأحمدية. أولًا - إننا نؤمن بوحدانية الله تعالى، وبرسالة رسوله محمد ﷺ. ثانيًا - نؤمن بالقول والفعل بأن حضرة محمد المصطفى ﷺ خاتم النبيين، وقد أكمل الله تعالى الدين ببعثته؛ لذلك لا يأتي نبي بعده ﷺ، نعم يأتي مجددون يكون عملهم خدمة الإسلام وتأييد الدين. ثالثًا - نحن نؤمن بالقول والفعل بأن القرآن الكريم الذي أنزل على محمد المصطفى ﷺ هو كلام الله، ولا يمكن نسخ أي حكم من أحكامه إلى يوم القيامة. رابعًا - نحن نصدق بأن حضرة مرزا غلام أحمد صاحب قاديان مجدد القرن الرابع عشر، ولا نصدق بنبوته. خامسًا - نحن نصدق بأن الله تعالى يكلم أولياء هذه الأمة، وأن هؤلاء الناس يدعون بالمحدث باصطلاح الشريعة، وعلى هذا يصير استعمال لفظ (النبوة) الظلية في اصطلاح الأولياء، والأمثل ظل الله لا يكون الله، ولا ظل النبوة يكون نبيًّا. سادسًا - نحن نفهم بأن كل إنسان يؤمن بكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله يكون مسلمًا. سابعًا - نحن نعز جميع الصحابة الكرام ومشايخ الدين، ولا ننظر بنظر النفرة والتحقير لأي صحابي أو إمام أو محدث أو مجدد ما. ثامنًا: نحن نفهم بأن تكفير المسلمين هو فعل قابل للنفرة والاشمئزاز أكثر من كل شيء، وعلى إظهار النفرة من أولئك الناس الذين يكفرون أحد المسلمين أو جماعة ما من المسلمين لا نصلي خلفهم؛ إن كان المكفر أحمديًّا أو غيره من الناس، ثم إننا نصلي خلف أولئك الناس الذين ينفرون من فتاوى التكفير إن كانوا أحمديين أم غيرهم من المسلمين. تاسعًا: إننا نصدق بصحة الأحاديث التي فيها ذكر نزول المسيح، ولكن بما أن القرآن الكريم يقول بألفاظ واضحة وصافية بذكر وفاة حضرة المسيح؛ لذلك نأخذ المراد منها بظهور مجدد للدين. عاشرًا: وفي قربنا أن الدين الإسلامي قبلًا لم ينشر بالجبر ولا يكون أيضًا فيما بعد ظهور مهدي كهذا ينشر الإسلام بقوة السيف، بل إن المهدي هو على ذاك الذي يحصل الهداية من الله تعالى ويظهر صداقة الدين الإسلامي. وفي الختام أقول: إن بعض الناس ينسبون عقائد الجماعة القاديانية لنا. على أن مما يؤخذ الجماعة القاديانية غلوهم، بأن وضعوا حضرة مجدد القرن الرابع عشر في منصب النبوة، وكفروا جميع مسلمي الأرض، وقرروا خروجهم عن دائرة الإسلام، وقد رددت جماعتنا هذا القول مرارًا عديدة. اهـ. (المنار) إن ما علقناه من الحواشي الوجيزة على هذه الدعاية يظهر للمسلمين أن هؤلاء الأحمدية على الباطل، وان كانت الفرقة الأخرى من أتباع القادياني أشد منهم غلوًّا في مسيحيته الباطلة، وسننشر في جزء تال مقالًا في ذلك، يتبعه نُقُول من كتب المسيح القادياني الدجال، يعلم منه أن كل متبع له خارج من حظيرة الإسلام. _________ (١) هذا أول اعتراف من هذه الملة الجديدة بأنها تدعو إلى شطر الإسلام الروحاني، وتترك شطره الخاص بالأمور الجسدية أو الدنيوية، كما فعلت المسيحية في اليهودية، وهذه دعوى مسيحهم الدجال ميرزا غلام أحمد القادياني الذي ادعى أنه مسيح الإسلام الموعود به في الأحاديث النبوية، مع أنها لا تنطبق على حاله بوجه ما. (*) قوله: (ورجال يكلمون) ليس من هذا الحديث، ولكن ورد هذا المعنى في حديث آخر كما ورد أنه يظهر في هذه الأمة دجالون قبل الدجال الأكبر والقادياني من هؤلاء كما سنبينه. (٢) المنار: الغرض من هذا حمل أحاديث مجيء المسيح عيسى بن مريم على القادياني لدعواه هو المسيح المنتظر ولكنه هو قد ادعى الوحي حتى بالشعر كما سننقله عن كتبه بعد. (٣) هذا كذب فعلماء مصر أفتوا حكومتهم بمنع الإذن بدخول مصحفهم المطبوع مع ترجمتهم له، وكذلك فعل مفتي بيروت. (٤) مقالة أخرى نشرت في جريدة البلاغ البيروتية
أحمد القادياني.. وإلغاء فريضة الجهاد أخمد الإنجليز الثورة التي اشتعلت ضدهم في الهند (سنة ١٢٧٤هـ = ١٨٥٧م)، وكانت ثورة عارمة كادت تعصف بالوجود البريطاني كله هناك، وكان المسلمون في الهند وراء إشعال لهيب الثورة، التي يغذيها روح الجهاد وحب الاستشهاد وفتاوى العلماء بأن الهند دار حرب وبعد أن أحكم الإنجليز سيطرتهم، وقضوا على الحكم الإسلامي في الهند، عكفت حكومة الاحتلال على دراسة الأوضاع في شبه القارة الهندية، وإرسال البعثات لجمع المعلومات وتقصّي الحقائق؛ بحثا عن الأسباب التي أدت إلى اشتعال الثورة بهذه القوة والضراوة، ووضع الوسائل والآليات التي تمنع حدوثها. أرسلت الحكومة البريطانية وفدا يضم مفكرين وزعماء مسيحيين في سنة (١٢٨٦هـ = ١٨٦٩م)، فمكث في الهند فترة يدرس الأوضاع، ويحلل الأسباب وقدم تقريرا إلى الحكومة خلص فيه إلى أن أكثر المسلمين في الهند يتبعون زعماءهم الدينيين اتباع الأعمى، وقالوا: لو وجدنا شخصا يدّعي أنه نبي لاجتمع حوله كثير من الناس، ولكن ترغيب شخص كهذا أمر في غاية الصعوبة، فإن حلت هذه المسألة، فمن الممكن أن ترعى نبوة هذا الشخص بأحسن وجه تحت إشراف الحكومة، والآن- ونحن مسيطرون على سائر الهند- نحتاج إلى مثل هذا العمل لإثارة الفتن بين الشعب الهندي وجمهور المسلمين. وقد درست السلطات البريطانية ما جاء في التقرير وحددت المواصفات لمن يقوم بهذا الدور، وفضلت أن يكون من بين الأسر التي توالي الإنجليز، وأن يكون مسلما تتوافر فيه مقومات الزعامة، خطيبا لبقا، يجيد الجدل والمناظرة، ووجد الإنجليز ضالتهم في "أحمد القادياني المولد والنشأة ولد "أحمد مرتضى بن عطاء" سنة (١٢٢٥هـ = ١٨٣٩م) في قرية قاديان، إحدى قرى منطقة البنجاب التابعة الآن لباكستان، وإلى هذه القرية نُسب أحمد واشتهر باسم "أحمد القادياني". نشأ في أسرة تدين بالولاء للإنجليز وترتبط بصداقات مع طائفة السِّيخ، ألدّ أعداء الإسلام والمسلمين في الهند، وتعلم تعليما دينيا، فحفظ شيئا من القرآن، وتعلم اللغتين الفارسية والعربية، ودرس المنطق والحكمة، والأدب، والطب القديم، ولما بلغ أشده عمل موظفا في محكمة ابتدائية إنجليزية في مدينة "سيالكوت" القريبة من لاهور، ثم استقال منها بعد أربعة أعوام لمعاونة أبيه في إدارة شؤونه الخاصة، وطوال هذه الفترة لم يتوقف عن القراءة والمطالعة. ثم خاض أحمد القادياني غمار الجدل والمناظرات الدينية التي تحتدم في إقليم البنجاب، الذي كان يموج بالإرساليات التبشيرية التي تعمل على تنصير المسلمين وتهاجم الإسلام ونبيه، فضلا عن المناظرات بين أصحاب الأديان المختلفة، وكان المسلمون ينظرون إلى من ينهض للدفاع عن دينهم، ويجيد آليات الجدل ومقارعة الخصوم- نظرة إجلال وتقدير، وكان هذا هو المدخل الذي نفذ من خلاله أحمد القادياني، ويبدو أن هذا كان بتدبير الإنجليز الذين كانوا يبحثون عن الشخص الذي يجعل ما جاء في تقرير لجنتهم موضع التنفيذ. دعوة القادياني نجح أحمد القادياني في جذب الأتباع والأنصار إليه باعتباره واحدا من المدافعين عن الإسلام، فالتفوا حوله، وأنزلوه في نفوسهم منزلة رفيعة، ولما رأى شهرته تتسع وأتباعه يتزايدون، أضفى على عمله صفة القداسة، وزعم أنه مأمور من الله تعالى بالدفاع عن الإسلام، وحماية عقيدته، مستغلا ضعف الثقافة الدينية لدى أتباعه، وبراعته في الجدل والإقناع، ثم أتبع ذلك بالدعاية لنفسه بأنه قادر على كشف الغيب، والتنبؤ بأحداث المستقبل، وأنه مستجاب الدعوة. غير أن هذه الدعاوى لم تصادف قبولا تاما، وأغضبت علماء المسلمين وأثارتهم ضده، وهو الذي يزعم أنه يعمل لصالح الإسلام، فخشي غضبة العلماء وثورة الجماهير فعدل عن ذلك، وتراجع عن ادعاءاته، حتى تحين الفرصة المناسبة، ونسب لنفسه صفة المجدد، مستغلا الحديث المعروف بأن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها. وفي هذه الفترة ألّف كتابين يخدم بهما فكرته، ويهيئ الأذهان للخطوة التالية التي سيقدم عليها؛ حيث جمع في أحدهما آراءه ومناظراته مع خصوم الإسلام، وحشد في الآخر الأدلة الدامغة على ثبوت المعجزات، وإمكانية وقوعها، وليس للعقل البشري المحدود أن ينكر وجودها. أنا عيسى ابن مريم!! كان حديثه عن إمكانية حدوث المعجزة التي هي من خصائص الأنبياء التمهيد للخطوة الأخرى، والتوطئة للدعوة إلى نفسه بأنه المسيح الموعود لهذه الأمة الذي بشرت به الأحاديث النبوية، فزعم أن له شبهًا بالسيد المسيح، وأضفى على نفسه صفات المسيح التي جاءت في المرويات، فأعلن في سنة (١٣٠٩هـ=١٨٩١م) في بلدة "لودهيانة" أنه المسيح الموعود الذي بعثه الله من جديد لتخليص العالم من آلامه وشروره، وأنه الأمل الذي طال انتظاره، وقد واجه علماء المسلمين في لودهيانة ادعاءات القادياني بالرفض والتفنيد، وقاد هذه الحملة الصادقة "مولوي محمد حسين" صاحب جريدة "إشاعة السنة"، ودعا إلى مناظرة القادياني حتى يتبين للناس كذب ما ادعاه، لكن والي المدينة حال دون وقوعها، فقد كان من أتباع القادياني، وأجبر العلماء على مغادرة لودهيانة. ثم انتقل القادياني إلى "دلهي" العاصمة الهندية يدعو لنفسه، ويبشر بمذهبه، فأنكر عليه العلماء دعواه، وطلبوه للمناظرة، فلم يستجب لهم، واستمر في دعوته، محميا بالإنجليز الذين أحاطوه برعايتهم، وأسس في سنة (١٣١٦هـ = ١٨٩٨م) مدرسة بقاديان لتعليم أبناء شيعته مبادئ نحلته، ووضع قانونا لأتباعه يدعوهم فيه ألا يزوجوا بناتهم إلا من كان على شاكلتهم ويدين بمذهبهم. ادعاؤه النبوة انتقل القادياني إلى المرحلة الثالثة بعد ادعائه الولاية والصلاح، وأنه المسيح الموعود، فأعلن في سنة (١٣١٨ هـ = ١٩٠٠م) النبوة المستقلة، قاطعا شوطا كبيرا، إلى الهدف الذي رسمه الإنجليز في صنع رجل يخدم مصالحهم في الهند، وكان لهذه الدعوى دويّ كبير، لم يخفف منه ادعاؤه بأنه نبي يدور في فلك النبي محمد ﷺ وتابِع له، فانصرف عنه كثير من المخدوعين به، وبقي معه أصحاب المنافع والأهواء. ولم يمض عام على هذه الدعوى حتى أعلن أنه نبي مستقل، مثله مثل سائر الأنبياء والمرسلين، قائلا: إنني صادق كموسى وعيسى وداود ومحمد ﷺ، وقد أنزل الله لتصديقي آيات سماوية تربو على عشرة آلاف، وقد شهد لي القرآن، وشهد لي الرسول، وقد عيّن الأنبياء زمن بعثتي، وذلك هو عصرنا هذا. إلغاؤه فريضة الجهاد استهدف القادياني من إعلانه النبوة تحقيق أمل الإنجليز في حياة مستقرة بالهند، دون ثورات وقلاقل، كان يقف وراءها المسلمون، ولم يكن هناك ما يحقق هذا الغرض سوى الإعلان بأن الجهاد قد أُلغي ونُسخ، ولما كان القادياني قد أعلن نفسه نبيا، فإنه أصبح في المنزلة التي تسمح له أن يكون صاحب تشريع يُلزِم به أتباعه. أعلن القادياني إلغاء الجهاد للحفاظ على الإنجليز في الهند، فيقول لأتباعه: "اليوم نُسخ الجهاد بالسيف بإذن الله، فمن حمل السيف على كافر بعد اليوم وسمى نفسه غازيا فقد عصى رسول الله، الذي قال قبل ألف وثلاثمائة سنة: إن الجهاد بالسيف ينتهي بعد مجيء المسيح الموعود.. فلا جهاد الآن بعد ظهوري". ويكتب إلى الحكومة الإنجليزية سنة (١٣٢٠هـ = ١٩٠٢م) هذه هي الفرقة القاديانية التي تسعى ليل نهار لإزالة عادة الجهاد المعربدة من أفكار المسلمين. ويؤلف الكتب والرسائل التي تحارب الجهاد، وخاصة إذا كان ضد الإنجليز، ويقول هو عن ذلك: "لقد ألّفت عشرات من الكتب، فيها أنه لا يحل الجهاد أصلا ضد الحكومة الإنجليزية التي أحسنت إلينا". ومن العجيب أن القادياني الذي نسخ الجهاد وحرمه أوجبه بالاشتراك مع الإنجليز ضد المسلمين، وكأن جهوده كلها كانت مصروفة لصدّ المسلمين عن محاربة الإنجليز؛ ولذا كان القادياني يجعل طاعة الإنجليز وموالاتهم شرطا لمن يدخل في دعوته، بل وجعل طاعتهم من طاعة الله، فيقول: إن خروجنا ضد الحكم الإنجليزي خروج على طاعة الله ورسوله. نهاية القادياني ومنذ عام (١٣٢٠هـ = ١٩٠٢م) بدأ القادياني يميز أتباعه بإحصاء عددهم، وتقييد أسمائهم في سجلات خاصة بهم، والتمييز بينهم وبين المسلمين، وأنشأ في قاديان مسجدا، جعله قبلة للحج لأتباعه بدلا من الحج إلى مكة، وأقام مدرسة لتخريج الدعاة إلى مذهبه، وأصدر مجلة لنشر أفكاره، أطلق عليها "الأديان"، وطاف بمدن الهند للدعوة إلى مذهبه ونحلته، وكان علماء المسلمين يتصدون له في كل مكان ينزل به، ويفندون أفكاره، ويحذرون الناس من دعوته، إلى أن استقر في لاهور سنة (١٣٢٦هـ = ١٩٠٨م)، وهناك كان علماء المسلمين يجتمعون بعد صلاة العصر في مكان قريب من بيته، يلقون الخطب والمحاضرات يحذرون الناس من الاغترار بمزاعمه، وبقي القادياني في لاهور إلى أن تُوفي في (٢٣ من ربيع الآخر ١٣٢٦هـ = ٢٦ من مايو ١٩٠٨م)، وتم نقل جثته إلى قاديان، حيث دُفن بها. وبعد موته تولّى ابنه "بشير الدين محمود أحمد" أمور فرقة القاديانية وتنظيم شؤونها، ويجدر بالذكر أن مجلس الأمة الباكستاني أصدر قرارا باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة. لم ينكر أحد أن الفرق الضالة هي بمثابة مرض سرطاني خبيث في جسد الأمة الإسلامية، وخاصةً تلك الفرق التي ارتمت في أحضان الاستعمار، ونشأت وعملت تحت رعايته ومباركته ودعمه، وهي لا تزيد عن كونها (طابور خامس) في الأمة، وشر مستطير على العقيدة والدين وحاضر الأمة ومستقبلها. ومن هذه الفرق (الطائفة القاديانية) التي تقبع في باكستان، وينتشر أفرادها في العديد من دول العالم، وخاصةً بريطانيا، وتعلن عن نفسها بين الحين والآخر، محاولةً القيام بعمليات تخريبية في العالم الإسلامي، ونشر أفكارها ومعتقداتها الضالة، وأذكر أننا قد سمعنا منذ عامين عن تلك المحاولات التي جرت قبل موسم الحج، وتمثلت في سعي ١٧٠٠ من حملة الفكر القادياني لدخول المملكة العربية السعودية كحجاج؛ لنشر أفكارهم ومعتقداتهم بين جموع الحجيج، وهي المؤامرة التي دبرها قادة الفكر القادياني في باكستان بمساعدة من الحكومة الباكستانية. والمؤامرة كانت تقضي بإلغاء الحكومة الباكستانية قبيل موسم الحج تحديد هُويَّة مذاهب مواطنيها بجوازات السفر؛ لكي يتمكن القاديانيون من دخول الأراضي المقدسة، ولكنها باءت بالفشل بعد أن كشفت عنها الصحف الباكستانية ذاتها؛ حيث إن جموع الشعب الباكستاني المسلم يرفضون الفكر القادياني، وسبق أن أصدر البرلمان الباكستاني قرارًا في سبعينيات القرن العشرين باعتبار القاديانية فرقة خارجة عن الدين. ومن المعروف أن الحكومة السعودية قد منعت - منعًا باتًّا - دخولَ القاديانيين إلى أراضيها؛ بسبب فكرهم المنحرف وكفرهم البائن، فقد أفتى المجمع الفقهي التابع لـ (رابطة العالم الإسلامي) بكفرهم؛ لفساد عقيدتهم، وإن تشابهت أسماؤهم مع أسماء المسلمين. معتقدات فاسدة والقاديانية: حركةٌ دينيةٌ نشأت عام ١٩٠٠م بإقليم (البنجاب) بالهند - باكستان حاليًا - وأُطلق عليها (الأحمدية) أيضًا، نسبةً إلى مؤسسها (ميرزا غلام أحمد)، وتسميتها بـ (القاديانية) نسبةً إلى (قاديان)، وهي قرية تقع بإقليم (البنجاب)، وتبعد بنحو ستين ميلًا عن (لاهور)، وهي التي ولد فيها مؤسس هذه الحركة عام ١٨٣٩م. وقد ظهرت هذه الحركة بتخطيط من الاستعمار الإنجليزي في القارة الهندية، بهدف إبعاد المسلمين عن دينهم، وعن فريضة الجهاد بصورة خاصة، حتى لا يواجهوا الاستعمار باسم الإسلام، وكان لسان حال هذه الحركة هو "مجلة الأديان" التي تصدر باللغة الإنجليزية. واعتُبر (مرزا غلام أحمد القادياني) أداة التنفيذ الأساسية لإيجاد القاديانية، وهو ينتمي إلى أسرة اشتهرت بخيانة الدين والوطن، ولذلك نشأ وفيًّا للاستعمار، مطيعًا له في كل حال، فاختير لدور المتنبئ؛ حتى يلتفَّ حوله المسلمون، وينشغلوا به عن جهاد الاستعمار الإنجليزي، وكان للحكومة البريطانية إحسانات كثيرة عليهم، فأظهروا الولاء لها، وكان (غلام أحمد) معروفًا عند أتباعه باختلال المزاج، وكثرة الأمراض، وإدمان المخدرات! مؤامرة على الإسلام وهذه الفرقة في حقيقتها مؤامرة دينية وسياسية على الإسلام، احتضنها الإنجليز عندما استعمروا الهند، وتغلغلت بين صفوف المسلمين، وبدأت توجِّه دعوتها إلى البلاد العربية؛ فظهرت في سوريا والعراق وأندونيسيا، وكانت تتمنى بإلحاح وجود مَنْ يصغي لها في الجزيرة العربية والخليج، ولم تستطع في ذلك الوقت، وبرزت القاديانية كعميل قوي للإنجليز باسم الإسلام. لقد حققت بريطانيا بهذا المذهب فتنًا عظيمةً بين المسلمين، لا يزال المسلمون يعانونها؛ حيث فرَّقت كلمتهم، وأوجدت عملاء في كل بلد إسلامي من أبناء ذلك البلد. لقد وجدت بريطانيا أنَّ القاديانيين خير من يحقِّق مآربهم، ويخون أمته الإسلامية التي ينتسب إليها. وسارت القاديانية على خُطا مرسومة لها من قبل الإنجليز، فها هو (القادياني) يقول: "لقد قضيتُ عمري في تأييد الحكومة الإنجليزية ونصرتها، وقد ألَّفتُ في منع الجهاد ووجوب الطاعة لأولي الأمر الإنجليز من الكتب والإعلانات والنشرات ما لو جُمع بعضها على بعض لملأ خمسين خزانة!! وقد نشرت جميع هذه الكتب في البلاد العربية ومصر والشام وتركيا، وكان هدفي - دائمًا - أن يصبح المسلمون مخلصين لهذه الحكومة، وأن تمحى من قلوبهم عاطفة الجهاد التي تفسد قلوب الحمقى"!! وقال - أيضًا -: "لقد ظللتُ منذ حداثة سني - وقد ناهزتُ اليوم الستين - أجاهدُ بقلمي ولساني لأصرف قلوب المسلمين إلى الإخلاص للحكومة الإنجليزية، ولأُلغي فكرة الجهاد التي يدين بها بعض جهَّالهم، التي تمنعهم من الإخلاص لهذه الحكومة، وأرى أن كتاباتي قد أثّرت في قلوب المسلمين، وأحدثت تحوُّلًا في مئات الآلاف منهم". وكان (القادياني) شديد المقت لأهل السنة والجماعة؛ فقد رأى أن الثورات التي يقومون بها ضد المستعمرين من فعل العقول الجامدة والحماقة، وكان يثبِّطهم بكل ما لديه من قوة وحيلة لمنعهم من جهاد الغزاة، ويصيح فيهم: "إن الجهاد حرام، ويجب تركه والتسليم للحكومة التي أمر الله بطاعتها". وقال - أيضًا -: "ووالله إنَّا رأينا تحت ظلِّها أمنًا لا يُرجى من حكومة الإسلام في هذه الأيام، ولذلك لا يجوز عندنا أن يُرفع عليهم السيف بالجهاد، وحرامٌ على جميع المسلمين أن يحاربوهم؛ ذلك بأنهم أحسنوا إلينا بأنواع الامتنان". ثم يهاجمون من يقول عنهم إنهم يلغون فكرة الجهاد، فيقولون: إن (القادياني) والقاديانيين لا يلغون فكرة الجهاد، وإن الجهاد الذي يزعمون إلغائه ليس هو جهاد الكفار، إنما ذلك الجهاد الذي يوحي أنَّ الرسول ﷺ كان جبارًا يقتل الناس؛ لأن الإسلام يلغي اعتناق الدين خوفًا وطمعًا؛ بل إن الإسلام هو أول دين يقرُّ حرية العقيدة". ثم يقررون أنَّ الحروب الدينية لا تجوز إلا مع من يمنع المسلمين من قول ربنا الله، وأن مثل هذه الحروب لا تهدف لهدم المعابد والكنائس؛ بل ترمي للدفاع عن سائر الملل والأديان، والحفاظ على معابدها، وأن الجهاد لمحاربة من يرغم المسلمين على الارتداد عن الإسلام، فمحاربة أحد على غير هذه الجرائم لا يجوز مطلقًا إله (القادياني) إنجليزي!! وإذا نظرنا إلى أفكار القاديانية ومعتقداتها الضالَّة، نجد أن (غلام أحمد) بدأ نشاطه كداعية إسلامي؛ حتى يلتفَّ حوله الأنصار، ثم ادَّعى أنَّه مجدِّدٌ ومُلهَمٌ من عند الله، ثم تدرَّج خطوةً أخرى؛ فادَّعى أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود، ثم ادَّعى النبوَّة، وزعم أنَّ نبوَّته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا - محمد ﷺ!! ويعتقد القاديانيون أن الله يصوم ويصلي، وينام ويصحو، ويكتب ويخطئ ويجامع!!! - تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا - كما يعتقد القادياني أن إلهه إنجليزي؛ لأنه يخاطبه بالإنجليزية، وأن النبوة لم تختم بمحمد ﷺ بل هي جاريةٌ، والله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن (غلام أحمد) هو أفضل الأنبياء جميعًا!! ويعتقدون أن جبريل كان ينزل على (غلام أحمد)، وأنه كان يوحي إليه، وأن إلهاماته كالقرآن، ويقولون: لا قرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود (الغلام)، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعاليمه، ولا نبي إلا تحت سيادة (غلام أحمد) . ويعتقدون أن كتابهم منزَّل، واسمه (الكتاب المبين)، وهو غير القرآن الكريم، وأنهم أصحاب دين جديد مستقل وشريعة مستقلة، وأن رفاق (الغلام) كالصحابة، وأن (قاديان) كالمدينة المنورة ومكة المكرمة؛ بل وأفضل منهما!! وأرضها حَرَمٌ، وهي قِبلتهم وإليها حجُّهم، ونادوا بإلغاء عقيدة الجهاد، كما طالبوا بالطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية؛ لأنها - حسب زعمهم - ولي الأمر بنصِّ القرآن!! وكل مسلم عندهم كافر حتى يدخل في القاديانية، كما أن من زوَّج أو تزوَّج من غير القاديانيين فهو كافر، ويبيحون الخمر والأفيون والمخدرات والمسكرات!!! وممن تصدى له ولدعوته الخبيثة: الشيخ (أبوالوفا ثناء الأمرتسري) أمير (جمعية أهل الحديث) في عموم الهند؛ حيث ناظره وأفحم حجَّته، وكشف خبث طويَّته، وكفر وانحراف نحلته، ولمَّا لم يرجع غلام أحمد إلى رشده؛ باهله الشيخ (أبوالوفا) على أن يموت الكاذب منهما في حياة الصادق، ولم تمر سوى أيام قلائل حتى هلك (المرزا غلام أحمد القادياني) في عام ١٩٠٨م؛ مخلِّفًا أكثر من خمسين كتاب ونشرة ومقال، ومن أهم كتبه: "إزالة الأوهام"، "إعجاز أحمدي"، "براهين أحمدية"، "أنوار الإسلام"، "إعجاز المسيح"، "التبليغ"، "تجليات إلهية". وبعد موت (ميرزا غلام أحمد) في ١٩٠٨؛ خلفه في رئاسة الحركة (الحكيم نور الدين)، وهو الخليفة الأول للقاديانية؛ حيث وضع الإنجليز تاج الخلافة على رأسه؛ فتبعه المريدون، وقد قدَّم ترجمةً محرَّفةً للقرآن الكريم إلى الإنجليزية، ومن مؤلفاته "حقيقة الاختلاف"، "النبوة في الإسلام"، و"الدين الإسلامي" و"فصل الخطاب"، وبعده انقسمت الحركة إلى شعبتين: الأولى: تزعمها "بشير الدين محمود بن غلام أحمد"، وهى شعبة (قاديان)، وقد حافظ المنتسبون إلى هذه الشعبة على أفكار (ميرزا غلام أحمد) وتشدَّدوا في تنفيذها حرفيًّا. الثانية: تزعمها "محمد علي اللاهوري" وهي شعبة (لاهور)، وتعرف بـ (الأحمدية)، ومن معتقداتهم: ١- عدم إنكار إلهامات (ميرزا غلام أحمد)، إلا أنهم أنكروا ادعاءه النبوة، وفسروا ما ورد عنه من نصوص في هذا الصدد بأنها (تعبيرات مجازية) . ٢- تحاشوا تسمية المسلمين الذين لم يؤمنوا بدعوتهم كفارًا، ولكنهم أطلقوا عليهم اسم (الفاسقين) . ويطلق على هاتين الشعبتين (شعبة قاديان، شعبة لاهور) الحركة الأحمدية، ولهما نشاطٌ واسعٌ في كثير من أقطار الأرض، يتمثل في بناء المساجد، وإنشاء المراكز الثقافية. ومن زعماء هذا المذهب الضالِّ - أيضًا -: - محمد صادق: مفتي القاديانية، من مؤلفاته "خاتم النبيين". - بشير أحمد بن الغلام: من مؤلفاته "سيرة المهدي"، "كلمة الفصل". - محمود أحمد بن الغلام: ومن مؤلفاته "أنوار الخلافة"، و"تحفة الملوك"، "حقيقة النبوة". وكان لتعيين (ظفر الله خان القادياني) كأول وزير للخارجية الباكستانية أثر كبير في دعم هذه الفرقة الضَّالة؛ حيث خصَّص لها بقعةً كبيرةً في إقليم (بنجاب)؛ لتكون مركزًا عالميًا لهذه الطائفة، وسموها (ربوة)؛ استعارة من نص الآية القرآنية: ﴿وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ﴾ [المؤمنون: ٥٠] . محاربة الفكر القادياني والفرقة القاديانية فرقةٌ ضالةٌ بإجماع علماء المسلمين، وقد صدرت بذلك فتاوى متعددة من عدد من المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي، ومنها: المجمع الفقهي التابع لـ (رابطة العالم الإسلامي)، و(مجمع الفقه الإسلامي) التابع لـ (منظمة المؤتمر الإسلامي)، و(هيئة كبار العلماء) بالمملكة العربية السعودية، هذا عدا ما صدر من فتاوى علماء مصر والشام والمغرب والهند وغيرها. وقد تصدى المسلمون في باكستان لمحاربة الفكر القادياني وفضحه، ففي عام ١٩٥٣م قامت ثورة شعبية في باكستان، طالبت بإقالة (ظفر الله خان) وزير الخارجية حينئذٍ، واعتبار الطائفة القاديانية أقليَّة غير مسلمة، وقد استشهد فيها زهاء العشرة آلاف من المسلمين، ونجحوا في إقالة الوزير القادياني. وفي شهر ربيع الأول عام ١٣٩٤هـ، الموافق أبريل ١٩٧٤م، انعقد مؤتمر كبير بـ (رابطة العالم الإسلامي) في مكة المكرمة، وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع أنحاء العالم، وأعلن المؤتمر كفرَ هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام، وطالب المسلمين بمقاومة خطرها، وعدم التعامل مع القاديانيين، وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين. وقد جاء في قرارات (مجمع الفقه الإسلامي) ما يلي: "بعد أن نُظر في الاستفتاء المعروض من (مجلس الفقه الإسلامي) في (كيب تاون) بجنوب أفريقيا، بشأن الحكم في كلٍّ من (القاديانية) والفئة المتفرعة عنها التي تدعى (اللاهورية)، من حيث اعتبارهما في عداد المسلمين أو عدمه، وفي ضوء ما قُدِّم لأعضاء المجمع من أبحاث ومستندات في هذا الموضوع عن (ميرزا غلام أحمد القادياني)، الذي ظهر في الهند في القرن الماضي، وإليه تنسب نحلة القاديانية واللاهورية، وبعد التأمل فيما ذُكر من معلومات عن هاتين النحلتين، وبعد التأكد من أن (ميرزا غلام أحمد) قد ادعى النبوَّة بأنه نبي مرسل يوحى إليه، وثبت عنه هذا في مؤلفاته التي ادعى أن بعضها وحيٌ أُنزل عليه، وظل طيلة حياته ينشر هذه الدعوة، ويطلب إلى الناس في كتبه وأقواله الاعتقاد بنبوَّته ورسالته، كما ثبت عنه إنكار كثير مما علم من الدين بالضرورة كالجهاد. وقرَّر المجمع: أن ما ادَّعاه (ميرزا غلام أحمد) من النبوة والرسالة ونزول الوحي عليه إنكارٌ صريحٌ لما ثبت من الدين بالضرورة، ثبوتًا قطعيًّا يقينيًا من ختم الرسالة والنبوَّة بسيدنا محمد ﷺ وأنه لا ينزل وحيٌ على أحد بعده، وهذه الدعوى من (ميرزا غلام أحمد) تجعله وسائر من يوافقونه عليها مرتدين خارجين عن الإسلام، وأما اللاهورية فإنهم كالقاديانية في الحكم عليهم بالردَّة، وما وصفهم (ميرزا غلام أحمد) بأنه ظلٌّ وبروزٌ لنبينا محمد ﷺ". وقام مجلس الأمة في باكستان (البرلمان المركزي) بمناقشة زعيم الطائفة (مرزا ناصر أحمد)، والردِّ عليه من قِبَل الشيخ (مفتي محمود) ﵀ وقد استمرَّت هذه المناقشة قرابة الثلاثين ساعة، عجز فيها (ناصر أحمد) عن الإجابة، وانكشف النقاب عن كفر هذا الطائفة؛ فأصدر المجلس قرارًا باعتبار القاديانية أقليَّة غير مسلمة. ومن موجبات كفر الميرزا غلام أحمد ما يلي: ١- ادِّعاؤه النبوة. ٢- نسخه فريضة الجهاد خدمةً للاستعمار. ٣- إلغاؤه الحج إلى مكة، وتحويله إيّاه إلى قاديان. ٤- تشبيهه الله - تعالى - بالبشر. ٥- إيمانه بعقيدة التناسخ والحلول. ٦- نسبته الولد إلى الله - تعالى - وادعاؤه أنه ابن الإله. ٧- إنكاره ختم النبوة بمحمد ﷺ وفتح بابها لكل من هبَّ ودبَّ!! موقف الأزهر الشريف وكوَّن الأزهر الشريف لجنةً برئاسة الشيخ (عبد المجيد اللبَّان) - أول عميد لكلية أصول الدين في ثلاثينيات القرن العشرين - قامت ببحث حالة طالبَيْن ينتسبان إلى هذه الجماعة، كانا يروِّجان لمذهبهما في مصر، وكان القرار الذي أصدرته هذه اللجنة ينصُّ على أن القاديانيين كافرون، كما قضت بفصل الطالبَيْن من الأزهر. وقد بُنِي الحكم بكفر من يعتنق أفكار هذه الطائفة على أساس ما ادعاه مؤسسها (ميرزا غلام أحمد) من أنَّ المسيح لم يُرفع ببدنه إلى السماء؛ بل بروحه، أما بدنه فمدفونٌ في الهند، وكان هذا أول رأى خالف فيه جمهور المسلمين، ثم ادَّعى أن روح المسيح قد حلَّت فيه، فعودة المسيح التي يؤمن بها المسلمون قد تحققت بحلول روح المسيح في جسده، كما ادَّعى أنه المهدي المنتظر، فهو مرسلٌ ليجدد أمر الدين الإسلامى؛ فما يقوله هو الحق، وليس لأحد أن ينكره؛ إذ هو يتكلم عن الله - تعالى. ولم يكتفِ بهذا؛ بل ادَّعى أن (اللاهوت) قد حلَّ في جسده، وأن المعجزات قد ظهرت على يديه؛ فهو رسولٌ من عند الله، ورسالته لا تتنافى مع كون محمد ﷺ خاتم النبيين؛ فهو يفسر خاتم النبيين في قوله - تعالى -: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ [الأحزاب: ٤٠]، بأن كل رسول يجيء من بعده يكون بخاتمه وإقراره، ويحيي شرعه ويجدِّده. ومن آرائه المخالفة لتعاليم الإسلام: ١- ألغى فريضة الجهاد، معللًا ذلك بأنه قد استنفد أغراضه؛ فلا داعي إليه بعد أن زالت الفتنة في الدين. ٢- عدم جواز صلاة الأحمدي خلف إمام غير الأحمدي. ٣- الحكم على مَنْ لم يؤمن بدعوته بالكفر. ٤- عدم جواز زواج الأحمدية بغير أحمدي. القاديانية وإسرائيل وللقاديانية علاقات وطيدة مع إسرائيل، وقد فتحت لهم إسرائيل المراكز والمدارس، ومكَّنتهم من إصدار مجلة تنطق باسمهم، وطبع الكتب والنشرات لتوزيعها في العالم، كما تأثَّرت القاديانية بالمسيحية واليهودية والحركات الباطنية في عقائدهم وسلوكهم، على الرغم من ادِّعائهم الإسلام ظاهريًّا. ومعظم القاديانيين يعيشون الآن في الهند وباكستان، وقليلٌ منهم في إسرائيل والعالم العربي، ويسعون بمساعدة الاستعمار للحصول على المراكز الحسَّاسة في كل بلد يستقرُّون فيه، وللقاديانيين نشاطٌ كبيرٌ في أفريقيا وبعض الدول الغربية، ولهم في أفريقيا وحدها ما يزيد عن خمسة آلاف مرشد وداعية، متفرغين لدعوة الناس إلى القاديانية، ونشاطهم الواسع يؤكد دعم الجهات الاستعمارية لهم. وتحتضن الحكومة الإنجليزية هذا المذهب، وتسهِّل لأتباعه التوظُّف بالدوائر الحكومية العالمية في إدارات الشركات والمفوَّضيات، وتتخذ منهم ضباطًا من رتب عالية في مخابراتها السرية، وينشط القاديانيون في الدعوة إلى مذهبهم بكافة الوسائل، وخصوصًا الثقافية منها؛ حيث إنهم مثقفون، ولديهم كثيرٌ من العلماء والمهندسين والأطباء، ويوجد في بريطانيا قناة فضائية باسم التلفزيون الإسلامي يديرها القاديانيون.
القاديانية تخترق الأزهر بكتاب يبطل الجهاد فى مسابقة تعد الأولى من نوعها وتؤكد تحولًا خطيرًا فى أتجاهات شيوخ الأزهر الفكرية حصلت " الأسبوع " على نسخة من كتاب لأحد القادة الاوائل للقاديانية بعنوان (التعاليم الخالدة الموحى بها إلى النبى الكريم محمد ﷺ، (محمد على) أحد تلاميذ ميرزا غلام أحمد مؤسس القاديانية. وهى مذهب دينى ظهر فى أواخر القرن ١٩ فى قاديان بالهند، يدعى مؤسسه أنه المسيح الموعود الذى بعثه الله من جديد لتخليص العالم من ألامه وشروره ليعلن عام ١٩٠٠ النبوة المستقلة، وقال: " إننى صادق كموسى وعيسى وداود ومحمد، وقد عين الانبياء زمن بعثتى وذلك هو عصرنا هذا ". وانشأ مسجدًا جعله قبلة للحج لأتباعه بدلًا من الحج إلى مكة وأن النبوة لم تختم بمحمد ﷺ، والمفاجأة أن الكتب يحتوى على صورة زنكوغرافية من موافقة مجمع البحوث الإسلامية وهى الجهة المنوط بها فحص الكتب والدراسات والتأكد من مطابقتها للشريعة الإسلامية. ليس هذا فحسب.. بل إن ادارة الوعظ والارشاد بالأزهر فى منطقة وعظ بورسعيد وزعت الكتاب مجانًا على علماء ووعاظ الأزهر لقراءته وهو ما يثير شكوكًا حول اختراق القاديانية للأزهر وفرعها " الأحمدية "، ومما يزيد من الشكوك أيضًا ان كتاب (التعاليم الخالدة) احتوى بين دفتيه سيرة ذاتية للمؤلف تؤكد انتماءه العقائدى والفكرى للقاديانية. وكنوع من الترويج للقاديانية داخل الأزهر احتوى الكتاب فى اخره على صفحتين بأرقام التليفونات وعناوين المراسلة عبر البريد الالكترونى والفاكس للحصول على معلومات ومراجع ومنشورات مجانية عن الإسلام من خلال دار النشر التنى تتولى طباعة كتب القاديانية وهى الدار الإسلامية للنشر بالولايات المتحدة الأمريكية الحاضنة الثانية للقاديانية بعد " إسرائيل "، اما المطبعة التى طبعت الكتاب داخل مصر فهى دار السعادة للطباعة صاحبة امتياز كتب البهائية فى مصر. وعلى افتراض أن موافقة مجمع البحوث الإسلامية على الكتاب جاءت من قبيل أن الكتاب ليس به ما يمس العقيدة الإسلامية أو يخالف أهل السنة والجماعة فإن الكتاب تناول قضية " الجهاد فى الإسلام " من منظور مؤسس القاديانية الأول غلام أحمد القاديانى المولود عام ١٨٣٩ فى قرية قاديان وهى إحدى قرى مقاطعة " البنجاب " بالهند وهو مدع للنبوة وكان يقول إنه هو المسيح وأنكر فريضة الجهاد فى الأسلام. حين سألنا الشيخ " ضياء الدين محمد " المسئول عن إدارة البحوث والترجمة بمجمع البحوث، كيف تخرج هذه الموافقة على طبع وتداول كتاب لأحد تلاميذ مؤسس القاديانية أجابنا قائلًا: " ليس معنى أن مؤلف الكتاب ينتمى للأحمدية القاديانية أنه كافر أو خرج عن العقيدة نحن لا ننظر لأسم المؤلف.. بل ننظر إلى محتوى الكتاب ولا يمكن أن تخرج موافقة الأزهر على هذا الكتاب إلا إذا كان صحيحًا ويوافق السنة والقرآن الكريم. ويضيف الشيخ ضياء متسائلًا: هل الأحمدية كلها كفر؟ ويجيب: لا ليس صحيحًا نحن لا ننظر إلى النصف الفارغ من الكوب.. بل ننظر إلى النصف المملوء.. فقد يكون الكتاب سليمًا من الناحية العقائدية، كما أن الأحمدية ليس جميعها كفرًا او مخالفًا للعقيدة، ومما يدل على اننا فى الأزهر ننظر بموضوعية للأمور ووسطية، اانا سبق أن رفضنا لنفس المؤلف وهو العلامة محمد على ترجمة للقرآن الكريم لأننا وجدنا فيها أخطاء ولو تم تصحيح هذه الأخطاء لأجزناها. تعليق الشيخ ضياء مدير البحوث والتأليف والترجمة بالأزهر يتناقض مع فتاوى كبار علماء الأزهر قديما وحديثا التى اعتبرت جميع عقائد القاديانية والأحمدية باطلة وخارجة عن الإسلام وأخرها فتوى د. على جمعة مفتى الجمهورية التى تقول إن مؤسس القاديانية وهو غلام أحمد القاديانى ادعى أنه المهدى وأنه المسيح الموعود، وكان يقول: " أنا المسيح وأنا كليم الله وأنا محمد وأحمد معًا "، ولذلك كان يدعى أنه أفضل من جميع الأنبياء ومات غلام أحمد فى مدينة لاهور، وحينما بدأ القاديانى دعوته لم يجاهر بعداوة الإسلام، ولم يصرح بالخروج عليه بل بدأ بمظهر التجديد والتطوير ثم انتقل إلى فكرة المهدوية ثم انتقل إلى إدعاء أنه يوحى إليه لا على أنه نبى مستقل مرسل.. بل على أنه نبى متابع كهارون بالنسبة لموسى ﵉. ويؤكد د. على جمعة فى فتواه أخذ مؤسس القاديانية فى تأويل نصوص القرآن الكريم تأويلا منحرفًا فاسدًا لتحقيق مأرب لديه ثم تعاون مع المحتلين وأصدر فتواه الأثيمة بأن الجهاد قد انتهى وأصبح منسوخًا ولذلك لا يجوز رفع السلاح من المسلمين ضد الانجليز المحتلين للهند بحجة أنهم خلفاء الله فى الأرض. وهو نفس ما جاء فى كتاب تلميذه محمد على الذى وافق عليه الأزهر.. ولكن بشكل غير مباشر حين يتعرض الكتاب لفريضة الجهاد مقتبسًا آيات الجهاد التى وردت فى القرآن الكريم خارج سياقها ليخرج لنا بخلاصة ان الوحى ابلغ النبى محمد ﷺ ألا يخرج للقتال ولا يحمل السلاح إلا للدفاع عن النفس وإذا اضطهده العدو بسبب الدين فقط، وأنه ﷺ كان مطالبا أيضا بالتوقف عن القتال إذا عرض العدو السلام. وهو هنا " اى المؤلف " بأنتقاء آيات الجهاد واخراجها من سياقها وأسباب نزولها دون توضيح كما جاء فى أمهات كتب التفسير يروج لنفس عقيدة مؤسس القاديانية فى نفى فريضة الجهاد ضد المحتل، ولهذا فإن " إسرائيل " تحتضن القاديانين وتعتبر اسلامهم اسلامًا جديدًا، وهو ما غاب عن علماء الأزهر حينما وافقوا على الكتاب. وللجماعة الأحمدية القاديانية التى كان يتزعمها ميرزا محمد على مؤلف الكتاب مركز كبير فى مدينة " كبابير " بحيفا فى " إسرائيل " حيث تحتفى صحف الكيان الصهيونى بالطائفة الأحمدية القاديانية وتقول عنهم أن هناك تيارات دينية تدعو للسلام والتصالح بين الأديان والتسامح، ومن هذه التيارات الجماعة الإسلامية الأحمدية التى ينتشر أتباعها فى " إسرائيل " ومؤخرًا عقد أتباع هذا التيار مؤتمرهم السنوى فى " إسرائيل " لمناقشة مستقبل نشاطهم فى المنطقة. وقالت صحيفة معاريف أن تلك الطائفة لديها نحو ١٥٠ مليونًا من الأتباع حول العالم وهم يرون انهم المسلمون الحقيقيون ويحاربون الإسلام السنى، أما زعيم الطائفة الأحمدية القاديانية فى " إسرائيل " فهو محمد شريف عودة الذى يسعى وبقوة منذ عدة سنوات لتقريب الفلسطينيين فى الضفة الغربية وقطاع غزة من معتقدات الطائفة ودفعهم للإيمان بها ونقلت معاريف عنه القول: إن هناك اهتمامًا كبيرًا من قبل الفلسطينيين بالتعرف على ما يدعو إليه منهج الطائفة الأحمدية رغم حملات المطاردة الشرسة التى نتعرض لها فى فلسطين. ولمن لا يعرف فإن القاديانية أو الأحمدية فرعين الفرقة الأولى تعتقد أن غلام أحمد نبى مرسل من الله تعالى ومسيح موعود، والفرقة الثانية تعتبره مجدد القرن الرابع عشر الهجرى والمسيح الموعود، والفرقة اللاهورية ويتزعمها " محمد على " مؤلف الكتاب المذكور وله أيضًا مؤلفات عديدة وتحريفات للآيات القرآنية وتأويلات فاسدة وهو يصرح بأن عيسى ﵇ ابن يوسف النجار، وتحرم القاديانية مناكحة المسلمينومصاهرتهم وقد حظر عليهم مؤسس الطائفة كل ارتباط بالمسلمين قائلًا: " إن المسلمين لبن فاسد ونحن اللبن الطازج ". ومن أهم ضلالات مؤسس القاديانية وتلاميذه قوله: " أن روح المسيح قد حلت فيه، وأن ما يلهمه هو كلام الله كالقرآن الكريم والتوراة والانجيل، وأن قاديان هى البلدة المقدسة المكنى عنها فى القرآن بالمسجد الأقصى وأن الحج إلى قاديان فريضة وأنه قد أوحى إليه بما يربو على عشرة آلاف آية وأن من يكذبه كافر، وأن القرآن ومحمد وسائر الأنبياء قبله قد شهدوا له بالنبوة وعينوا زمن بعثته. محاولات سابقة الاختراق الأخير للقاديانية للأزهر عن طريق كتاب " محمد على " أحد تلاميذ مؤسس الطائفة لم يكن الأول.. بل كانت هناك محاولة سابقة ولكنها باءت بالفشل حيث حظر الأزهر كتابا لزعيم القاديانية فى يوليو ٢٠٠٦ يحمل عنوان " كارثة الخليج والنظام العالمى الجديد " لأنه يروج للمذهب القاديانى ويتضمن خطبًا صريحة لخليفة مؤسس هذا المذهب تسىء للرسول محمد ﷺ حيث صرح وقتها الشيخ ماهر حداد مدير ادارة البحوت والترجمة بالأزهر سابقًا بأن الكتاب الذى ألفه الخليفة الرابع للمذهب " ميرزا طاهر أحمد " يروج لأفكار للمذهب القاديانى، وقد جاء من خارج مصر وطلب مراجعته من أجل النشر. وأكد تقرير فحص الكتاب المرفوض الصادر عن المجمع " أن مصر تتعرض الأن لحملات مكثفة لمثل هذه الأفكار الهدامة التى تهدف إلى زعزعة العقيدة الإسلامية فى نفوس المسلمين وأدخالهم فى دائرة البلبلة وفقدان الهوية "، ورغم تحذير تقرير مجمع البحوث الإسلامية من الترويج لهذه الكتب التى تدعو لأفكار وملل باطلة تهدف لزعزعة الإيمان الصحيح إلا أن الكتاب الأخير لميرزا محمد على تلميذ غلام أحمد يؤكد أن القاديانية اخترقت الأزهر ونجحت فى ذلك. حيث يشير الشيخ ماهر حداد إلى ان مثل هذه الكتب تخالف نصوص القرآن كثيرًا، حيث يدعى زعماء القاديانية أو الأحمدية أنهم يتلقون الوحى من الله وأن الله شرفهم بكلامه، ومن ضمن اقوالهم أن الله بشرهم بالعرب وألهم قادتهم أن ترى شعبوهم طريقهم لإصلاح شئونهم وهذا مخالف للإسلام لأنه لا وحى بعد الرسول محمد ﷺ، ويؤكد الشيخ ماهر حداد أنه بعد فتوى الأزهر فى الستينيات التى اعتبرت المذهب القاديانى باطلًا وثورة على النبوة المحمدية والإسلامية ما زال أتباع هذا المذهب هذه الأيام يحاولون أن يعيدو فتح هذا الأمر ونشر مذهبه.
أمين عام مجمع البحوث الإسلامية: الأحمدية القاديانية تستخدم النساء ضدنا وأرسلوا إلي الأزهر سيدة أمريكية اسمها سمينا مالك من أجل توريطنا وأ بلغنا الدولة عنهم ·الشيخ علي عبد الباقي: القاديانيون مرتدون ويجب ملاحقتهم أمنيا وعدم إغفالهم خوفا من أن يأتي يوم يحصلون فيه علي أحكام قضائية غير شرعية مثل البهائيين · القاديانية هدفها استعداء الغرب ضد المسلمين وزرع الفتن بين المسلمين والمسيحيين وحديثهم عن حب مصر «كلام فارغ» لأن قلوبهم أسود من تاريخهم لاتزال ردود الأفعال الغاضبة تتوالي بعد انفراد «صوت الأمة» بكشف النقاب عن أعضاء الأحمدية القاديانية وتنظيمهم السري، في حوارنا مع النائب الأول لأمير القاديانية في مصر ونواصل متابعة ردود الأفعال هذه المرة مع الشيخ علي عبد الباقي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية الذي كشف عن التفاصيل الكاملة للمؤامرة التي قادتها مندوبة الأحمدية القديانية بالولايات المتحدة الأمريكية ضد الأزهر الشريف ومحاولة إغراء رموزه من أجل الحصول علي دعم الأزهر لهم، وأكد عبد الباقي أن تاريخ القاديانيين طويل جدا في الحقد والخداع ضد الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وأن أعضاءهم لايتورعون عن استخدام النساء ضد الأزهر ورموزه من أجل تنفيذ أهدافهم المغرضة ومخططهم المشبوه الذي يرمي إلي تخريب العقيدة الإسلامية وإشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في مصر.. كما كشف لنا رئيس مجمع البحوث الإسلامية تفاصيل أخري في الحوار التالي: كيف استقبلت خبر وجود أمير للأحمدية القاديانية داخل مصر؟ - في الحقيقة استقبلت ما نشر في صوت الأمة بشأن وجود إمارة وقاعدة للقاديانية في مصر بمنتهي الأسف والاستياء، لأنني أعرفهم جيدا، فهم في حقيقة الأمر عملاء ويحظون بدعم غير مسبوق من الخارج، خاصة من إسرائيل نظرا لوجود مراكز تخصهم تقع معظمها في حيفا وتل أبيب، حيث إن القاديانيين يستهدفون الأزهر ومن ثم ضرب الإسلام من الداخل مثلما حدث بالهند وقت الاستعمار البريطاني لها، وهم لايزالون يتخيلون ضربا من الوهم والخيال تكرار نجاح مخططهم في مصر بلد الأزهر الشريف.. خاصة أن فساد هذه الفرقة مرتبط ارتباطا وثيقا بفساد الميرزا غلام أحمد القادياني مؤسس تلك الطائفة الضالة التي لاتزال تصر علي انتشارها وإقامة إمارات ومكاتب لها رغم طردهم من الهند موطن الميرز او طردهم أيضا من باكستان بسبب فسادهم الأخلاقي والعقائدي، الأمر الذي دفعهم إلي الانتقال لجنوب إفريقيا لنفس الأهداف ونشر أفكارهم حتي تم طردهم أيضا من نيجيريا إلي أن احتضنتها الولايات المتحدة الأمريكية وأصبحت مقرا رئيسيا للقاديانية، حيث إنهم مصرون علي نشر أفكارهم لضرب العقيدة الإسلامية وزرع الفتنة بين المسلمين ولذلك فإن تاريخهم أسود من قلوبهم. ما مدي خطورة وجود أعضاء للأحمدية القاديانية في مصر؟ وما الذي أعددتموه من وسائل وإجراءات للتصدي لهم؟ - وجود أعضاء لطائفة الأحمدية القاديانية في مصر يمثل خطورة بالغة علي أبنائنا، خاصة البسطاء منهم لأن القاديانيين مرتدون ويعملون بشكل سري وتخريبي منظم ضد الإسلام ولكن تحت ارتداء عباءة الإسلام حتي يتمكنوا من هدم أركان الإسلام مقابل ما يحصلون عليه من مبالغ مالية ولصالح من يستأجرهم ضد الإسلام والمسلمين حيث إن القاديانيين يريدون الإضرار بالمجمتع ككل أولا ثم بالعقيدة ثانيا ولذلك يجب ملاحقتهم أمنيا وقضائيا لأنهم يستهدفون أمن المجتمع المصري علما بأن المرتد الذي يضر بأمن المجتمع له حكم حدده الرسول صلي الله عليه وسلم حيث قال «لايحل دم امرئ مسلم إلا بإحدي ثلاث النفس بالنفس والسيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة» والمرتد المفارق للجماعة وجب قتله لما يحدثه من فتنة داخل المجتمع. إذا ما هو حكم وعقاب أعضاء الأحمدية القاديانية في مصر؟ - ينطبق عليهم حكم المرتد المفارق للجماعة، لأن خروج الفرد عن دينه دون الدعوة إليه أمر لايخصنا، أما إذا تحول الخروج والارتداد عن الدين الإسلامي إلي الدعوة لما اعتنقه الفرد هنا وجب العقاب. ولكن كيف يتم عقابهم؟ -يحاسبهم ويعاقبهم المسئول عن أمن المجتمع وأجهزة الدولة المعنية بمراقبتهم فنحن حاليا في أمس الحاجة إلي تكاتف كل قوي ومؤسسات الدولة من إعلام ورجال الدين، مسلمين ومسيحيين، للوقوف صفا واحدا ضد هذا الخطر الذي يستوجب عينا يقظة لإفشال مخطط القاديانية في ضرب المجتمع والوطن سياسيا واجتماعيا وإقتصاديا ودينيا وأخلاقيا حتي ننجح في مقاومة هذا الفكر الضال وسنبقي يدا واحدة ومجتمعا مترابطا دائما بكل طوائفه وليعلم القاديانيون أننا سنقضي عليهم بالحكمة ولن نتركهم يعبثون بأفكار أبنائنا مهما كان الثمن. كيف تقرأ استعادة بث فضائية الأحمدية القاديانية علي النايل سات من لندن إلي مصر؟ - مراكز الأحمدية القاديانية في إسرائيل تعد منابع الدخل الرئيسية والتمويل والدعم المادي الذي تستخدمه القاديانية لتخريب العقيدة الإسلامية واشعال الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين، كما أن استعادة بث فضائية الأحمدية القاديانية علي النايل سات من لندن إلي مصر يعد كارثة، ولذلك أدعو المسئولين عن الإعلام أن يمنعوا بث فضائية تلك الطائفة حرصا علي أبنائنا وأمن مصر. أين دور الأزهر بشأن مخاطبة أجهزة الدولة المعنية من أجل وقف بث فضائية القاديانيين إلي مصر؟ - الأزهر الشريف مؤسسة تربوية، وليس جهازا أمنيا من صلاحياته القبض علي القاديانيين في مصر وإغلاق أو فتح قناة فضائية، حيث إن الأزهر يتحرك في إطار الدور المنوط به فقط، فحينما يطالب الأزهر بوقف كتاب نفاجأ بالخروج ضدنا وإتهام الأزهر بأنه مقصلة الفكر، ونهاجم بطريقة شرسة، وكذلك الحال إذا أرسلنا مطالبات رسمية لإغلاق فضائية وحينها سيترك الجميع القناة وأهدافها المغرضة ويتحول إلي الهجوم العنيف ضد الأزهر! الرأي العام يتساءل أين كان الأزهر الشريف وقتما حصل البهائيون علي أحكام تقضي بأحقيتهم في توثيق ديانتهم بالأوراق الرسمية؟ - هذه أحكام غير سليمة من الناحية الشرعية ولذلك ما نخشي منه هو أن يسعي القاديانيون لتحقيق ماحصل عليه البهائيون وهنا يجب علينا أن نحذر من عواقب وكوارث لن يحمد عقباها. ما طبيعة الوسائل التي يستخدمها أعضاء الأحمدية القاديانية بشأن تحقيق مخططاتهم وأهدافهم؟ - أعضاء القاديانية لهم تجارب مخزية ومؤامرات مفضوحة كثيرة ضد الأزهر الشريف، فهم لايتورعون عن استخدام النساء ضدنا في سبيل نشر أفكارهم وترسيخ أهدافهم فهم يستخدمون كافة الوسائل بغض النظر عن طبيعتها من أجل استقطاب البسطاء لعقيدتهم، حيث إنه بالنظر إلي قراءة ما يحدث حاليا علي الساحة العالمية نجد أن هناك تأصيلا للعداء ضد الإسلام والمسلمين، حيث إن الصهيونية العالمية نجحت من خلال امتلاكها لوسائل الإعلام أن تغذي العقل الأوروبي بروح الغضب والخوف والحقد ضد الإسلام والمسلمين ولذلك احتضنوا نظرية صدام الحضارات وقد تعاون الغرب كله علي هذا الهدف حتي تسود الثقافات الغربية، ولذلك رأوا أن السبيل الوحيد لتطبيع العالم الإسلامي والشرق العربي حتي يعيش الحياة الغربية بكل ظروفها لن يتحقق إلا بضرب الإسلام وهدم العادات والتقاليد التي تحياها المجتمعات الإسلامية علي المستويين الفعلي والفكري. ما حقيقة التصاريح التي أصدرها الأزهر بالموافقة علي طبع ونشر بعض كتب القاديانية لمؤلفهم الذي يلقبونه بمولانا محمد علي؟ - في الحقيقة الأحمدية القاديانية جاءت ببعض الكتب وحذفت منها ما يخالف العقيدة الإسلامية حتي يتمكنوا من التواصل معنا ولذلك منحناهم تصريح الأزهر الشريف بالموافقة علي طبعها ونشرها ولكنهم أخذوا يتقربون لنا بالخديعة وتوهموا أنه يسهل خداعنا وتوريطنا في إصدار تصاريح لكتب قاديانية تحوي علي مخالفات صريحة للعقيدة الإسلامية، ولكننا انتبهنا إلي وسائل تآمرهم ضدنا، حيث حضرت إلينا سيدة تدعي «سمينا مالك» مندوبة الأحمدية القاديانية بالولايات المتحدة الأمريكية وحصلت علي تصاريح لبعض الكتب التي راجعناها بدقة ومن ثم وافقنا عليها ولكن الأمر وصل بتلك السيدة إلي حد التآمر وعرض الإغراءات علينا! كيف؟ - قامت بتقديم وعرض إغراءات مالية ضخمة علي من أجل التغاضي عما تحويه كتبهم من أفكار وتفسيرات تخالف العقيدة الإسلامية، حتي يتمكنوا من الحصول علي تصاريح من الأزهر لنشر فكرهم بالعالم الإسلامي ولكني رفضت بشدة وأبلغت الإمام الأكبر ومن ثم القيادة الساسية. وهل توقفت مؤامرة مندوبة الأحمدية القاديانية بأمريكا «سمينا مالك» عند هذا الحد؟ - حاولت مرة أخري معنا منذ ثلاثة شهور، حيث قدمت دعوة مفتوحة لي وللكثيرين لزيارة أمريكا تمهيدا للحصول علي رضاء الإمام الأكبر ورضاء مجمع البحوث الإسلامية وبالفعل حصلت منها علي الدعوة واحتفظت بها كمستند دامغ يدين القاديانية في استخدام كافة الأساليب القذرة من أجل تحقيق أهدافهم ومخططاتهم. ماذا حدث بعد ذلك؟ -تظاهرنا بالموافقة علي قبول الدعوة حتي حضرت إلينا وحصلنا منها علي التصاريح التي أخذتها بالخديغة والتآمر ضدنا ومن ثم غادرت الأزهر الشريف والبلاد ولم نر وجهها منذ تلك الواقعة لأنها أيقنت أننا اكتشفنا أنها في مهمة رسمية داخل مصر لتوريط الأزهر بشأن حصولهم علي تصاريح لكتبهم القاديانية بالمخادعة حتي يخرجوا إلي العالم ويدعوا أن الأزهر معهم وبالتالي تتسع حلقة نشر أفكارهم الضالة التي تخالف العقيدة الإسلامية، حيث إن أفكارهم مرتبطة ارتباطا وثيقا بمذاهب وأجندة سياسية خارجية.
القاديانية (الأحمدية) التعريف: القاديانية: حركة نشأت سنة ١٩٠٠ م بتخطيط من الاستعمار الإنجليزي في القارة الهندية، بهدف إبعاد المسلمين عن دينهم وعن فريضة الجهاد بشكل خاص، حتى لا يواجهوا المستعمر باسم الإسلام، وكان لسان حال هذه الحركة هو مجلة الأديان التي تصدر باللغة الإنجليزية.، ابتدعها الميرزا غلام أحمد القادياني (١٢٤٨ - ١٣١٩ هـ-١٨٣٩-١٩٠٨م)، وسميت بالقاديانية نسبة إلى مدينة قاديان في البنجاب الهندية حيث ولد الميرزا أحمد الذي ادعى أنه المسيح المعهود، والمهدي الموعود في وقت واحد، وتأثر بالغرب غاية التأثر، وغلف دعوته بشعارات التجديد للإسلام والإصلاح والتقدم. عوامل الظهور: ـ لما استقرت أقدام الإنجليز في الهند وجدوا فيها خمسين مليونًا من المسلمين يتحركون بتعاليم الدين ورؤى القرآن الذي يتلى عليهم ويحرضهم على الجهاد والمقاومة ضد الكافرين، فأخذ المستعمرون الإنجليز يبحثون عن سبل إزالة هذا الدين من ارض الهند أو محاولة إضعافه فوجدوا افضل وسيلة لتحقيق ذلك هي اختيار رجل ذي منصب ديني ومن المسلمين أنفسهم وهكذا كان (ميرزا غلام أحمد القادياني) هو الرجل الذي ينهض بهذا الدور الخطير ويحقق للمستعمر الإنجليزي غاياته وأغراضه وقد كان مضطرب الأفكار والعقائد وكان طموحًا بتأسيس ديانة جديدة تترك بصماتها على قلب التأريخ. ـ لقد أقلقت بريطانيا حركة الإمام الشهيد «أحمد بن عرفان» (١٨٤٢ م) الذي استطاع حمل مشعل الجهاد والمقاومة وبث روح النخوة الإسلامية، والحماس الديني في صدور المسلمين في الربع الأول من القرن التاسع عشر الميلادي في بلاد الهند، وقد عانت منهم الحكومة الإنجليزية مصاعب جمة، وكانوا موضع اهتمامها، كما رأت الحكومة الإنجليزية أن دعوة السيد جمال الدين الحسيني الشهير بالأفغاني أخذت بالانتشار في العالم الإسلامي بشكل مذهل، فكان لابد من مواجهة ذلك الشخص بشخص من داخل المسلمين أنفسهم يستطيع التأثير فيهم، وتشويش عقائدهم وقد أجاد هذا الدور الميرزا غلام أحمد القادياني بأداء رائع خدم الاستعمار الإنجليزي كثيرا. مولد ونشأة القادياني (مؤسس القاديانية): هو: المرزا غلام أحمد بن مرتضى القادياني: ينتمي إلى السلالة المغولية تنسب إلى قبيلة (برلاس) عم السلطان تيمور الغازي وظهر انه من النسل الفارسي، كانت عائلة المزار تسكن مدينة سمرقند، وهاجر من مدينة سمرقند إلى البنجاب (الهند) واستوطن فيها، وعين قاضيًا او حاكمًا لسبعين قرية، ولد عام ١٨٤٠ في قاديان (الهند) وتعلم الفارسية والعربية إلى جانب الأوردية وتلقى دروسًا في المنطق والحكمة والعلوم الدينية والطب القديم، والمطالعة عائلة القادياني: عائلته دخلت في معارك كثيرة على السلطة المحلية والنفوذ والظروف التي عاشها المرزا غلام قد أثرت في شخصيته وسقوط إمارتهم على يد حكومة (السكة) قد أحدثت جرمًا عميقًا في نفسيته وأن مجيئ الإنكليز إلى مقاطعة البنجاب أدى إلى تعاون بينه وبين الإنكليز كان بداية الاتفاق وانضم والده والمرزا غلام إلى القوات الإنكليزية وكان مسؤولًا عن قمع الثوار المسلمين في الانتفاضة التحررية الكبرى ١٨٧٥ وكان موقف المرزا غلام مرتضى والد مؤسس القاديانية انه قدم فرقة مؤلفة من خمسين فارسًا لمساعد الحكومة الإنكليزية ومن الأعمال التي قام بها المرزاغلام مرتضى في هذا الجيش انه قتل لمساندة الجنرال لنكولن الشباب المسلمين من الثوار من فرقة المشاة ٤٦ بعد أن نكل بهم وقام بتعذيبهم كما أن المرزاغلام أحمد أقر بولائه الصادق للإنكليز ويتفاخر المرزا أحمد بخدمات عائلته للإنكليز، لقد أقرت الحكومة الإنكليزية بأن أسرة غلام أحمد كانت من كبار المخلصين والصادقين للإنكليز وفي بيت المرزا غلام أحمد كان يرى أباه، يجهز بقوة وينضم بها إلى صفوف الإنكليز وكانت مسرحًا لاجتماع القادة العسكريين الإنكليز وهم يرسمون الخطط والوسائل للقضاء على الثورة الإسلامية وقتل رجالها وكانت مقاطعة القاديان تعج بالمشاكل والفتن والثورات وقد وجد المرزا أحمد محيطًا مناسبًا لفكرته ودعوته وطموحه ووجد في البيئة التي نشأ فيها والظروف والأوضاع التي عاصرته ورافقته كل مساعد ومشجع ووجد من الحكومة التي كانت في أشد الحاجة إلى زعيم روحي يؤيد سياستها. وكانت ظروف شبه القارة الهندية وفي أفغانستان وإيران وما بعدها من الدول الإسلامية مشبعة بروح الجهاد والنزعة لمجابهة الاستعمار ومقاومته، فدبرت الحكومة الإنكليزية بعث المرزاغلام أحمد المتنبئ للمسلمين لكي يميتوا بهذه الوسيلة روح الجهاد في قلوب المسلمين في بنجاب، فقامت باختيار المرزا غلام أحمد ليتولى زعامة حركة دينية تعمل تحت إمرتهم وتسير وفق توجيهاتهم وأوامرهم بالتنسيق والتعاون بينه وبين الإنكليز ومن الأسباب التي كانت وراء اختيار المرزا غلام أحمد لهذه المهمة: استعداد المرزا غلام للعمالة: لأنه ولد في عائلة عميلة للاستعمار وكان الإنكليز يقدمون الدعم المادي والمعنوي التي هي من غرس الإنكليز وصنائعهم وقد ألف العديد من الكتب والإعلانات والنشرات ونشرت في جميع هذه الكتب في البلاد العربية وتركيا وكان هدفه دائمًا أن يصبح المسلمين مخلصين لهذه الحكومة انقسام القاديانية: انشقت القاديانية - بعد نشأتها بقليل - إلى شقين أبرزهما ما يعرف باسم «الأحمدية» و«جماعة لاهور» وزعيما هذا الفرع هما: «نور الدين» و«مولاي محمد علي» ولهذا الفرع نشاط كبير في خارج الهند، في آسيا وأوربا. نهاية القادياني كان علماء المسلمين يتصدون له في كل مكان ينزل به، ويفندون أفكاره، ويحذرون الناس من دعوته، إلى أن استقر في لاهور سنة (١٣١٩هـ = ١٩٠٨م)، وهناك كان علماء المسلمين يجتمعون بعد صلاة العصر في مكان قريب من بيته، يلقون الخطب والمحاضرات يحذرون الناس من الاغترار بمزاعمه، وممن تصدى لدعوته الخبيثة، الشيخ أبو الوفاء ثناء الله الأمر تسري أمير جمعية أهل الحديث في عموم الهند، حيث ناظره وأفحم حجته، وكشف خبث طويته، وكفر وانحراف نحلته. ولما لم يرجع غلام أحمد إلى رشده باهله الشيخ أبو الوفاء على أن يموت الكاذب منهما في حياة الصادق، ولم تمر سوى أشهر قلائل حتى هلك المرزا غلام أحمد القادياني في لاهور في (٢٣ من ربيع الآخر ١٣١٩هـ = ٢٦ من مايو ١٩٠٨م)، وتم نقل جثته إلى قاديان، ودفن في (مقبرة الجنة) . وبعد موته تولّى ابنه "بشير الدين محمود أحمد" أمور فرقة القاديانية وتنظيم شؤونها، ويجدر بالذكر أن مجلس الأمة الباكستاني أصدر قرارا باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة. مؤلفات القادياني: وقد خلف أكثر من خمسين كتابًا ونشرةً ومقالًا، ومن أهم كتبه: (إزالة الأوهام)، و(إعجاز أحمدي)، و(براهين أحمدية)، و(أنوار الإسلام)، و(إعجاز المسيح)، و(التبليغ)، و(تجليات إلهية)؟، وغيرها. أهم العقائد: ١• بدأ غلام أحمد نشاطه كداعية إسلامي حتى يلتف حوله الأنصار (من سنة١٨٨٠إلى١٨٨٨م) ثم ادعى أنه مجدد وملهم من الله (سنة١٨٨٨م) ثم تدرج خطوة أخرى فادعى أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود (سنة١٨٩١م) ثم ادعى النبوة وزعم أن نبوته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا محمد ﷺ (سنة١٩٠٠م) . ٢• يعتقد القاديانيون أن الله يصوم ويصلي وينام ويصحو ويكتب ويخطئ ويجامع - تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا -. ٣• يعتقد القادياني بأن إلهه إنجليزي لأنه يخاطبه بالإنجليزية!!؟. ٤• تعتقد القاديانية بأن النبوة لم تختم بمحمد ﷺ بل هي جارية، والله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعًا ٥• يعتقدون أن جبريل ﵇ كان ينزل على غلام أحمد وأنه كان يوحى إليه، وأن إلهاماته كالقرآن. ٦• يقولون لا قرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود (الغلام)، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته، ولا نبي إلا تحت سيادة غلام أحمد. ٧• يعتقدون أن كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين وهو غير القرآن الكريم. ٨• يعتقدون أنهم أصحاب دين جديد مستقل وشريعة مستقلة وأن رفاق الغلام كالصحابة. ٩• يعتقدون أن قاديان كالمدينة المنورة ومكة المكرمة بل وأفضل منهما وأرضها حرم وهي قبلتهم وإليها حجهم. ١٠• نادوا بإلغاء عقيدة الجهاد كما طالبوا بالطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية لأن حسب زعمهم ولي الأمر بنص القرآن!!!؟ ١١• كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية: كما أن من تزوج أو زوج من غير القاديانيين فهو كافر. ١٢• يبيحون الخمر والأفيون والمخدرات. أماكن الانتشار: يبلغ عدد نفوس هذه الطائفة ما يقارب النصف مليون شخص، ويقيم أغلب أفرادها في الهند، والآخرون يتوزعون بين الباكستان وبنغلادش وفلسطين. انتشرت تعاليم «ميرزا غلام أحمد القادياني» في بلدان إسلامية مختلفة كإيران وأفغانستان والجزيرة العربية ومصر. موقف علماء المسلمين من القاديانية: • وفي شهر ربيع الأول ١٣٩٤هـ الموافق إبريل ١٩٧٤م انعقد مؤتمر كبير برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع أنحاء العالم، وأعلن المؤتمر كفر هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام، وطالب المسلمون بمقاومة خطرها وعدم التعامل مع القاديانيين وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين. • قام مجلس الأمة في باكستان (البرلمان المركزي) بمناقشة زعيم الطائفة مرزا ناصر أحمد والرد عليه من قبل الشيخ مفتي محمود ﵀. وقد استمرت هذه المناقشة قرابة الثلاثين ساعة عجز فيها ناصر أحمد عن الأجوبة وانكشف النقاب عن كفر هذه الطائفة، فأصدر المجلس قرارًا باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة. • من موجبات كفر الميرزا غلام أحمد الآتي: - ادعاؤه النبوة. - نسخه فريضة الجهاد خدمة للاستعمار. - إلغاؤه الحج إلى مكة وتحويله إلى قاديان. - تشبيهه الله تعالى بالبشر. - إيمانه بعقيدة التناسخ والحلول. - نسبته الولد إلى الله تعالى وادعاؤه أنه ابن الإله. - إنكاره ختم النبوة بمحمد ﷺ وفتح بابها لكل من هب ودب. • للقاديانية علاقات وطيدة مع إسرائيل وقد فتحت لهم إسرائيل المراكز والمدارس ومكنتهم من إصدار مجلة تنطق باسمهم وطبع الكتب والنشرات لتوزيعها في العالم. • تأثرهم بالمسيحية واليهودية والحركات الباطنية واضح في عقائدهم وسلوكهم رغم ادعائهم الإسلام ظاهريًا.
الأحمدية (القاديانية): هى حركة دينية ظهرت بإقليم البنجاب بالهند (باكستان حاليا) فى القرن الثالث عشر الهجرى التاسع عشر الميلادى. أطلق عليها الأحمدية نسبة إلى مؤسسها ميرزا غلام أحمد، ويطلق عليها أيضا القاديانية نسبة إلى قاديان (وهى قرية تقع بإقليم البنجاب وتبعد بنحو ستين ميلا عن لاهور) التى ولد فيها مؤسس هذه الحركة فى عام ١٢٥٢هـ/١٨٣٩م. ولأن هذه الحركة ظهرت فى مجتمع إسلامى على يد مسلم يعدها المؤرخون وعلماء الأديان حركة إسلامية، كما أن أتباعها يعتبرون أنفسهم مسلمين، إلا أن لجنة كونها شيخ الأزهر برئاسة الشيخ عبد المجيد اللبان -أول عميد لكلية أصول الدين فى ثلاثينيات القرن العشرين- قامت ببحث حالة طالبين ينتسبان إلى هذه الجماعة، كانا يروجان لمذهبهما فى مصر، وكان القرار الذى أصدرته هذه اللجنة ينص بأن القاديانيين كافرون، كما قضت بفصل الطالبين من الأزهر. وقد بُنِى الحكم بكفر من يعتنق أفكار هذه الطائفة على أساس ما ادعاه مؤسسها ميرزا غلام أحمد بأن المسيح لم يرفع ببدنه إلى السماء، بل بروحه، أما بدنه فمدفون فى الهند، وكان هذا أول رأى خالف فيه جمهور المسلمين، ثم ادعى أن روح المسيح قد حلت فيه فعودة المسيح التى يؤمن بها المسلمون قد تحققت بحلول روح المسيح فى جسده، كما ادعى أنه المهدى المنتظر، فهو مرسل ليجدد أمر الدين الإسلامى فما يقوله هو الحق، وليس لأحد أن ينكره؛ إذ هو يتكلم عن الله تعالى. لم يكتف بهذا، بل ادعى أن اللاهوت قد حل فى جسده، وأن المعجزات قد ظهرت على يديه، فهو رسول من عند الله، ورسالته لا تتنافى مع كون محمد ﷺ خاتم النبيين فهو يفسر خاتم النبيين فى قوله تعالى: ﴿ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين﴾ الأحزاب:٤٠، بأن كل رسول يجئ من بعده يكون بخاتمه وإقراره ويحيى شرعه ويجدده. (حقيقة الوحى ص٢٧، التعليم ص١٥) . ومن آرائه المخالفة لتعاليم الإسلام أنه: ١- ألغى فريضة الجهاد، معللا ذلك بأنه قد استنفد أغراضه فلا داعى إليه بعد أن زالت الفتنة فى الدين. (تبليغ الرسالة ص١٧) . ٢- عدم جواز صلاة الأحمدى خلف إمام غير أحمدى. ٣- الحكم على من لم يؤمن بدعوته بالكفر. ٤- عدم جواز زواج الأحمدية بغير أحمدى. وبعد موت ميرزا غلام أحمد فى ١٩٠٨ خلفه فى رئاسة الحركة الحكيم نور الدين، وبعده انقسمت الحركةإلى شعبتين: الأولى: تزعمها بشير الدين محمود بن غلام أحمد، وهى شعبة قاديان وقد حافظ المنتسبون إلى هذه الشعبة على أفكار ميرزا غلام أحمد وتشددوا فى تنفيذها حرفيا. الثانية: تزعمها محمد على اللاهورى وهى شعبة لاهور، ومن معتقداتهم: (أ) عدم إنكار إلهامات ميرزا غلام أحمد، إلا أنهم أنكروا ادعاءه النبوة، وفسروا ما ورد عنه من نصوص فى هذا الصدد بأنها تعبيرات مجازية. (ب) تحاشوا تسمية المسلمين الذين لم يؤمنوا بدعوتهم كفارا، ولكنهم أطلقوا عليهم اسم الفاسقين. يطلق على هاتين الشعبتين (شعبة قاديان، شعبة لاهور) الحركة الأحمدية، ولهما نشاط واسع فى كثير من أقطار الأرض يتمثل فى بناء المساجد وإنشاء المراكز الثقافية. أ. د/محمد شامة موسوعة المفاهيم الإسلامية (تعقيب) ١ـ القادينية اللاهورية يجعلون الناس على قسمين: القسم الأول: الذين لا يبايعون ميرزا غلام، ولا يكفرونه، ولا يكذبونه فهؤلاء هم الفاسقون وليسوا بكافرين. الثاني: الذين يكفرونه ويكذبونه فهؤلاء كفار في رأيهم. كما في كتاب (رد تكفير أهل القبلة) لزعيمهم المولوي محمد علي. فإذا علمنا أن علماء أهل السنة جميعًا يكفرون هذه الطائفة فنستنتج أنهم كفار عند القادينية بقسميها. اللاهورية والأحمدية. مع أن مسألة الغلو في التكفير منشر في الفرق بأنواعها. ٢ـ أكثر تواجد وانتشار لهم في دول الكمنولث البريطانية مثل الهند وباكستان وأستراليا وأندنوسيا وبريطانيا ونجيريا وجنوب إفريقيا. ٣ـ لهم قنوات فضائية ومجلات تدعو إلى معتقدهم. ومركزها بريطانيا ومديرالإنتاج في القناة (منير صلاح الدين) . راجع تقرير نشرته قناة الجزيرة عن نشاط القادينية. بتاريخ ٢١/٩/٢٠٠٢ وبرامجها تبث بأكثر من عشر لغات عالمية من بينها العربية. ٤ـ نظرًا لضعف انتشارها بين العرب فهي تركز على الغرب من خلال الإعلام والمساجد والمراكز التي أقامتها. ٥ـ قامت القادينية والوهابية والبهائية في وقت احتلال بريطانيا لبلاد المسلمين فدعمتها دعمًا واضحًا مكشوفًا. ٦ـ انتقلت الحركة من قاديان في الهند إلى باكستان بينما بقي بعضهم في الهند واستطاع المهاجرون بواسطة نفوذهم لدى الإنجليز الحصول من الحكومة على أرض واسعة في إقليم جنك وبنوا عليها مدينة خاصة بهم سموها ربوة تمثلًا بقوله تعالى «وءاوينهما إلى ربوة ذات قرار ومعين» !! وصارت مدينة ربوة عش الأحمدين في باكستان بمثابة الفتيكان للمسيحيين، فهي دويلة داخل دولة. فيها كل ما للحكومة من شعب ودوائر مستقلة وشؤون داخلية وخارجية وحرس وطني باسم [هيئة خدام الأحمدية] وتنظيم عسكري على شاكلة الميليشيا.. ٧ـ ولها دائرة مخابرات مهمتها جمع المعلومات عن نشاط الحكومة والمنظمات السياسية المناهضة للقادينية. والخلاصة: أنها فرقة كافرة مدعومة من الغرب من زمن الفتنة ولا زالت إلى اليوم وقد ضللت كثيرًا من البسطاء أنظر الفرق والمذاهب لسعد رستم والقادينية لسليمان الظاهر العاملي وموقع القادينية مفكرة الإسلام: بدأت الصحف العبرية في الترويج لأفكار ومعتقدات الجماعة المارقة عن الإسلام والمعروفة باسم الجماعة الإسلامية الأحمدية، وهي الأبعد عن الإسلام، خاصة وأن الجماعة لها مركز كبير في 'إسرائيل' بمدينة 'كبابير' بحيفا. وذكرت صحيفة 'معاريف' العبرية السبت في موقعها على الإنترنت، في تقرير لها بعنوان 'الإسلام - ليس مثلما كنتم تعتقدون'، قاصدة أن الصورة التي يعرفها الناس عن الإسلام وأنه دين تطرف وإرهاب وعنف ليست صحيحة كليةً، ومشيرة إلى أن هناك من يؤمنون بدين الإسلام، ولكن ليسوا متطرفين أو دعاة عنف. وذكرت الصحيفة أن تلك التيارات الدينية تدعو للسلام والتصالح بين الأديان والتسامح، مشيرة إلى أن إحدى تلك التيارات هي الجماعة الإسلامية الأحمدية التي ينتشر أتباعها في 'إسرائيل'، مشيرة إلى أن هؤلاء الأتباع عقدوا مؤخرًا المؤتمر السنوي لهم لمناقشة مستقبل نشاطهم في المنطقة. وقالت 'معاريف': إن الطائفة الأحمدية تأسست في القرن التاسع عشر بمدينة 'قاديان' في الهند، وقد أسسها 'ميرزا غلام أحمد' ومن هنا جاء اسمها، حيث قدّم 'أحمد' نفسه نبيًا ومسيحًا مخلصًا لأتباع الديانات السماوية المختلفة الذين ينتظرون ظهوره ومجيئه، وقالت: إنه يؤمن بأن رسالته تدعو لدخول الإنسانية جمعاء فيها والإيمان بدين واحد، حسبما ذكرت الصحيفة. وقالت الصحيفة: إن تلك الطائفة لديها نحو ١٥٠ مليون من الأتباع حول العالم، مشيرة إلى أن هؤلاء يرون أنفسهم مسلمون في كل شيء بل أنهم الأشخاص الذين يمثلون حقيقة الإسلام ويحاربون بشدة الإسلام السني، خاصة وأن هؤلاء يعتبرون أتباع الطائفة الأحمدية كفار ومسلمون حادوا عن الصراط المستقيم. وقالت الصحيفة إن زعيم الطائفة الأحمدية في 'إسرائيل' 'محمد شريف عودة' يسعى وبقوة منذ عدة سنوات لتقريب الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة من معتقدات الطائفة ودفعهم للإيمان بها. ونقلت الصحيفة عنه القول: إن هناك اهتمامًا كبيرًا من قِبل الفلسطينيين للتعرف على ما يدعو إليه منهج الطائفة الأحمدية، وذلك على الرغم من حملات المطاردة الشرسة التي نتعرض لها في الأراضي الفلسطينية، وما يقوم به قادة وزعماء السنّة هناك لترهيب الناس منا، على حد زعمه. وأوردت الصحيفة بعضًا مما ورد خلال المؤتمر السنوي للطائفة الأحمدية في 'إسرائيل'، مشيرة إلى أن العشرات من الفلسطينيين من الضفة الغربية وصلوا لحضور المؤتمر في 'إسرائيل'، وخلال انعقاده سأل فلسطيني من الضفة حول مشروعية الجهاد والمقاومة ضد 'إسرائيل' من وجهة النظر الأحمدية، وجاء رد رئيس الطائفة الأحمدية في مدينة طولكرم الفلسطينية 'هاني طاهر' بأن بدون أدنى شك فأن الإسلام يدعو للسلام وليس للحرب، وأن الإسلام لم يعترف بالجهاد إلا خلال وقت الحرب للدفاع، ولم يشرع من أجل المبادرة وبدء العدوان، على حد وصف الصحيفة. تنبيه: عدد القادينية لا يجاوز عشرة ملايين نسمة وليس كما زعمت الصحيفة فتنبه.
القاديانية ديانة جديدة في مصر!! * جمال عبد الرحيم - عضو مجلس نقابة الصحفيين المصريين صحيفة المصريون ٨/٦/٢٠١٠ التحقيقات التي تجريها نيابة أمن الدولة العليا حاليًا مع مجموعة تعتنق الفكر القادياني وتروج للأفكار المتطرفة والمنحرفة وتزعم أن الميرزا غلام أحمد هو آخر الأنبياء والمرسلين لم تكن مفاجأة بالنسبة لي بصفة شخصية. لأنني أعلم جيدًا أن مصر بها مئات من الأشخاص يعتنقون هذا الفكر وسبق وأن حذرت مرات عديدة من خطورتهم ومحاولتهم المستمرة لنشر أفكارهم بين المسلمين. طائفة القاديانية ظهرت مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الميلادي ببلاد الهند ولعب الاستعمار الإنجليزي دورًا مهمًا في نشأة تلك الطائفة المنحرفة لتفريق صفوف المسلمين. بهدف اضعاف شوكتهم عن طريق بث النزاع بينهم. القاديانية ظهرت علي يد ميرزا غلام أحمد.. ولد سنة ١٢٥٢ بمنطقة قاديان بالهند وقرأ القرآن وبعض الكتب الفارسية وتعلم اللغة العربية ثم النحو والمنطق والفلسفة وكتب كتبًا في الطب. وعمل في إدارة المندوب البريطاني ثم استقال بعد ٤ سنوات للعمل في إدارة أعمال والده وكان عمره ٢١ عامًا. ميرزًا غلام أحمد جنده الاستعمار الإنجليزي لبذر الخلاف بين أهل الهند المسلمين لتحقيق أهدافهم وأغراضهم وهي تفريق المسلمين الذين كانوا يمثلون خطورة علي سلطاتهم وبقائهم بالهند. زعم غلام أحمد في عام ١٨٧٦ نزول الوحي عليه وأن أباه سوف يموت بعد الغروب وأخذ بعدها يصرخ بأن الوحي ينزل عليه ثم وزع منشورًا أعلن فيه أنه المسيح المنتظر بعدما انتقل إلي دلهي للدعوة إلي نحلته. ونظرًا لخطورة هذا الرجل وقف علماء المسلمين له بالمرصاد وصاروا يفندون آراءه وينشرون المقالات ضده التي تؤكد كفره وفسوقه عن الإسلام.. وعندما اشتد علماء الإسلام في معارصته قرر عام ١٨٩٧ التخلص منهم ولجأ إلي حاكم الهند وطلب منه وضع قانون يصوغ لأصحاب كل دين إظهار حقائق دينهم ويحميهم من تعرض غيرهم لهم باعتبار أنه نبي وصاحب رسالة. واستمر غلام أحمد في ضلالاته وانحرافاته.. وفي عام ١٨٩٨ وضع قانونًا لاتباعه بألا يزوجوا بناتهم لمن لم يكن مصدقًا بنبوته ثم أسس مدرسة لتعليم أبناء نحلته دعوته في قاديان ثم أنشأ مسجدًاَ بها.. وفي عام ١٩٠٠ ألقي خطبة أطلق عليها "الخطبة الإلهامية" اشتملت علي ضلالات يعتبرونها معجزات.. وفي عام ١٩٠٥ زعم أنه أوحي إليه بأن أجله اقترب. وكتب كتابًا يعرف بالوصاية طلب فيه من أعوانه أن يكتبوا علي قبره "ميرزا غلام أحمد موعود" بمعني الموعود بالجنة ولكن أجله امتد بعد ذلك ثلاث سنوات حيث مات عام ١٩٠٨م. ومن مزاعم غلام أحمد التي كان يرددها لأعوانه "كان عيسي علمًا لبني إسرائيل وأنا علم لكم أيها المفرطون".. وقال: "إن المسيح يعني غلام أحمد كان مرسلًا من الله تعالي". وادعي ميرزا غلام أحمد أن الله سبحانه وتعالي خاطبه حيث قال: "إني خلقتك من جوهر وإنك وعيسي من جوهر واحد".. وقال في كتابه "أحمد رسول العالم الموعود" الذي أصدره باللغة الإنجليزية "فالواقع إن الله القدير قد أبلغني أن مسيح السلالة الإسلامية أعظم من مسيح السلالة الموسوية" وقال أيضا: "إن تعدوا دلائل صدقي لا تحصوها"!! ويمكن القول إن هناك دلائل كثيرة تؤكد أن الاستعمار الإنجليزي وراء تجنيد ميرزا غلام أحمد منها ما جاء علي لسانه وهو يخاطب أعوانه عندما قال: "فاذكروا دائمًا أن الحكومة الإنجليزية هي رحمة وبركة لكم وهي الدرع التي تقيكم.. الإنجليز خير ألف مرة من المسلمين الذين هم أعداؤكم ثم قال.. اتركوا ذكر ابن مريم فإن غلام أحمد خير منه". عقب وفاة ميرزا غلام أحمد عام ١٩٠٨ تولي نجله نورالدين قيادة الطائفة بدلًا منه واستمر في ضلالات أبيه وصار علي مذهبه غير أنه في آخر حياته بدأ شيء من الخلاف يدب بين أعوانه.. وعندما مات تولي شقيقه محمود بدلًا منه إلا أن القاديانية انقسمت في عهده إلي مجموعتين.. الأولي: شعبة قاديان برئاسة محمود بن غلام أحمد والثانية شعبة لاهور وتولي رئاستها شخص يدعي علي محمد علي الذي ترجم القرآن الكريم إلي الإنجليزية.. شعبة قاديان أساس عقيدتها أن غلام أحمد نبي مرسل من عند الله.. أما شعبة لاهور فظاهر مذهبها أنها لا تثبت النبوة لغلام أحمد وإن كتبه مملوءة بإدعاء النبوة. وشعبة لاهور أنكرت أن يكون المسيح ﵇ ولد من غير أب وادعي زعيمهم أن عيسي ﵇ ابن يوسف النجار ثم قام بتحريف بعض الآيات القرآنية لتوافق عقيدته. والقاديانية لم تقتصر علي الهند فقط بل قام ميرزا غلام أحمد قبل وفاته بنشر أكاذيبه في العديد من الدول العربية ومن بينها مصر وسوريا والأردن وفلسطين والعراق. ونهاية يمكن القول إن انتشار ظاهرة إدعاء النبوة والألوهية في العصر الحديث يرجع إلي مساهمة اليهود والصهاينة في دعمها حيث ترعرعت الفرق الضالة الخارجة عن الإسلام في أحضان الاستعمار المعادي للإسلام.. فطائفة القاديانية وجماعة القرآنيين التي تنكر سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم ظهرتا في ظل الاستعمار الإنجليزي للهند.. والبابيه ثم البهائية نشأتا في عهد الاستعمار الروسي لإيران مستغلة الانحرافات والخرافات التي سادت الوسط الشيعي وهيأت النفسية الفارسية والشيعية لتقبل الأفكار الغريبة والمنحرفة.
طائفة القاديانية وتأويلاتها الباطنية لآيات القرآن الكريم - د. سامي عطا حسن مراحل تطور القاديانية المرحلة الأولى: مرحلة الدعوة إلى الإسلام وجدال الخصوم ودعوى التجديد: وقد استمرّت هذه المرحلة بين عام ١٨٧٩م وعام ١٨٩١م، و"في هذه المرحلة ادّعى الميرزا غلام أحمد القادياني، أنّه مُصلح ومجدّد ... وأنّه مأمور من الله لإصلاح العالم، والدعوة إلى الإسلام. وكان نشاطه في هذه المرحلة يأخذ أشكالًا ثلاثة هي: المناظرة، وتجميع الأتباع، والكتابة. المرحلة الثانية: مرحلة ادعاء أنه المسيح الموعود: وقدْ ابتدأت هذه المرحلة سنة ١٨٩١م، "حيث أعلن أنه المسيح الموعود الذي ذكره القرآن الكريم ونصت عليه أحاديث الرسول ﷺ، وأنّه المصلح الذي تنتظره جميع الأقوام والأمم منذ ثلاثة عشر قرنًا"، ويقسم الميرزا نفسه على هذه الدعوى بقوله "والله أني أنا المسيح الموعود وأعطاني ربي سلطانًا مبينًا". المرحلة الثالثة: ادعاء النبوة: ربما تكون هذه المرحلة هي التي أدّت إلى ظهور القاديانيّة وانتشار أمرها، وثمّة اتجاهٍ آخر ينفي أنّ يكون الميرزا قد ادّعى النبوة، ولكن عند مناقشة أقوال أصحاب هذا الاتجاه لا نجد فيه ما يقوى على نفي نسبة دعوى النبوّة إلى الميرزا، وهناك اتجاه ثالث يثبت أصحابه نسبة دعوى النبوّة إلى الميرزا، ولكنّهم يدافعون عن فكرته ويوضحونها بما يشعر أنها منسجمة مع ثوابت العقيدة الإسلامية. القاديانية بعد غلام أحمد القادياني: توفي الغلام القادياني في السادس والعشرين من شهر مايو سنه ١٩٠٨م، فخلفه الحكيم نور الدين، وهو الذي اقترح على الغلام القادياني الادعاء بأنه المسيح الموعود الذي أخبرت عنه الأحاديث النبوية بنزوله آخر الزمان وبويع بالخلافة بعد وفاه الغلام أحمد القادياني..ولقب بالخليفة الأول. واستمر بالخلافة إلى أن توفي في ١٣مارس ١٩١٤م، ليخلفه (بشير الدين محمود) ابن مؤسس الأحمدية، وبقي في منصبه حتى وفاته عام ١٩٦٥، ثم خلفه (الميرزا ناصر أحمد) المتوفى عام ١٩٨٢، ثم تلاه (الميرزا طاهر أحمد)، الذي توفي قبل أقل من عامين، حيث انتخبت الجماعة: (مسرور أحمد) المقيم في لندن زعيما لها ولا يزال. وقد انقسمت القاديانيّة بعد وفاة الحكيم نور الدين سنة ١٩١٣م إلى شعبتين، أو فرعين: الأولى: تسمى: الجماعة اللاهورية، وهي بزعامة محمد علي اللاهوري.. والثانية: تسمى: الجماعة القاديانيّة، وهي بزعامة الميرزا بشير الدين محمود. الشعبة الأولى: جماعة محمد علي اللاهوري: يذكر أصحاب هذه الشعبة سبب الانقسامَ بقولهم "وفي أثر وفاته (يعني نور الدين) نتجت خلافات في العقائد أثارها (الميرزا بشير الدين) نجل الميرزا غلام أحمد المؤسس، بادّعائه أنّ والده نبيّ، فانبنى على هذا الخلاف أنْ انقسمت الجماعة إلى قسمين، سُميّت أوّلهما الجماعة القاديانيّة، ومركزها في قاديان، والأخرى الجماعة الأحمديّة بلاهور، عاصمة بنجاب الهندية، وتولّى رئاستها مولانا محمد علي"، ومن أهم معتقدات هذا الفرع: أنّهم لا ينكرون الإلهامات الإلهيّة للميرزا غلام أحمد، ويذكرون أنّ ما أُثر عنه صراحة في دعواها، إنّما هيَ تعبيرات مجازية، ومع ذلك يطلقون عليه ألقاب: مجدد القرن الرابع عشر الهجري، والمسيح الموعود. الشعبة الثانية: جماعة الميرزا بشير الدين محمود: وأصحاب هذه الشعبة يتشبثون بقوّة وصراحة بعقيدة نبوّة الميرزا غلام أحمد، ويدافعون عن هذه العقيدة بحماسة، وبلا مواربة ولا تأويل. وكلتا الشعبتين تتسميان بالأحمديّة، إلا أنّ أصحاب إحدى هاتين الشعبتين انتسبوا إلى اسم مؤسس الجماعة، فتسمّوا بالأحمدية، والآخرون انتسبوا إلى بلده، فتسموا بالقاديانيّة، "وكلتاهما تعتبران إلهام ووحي الميرزا - المدّعى به- حجّةً شرعيّة يجب إتباعها، ويصدّقون بكل ما جاء به الميرزا من هذا القبيل. وكذلك فإنّ الجماعة اللاهورية وإنْ كانت تُصرّح بأنّها لا ترى الميرزا نبيًّا بل مجددًا، إلا أنّها تعني من لفظ (المجدد) عين ما تقصد به جماعة بشير الدين محمود من لفظ (النبي) . شذرات من عقائد القاديانية، وشرائعها عقيدته في الله تعالى: (إن الله ذو طول وعرض وله أرجل وأيد ولا تحُصى وأيضًا له أعصاب وأوتار كالسلك البرقي ممتد في الجهات) و(إن الله بعد أن كشف لي الغطاء كان يمازحني مرارًا) عقيدتة في الأنبياء عامة: (أعطي كل الأنبياء حياة بمجيئي، وكل واحد من الرسل مستور تحت قميصي) عقيدته في القرآن الكريم: (القرآن كلمات الله وكلمات لساني) . عقيدته في الأحاديث النبوية: (الأحاديث التي تخالف إلهامي تستحق أن نلقيها مع الأوراق الرديئة في سلة المهملات) . عقيدته في الملائكة: (لا تتنزّل الملائكة ولا ملك الموت إلى الأرض أبدًا، وما الملائكة إلا اسم لحرارة الروح) . عقيدته في القيامة: (القيامة ليست آتية والتقدير ليس بشيء) . عقيدته في الحج: (بعد ظهوري تحوّل مقام الحج إلى قاديان) . عقائده في عيسى وأمه ﵉: (كان يشرب الخمر وكان عدو الصدق متكبرًا أكّالًا يدعي الألوهية مجتنبًا العبادة والزهد غاية الاجتناب) . وقال: (كانت ثلاث من جداته لأبية -كذا -وثلاث من جداته لأمه بغايا وزانيات ...؟!) وهذا المقال منقول من كتاب طائفة القاديانية وتأويلاتها الباطنية لآيات القرآن الكريم - د. سامي عطا حسن وله من المسلمين كثير العرفان والشكر
مؤلف الكتاب من رؤوس القاديانية مؤسس القادنية " ميرزا غلام أحمد القادياني " قد خلَّف وراءه بعد موته - عام ١٩٠٨ م - تركة من المال والجاه، وأنه قد تنافس عليها كثير من أتباعه، لكنَّ الاستعمار الإنجليزي - المؤسس الحقيقي لتلك الفرقة - لم يسمح لأحدٍ منهم بادِّعاء النبوة كما فعل الميرزا غلام أحمد؛ ليحافظوا على انتشار تلك الفرقة بين المسلمين من غير تشكيك عوام المسلمين بهم، لكن هذا لم يمنع من الخلاف مع ورثة الميرزا حول المال الذي خلَّفه لمن يكون وكيف يُقسم؟ وقد حصل بسبب ذلك عام ١٩١٤ م افتراق في تلك الفرقة فنتج منه فرقتان: - الأولى هي "الأحمدية القاديانية" وقد تبعت "بشير الدين محمود بن ميرزا غلام" والذي تولى أمر القاديانيين بعد موت "نور الدين البهيروي" الخليفة الأول لميرزا غلام، وهي المقصودة بالقاديانية عند الإطلاق، ويُطلق عليها "شعبة ربوة" - وهي اسم مدينة جديدة بناها وأسماها: "بشير الدين"، وأدّعى أنها هي التي ورد ذكرها في القرآن (كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ) البقرة/٢٦٥، و(إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ مَعِينٍ) المؤمنون/٥٠ - فرقة أخرى أُطلق عليها "الأحمدية اللاهورية"؛ حيث جعلوا مركزهم في "لاهور" عاصمة "البنجاب"، ويُطلق عليها "شعبة لاهور"، وكان المتزعم لها هو "محمد علي" (*) وهو قادياني خبيث، كان من أبرز أعوان الميرزا غلام القادياني، وله ترجمة مشهورة للقرآن الكريم باللغة الإنجليزية (**)، وقد حذَّر منها علماء أهل السنَّة لما فيها من دس اعتقاد الفرقة القاديانية فيها. وقد اختلف العلماء في حقيقة اعتقاد "محمد علي" في الميرزا غلام أحمد القادياني، فقال بعضهم بأنه كان يعتقد أنه مجدِّد، لا أنه نبي، ولكن الراجح أن الرجل خبيث ماكر، وأنه أعلن هذا بعد وفاة الميرزا ليسوِّق للقاديانية من غير الانحراف الجلي الذي فيها وهو ادعاء الميرزا للنبوة! وهو الذي حصل بالفعل، فانتشرت بسببه القاديانية في بلاد كثيرة. وإليك الآن تلخيصًا لأصل هذا الفرع من القاديانية، وحقيقة اعتقادها: قال الدكتور غالب بن علي عواجي وفقه الله: "الفرع اللاهوري القادياني": أمير هذا الفرع هو: "محمد علي"، من أوائل المنشئين صرح القاديانية، وممن كان له يد ومنّة عظيمة في توجيه الغلام المتنبي ومساعدته بالفكر والقلم أيضًا، وكان هو الآخر من أشد المخلصين للإنجليز والمحرضين على بذل الطاعة التامة لهم، وقد كانت لهم مواقف مع الغلام وأسرته؛ إذ كان أحيانًا يتبرم من استبداد المتنبي بالأموال التي تصل إليه من أتباعه، فيصرح للمتنبي بهذا، ويرد عليه المتنبي هذه التهمة. وبعد وفاة الغلام استفحل الخلاف بين أسرة "المتنبي" و"محمد علي"، حول اقتسام الأموال التي جاءتهم حيث استغلها ورثة المتنبي مع علمهم (بأن هذه النبوة شركة تجارية وهم كلهم شركاء فيها)، ولعل هذه الخلافات الشخصية لم يكن لها تأثير على إتمام الخطة وإحلال القاديانية محل الإسلام، خصوصًا والقوة التي أنشأت الغلام وفكرته لا تزال هي القوة، والمتآمرون لا يزالون في إتمام حبكها وتنفيذها. أما بالنسبة لحقيقة معتقَد هذا الرجل في " غلام أحمد "، وهل كان متلونًا أو كان له مبدأ أُمليَ عليه، أو كان مقتنعًا به دون تدخل أحد: فإن الذي اتضح لي من كلام العلماء الذين نقلوا عنه آراءه أنهم مختلفون على النحو الآتي: ١. منهم من يرى أن "محمد علي" اختير من قبل الساسة الإنجليز لإتمام مخطط القاديانية بطريقة يتحاشى بها المواجهة مع مختلف طوائف المسلمين في الهند والباكستان وغيرهما، ويتحاشى بها كذلك مصادمة علماء الإسلام الذين نشطوا في فضح القاديانية وإخراجها عن الدين الإسلامي، فاقتضى الحال أن يتظاهر "محمد علي" وفرعه بأنهم معتدلون لا يقولون بنبوة "الغلام"، وإنما يثبتون أنه مجدد ومصلح؛ لاستدراج الناس إلى القاديانية، ولامتصاص غضب المسلمين على القاديانية، فتظاهر بعد ذلك "محمد علي" وفرعه بهذه الفكرة بغرض اصطياد من يقع في أيديهم. ٢. ومنهم من يرى أن "محمد علي" وفرعه كانوا يعتقدون أن "الميرزا غلام أحمد" لم يدَّعِ النبوة، وكل ما جاء عنه في ذلك إنما هي تعبيرات ومجازات، وكابروا في ذلك اللغة، وكابروا الواقع. وقد لقبهم القاديانيون بالمنافقين (لأنهم يحاولون الجمع بين العقيدة القاديانية والانتساب إلى مؤسسها وزعيمها، وبين إرضاء الجماهير) ومع هذا الموقف: فإن "محمد علي اللاهوري"، دائمًا يلقب "الميرزا غلام أحمد" بـ "مجدد القرن الرابع عشر" و"المصلح الأكبر"، وزيادة على ذلك يعتقد أنه المسيح الموعود. قال الندوي عنهم: "وعلى ذلك تلتقي الطائفتان". ٣. وذهب الأستاذ "مرزا محمد سليم أختر" في كتابه: "لماذا تركت القاديانية؟ " إلى رأي آخر حيث قال - بعد أن ذكر ما وقع بين محمد علي وجماعة "الربوة" من خلاف على منصب الخلافة بعد نور الدين - قال: "وأنكر نبوة الميرزا ليكسب العزة عند المسلمين"، ثم قال: "ولم ينكر أحدٌ هذه الحقيقة: أن "محمد علي" أقر بنبوة "الميرزا"، وإنكاره لنبوته يعتبر كالعقدة في الهواء". والواقع: أن القول بأن الفرع اللاهوري - وعلى رأسهم "محمد علي" - ما كانوا يؤمنون بنبوة الغلام عن اقتناع: قولٌ بعيدٌ جدًّا؛ ذلك أن مواقفهم وتصريحاتهم كلها تشهد بإقرارهم بنبوة الغلام وليس فقط أنه مصلح ومجدد. كما أن تصريحات "الغلام" نفسه بنبوته لا تخفى على من هو أبعد من الفرع اللاهوري، فكيف يقال بأنها خفيت عليهم؟! . كما أن معتقد الفرع اللاهوري ليس له أي أساس آخر غير الأساس الذي بناه "غلام أحمد" وأسهم فيه "محمد علي" نفسه. والباطل لا بد وأن يتناقض أهله فيه، فقد صرح "محمد علي" نفسه بقوله عن الغلام: "نحن نعتقد أن "غلام أحمد" مسيح موعود، ومهدي معهود، وهو رسول الله ونبيه، ونزله في مرتبة بيَّنها لنفسه - أي: إنه أفضل من جميع الرسل -، كما نحن نؤمن بأن لا نجاة لمن لا يؤمن به! ". ونصوص أخرى كثيرة كلها تثبت أن هذا الفرع لا يختلف في النتيجة عن الحركة القاديانية الأم في قاديان، وأنه كان يراوغ في إظهار معتقده نفاقًا وإيغالًا في خداع العامة، حتى إنه كان يوصي أتباعه في جزيرة "مارشيس" ألا ينشروا هناك أن الغلام نبي، وأن من لم يؤمن به فهو كافر؛ لأن هذا المسلك يضر بانتشار القاديانية، أي: ولكن ينشروا أنه مجدد، لتقريب وجذب المسلمين إليهم. ومن أقوال هذا الفرع أيضًا: "يا ليت أن القاديانية كانت تُظهر غلام أحمد بصورة غير النبي ... ولو فعلوا هذا لكانت القاديانية دخلت في أنحاء العالم كله". وبهذا يتضح: أن هذا الفرع أمكر وأكثر احتيالًا لنشر القاديانية، وهو الذي أتيح له التوغل في العصر الحاضر إلى أقصى البلدان الإسلامية في آسيا وفي أفريقيا. وقد قام محمد علي بنشاط كبير في عرض القاديانية، ولعل من أهم أعماله: ترجمته للقرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية، حيث ملأها بالأفكار القاديانية، مما جعل الكثير من الناس يقعون ضحية تلك الأفكار ظانين أنها ترجمة رجل مسلم، لقد اتجه هذا الرجل في تفسيره للقرآن وجهة خطيرة لم يتورع فيها عن الكذب والتعسف ومخالفة أهل العلم واللغة والإجماع، وإنما فسره بمعان باطنية، فيها التركيز على إنكار الإيمان بالغيب وبالقدرة الإلهية، والأمثلة على ذلك كثيرة جدًّا، منها على سبيل المثال: ١. قوله تعالى لموسى: (اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا) البقرة/٦٠، أي: أن الله أمر موسى بالمسير إلى جبل فيه اثنتا عشرة عينًا. ٢. (وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ) البقرة/٦٣، أي: كنتم في منخفض من الأرض والجبل يطل عليكم. ٣. (فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ) البقرة/٦٥، أي: مسخت قلوبهم وأخلاقهم. ٤. (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ) آل عمران/٤٩، المراد بالطير هنا: استعارة، أي: رجال يستطيعون أن يرتفعوا من الأرض وما يتصل بها من أخلاق وأشياء، ويطيروا إلى الله ويحلقوا في عالم الروح. ٥. المراد باليد البيضاء التي أُعطي موسى: أي: الحجة، والحبال والعصي في قوله تعالى: (فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ) الشعراء/٤٤، أي: وسائلهم وحيلهم التي عملوها في إحباط سعي موسى. ٦. وفي قوله تعالى: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ) سبأ/١٤ الآية، دابة الأرض: هو رجل اسمه "رحبعام بن سليمان" الذي تولى الملك بعده، وسمي دابة الأرض لقصر نظره، إذ كان لا يجاوز الأرض. والمنسأة التي هي العصا: كناية عن ضعف الحكومة وانقراضها. والجن: شعوب أجنبية بقيت في حكم بني إسرائيل إلى ذلك العهد. وهدهد سليمان: هو إنسان! كان يسمَّى الهدهد، وكان رئيس البوليس السري! في حكومة سليمان. وقد تلاعب بمعاني القرآن الكريم على هذا التفسير الباطني الهزلي المملوء بالأكاذيب والخرافات، وقد تلقفه المسلمون - خصوصًا من لم يعرف العربية - بكل سرور، لعدم علمهم بأن تفسير "محمد علي" للقرآن الكريم باللغة الإنجليزية، إنما يراد به هدم معاني الشريعة الإسلامية والمفاهيم الصحيحة، وقد ذكر الأستاذ الندوي في كتابه "القادياني والقاديانية" كثيرًا من مثل هذا التلاعب بالقرآن للتحذير وإبراء الذمة. "فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام" (٢/٨٤٦ - ٨٥١) . وعلى هذا، فهذه الفرقة اللاهورية لا تختلف عن أصلها: ولها الحكم نفسه، وهو الخروج من الإسلام. وقد صدر قرار عن " مجلس مجمع الفقه الإسلامي " المنبثق عن " منظمة المؤتمر الإسلامي " برقم: ٤ (٤ / ٣) بشأن القاديانية واللاهورية، وقد جاء فيه: "وأما اللاهورية: فإنهم كالقاديانية في الحكم عليهم بالردة، بالرغم من وصفهم ميرزا غلام أحمد بأنه ظل وبروز لنبينا محمد ﷺ" هذا ويحرم تزوج المسلم من قاديانية. _________ (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: وهو مؤلف هذا الكتاب (**) وقد أشار المؤلف في مقدمة كتابه هذا إلى تلك الترجمة
القاديانية أو الجماعة الأحمدية نسب هذه الجماعة إلى الميرزا غلام أحمد الذي ولد في "قاديان" بالهند نحو سنة ١٨٤٠ فهي طورًا تدعى "الأحمدية" نسبة إلى غلام أحمد وطورًا "القاديانية" نسبة إلى بلد المنشأ. وتعود أسرة الميرزا غلام أحمد في أصولها إلى سمرقند لكن آباءه رحلوا إلى الهند واستوطنوا "قاديان" وصارت لهم الرياسة في تلك البلاد. درس غلام أحمد القرآن الكريم واللغة الفارسية واللغة العربية وعلوم النحو والمنطق والفلسفة، وعندما مرض والده سنة ١٨٧٦ زعم غلام أحمد أن وحيا نزل عليه وأنبأه أن أباه سوف يموت بعد غروب يوم معين، وعندما توفي والده في اليوم الموعود راح يدعي أن الوحي يخاطبه باستمرار. وقد ادعى أنه أكتشف قبرًا في كشمير، وأن هذا القبر يعود إلى المسيح الذي لم يمت على الصليب، بل نزل عنه وسافر إلى كشمير مع أمه مريم وعاش طويلًا، وعندما توفي دفن في هذا القبر، وأهل كشمير يزعمون أن هذا القبر للنبي عيصا "عيسى" وأمه مريم، وراجت في الأثر شائعة قوية تقول أن روح المسيح، حلت في غلام أحمد لأنه أكتشف القبر الحقيقي للمسيح وأنه هو المهدي المنتظر الذي ينتظر الكثير من المسلمين عودته. وأدعى أن المعجزات تجري على يديه. وعندما حدث في سنة ١٨٩٤ كسوف الشمس، بادر أتباعه إلى الزعم أنه هو الذي أجرى هذه المعجزة، وهكذا راح أتباعه يتكاثرون شيئًا فشيئًا، واستفاد هو من رياسة والده على المنطقة ومن الامتيازات التي كان يتمتع بها والده الميرزا غلام مرتضى في ظل الإنكليز. وعندما توفي والده سنة ١٨٧٦ خلفه في منصبه وناب عنه ابنه الأكبر الميرزا غلام قادر في خدمة الحكومة البريطانية التي استفادت منه كثيرًا لما تتمتع به هذه العائلة من نفوذ ديني واقتصادي في منطقة كشمير. ولم تكد سنة ١٨٨٠ تطل، حتى كان الميرزا غلام أحمد قد ظهر كأحد الدعاة الإسلاميين المشهورين في الهند. وفي كانون الأول ١٨٨٨ دعا عموم المسلمين إلى مبايعته، فانضم إليه وبايعه عدد كبير منهم وكان يدعي أنه "مجدد العصر" و"مأمور من الله" وانه مماثل للمسيح. وفي سنة ١٨٩١ أعلن أن المسيح قد مات، وأنه نفسه هو المسيح الموعود والمهدي المعهود. وفي سنة ١٩٠٠ صار أتباعه يطلقون عليه صراحة، لقب "نبي" وكي لا يثير نقمة بقية المسلمين كان يدعي أنه "نبي ناقص" غير أنه كشف موقفه تمامًا سنة ١٩٠٨ قائلًا: "أنا نبي وفقًا لأمر اله وأكون آثمًا إن أنكرت ذلك". أثار هذا التصريح نقمة علماء المسلمين في الهند "وكانت تضم الباكستان وبنغلادش يوم ذاك" فتصدوا لهذه البدعة وراحوا يقاومونها بالدعوة والخطب والمقالات. ومن أشهر من تصدى لهذه الجماعة محمد إقبال وأبو الأعلى المودودي وأبو الحسن الندوي، وهم الذين صاروا من أعلام الفكر الإسلامي في العالم في ما بعد. والحقيقة أن الميرزا غلام أحمد وإن كان هنديًا فهو فارسي الأصل، وقد استفاد من الموروث الديني لدى الفرس، وأدرك الأهمية التي تمتاز بها الأحاديث والعقائد المتعلقة بالمهدي المنتظر، ومدى تعلق وجدان المسلمين الفرس وسلوكهم بهذه العقيدة. فاستفاد من ذلك كله استفادة عظيمة، وصاغ مقولته على النحو التالي: "إن الله قد بعثني مجددًا على رأس هذه المئة، واختصني عبدًا لصالح العامة، وأعطاني علومًا ومعارف لإصلاح هذه الأمة، ووهب لي من لدنه علمًا حيًا لإتمام الحجة على الكفرة، وجعلني من المكتملين الملهمين، وأكمل علي نعمه وسماني المسيح بن مريم بالفضل والرحمة". إشارة إلى الحديث المنسوب الذي يقول أن الله يرسل على رأس كل مئة سنة من يجدد الإسلام وينصر أمة المسلمين. أثارت هذه الدعوة نقمة عارمة في صفوف المسلمين ممن لم يؤمنوا بها. ولولا حماية الإنكليز لهذه الجماعة لربما كان المسلمون قضوا عليها. ومن الطبيعي أن يحمي الإنكليز "القاديانيين" أو "الأحمديين" من غضب بقية المسلمين، وذلك لأن المسلمين كانوا يرفعون فريضة الجهاد في وجه الاحتلال الإنكليزي، في حين أن غلام أحمد أسقط هذه الفرية، ودعا إلى التعاون مع الحكومة البريطانية. انقسام القاديانية بقيت هذه الجماعة متحدة في زمن مؤسسها الميرزا غلام أحمد وفي أيام خليفته نور الدين لكنها انقسمت بعد وفاة نور الدين إلى قسمين أو شعبتين: ١- شعبة قاديان بزعامة محمود بن غلام أحمد. ٢- شعبة لاهور بزعامة محمد علي وهو مترجم معاني القرآن إلى اللغة الإنكليزية. أما شعبة قاديان فأساس عقيدتها أن غلام أحمد نبي مرسل، غير أن شعبة لاهور لا تعتقد بنبوته على الرغم ما في كتبه من ادعاءات بالنبوة. وتؤمن شعبة لاهور أن المسيح هو ابن يوسف النجار من مريم. القاديانية اليوم يبلغ عدد الجماعة الأحمدية "القاديانية" نحوا من المليون أو أكثر منهم نحو مئة ألف في الهند. وتعتبر شعبة لاهور الأكثر نشاطًا في شؤون الدعوة في الخارج، ولها مركز كبير في لندن، ويشمل نشاطها عددًا من دول آسيا وأوربا وأمريكا. وللجماعة الأحمدية بعض الأتباع المتفرقين في لبنان وسورية والأردن ولهم مجموعة نشطة في دمشق تتمركز في حي الميدان. ومن أبرز وجوه هذه الجماعة في دمشق الكاتب السوري نذير المرادني. وفي عمان جرت محاكمة الصحافي الفلسطيني المعروف إبراهيم أو ناب بتهمة اعتناق الأحمدية والردة عن الإسلام، لكن المحكمة برأته فيما بعد. ومن أشهر الشخصيات الأحمدية في العالم ظفر الله خان وزير خارجية الباكستان السابق، وكان متزوجا من امرأة فلسطينية انفصلت عنه لاحقًا وتزوجت الدكتور اللبناني نديم نعيمة ثم انفصلت عنه أيضًا وتدعى بشرى رباني من قرية الطيرة قرب حيفا. المصادر ١- أبو الحسن الندوي، القادياني والقاديانية، الدار السعودية للنشر، جدة ١٩٧١. ٢- الدكتورة آمنة محمد نصير، أضواء وحقائق على البابية والبهائية والقاديانية، بيروت، دار الشروق ١٩٨٤.
دعاية المسيحية القاديانية الملقبة بالأحمدية كتب: محمد رشيد رضا كتب إلى جريدة البلاغ البيروتية مراسل من مدينة لاهور في بلاد الهند فصلًا مسهبًا سماه (عقائد الجماعة الأحمدية في الهند) قسم فيه الفرقة إلى اثنتين: فرقة (قاديان) وهي التي بنت الجامع الذي في لندن، وفرقة (لاهور) عاصمة حكومة البنجاب وهي التي بنت جامع برلين. وإننا ننشر ما جاء في البلاغ عن هذا المكاتب، ونعلق عليه بتحذير المسلمين من هذه الدعاية التي تنشرها جرائدهم السياسية غير عليمة بما وراءها من الجناية على الإسلام، وهذا نصه بأغلاطه العربية لم تصحح منها إلا آيات القرآن: الفرقة الأحمدية في لاهور هي تحت رئاسة مولانا الأمير محمد علي مترجم القرآن الكريم إلى اللغة الإنكليزية، وهي اعتقاد عامة المسلمين، لا تختلف عنهم إلا ببعض نظريات كوفاة سيدنا عيسى، والناسخ والمنسوخ في القرآن، وقد قامت هذه الفرقة بتضحيات عظيمة في الهند وأوربا في سبيل نشر الإسلام، وافترقت عن الأحمديين القاديانيين منذ وفاة السيد أحمد مؤسس تلك الفرقة، وقد كان إسلام اللورد هدلي على يد فرقة الأحمدية؛ لأن خوجه كمال الدين معين مبشرًا في إنكلترا من قبل الأمير محمد علي. هذه كلمة يقول عنها المراسل إنها توطئة لرسائله التي سيوافي بها البلاغ، وإننا ننشر منذ اليوم أولى هذه الرسائل، قال: إن تبليغ الأحمدية هو تبليغ الإسلام الروحاني [١]، ومقصدها تطهيره من العناصر الأخرى، وتغلبه في هذه الدنيا. كان المؤسس لهذه الدعوى هو مرزا غلام أحمد قادياني مجدد القرن الرابع عشر حسب وعود النبي ﷺ حيث قال: (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها، ورجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء) [*]، وقد قام هذا الشخص بدعوى مجدد ومحدث. وبعد وفاته أقام لحفظ وإشاعة الإسلام (مجلس شورى خدام الإسلام) الذي مركزه في لاهور (الهند) . وعقائد هذه الجماعة هي مثل عقائد أهل السنة التي تطابق القرآن والحديث، ولكن بإمعان النظر؛ فإن أفكار هذه الجماعة مبنية على المعنى الصحيح من القرآن والحديث وهي: ١- تعليم القرآن والحديث: إن حضرة النبي محمد ﷺ هو خاتم النبيين، وبعده لا يأتي نبي، وجاء في الحديث أيضًا: (لا نبي بعدي)، وعقائد الجماعة الأحمدية في لاهور هي مطابقة لهذا الحديث، على أنه لا يأتي نبي إن كان قديمًا أو جديدًا بعد نبينا محمد ﷺ، لأن مجيء أحد الأنبياء قديمًا أو جديدًا قد تكون بعثة محمد ﷺ ورسالته ختمت، ومن غير الإيمان بالنبي الآتي لا يحصل أحد على النجاة، وعلى ذلك؛ فإن أفراد هذه الجماعة يفهمون بأن من خلاف المسلمات مجيء عيسى بن مريم الذي كان رسولًا إلى بني إسرائيل في الأمة المحمدية، ومنه على حسب الآيات القرآنية [وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ] (آل عمران: ١٤٤)، [فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ] (المائدة: ١١٧)، وغير ذلك من الآيات الكريمة التي تبرهن على وفاته، ولهذا أيضًا ممنوع مجيء نبي جديد؛ لأن الأنبياء من لدن الله ﷿ يأتون إلى الناس إما ببعض الهدايات أو الشرائع، ولأن القرآن أتى بدين مكمل كما هو دعواه [اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ] (المائدة: ٣)، ولهذا ممنوع للمستقبل مجيء إحدى الهدايات والشرائع الجديدة، ومن هذا الوجه؛ فإن مجيء أحد الأنبياء الآن هو لغو ولهج في الألسن فقط، وهي بعيدة عن شأن الله تعالى، من هذه الدلائل؛ فإن هذه الجماعة مصدقة بأن النبوة المحمدية ووحي القرآن كافيان إلى يوم القيامة، ولا ضرورة لنبي جديد أو قديم إلى يوم القيامة [٢] . ٢- إن ألفاظ القرآن كلها واجبة العمل وليس فيها ناسخ ومنسوخ؛ لأن دعواه [وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا] (النساء: ٨٢)، ومعنى التصديق في مسألة ناسخ ومنسوخ في الآيات القرآنية هو وجود الاختلاف فيها؛ لذلك فإن هذه الجماعات لا توافق على مسألة الناسخ والمنسوخ في القرآن، بل هم يفهمون بواجب العمل على جملة أحكام القرآن طبقًا لحالات الزمان وضروراته. ٣- معنى الإسلام هو مذهب الصلح والسلامة؛ لذلك فإن هذه الجماعة يفهمون بأنه لا يجوز أي نوع من أنواع التشدد والجبر في الإسلام؛ لأن حكم القرآن [لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ] (البقرة: ٢٥٦)، وحضرة النبي الكريم وصحابته لم يستعملوا السيف ولا الجبر قط في تبليغ الدين الإسلامي، والقرآن أمرنا بالجهاد لأجل الدفاع فقط [وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ] (البقرة: ١٩٠)، والإسلام انتشر بقوته الروحانية، وسينتشر كذلك في المستقبل إن شاء الله، وثبوته موجود في هذا الزمان، فالجماعة القليلة لمجدد هذا القرن، قد فازوا في إدخال الألوف من طبقة الأدباء والفضلاء في أوربا وأمريكا في الدين الإسلامي، ونعلم علم اليقين أنه إذا كان عقلاء المسلمين وعلماؤهم يقومون مع هذه الجماعة باتحاد العمل في هذا الشغل الصالح، ويعضدوا قوتها؛ فتفوز بسرعة بغلبة الإسلام الروحانية على جميع الدنيا، وتدخل الطبقة العاقلة المخالفة للإسلام في الدين الإسلامي، ومتى زاد عدد المعاونين في هذا العمل؛ يرتفع كثير من المشكلات السياسية عن المسلمين. ٤- هذه الجماعة لا تأخذ حصة في التبليغ السياسي في أي مملكة كانت، وفي أي بلاد مختلفة تشتغل فيها بالتبليغ، فعضوها المبلغ يحترم قوانين تلك البلاد. ٥- هذه الجماعة تعتقد بأن جميع الناس الذين يؤمنون بكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله من قلب خالص هم مسلمون، وتفهم بأن تكفير أحد أصحاب كلمة الشهادة هو مناف لاتحاد المسلمين، واعتقاد هذه الجماعة بأن جميع المؤمنين إخوة، ويفهمون بأن معاونة جميع المسلمين من أي فرقة كانوا هي ضرورية؛ لأن الجماعة التي تريد أن تَرْقَى، وتظهر في الدنيا تعليم الله ورسوله، فهي لا تقدر أن تفهم بأن إخوانها الناطقين بالكلمة هم خارجون عن الإسلام. ٦- إن أفراد هذه الجماعة يحترمون جميع الأنبياء والصحابة والأئمة والمجددين، وليست طريقتهم بأن يهينوا أحد مشايخ الأمة، وعلى هذه الصورة أيضًا يعززون كبار المذاهب الأخرى، وعلى موجب التعليم الإسلامي لا يذمون أحدًا منهم. إن الخدمات الإسلامية التي قامت بها هذه الجماعة المختصرة في ظرف مدة قليلة هي على حسب ما يأتي، ندرجها ههنا؛ ليشترك المسلمون معنا في العمل في هذا التبليغ والعمل الصالح، وليس مرادنا من درجها أن نحرز الفخر؛ لأن هذه الجماعة إنما تعمل لخدمة الإسلام خدمة خالصة، وليس لأجل الفخر وهذه هي: ١- التبشير بالإسلام في الممالك الأخرى. أ - أقيم على صرف الألوف من الدراهم مركز للتبشير في محلة (وكنج) في إنكلترا، حيث تصدر هناك مجلة مصورة بالإنكليزية؛ لأجل تبليغ الإسلام، ومنها يوزع عدد كبير مجانًا لغير المسلمين، وعلاوة على ذلك، ينشر كثير من الكتب الإسلامية المفيدة باللغة الإنكليزية هناك. ب - ثم إن هذه الجماعة لإعلاء كلمة الإسلام بنوا مسجدًا في برلين عاصمة ألمانيا، وصرفوا على تعميره نحو ١٥٠ ألف روبية، وأيضًا تصدر مجلة باللغة الألمانية؛ لأجل تبليغ الإسلام، وكثيرًا من الكتب الإسلامية المفيدة انتشرت باللغة الألمانية. ج- ثم إن حركة التبليغ الإسلامي جارية في جزيرة (جاوا) التابعة لحكومة هولاندا، وكثير من الكتب الإسلامية قد انتشرت لسكان هذه الجزيرة باللغة الملائية ولغة هولاندا حاكمة البلاد، وقد يترجم الآن القرآن باللغة الملائية. د- والتبليغ الإسلامي يجري في أوروبا وأمريكا وإفريقيا وآسيا والجزائر المختلفة بواسطة الخط والكتابة وإرسال الكتب الإسلامية مجانًا، ويعطَى إلى جميع المكتبات الكبرى في العالم كثير من المجلات والكتب مجانًا بدون ثمن. ٢- التبليغ في داخل بلاد الهند: أ- إن التبليغ الإسلامي جار في الأماكن التي لا يوجد فيها مسلمون، وقد دخل إلى الآن ألوف من الناس في الدين الإسلامي. ب- ويجري استعداد المبلغين الواقفين على العلوم الدينية والعلوم العصرية؛ لأجل دعوة المجوس والمشركين والمذاهب الأخرى إلى الإسلام، ثم إن كثيرين من طلبة (البلاد) الأخرى يحصلون العلم في مدرسة " إشاعة الإسلام " بحيث يمكنهم القيام بالتبليغ الإسلامي في بلادهم بعد فراغهم من تحصيل العلوم. ٣- سلسة التصانيف: أ - لكي يمد المبلغون الإسلام؛ تنتشر كثير من الكتب الإسلامية باللغة العربية والتركية والإنكليزية والفرنسوية والألمانية والإيطالية وغير ذلك من اللغات الأخرى. ب - طبعت ترجمة القرآن باللغة الإنكليزية والهندية، وأرسل منها الألوف إلى جميع أنحاء العالم؛ فحازت القبول [٣]، والآن يترجم إلى اللغة الصينية والملائية وفي بعض اللغات الأوربية، وفي هذه السنة وزعت ٥٠٠ نسخة من القرآن باللغة الإنكليزية على جميع مكتبات الدنيا المشهورة مجانًا. ج - أرسلت أيضًا ترجمة السيرة النبوية باللغة الإنكليزية إلى جميع المكتبات مجانًا، وترجمتها باللغة الألمانية والإيطالية تحت التصنيف. - تنشر جريدة (لايت) الإنكليزية في كل خمسة عشر يومًا مرة، وتوزع تقريبًا خمسمائة نسخة منها مجانًا على المكتبات وعلى بعض الإخوان من المسلمين وغير المسلمين، وتعطَى القيمة إلى تلامذة المدارس والفقراء. ٤- وسائل الدخول: أ - لسد هذه النفقات الكثيرة كلها؛ يعطي كل فرد من هذه الجماعة حسب اقتداره إلى (بيت المال القومي) المبلغ المعين له شهريًّا، وعلاوة على ذلك فإن دراهم زكاة وصدقة هذه الجماعة أيضًا تجمع في (بيت المال)، ثم تصرف على الشعبات المختلفة بواسطة إدارة منظمة، وأما جماعات المسلمين الأخرى فالقليل منهم الذين قاموا بمد يد المساعدة لإشاعة الإسلام. ٥- الواردات الداخلة والخارجة في السنة الماضية: بلغ مجموع الواردات في السنة الماضية للجماعة الأحمدية في لاهور ٩٣٤، ١٨٩ روبية، صرفت على الأشياء الآتية: أ - شراء اللوازم العامة لجميع الدوائر (بيت الضيوف)، وإشاعة الكتب والمجلات مجانًا، وللواعظين ومدرسة إشاعة الإسلام، ومساعدة المساكين واليتامى المكتبة والأملاك غير المنقولة، متفرقة ٣١٧٢٣ روبية. ب - تبليغ الهند ٥٤١٢ روببة. ج - تبليغ البلاد الأخرى ٣٠٣٦٠ روبية. د - الصحافة ١٢٥٢٧ روبية. هـ - نفقة تثقيف المتوحشين ٣٨٨٠ روبية. وتصنيف وتأليف - ٢٤٩٢٤ روبية. ز - تعليم المدارس ٣٥٥٣٤ روبية. ط - تعمير المحلة الأحمدية - ٨٣ روبية. ثم إن الخدمات التي أتت بها هذه الجماعة المتحدة للإسلام والمسلمين لا ينكرها أحد من عقلاء المسلمين، فنظامها قابل التقليد للمسلمين، فإذا كانت جماعة متحدة صغيرة أتت بهذه الأعمال العظيمة، فكيف لو كانت القوة المتحدة للمسلمين مع هذه الجماعة؟ لا شك إذ ذاك تكون للإسلام قوة شديدة وكبيرة جدًّا، ولخدمة الإسلام يلزم على إخواننا المسلمين أن يشتركوا معنا في هذا العمل الجليل. ومما تجب الإشارة إليه أن تبليغ الجماعة الأحمدية في لاهور (البنجاب) ليس لها تعلق مع الجماعة التي تدعي بأن مرزا أحمد قادياني هو نبي حقيقي ورسول ويكفر جميع المسلمين. وقد أعلنت جماعتنا بأنها بريئة من هذه العقائد؛ لأن هذه العقائد اخترعت بعد وفاة المجدد والمؤسس لهذه الحركة، وهو بريء من هذا الافتراء، والله على ما نقول شهيد. ***عقائد جماعة لاهور الأحمدية [٤] إن جمعية (ألأنجمن الأحمدية إشاعة الإسلام في لاهور) قد شرعت في العمل لتوسيع نطاق التبليغ والتبشير في أوربا والممالك الأخرى، والقيام لمقابلة المخالفين للإسلام، وهي تجاوبهم وترد عليهم بواسطة الإعلانات والمجلات والجرائد والمبلغين، وقد تشيع ترجمة القرآن الكريم والسيرة النبوية في أنحاء مختلفة، وهي ترفع علم التوحيد في ممالك أوربا الآن حيث يوجد مسجدان واحد في (برلين) عاصمة ألمانيا والثاني في (وكنج) في عاصمة البلاد الإنكليزية وهناك ألوف من إخواننا الذين اعتنقوا الدين الإسلامي يؤدون صلاتهم فيها. وقد يشك بعض الناس في عقائد الأحمدية، ولذلك أرى من الواجب الإشارة إلى هذه العقائد، لإطلاع إخواننا المسلمين عليها، وإلى القارئ تلك العقائد التي يضعها فريق جماعة لاهور الأحمدية. أولًا - إننا نؤمن بوحدانية الله تعالى، وبرسالة رسوله محمد ﷺ. ثانيًا - نؤمن بالقول والفعل بأن حضرة محمد المصطفى ﷺ خاتم النبيين، وقد أكمل الله تعالى الدين ببعثته؛ لذلك لا يأتي نبي بعده ﷺ، نعم يأتي مجددون يكون عملهم خدمة الإسلام وتأييد الدين. ثالثًا - نحن نؤمن بالقول والفعل بأن القرآن الكريم الذي أنزل على محمد المصطفى ﷺ هو كلام الله، ولا يمكن نسخ أي حكم من أحكامه إلى يوم القيامة. رابعًا - نحن نصدق بأن حضرة مرزا غلام أحمد صاحب قاديان مجدد القرن الرابع عشر، ولا نصدق بنبوته. خامسًا - نحن نصدق بأن الله تعالى يكلم أولياء هذه الأمة، وأن هؤلاء الناس يدعون بالمحدث باصطلاح الشريعة، وعلى هذا يصير استعمال لفظ (النبوة) الظلية في اصطلاح الأولياء، والأمثل ظل الله لا يكون الله، ولا ظل النبوة يكون نبيًّا. سادسًا - نحن نفهم بأن كل إنسان يؤمن بكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله يكون مسلمًا. سابعًا - نحن نعز جميع الصحابة الكرام ومشايخ الدين، ولا ننظر بنظر النفرة والتحقير لأي صحابي أو إمام أو محدث أو مجدد ما. ثامنًا: نحن نفهم بأن تكفير المسلمين هو فعل قابل للنفرة والاشمئزاز أكثر من كل شيء، وعلى إظهار النفرة من أولئك الناس الذين يكفرون أحد المسلمين أو جماعة ما من المسلمين لا نصلي خلفهم؛ إن كان المكفر أحمديًّا أو غيره من الناس، ثم إننا نصلي خلف أولئك الناس الذين ينفرون من فتاوى التكفير إن كانوا أحمديين أم غيرهم من المسلمين. تاسعًا: إننا نصدق بصحة الأحاديث التي فيها ذكر نزول المسيح، ولكن بما أن القرآن الكريم يقول بألفاظ واضحة وصافية بذكر وفاة حضرة المسيح؛ لذلك نأخذ المراد منها بظهور مجدد للدين. عاشرًا: وفي قربنا أن الدين الإسلامي قبلًا لم ينشر بالجبر ولا يكون أيضًا فيما بعد ظهور مهدي كهذا ينشر الإسلام بقوة السيف، بل إن المهدي هو على ذاك الذي يحصل الهداية من الله تعالى ويظهر صداقة الدين الإسلامي. وفي الختام أقول: إن بعض الناس ينسبون عقائد الجماعة القاديانية لنا. على أن مما يؤخذ الجماعة القاديانية غلوهم، بأن وضعوا حضرة مجدد القرن الرابع عشر في منصب النبوة، وكفروا جميع مسلمي الأرض، وقرروا خروجهم عن دائرة الإسلام، وقد رددت جماعتنا هذا القول مرارًا عديدة. اهـ. (المنار) إن ما علقناه من الحواشي الوجيزة على هذه الدعاية يظهر للمسلمين أن هؤلاء الأحمدية على الباطل، وان كانت الفرقة الأخرى من أتباع القادياني أشد منهم غلوًّا في مسيحيته الباطلة، وسننشر في جزء تال مقالًا في ذلك، يتبعه نُقُول من كتب المسيح القادياني الدجال، يعلم منه أن كل متبع له خارج من حظيرة الإسلام. _________ (١) هذا أول اعتراف من هذه الملة الجديدة بأنها تدعو إلى شطر الإسلام الروحاني، وتترك شطره الخاص بالأمور الجسدية أو الدنيوية، كما فعلت المسيحية في اليهودية، وهذه دعوى مسيحهم الدجال ميرزا غلام أحمد القادياني الذي ادعى أنه مسيح الإسلام الموعود به في الأحاديث النبوية، مع أنها لا تنطبق على حاله بوجه ما. (*) قوله: (ورجال يكلمون) ليس من هذا الحديث، ولكن ورد هذا المعنى في حديث آخر كما ورد أنه يظهر في هذه الأمة دجالون قبل الدجال الأكبر والقادياني من هؤلاء كما سنبينه. (٢) المنار: الغرض من هذا حمل أحاديث مجيء المسيح عيسى بن مريم على القادياني لدعواه هو المسيح المنتظر ولكنه هو قد ادعى الوحي حتى بالشعر كما سننقله عن كتبه بعد. (٣) هذا كذب فعلماء مصر أفتوا حكومتهم بمنع الإذن بدخول مصحفهم المطبوع مع ترجمتهم له، وكذلك فعل مفتي بيروت. (٤) مقالة أخرى نشرت في جريدة البلاغ البيروتية
أحمد القادياني.. وإلغاء فريضة الجهاد أخمد الإنجليز الثورة التي اشتعلت ضدهم في الهند (سنة ١٢٧٤هـ = ١٨٥٧م)، وكانت ثورة عارمة كادت تعصف بالوجود البريطاني كله هناك، وكان المسلمون في الهند وراء إشعال لهيب الثورة، التي يغذيها روح الجهاد وحب الاستشهاد وفتاوى العلماء بأن الهند دار حرب وبعد أن أحكم الإنجليز سيطرتهم، وقضوا على الحكم الإسلامي في الهند، عكفت حكومة الاحتلال على دراسة الأوضاع في شبه القارة الهندية، وإرسال البعثات لجمع المعلومات وتقصّي الحقائق؛ بحثا عن الأسباب التي أدت إلى اشتعال الثورة بهذه القوة والضراوة، ووضع الوسائل والآليات التي تمنع حدوثها. أرسلت الحكومة البريطانية وفدا يضم مفكرين وزعماء مسيحيين في سنة (١٢٨٦هـ = ١٨٦٩م)، فمكث في الهند فترة يدرس الأوضاع، ويحلل الأسباب وقدم تقريرا إلى الحكومة خلص فيه إلى أن أكثر المسلمين في الهند يتبعون زعماءهم الدينيين اتباع الأعمى، وقالوا: لو وجدنا شخصا يدّعي أنه نبي لاجتمع حوله كثير من الناس، ولكن ترغيب شخص كهذا أمر في غاية الصعوبة، فإن حلت هذه المسألة، فمن الممكن أن ترعى نبوة هذا الشخص بأحسن وجه تحت إشراف الحكومة، والآن- ونحن مسيطرون على سائر الهند- نحتاج إلى مثل هذا العمل لإثارة الفتن بين الشعب الهندي وجمهور المسلمين. وقد درست السلطات البريطانية ما جاء في التقرير وحددت المواصفات لمن يقوم بهذا الدور، وفضلت أن يكون من بين الأسر التي توالي الإنجليز، وأن يكون مسلما تتوافر فيه مقومات الزعامة، خطيبا لبقا، يجيد الجدل والمناظرة، ووجد الإنجليز ضالتهم في "أحمد القادياني المولد والنشأة ولد "أحمد مرتضى بن عطاء" سنة (١٢٢٥هـ = ١٨٣٩م) في قرية قاديان، إحدى قرى منطقة البنجاب التابعة الآن لباكستان، وإلى هذه القرية نُسب أحمد واشتهر باسم "أحمد القادياني". نشأ في أسرة تدين بالولاء للإنجليز وترتبط بصداقات مع طائفة السِّيخ، ألدّ أعداء الإسلام والمسلمين في الهند، وتعلم تعليما دينيا، فحفظ شيئا من القرآن، وتعلم اللغتين الفارسية والعربية، ودرس المنطق والحكمة، والأدب، والطب القديم، ولما بلغ أشده عمل موظفا في محكمة ابتدائية إنجليزية في مدينة "سيالكوت" القريبة من لاهور، ثم استقال منها بعد أربعة أعوام لمعاونة أبيه في إدارة شؤونه الخاصة، وطوال هذه الفترة لم يتوقف عن القراءة والمطالعة. ثم خاض أحمد القادياني غمار الجدل والمناظرات الدينية التي تحتدم في إقليم البنجاب، الذي كان يموج بالإرساليات التبشيرية التي تعمل على تنصير المسلمين وتهاجم الإسلام ونبيه، فضلا عن المناظرات بين أصحاب الأديان المختلفة، وكان المسلمون ينظرون إلى من ينهض للدفاع عن دينهم، ويجيد آليات الجدل ومقارعة الخصوم- نظرة إجلال وتقدير، وكان هذا هو المدخل الذي نفذ من خلاله أحمد القادياني، ويبدو أن هذا كان بتدبير الإنجليز الذين كانوا يبحثون عن الشخص الذي يجعل ما جاء في تقرير لجنتهم موضع التنفيذ. دعوة القادياني نجح أحمد القادياني في جذب الأتباع والأنصار إليه باعتباره واحدا من المدافعين عن الإسلام، فالتفوا حوله، وأنزلوه في نفوسهم منزلة رفيعة، ولما رأى شهرته تتسع وأتباعه يتزايدون، أضفى على عمله صفة القداسة، وزعم أنه مأمور من الله تعالى بالدفاع عن الإسلام، وحماية عقيدته، مستغلا ضعف الثقافة الدينية لدى أتباعه، وبراعته في الجدل والإقناع، ثم أتبع ذلك بالدعاية لنفسه بأنه قادر على كشف الغيب، والتنبؤ بأحداث المستقبل، وأنه مستجاب الدعوة. غير أن هذه الدعاوى لم تصادف قبولا تاما، وأغضبت علماء المسلمين وأثارتهم ضده، وهو الذي يزعم أنه يعمل لصالح الإسلام، فخشي غضبة العلماء وثورة الجماهير فعدل عن ذلك، وتراجع عن ادعاءاته، حتى تحين الفرصة المناسبة، ونسب لنفسه صفة المجدد، مستغلا الحديث المعروف بأن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها. وفي هذه الفترة ألّف كتابين يخدم بهما فكرته، ويهيئ الأذهان للخطوة التالية التي سيقدم عليها؛ حيث جمع في أحدهما آراءه ومناظراته مع خصوم الإسلام، وحشد في الآخر الأدلة الدامغة على ثبوت المعجزات، وإمكانية وقوعها، وليس للعقل البشري المحدود أن ينكر وجودها. أنا عيسى ابن مريم!! كان حديثه عن إمكانية حدوث المعجزة التي هي من خصائص الأنبياء التمهيد للخطوة الأخرى، والتوطئة للدعوة إلى نفسه بأنه المسيح الموعود لهذه الأمة الذي بشرت به الأحاديث النبوية، فزعم أن له شبهًا بالسيد المسيح، وأضفى على نفسه صفات المسيح التي جاءت في المرويات، فأعلن في سنة (١٣٠٩هـ=١٨٩١م) في بلدة "لودهيانة" أنه المسيح الموعود الذي بعثه الله من جديد لتخليص العالم من آلامه وشروره، وأنه الأمل الذي طال انتظاره، وقد واجه علماء المسلمين في لودهيانة ادعاءات القادياني بالرفض والتفنيد، وقاد هذه الحملة الصادقة "مولوي محمد حسين" صاحب جريدة "إشاعة السنة"، ودعا إلى مناظرة القادياني حتى يتبين للناس كذب ما ادعاه، لكن والي المدينة حال دون وقوعها، فقد كان من أتباع القادياني، وأجبر العلماء على مغادرة لودهيانة. ثم انتقل القادياني إلى "دلهي" العاصمة الهندية يدعو لنفسه، ويبشر بمذهبه، فأنكر عليه العلماء دعواه، وطلبوه للمناظرة، فلم يستجب لهم، واستمر في دعوته، محميا بالإنجليز الذين أحاطوه برعايتهم، وأسس في سنة (١٣١٦هـ = ١٨٩٨م) مدرسة بقاديان لتعليم أبناء شيعته مبادئ نحلته، ووضع قانونا لأتباعه يدعوهم فيه ألا يزوجوا بناتهم إلا من كان على شاكلتهم ويدين بمذهبهم. ادعاؤه النبوة انتقل القادياني إلى المرحلة الثالثة بعد ادعائه الولاية والصلاح، وأنه المسيح الموعود، فأعلن في سنة (١٣١٨ هـ = ١٩٠٠م) النبوة المستقلة، قاطعا شوطا كبيرا، إلى الهدف الذي رسمه الإنجليز في صنع رجل يخدم مصالحهم في الهند، وكان لهذه الدعوى دويّ كبير، لم يخفف منه ادعاؤه بأنه نبي يدور في فلك النبي محمد ﷺ وتابِع له، فانصرف عنه كثير من المخدوعين به، وبقي معه أصحاب المنافع والأهواء. ولم يمض عام على هذه الدعوى حتى أعلن أنه نبي مستقل، مثله مثل سائر الأنبياء والمرسلين، قائلا: إنني صادق كموسى وعيسى وداود ومحمد ﷺ، وقد أنزل الله لتصديقي آيات سماوية تربو على عشرة آلاف، وقد شهد لي القرآن، وشهد لي الرسول، وقد عيّن الأنبياء زمن بعثتي، وذلك هو عصرنا هذا. إلغاؤه فريضة الجهاد استهدف القادياني من إعلانه النبوة تحقيق أمل الإنجليز في حياة مستقرة بالهند، دون ثورات وقلاقل، كان يقف وراءها المسلمون، ولم يكن هناك ما يحقق هذا الغرض سوى الإعلان بأن الجهاد قد أُلغي ونُسخ، ولما كان القادياني قد أعلن نفسه نبيا، فإنه أصبح في المنزلة التي تسمح له أن يكون صاحب تشريع يُلزِم به أتباعه. أعلن القادياني إلغاء الجهاد للحفاظ على الإنجليز في الهند، فيقول لأتباعه: "اليوم نُسخ الجهاد بالسيف بإذن الله، فمن حمل السيف على كافر بعد اليوم وسمى نفسه غازيا فقد عصى رسول الله، الذي قال قبل ألف وثلاثمائة سنة: إن الجهاد بالسيف ينتهي بعد مجيء المسيح الموعود.. فلا جهاد الآن بعد ظهوري". ويكتب إلى الحكومة الإنجليزية سنة (١٣٢٠هـ = ١٩٠٢م) هذه هي الفرقة القاديانية التي تسعى ليل نهار لإزالة عادة الجهاد المعربدة من أفكار المسلمين. ويؤلف الكتب والرسائل التي تحارب الجهاد، وخاصة إذا كان ضد الإنجليز، ويقول هو عن ذلك: "لقد ألّفت عشرات من الكتب، فيها أنه لا يحل الجهاد أصلا ضد الحكومة الإنجليزية التي أحسنت إلينا". ومن العجيب أن القادياني الذي نسخ الجهاد وحرمه أوجبه بالاشتراك مع الإنجليز ضد المسلمين، وكأن جهوده كلها كانت مصروفة لصدّ المسلمين عن محاربة الإنجليز؛ ولذا كان القادياني يجعل طاعة الإنجليز وموالاتهم شرطا لمن يدخل في دعوته، بل وجعل طاعتهم من طاعة الله، فيقول: إن خروجنا ضد الحكم الإنجليزي خروج على طاعة الله ورسوله. نهاية القادياني ومنذ عام (١٣٢٠هـ = ١٩٠٢م) بدأ القادياني يميز أتباعه بإحصاء عددهم، وتقييد أسمائهم في سجلات خاصة بهم، والتمييز بينهم وبين المسلمين، وأنشأ في قاديان مسجدا، جعله قبلة للحج لأتباعه بدلا من الحج إلى مكة، وأقام مدرسة لتخريج الدعاة إلى مذهبه، وأصدر مجلة لنشر أفكاره، أطلق عليها "الأديان"، وطاف بمدن الهند للدعوة إلى مذهبه ونحلته، وكان علماء المسلمين يتصدون له في كل مكان ينزل به، ويفندون أفكاره، ويحذرون الناس من دعوته، إلى أن استقر في لاهور سنة (١٣٢٦هـ = ١٩٠٨م)، وهناك كان علماء المسلمين يجتمعون بعد صلاة العصر في مكان قريب من بيته، يلقون الخطب والمحاضرات يحذرون الناس من الاغترار بمزاعمه، وبقي القادياني في لاهور إلى أن تُوفي في (٢٣ من ربيع الآخر ١٣٢٦هـ = ٢٦ من مايو ١٩٠٨م)، وتم نقل جثته إلى قاديان، حيث دُفن بها. وبعد موته تولّى ابنه "بشير الدين محمود أحمد" أمور فرقة القاديانية وتنظيم شؤونها، ويجدر بالذكر أن مجلس الأمة الباكستاني أصدر قرارا باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة. لم ينكر أحد أن الفرق الضالة هي بمثابة مرض سرطاني خبيث في جسد الأمة الإسلامية، وخاصةً تلك الفرق التي ارتمت في أحضان الاستعمار، ونشأت وعملت تحت رعايته ومباركته ودعمه، وهي لا تزيد عن كونها (طابور خامس) في الأمة، وشر مستطير على العقيدة والدين وحاضر الأمة ومستقبلها. ومن هذه الفرق (الطائفة القاديانية) التي تقبع في باكستان، وينتشر أفرادها في العديد من دول العالم، وخاصةً بريطانيا، وتعلن عن نفسها بين الحين والآخر، محاولةً القيام بعمليات تخريبية في العالم الإسلامي، ونشر أفكارها ومعتقداتها الضالة، وأذكر أننا قد سمعنا منذ عامين عن تلك المحاولات التي جرت قبل موسم الحج، وتمثلت في سعي ١٧٠٠ من حملة الفكر القادياني لدخول المملكة العربية السعودية كحجاج؛ لنشر أفكارهم ومعتقداتهم بين جموع الحجيج، وهي المؤامرة التي دبرها قادة الفكر القادياني في باكستان بمساعدة من الحكومة الباكستانية. والمؤامرة كانت تقضي بإلغاء الحكومة الباكستانية قبيل موسم الحج تحديد هُويَّة مذاهب مواطنيها بجوازات السفر؛ لكي يتمكن القاديانيون من دخول الأراضي المقدسة، ولكنها باءت بالفشل بعد أن كشفت عنها الصحف الباكستانية ذاتها؛ حيث إن جموع الشعب الباكستاني المسلم يرفضون الفكر القادياني، وسبق أن أصدر البرلمان الباكستاني قرارًا في سبعينيات القرن العشرين باعتبار القاديانية فرقة خارجة عن الدين. ومن المعروف أن الحكومة السعودية قد منعت - منعًا باتًّا - دخولَ القاديانيين إلى أراضيها؛ بسبب فكرهم المنحرف وكفرهم البائن، فقد أفتى المجمع الفقهي التابع لـ (رابطة العالم الإسلامي) بكفرهم؛ لفساد عقيدتهم، وإن تشابهت أسماؤهم مع أسماء المسلمين. معتقدات فاسدة والقاديانية: حركةٌ دينيةٌ نشأت عام ١٩٠٠م بإقليم (البنجاب) بالهند - باكستان حاليًا - وأُطلق عليها (الأحمدية) أيضًا، نسبةً إلى مؤسسها (ميرزا غلام أحمد)، وتسميتها بـ (القاديانية) نسبةً إلى (قاديان)، وهي قرية تقع بإقليم (البنجاب)، وتبعد بنحو ستين ميلًا عن (لاهور)، وهي التي ولد فيها مؤسس هذه الحركة عام ١٨٣٩م. وقد ظهرت هذه الحركة بتخطيط من الاستعمار الإنجليزي في القارة الهندية، بهدف إبعاد المسلمين عن دينهم، وعن فريضة الجهاد بصورة خاصة، حتى لا يواجهوا الاستعمار باسم الإسلام، وكان لسان حال هذه الحركة هو "مجلة الأديان" التي تصدر باللغة الإنجليزية. واعتُبر (مرزا غلام أحمد القادياني) أداة التنفيذ الأساسية لإيجاد القاديانية، وهو ينتمي إلى أسرة اشتهرت بخيانة الدين والوطن، ولذلك نشأ وفيًّا للاستعمار، مطيعًا له في كل حال، فاختير لدور المتنبئ؛ حتى يلتفَّ حوله المسلمون، وينشغلوا به عن جهاد الاستعمار الإنجليزي، وكان للحكومة البريطانية إحسانات كثيرة عليهم، فأظهروا الولاء لها، وكان (غلام أحمد) معروفًا عند أتباعه باختلال المزاج، وكثرة الأمراض، وإدمان المخدرات! مؤامرة على الإسلام وهذه الفرقة في حقيقتها مؤامرة دينية وسياسية على الإسلام، احتضنها الإنجليز عندما استعمروا الهند، وتغلغلت بين صفوف المسلمين، وبدأت توجِّه دعوتها إلى البلاد العربية؛ فظهرت في سوريا والعراق وأندونيسيا، وكانت تتمنى بإلحاح وجود مَنْ يصغي لها في الجزيرة العربية والخليج، ولم تستطع في ذلك الوقت، وبرزت القاديانية كعميل قوي للإنجليز باسم الإسلام. لقد حققت بريطانيا بهذا المذهب فتنًا عظيمةً بين المسلمين، لا يزال المسلمون يعانونها؛ حيث فرَّقت كلمتهم، وأوجدت عملاء في كل بلد إسلامي من أبناء ذلك البلد. لقد وجدت بريطانيا أنَّ القاديانيين خير من يحقِّق مآربهم، ويخون أمته الإسلامية التي ينتسب إليها. وسارت القاديانية على خُطا مرسومة لها من قبل الإنجليز، فها هو (القادياني) يقول: "لقد قضيتُ عمري في تأييد الحكومة الإنجليزية ونصرتها، وقد ألَّفتُ في منع الجهاد ووجوب الطاعة لأولي الأمر الإنجليز من الكتب والإعلانات والنشرات ما لو جُمع بعضها على بعض لملأ خمسين خزانة!! وقد نشرت جميع هذه الكتب في البلاد العربية ومصر والشام وتركيا، وكان هدفي - دائمًا - أن يصبح المسلمون مخلصين لهذه الحكومة، وأن تمحى من قلوبهم عاطفة الجهاد التي تفسد قلوب الحمقى"!! وقال - أيضًا -: "لقد ظللتُ منذ حداثة سني - وقد ناهزتُ اليوم الستين - أجاهدُ بقلمي ولساني لأصرف قلوب المسلمين إلى الإخلاص للحكومة الإنجليزية، ولأُلغي فكرة الجهاد التي يدين بها بعض جهَّالهم، التي تمنعهم من الإخلاص لهذه الحكومة، وأرى أن كتاباتي قد أثّرت في قلوب المسلمين، وأحدثت تحوُّلًا في مئات الآلاف منهم". وكان (القادياني) شديد المقت لأهل السنة والجماعة؛ فقد رأى أن الثورات التي يقومون بها ضد المستعمرين من فعل العقول الجامدة والحماقة، وكان يثبِّطهم بكل ما لديه من قوة وحيلة لمنعهم من جهاد الغزاة، ويصيح فيهم: "إن الجهاد حرام، ويجب تركه والتسليم للحكومة التي أمر الله بطاعتها". وقال - أيضًا -: "ووالله إنَّا رأينا تحت ظلِّها أمنًا لا يُرجى من حكومة الإسلام في هذه الأيام، ولذلك لا يجوز عندنا أن يُرفع عليهم السيف بالجهاد، وحرامٌ على جميع المسلمين أن يحاربوهم؛ ذلك بأنهم أحسنوا إلينا بأنواع الامتنان". ثم يهاجمون من يقول عنهم إنهم يلغون فكرة الجهاد، فيقولون: إن (القادياني) والقاديانيين لا يلغون فكرة الجهاد، وإن الجهاد الذي يزعمون إلغائه ليس هو جهاد الكفار، إنما ذلك الجهاد الذي يوحي أنَّ الرسول ﷺ كان جبارًا يقتل الناس؛ لأن الإسلام يلغي اعتناق الدين خوفًا وطمعًا؛ بل إن الإسلام هو أول دين يقرُّ حرية العقيدة". ثم يقررون أنَّ الحروب الدينية لا تجوز إلا مع من يمنع المسلمين من قول ربنا الله، وأن مثل هذه الحروب لا تهدف لهدم المعابد والكنائس؛ بل ترمي للدفاع عن سائر الملل والأديان، والحفاظ على معابدها، وأن الجهاد لمحاربة من يرغم المسلمين على الارتداد عن الإسلام، فمحاربة أحد على غير هذه الجرائم لا يجوز مطلقًا إله (القادياني) إنجليزي!! وإذا نظرنا إلى أفكار القاديانية ومعتقداتها الضالَّة، نجد أن (غلام أحمد) بدأ نشاطه كداعية إسلامي؛ حتى يلتفَّ حوله الأنصار، ثم ادَّعى أنَّه مجدِّدٌ ومُلهَمٌ من عند الله، ثم تدرَّج خطوةً أخرى؛ فادَّعى أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود، ثم ادَّعى النبوَّة، وزعم أنَّ نبوَّته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا - محمد ﷺ!! ويعتقد القاديانيون أن الله يصوم ويصلي، وينام ويصحو، ويكتب ويخطئ ويجامع!!! - تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا - كما يعتقد القادياني أن إلهه إنجليزي؛ لأنه يخاطبه بالإنجليزية، وأن النبوة لم تختم بمحمد ﷺ بل هي جاريةٌ، والله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن (غلام أحمد) هو أفضل الأنبياء جميعًا!! ويعتقدون أن جبريل كان ينزل على (غلام أحمد)، وأنه كان يوحي إليه، وأن إلهاماته كالقرآن، ويقولون: لا قرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود (الغلام)، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعاليمه، ولا نبي إلا تحت سيادة (غلام أحمد) . ويعتقدون أن كتابهم منزَّل، واسمه (الكتاب المبين)، وهو غير القرآن الكريم، وأنهم أصحاب دين جديد مستقل وشريعة مستقلة، وأن رفاق (الغلام) كالصحابة، وأن (قاديان) كالمدينة المنورة ومكة المكرمة؛ بل وأفضل منهما!! وأرضها حَرَمٌ، وهي قِبلتهم وإليها حجُّهم، ونادوا بإلغاء عقيدة الجهاد، كما طالبوا بالطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية؛ لأنها - حسب زعمهم - ولي الأمر بنصِّ القرآن!! وكل مسلم عندهم كافر حتى يدخل في القاديانية، كما أن من زوَّج أو تزوَّج من غير القاديانيين فهو كافر، ويبيحون الخمر والأفيون والمخدرات والمسكرات!!! وممن تصدى له ولدعوته الخبيثة: الشيخ (أبوالوفا ثناء الأمرتسري) أمير (جمعية أهل الحديث) في عموم الهند؛ حيث ناظره وأفحم حجَّته، وكشف خبث طويَّته، وكفر وانحراف نحلته، ولمَّا لم يرجع غلام أحمد إلى رشده؛ باهله الشيخ (أبوالوفا) على أن يموت الكاذب منهما في حياة الصادق، ولم تمر سوى أيام قلائل حتى هلك (المرزا غلام أحمد القادياني) في عام ١٩٠٨م؛ مخلِّفًا أكثر من خمسين كتاب ونشرة ومقال، ومن أهم كتبه: "إزالة الأوهام"، "إعجاز أحمدي"، "براهين أحمدية"، "أنوار الإسلام"، "إعجاز المسيح"، "التبليغ"، "تجليات إلهية". وبعد موت (ميرزا غلام أحمد) في ١٩٠٨؛ خلفه في رئاسة الحركة (الحكيم نور الدين)، وهو الخليفة الأول للقاديانية؛ حيث وضع الإنجليز تاج الخلافة على رأسه؛ فتبعه المريدون، وقد قدَّم ترجمةً محرَّفةً للقرآن الكريم إلى الإنجليزية، ومن مؤلفاته "حقيقة الاختلاف"، "النبوة في الإسلام"، و"الدين الإسلامي" و"فصل الخطاب"، وبعده انقسمت الحركة إلى شعبتين: الأولى: تزعمها "بشير الدين محمود بن غلام أحمد"، وهى شعبة (قاديان)، وقد حافظ المنتسبون إلى هذه الشعبة على أفكار (ميرزا غلام أحمد) وتشدَّدوا في تنفيذها حرفيًّا. الثانية: تزعمها "محمد علي اللاهوري" وهي شعبة (لاهور)، وتعرف بـ (الأحمدية)، ومن معتقداتهم: ١- عدم إنكار إلهامات (ميرزا غلام أحمد)، إلا أنهم أنكروا ادعاءه النبوة، وفسروا ما ورد عنه من نصوص في هذا الصدد بأنها (تعبيرات مجازية) . ٢- تحاشوا تسمية المسلمين الذين لم يؤمنوا بدعوتهم كفارًا، ولكنهم أطلقوا عليهم اسم (الفاسقين) . ويطلق على هاتين الشعبتين (شعبة قاديان، شعبة لاهور) الحركة الأحمدية، ولهما نشاطٌ واسعٌ في كثير من أقطار الأرض، يتمثل في بناء المساجد، وإنشاء المراكز الثقافية. ومن زعماء هذا المذهب الضالِّ - أيضًا -: - محمد صادق: مفتي القاديانية، من مؤلفاته "خاتم النبيين". - بشير أحمد بن الغلام: من مؤلفاته "سيرة المهدي"، "كلمة الفصل". - محمود أحمد بن الغلام: ومن مؤلفاته "أنوار الخلافة"، و"تحفة الملوك"، "حقيقة النبوة". وكان لتعيين (ظفر الله خان القادياني) كأول وزير للخارجية الباكستانية أثر كبير في دعم هذه الفرقة الضَّالة؛ حيث خصَّص لها بقعةً كبيرةً في إقليم (بنجاب)؛ لتكون مركزًا عالميًا لهذه الطائفة، وسموها (ربوة)؛ استعارة من نص الآية القرآنية: ﴿وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ﴾ [المؤمنون: ٥٠] . محاربة الفكر القادياني والفرقة القاديانية فرقةٌ ضالةٌ بإجماع علماء المسلمين، وقد صدرت بذلك فتاوى متعددة من عدد من المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي، ومنها: المجمع الفقهي التابع لـ (رابطة العالم الإسلامي)، و(مجمع الفقه الإسلامي) التابع لـ (منظمة المؤتمر الإسلامي)، و(هيئة كبار العلماء) بالمملكة العربية السعودية، هذا عدا ما صدر من فتاوى علماء مصر والشام والمغرب والهند وغيرها. وقد تصدى المسلمون في باكستان لمحاربة الفكر القادياني وفضحه، ففي عام ١٩٥٣م قامت ثورة شعبية في باكستان، طالبت بإقالة (ظفر الله خان) وزير الخارجية حينئذٍ، واعتبار الطائفة القاديانية أقليَّة غير مسلمة، وقد استشهد فيها زهاء العشرة آلاف من المسلمين، ونجحوا في إقالة الوزير القادياني. وفي شهر ربيع الأول عام ١٣٩٤هـ، الموافق أبريل ١٩٧٤م، انعقد مؤتمر كبير بـ (رابطة العالم الإسلامي) في مكة المكرمة، وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع أنحاء العالم، وأعلن المؤتمر كفرَ هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام، وطالب المسلمين بمقاومة خطرها، وعدم التعامل مع القاديانيين، وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين. وقد جاء في قرارات (مجمع الفقه الإسلامي) ما يلي: "بعد أن نُظر في الاستفتاء المعروض من (مجلس الفقه الإسلامي) في (كيب تاون) بجنوب أفريقيا، بشأن الحكم في كلٍّ من (القاديانية) والفئة المتفرعة عنها التي تدعى (اللاهورية)، من حيث اعتبارهما في عداد المسلمين أو عدمه، وفي ضوء ما قُدِّم لأعضاء المجمع من أبحاث ومستندات في هذا الموضوع عن (ميرزا غلام أحمد القادياني)، الذي ظهر في الهند في القرن الماضي، وإليه تنسب نحلة القاديانية واللاهورية، وبعد التأمل فيما ذُكر من معلومات عن هاتين النحلتين، وبعد التأكد من أن (ميرزا غلام أحمد) قد ادعى النبوَّة بأنه نبي مرسل يوحى إليه، وثبت عنه هذا في مؤلفاته التي ادعى أن بعضها وحيٌ أُنزل عليه، وظل طيلة حياته ينشر هذه الدعوة، ويطلب إلى الناس في كتبه وأقواله الاعتقاد بنبوَّته ورسالته، كما ثبت عنه إنكار كثير مما علم من الدين بالضرورة كالجهاد. وقرَّر المجمع: أن ما ادَّعاه (ميرزا غلام أحمد) من النبوة والرسالة ونزول الوحي عليه إنكارٌ صريحٌ لما ثبت من الدين بالضرورة، ثبوتًا قطعيًّا يقينيًا من ختم الرسالة والنبوَّة بسيدنا محمد ﷺ وأنه لا ينزل وحيٌ على أحد بعده، وهذه الدعوى من (ميرزا غلام أحمد) تجعله وسائر من يوافقونه عليها مرتدين خارجين عن الإسلام، وأما اللاهورية فإنهم كالقاديانية في الحكم عليهم بالردَّة، وما وصفهم (ميرزا غلام أحمد) بأنه ظلٌّ وبروزٌ لنبينا محمد ﷺ". وقام مجلس الأمة في باكستان (البرلمان المركزي) بمناقشة زعيم الطائفة (مرزا ناصر أحمد)، والردِّ عليه من قِبَل الشيخ (مفتي محمود) ﵀ وقد استمرَّت هذه المناقشة قرابة الثلاثين ساعة، عجز فيها (ناصر أحمد) عن الإجابة، وانكشف النقاب عن كفر هذا الطائفة؛ فأصدر المجلس قرارًا باعتبار القاديانية أقليَّة غير مسلمة. ومن موجبات كفر الميرزا غلام أحمد ما يلي: ١- ادِّعاؤه النبوة. ٢- نسخه فريضة الجهاد خدمةً للاستعمار. ٣- إلغاؤه الحج إلى مكة، وتحويله إيّاه إلى قاديان. ٤- تشبيهه الله - تعالى - بالبشر. ٥- إيمانه بعقيدة التناسخ والحلول. ٦- نسبته الولد إلى الله - تعالى - وادعاؤه أنه ابن الإله. ٧- إنكاره ختم النبوة بمحمد ﷺ وفتح بابها لكل من هبَّ ودبَّ!! موقف الأزهر الشريف وكوَّن الأزهر الشريف لجنةً برئاسة الشيخ (عبد المجيد اللبَّان) - أول عميد لكلية أصول الدين في ثلاثينيات القرن العشرين - قامت ببحث حالة طالبَيْن ينتسبان إلى هذه الجماعة، كانا يروِّجان لمذهبهما في مصر، وكان القرار الذي أصدرته هذه اللجنة ينصُّ على أن القاديانيين كافرون، كما قضت بفصل الطالبَيْن من الأزهر. وقد بُنِي الحكم بكفر من يعتنق أفكار هذه الطائفة على أساس ما ادعاه مؤسسها (ميرزا غلام أحمد) من أنَّ المسيح لم يُرفع ببدنه إلى السماء؛ بل بروحه، أما بدنه فمدفونٌ في الهند، وكان هذا أول رأى خالف فيه جمهور المسلمين، ثم ادَّعى أن روح المسيح قد حلَّت فيه، فعودة المسيح التي يؤمن بها المسلمون قد تحققت بحلول روح المسيح في جسده، كما ادَّعى أنه المهدي المنتظر، فهو مرسلٌ ليجدد أمر الدين الإسلامى؛ فما يقوله هو الحق، وليس لأحد أن ينكره؛ إذ هو يتكلم عن الله - تعالى. ولم يكتفِ بهذا؛ بل ادَّعى أن (اللاهوت) قد حلَّ في جسده، وأن المعجزات قد ظهرت على يديه؛ فهو رسولٌ من عند الله، ورسالته لا تتنافى مع كون محمد ﷺ خاتم النبيين؛ فهو يفسر خاتم النبيين في قوله - تعالى -: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ [الأحزاب: ٤٠]، بأن كل رسول يجيء من بعده يكون بخاتمه وإقراره، ويحيي شرعه ويجدِّده. ومن آرائه المخالفة لتعاليم الإسلام: ١- ألغى فريضة الجهاد، معللًا ذلك بأنه قد استنفد أغراضه؛ فلا داعي إليه بعد أن زالت الفتنة في الدين. ٢- عدم جواز صلاة الأحمدي خلف إمام غير الأحمدي. ٣- الحكم على مَنْ لم يؤمن بدعوته بالكفر. ٤- عدم جواز زواج الأحمدية بغير أحمدي. القاديانية وإسرائيل وللقاديانية علاقات وطيدة مع إسرائيل، وقد فتحت لهم إسرائيل المراكز والمدارس، ومكَّنتهم من إصدار مجلة تنطق باسمهم، وطبع الكتب والنشرات لتوزيعها في العالم، كما تأثَّرت القاديانية بالمسيحية واليهودية والحركات الباطنية في عقائدهم وسلوكهم، على الرغم من ادِّعائهم الإسلام ظاهريًّا. ومعظم القاديانيين يعيشون الآن في الهند وباكستان، وقليلٌ منهم في إسرائيل والعالم العربي، ويسعون بمساعدة الاستعمار للحصول على المراكز الحسَّاسة في كل بلد يستقرُّون فيه، وللقاديانيين نشاطٌ كبيرٌ في أفريقيا وبعض الدول الغربية، ولهم في أفريقيا وحدها ما يزيد عن خمسة آلاف مرشد وداعية، متفرغين لدعوة الناس إلى القاديانية، ونشاطهم الواسع يؤكد دعم الجهات الاستعمارية لهم. وتحتضن الحكومة الإنجليزية هذا المذهب، وتسهِّل لأتباعه التوظُّف بالدوائر الحكومية العالمية في إدارات الشركات والمفوَّضيات، وتتخذ منهم ضباطًا من رتب عالية في مخابراتها السرية، وينشط القاديانيون في الدعوة إلى مذهبهم بكافة الوسائل، وخصوصًا الثقافية منها؛ حيث إنهم مثقفون، ولديهم كثيرٌ من العلماء والمهندسين والأطباء، ويوجد في بريطانيا قناة فضائية باسم التلفزيون الإسلامي يديرها القاديانيون.
القاديانية تخترق الأزهر بكتاب يبطل الجهاد فى مسابقة تعد الأولى من نوعها وتؤكد تحولًا خطيرًا فى أتجاهات شيوخ الأزهر الفكرية حصلت " الأسبوع " على نسخة من كتاب لأحد القادة الاوائل للقاديانية بعنوان (التعاليم الخالدة الموحى بها إلى النبى الكريم محمد ﷺ، (محمد على) أحد تلاميذ ميرزا غلام أحمد مؤسس القاديانية. وهى مذهب دينى ظهر فى أواخر القرن ١٩ فى قاديان بالهند، يدعى مؤسسه أنه المسيح الموعود الذى بعثه الله من جديد لتخليص العالم من ألامه وشروره ليعلن عام ١٩٠٠ النبوة المستقلة، وقال: " إننى صادق كموسى وعيسى وداود ومحمد، وقد عين الانبياء زمن بعثتى وذلك هو عصرنا هذا ". وانشأ مسجدًا جعله قبلة للحج لأتباعه بدلًا من الحج إلى مكة وأن النبوة لم تختم بمحمد ﷺ، والمفاجأة أن الكتب يحتوى على صورة زنكوغرافية من موافقة مجمع البحوث الإسلامية وهى الجهة المنوط بها فحص الكتب والدراسات والتأكد من مطابقتها للشريعة الإسلامية. ليس هذا فحسب.. بل إن ادارة الوعظ والارشاد بالأزهر فى منطقة وعظ بورسعيد وزعت الكتاب مجانًا على علماء ووعاظ الأزهر لقراءته وهو ما يثير شكوكًا حول اختراق القاديانية للأزهر وفرعها " الأحمدية "، ومما يزيد من الشكوك أيضًا ان كتاب (التعاليم الخالدة) احتوى بين دفتيه سيرة ذاتية للمؤلف تؤكد انتماءه العقائدى والفكرى للقاديانية. وكنوع من الترويج للقاديانية داخل الأزهر احتوى الكتاب فى اخره على صفحتين بأرقام التليفونات وعناوين المراسلة عبر البريد الالكترونى والفاكس للحصول على معلومات ومراجع ومنشورات مجانية عن الإسلام من خلال دار النشر التنى تتولى طباعة كتب القاديانية وهى الدار الإسلامية للنشر بالولايات المتحدة الأمريكية الحاضنة الثانية للقاديانية بعد " إسرائيل "، اما المطبعة التى طبعت الكتاب داخل مصر فهى دار السعادة للطباعة صاحبة امتياز كتب البهائية فى مصر. وعلى افتراض أن موافقة مجمع البحوث الإسلامية على الكتاب جاءت من قبيل أن الكتاب ليس به ما يمس العقيدة الإسلامية أو يخالف أهل السنة والجماعة فإن الكتاب تناول قضية " الجهاد فى الإسلام " من منظور مؤسس القاديانية الأول غلام أحمد القاديانى المولود عام ١٨٣٩ فى قرية قاديان وهى إحدى قرى مقاطعة " البنجاب " بالهند وهو مدع للنبوة وكان يقول إنه هو المسيح وأنكر فريضة الجهاد فى الأسلام. حين سألنا الشيخ " ضياء الدين محمد " المسئول عن إدارة البحوث والترجمة بمجمع البحوث، كيف تخرج هذه الموافقة على طبع وتداول كتاب لأحد تلاميذ مؤسس القاديانية أجابنا قائلًا: " ليس معنى أن مؤلف الكتاب ينتمى للأحمدية القاديانية أنه كافر أو خرج عن العقيدة نحن لا ننظر لأسم المؤلف.. بل ننظر إلى محتوى الكتاب ولا يمكن أن تخرج موافقة الأزهر على هذا الكتاب إلا إذا كان صحيحًا ويوافق السنة والقرآن الكريم. ويضيف الشيخ ضياء متسائلًا: هل الأحمدية كلها كفر؟ ويجيب: لا ليس صحيحًا نحن لا ننظر إلى النصف الفارغ من الكوب.. بل ننظر إلى النصف المملوء.. فقد يكون الكتاب سليمًا من الناحية العقائدية، كما أن الأحمدية ليس جميعها كفرًا او مخالفًا للعقيدة، ومما يدل على اننا فى الأزهر ننظر بموضوعية للأمور ووسطية، اانا سبق أن رفضنا لنفس المؤلف وهو العلامة محمد على ترجمة للقرآن الكريم لأننا وجدنا فيها أخطاء ولو تم تصحيح هذه الأخطاء لأجزناها. تعليق الشيخ ضياء مدير البحوث والتأليف والترجمة بالأزهر يتناقض مع فتاوى كبار علماء الأزهر قديما وحديثا التى اعتبرت جميع عقائد القاديانية والأحمدية باطلة وخارجة عن الإسلام وأخرها فتوى د. على جمعة مفتى الجمهورية التى تقول إن مؤسس القاديانية وهو غلام أحمد القاديانى ادعى أنه المهدى وأنه المسيح الموعود، وكان يقول: " أنا المسيح وأنا كليم الله وأنا محمد وأحمد معًا "، ولذلك كان يدعى أنه أفضل من جميع الأنبياء ومات غلام أحمد فى مدينة لاهور، وحينما بدأ القاديانى دعوته لم يجاهر بعداوة الإسلام، ولم يصرح بالخروج عليه بل بدأ بمظهر التجديد والتطوير ثم انتقل إلى فكرة المهدوية ثم انتقل إلى إدعاء أنه يوحى إليه لا على أنه نبى مستقل مرسل.. بل على أنه نبى متابع كهارون بالنسبة لموسى ﵉. ويؤكد د. على جمعة فى فتواه أخذ مؤسس القاديانية فى تأويل نصوص القرآن الكريم تأويلا منحرفًا فاسدًا لتحقيق مأرب لديه ثم تعاون مع المحتلين وأصدر فتواه الأثيمة بأن الجهاد قد انتهى وأصبح منسوخًا ولذلك لا يجوز رفع السلاح من المسلمين ضد الانجليز المحتلين للهند بحجة أنهم خلفاء الله فى الأرض. وهو نفس ما جاء فى كتاب تلميذه محمد على الذى وافق عليه الأزهر.. ولكن بشكل غير مباشر حين يتعرض الكتاب لفريضة الجهاد مقتبسًا آيات الجهاد التى وردت فى القرآن الكريم خارج سياقها ليخرج لنا بخلاصة ان الوحى ابلغ النبى محمد ﷺ ألا يخرج للقتال ولا يحمل السلاح إلا للدفاع عن النفس وإذا اضطهده العدو بسبب الدين فقط، وأنه ﷺ كان مطالبا أيضا بالتوقف عن القتال إذا عرض العدو السلام. وهو هنا " اى المؤلف " بأنتقاء آيات الجهاد واخراجها من سياقها وأسباب نزولها دون توضيح كما جاء فى أمهات كتب التفسير يروج لنفس عقيدة مؤسس القاديانية فى نفى فريضة الجهاد ضد المحتل، ولهذا فإن " إسرائيل " تحتضن القاديانين وتعتبر اسلامهم اسلامًا جديدًا، وهو ما غاب عن علماء الأزهر حينما وافقوا على الكتاب. وللجماعة الأحمدية القاديانية التى كان يتزعمها ميرزا محمد على مؤلف الكتاب مركز كبير فى مدينة " كبابير " بحيفا فى " إسرائيل " حيث تحتفى صحف الكيان الصهيونى بالطائفة الأحمدية القاديانية وتقول عنهم أن هناك تيارات دينية تدعو للسلام والتصالح بين الأديان والتسامح، ومن هذه التيارات الجماعة الإسلامية الأحمدية التى ينتشر أتباعها فى " إسرائيل " ومؤخرًا عقد أتباع هذا التيار مؤتمرهم السنوى فى " إسرائيل " لمناقشة مستقبل نشاطهم فى المنطقة. وقالت صحيفة معاريف أن تلك الطائفة لديها نحو ١٥٠ مليونًا من الأتباع حول العالم وهم يرون انهم المسلمون الحقيقيون ويحاربون الإسلام السنى، أما زعيم الطائفة الأحمدية القاديانية فى " إسرائيل " فهو محمد شريف عودة الذى يسعى وبقوة منذ عدة سنوات لتقريب الفلسطينيين فى الضفة الغربية وقطاع غزة من معتقدات الطائفة ودفعهم للإيمان بها ونقلت معاريف عنه القول: إن هناك اهتمامًا كبيرًا من قبل الفلسطينيين بالتعرف على ما يدعو إليه منهج الطائفة الأحمدية رغم حملات المطاردة الشرسة التى نتعرض لها فى فلسطين. ولمن لا يعرف فإن القاديانية أو الأحمدية فرعين الفرقة الأولى تعتقد أن غلام أحمد نبى مرسل من الله تعالى ومسيح موعود، والفرقة الثانية تعتبره مجدد القرن الرابع عشر الهجرى والمسيح الموعود، والفرقة اللاهورية ويتزعمها " محمد على " مؤلف الكتاب المذكور وله أيضًا مؤلفات عديدة وتحريفات للآيات القرآنية وتأويلات فاسدة وهو يصرح بأن عيسى ﵇ ابن يوسف النجار، وتحرم القاديانية مناكحة المسلمينومصاهرتهم وقد حظر عليهم مؤسس الطائفة كل ارتباط بالمسلمين قائلًا: " إن المسلمين لبن فاسد ونحن اللبن الطازج ". ومن أهم ضلالات مؤسس القاديانية وتلاميذه قوله: " أن روح المسيح قد حلت فيه، وأن ما يلهمه هو كلام الله كالقرآن الكريم والتوراة والانجيل، وأن قاديان هى البلدة المقدسة المكنى عنها فى القرآن بالمسجد الأقصى وأن الحج إلى قاديان فريضة وأنه قد أوحى إليه بما يربو على عشرة آلاف آية وأن من يكذبه كافر، وأن القرآن ومحمد وسائر الأنبياء قبله قد شهدوا له بالنبوة وعينوا زمن بعثته. محاولات سابقة الاختراق الأخير للقاديانية للأزهر عن طريق كتاب " محمد على " أحد تلاميذ مؤسس الطائفة لم يكن الأول.. بل كانت هناك محاولة سابقة ولكنها باءت بالفشل حيث حظر الأزهر كتابا لزعيم القاديانية فى يوليو ٢٠٠٦ يحمل عنوان " كارثة الخليج والنظام العالمى الجديد " لأنه يروج للمذهب القاديانى ويتضمن خطبًا صريحة لخليفة مؤسس هذا المذهب تسىء للرسول محمد ﷺ حيث صرح وقتها الشيخ ماهر حداد مدير ادارة البحوت والترجمة بالأزهر سابقًا بأن الكتاب الذى ألفه الخليفة الرابع للمذهب " ميرزا طاهر أحمد " يروج لأفكار للمذهب القاديانى، وقد جاء من خارج مصر وطلب مراجعته من أجل النشر. وأكد تقرير فحص الكتاب المرفوض الصادر عن المجمع " أن مصر تتعرض الأن لحملات مكثفة لمثل هذه الأفكار الهدامة التى تهدف إلى زعزعة العقيدة الإسلامية فى نفوس المسلمين وأدخالهم فى دائرة البلبلة وفقدان الهوية "، ورغم تحذير تقرير مجمع البحوث الإسلامية من الترويج لهذه الكتب التى تدعو لأفكار وملل باطلة تهدف لزعزعة الإيمان الصحيح إلا أن الكتاب الأخير لميرزا محمد على تلميذ غلام أحمد يؤكد أن القاديانية اخترقت الأزهر ونجحت فى ذلك. حيث يشير الشيخ ماهر حداد إلى ان مثل هذه الكتب تخالف نصوص القرآن كثيرًا، حيث يدعى زعماء القاديانية أو الأحمدية أنهم يتلقون الوحى من الله وأن الله شرفهم بكلامه، ومن ضمن اقوالهم أن الله بشرهم بالعرب وألهم قادتهم أن ترى شعبوهم طريقهم لإصلاح شئونهم وهذا مخالف للإسلام لأنه لا وحى بعد الرسول محمد ﷺ، ويؤكد الشيخ ماهر حداد أنه بعد فتوى الأزهر فى الستينيات التى اعتبرت المذهب القاديانى باطلًا وثورة على النبوة المحمدية والإسلامية ما زال أتباع هذا المذهب هذه الأيام يحاولون أن يعيدو فتح هذا الأمر ونشر مذهبه.
أمين عام مجمع البحوث الإسلامية: الأحمدية القاديانية تستخدم النساء ضدنا وأرسلوا إلي الأزهر سيدة أمريكية اسمها سمينا مالك من أجل توريطنا وأ بلغنا الدولة عنهم ·الشيخ علي عبد الباقي: القاديانيون مرتدون ويجب ملاحقتهم أمنيا وعدم إغفالهم خوفا من أن يأتي يوم يحصلون فيه علي أحكام قضائية غير شرعية مثل البهائيين · القاديانية هدفها استعداء الغرب ضد المسلمين وزرع الفتن بين المسلمين والمسيحيين وحديثهم عن حب مصر «كلام فارغ» لأن قلوبهم أسود من تاريخهم لاتزال ردود الأفعال الغاضبة تتوالي بعد انفراد «صوت الأمة» بكشف النقاب عن أعضاء الأحمدية القاديانية وتنظيمهم السري، في حوارنا مع النائب الأول لأمير القاديانية في مصر ونواصل متابعة ردود الأفعال هذه المرة مع الشيخ علي عبد الباقي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية الذي كشف عن التفاصيل الكاملة للمؤامرة التي قادتها مندوبة الأحمدية القديانية بالولايات المتحدة الأمريكية ضد الأزهر الشريف ومحاولة إغراء رموزه من أجل الحصول علي دعم الأزهر لهم، وأكد عبد الباقي أن تاريخ القاديانيين طويل جدا في الحقد والخداع ضد الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وأن أعضاءهم لايتورعون عن استخدام النساء ضد الأزهر ورموزه من أجل تنفيذ أهدافهم المغرضة ومخططهم المشبوه الذي يرمي إلي تخريب العقيدة الإسلامية وإشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في مصر.. كما كشف لنا رئيس مجمع البحوث الإسلامية تفاصيل أخري في الحوار التالي: كيف استقبلت خبر وجود أمير للأحمدية القاديانية داخل مصر؟ - في الحقيقة استقبلت ما نشر في صوت الأمة بشأن وجود إمارة وقاعدة للقاديانية في مصر بمنتهي الأسف والاستياء، لأنني أعرفهم جيدا، فهم في حقيقة الأمر عملاء ويحظون بدعم غير مسبوق من الخارج، خاصة من إسرائيل نظرا لوجود مراكز تخصهم تقع معظمها في حيفا وتل أبيب، حيث إن القاديانيين يستهدفون الأزهر ومن ثم ضرب الإسلام من الداخل مثلما حدث بالهند وقت الاستعمار البريطاني لها، وهم لايزالون يتخيلون ضربا من الوهم والخيال تكرار نجاح مخططهم في مصر بلد الأزهر الشريف.. خاصة أن فساد هذه الفرقة مرتبط ارتباطا وثيقا بفساد الميرزا غلام أحمد القادياني مؤسس تلك الطائفة الضالة التي لاتزال تصر علي انتشارها وإقامة إمارات ومكاتب لها رغم طردهم من الهند موطن الميرز او طردهم أيضا من باكستان بسبب فسادهم الأخلاقي والعقائدي، الأمر الذي دفعهم إلي الانتقال لجنوب إفريقيا لنفس الأهداف ونشر أفكارهم حتي تم طردهم أيضا من نيجيريا إلي أن احتضنتها الولايات المتحدة الأمريكية وأصبحت مقرا رئيسيا للقاديانية، حيث إنهم مصرون علي نشر أفكارهم لضرب العقيدة الإسلامية وزرع الفتنة بين المسلمين ولذلك فإن تاريخهم أسود من قلوبهم. ما مدي خطورة وجود أعضاء للأحمدية القاديانية في مصر؟ وما الذي أعددتموه من وسائل وإجراءات للتصدي لهم؟ - وجود أعضاء لطائفة الأحمدية القاديانية في مصر يمثل خطورة بالغة علي أبنائنا، خاصة البسطاء منهم لأن القاديانيين مرتدون ويعملون بشكل سري وتخريبي منظم ضد الإسلام ولكن تحت ارتداء عباءة الإسلام حتي يتمكنوا من هدم أركان الإسلام مقابل ما يحصلون عليه من مبالغ مالية ولصالح من يستأجرهم ضد الإسلام والمسلمين حيث إن القاديانيين يريدون الإضرار بالمجمتع ككل أولا ثم بالعقيدة ثانيا ولذلك يجب ملاحقتهم أمنيا وقضائيا لأنهم يستهدفون أمن المجتمع المصري علما بأن المرتد الذي يضر بأمن المجتمع له حكم حدده الرسول صلي الله عليه وسلم حيث قال «لايحل دم امرئ مسلم إلا بإحدي ثلاث النفس بالنفس والسيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة» والمرتد المفارق للجماعة وجب قتله لما يحدثه من فتنة داخل المجتمع. إذا ما هو حكم وعقاب أعضاء الأحمدية القاديانية في مصر؟ - ينطبق عليهم حكم المرتد المفارق للجماعة، لأن خروج الفرد عن دينه دون الدعوة إليه أمر لايخصنا، أما إذا تحول الخروج والارتداد عن الدين الإسلامي إلي الدعوة لما اعتنقه الفرد هنا وجب العقاب. ولكن كيف يتم عقابهم؟ -يحاسبهم ويعاقبهم المسئول عن أمن المجتمع وأجهزة الدولة المعنية بمراقبتهم فنحن حاليا في أمس الحاجة إلي تكاتف كل قوي ومؤسسات الدولة من إعلام ورجال الدين، مسلمين ومسيحيين، للوقوف صفا واحدا ضد هذا الخطر الذي يستوجب عينا يقظة لإفشال مخطط القاديانية في ضرب المجتمع والوطن سياسيا واجتماعيا وإقتصاديا ودينيا وأخلاقيا حتي ننجح في مقاومة هذا الفكر الضال وسنبقي يدا واحدة ومجتمعا مترابطا دائما بكل طوائفه وليعلم القاديانيون أننا سنقضي عليهم بالحكمة ولن نتركهم يعبثون بأفكار أبنائنا مهما كان الثمن. كيف تقرأ استعادة بث فضائية الأحمدية القاديانية علي النايل سات من لندن إلي مصر؟ - مراكز الأحمدية القاديانية في إسرائيل تعد منابع الدخل الرئيسية والتمويل والدعم المادي الذي تستخدمه القاديانية لتخريب العقيدة الإسلامية واشعال الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين، كما أن استعادة بث فضائية الأحمدية القاديانية علي النايل سات من لندن إلي مصر يعد كارثة، ولذلك أدعو المسئولين عن الإعلام أن يمنعوا بث فضائية تلك الطائفة حرصا علي أبنائنا وأمن مصر. أين دور الأزهر بشأن مخاطبة أجهزة الدولة المعنية من أجل وقف بث فضائية القاديانيين إلي مصر؟ - الأزهر الشريف مؤسسة تربوية، وليس جهازا أمنيا من صلاحياته القبض علي القاديانيين في مصر وإغلاق أو فتح قناة فضائية، حيث إن الأزهر يتحرك في إطار الدور المنوط به فقط، فحينما يطالب الأزهر بوقف كتاب نفاجأ بالخروج ضدنا وإتهام الأزهر بأنه مقصلة الفكر، ونهاجم بطريقة شرسة، وكذلك الحال إذا أرسلنا مطالبات رسمية لإغلاق فضائية وحينها سيترك الجميع القناة وأهدافها المغرضة ويتحول إلي الهجوم العنيف ضد الأزهر! الرأي العام يتساءل أين كان الأزهر الشريف وقتما حصل البهائيون علي أحكام تقضي بأحقيتهم في توثيق ديانتهم بالأوراق الرسمية؟ - هذه أحكام غير سليمة من الناحية الشرعية ولذلك ما نخشي منه هو أن يسعي القاديانيون لتحقيق ماحصل عليه البهائيون وهنا يجب علينا أن نحذر من عواقب وكوارث لن يحمد عقباها. ما طبيعة الوسائل التي يستخدمها أعضاء الأحمدية القاديانية بشأن تحقيق مخططاتهم وأهدافهم؟ - أعضاء القاديانية لهم تجارب مخزية ومؤامرات مفضوحة كثيرة ضد الأزهر الشريف، فهم لايتورعون عن استخدام النساء ضدنا في سبيل نشر أفكارهم وترسيخ أهدافهم فهم يستخدمون كافة الوسائل بغض النظر عن طبيعتها من أجل استقطاب البسطاء لعقيدتهم، حيث إنه بالنظر إلي قراءة ما يحدث حاليا علي الساحة العالمية نجد أن هناك تأصيلا للعداء ضد الإسلام والمسلمين، حيث إن الصهيونية العالمية نجحت من خلال امتلاكها لوسائل الإعلام أن تغذي العقل الأوروبي بروح الغضب والخوف والحقد ضد الإسلام والمسلمين ولذلك احتضنوا نظرية صدام الحضارات وقد تعاون الغرب كله علي هذا الهدف حتي تسود الثقافات الغربية، ولذلك رأوا أن السبيل الوحيد لتطبيع العالم الإسلامي والشرق العربي حتي يعيش الحياة الغربية بكل ظروفها لن يتحقق إلا بضرب الإسلام وهدم العادات والتقاليد التي تحياها المجتمعات الإسلامية علي المستويين الفعلي والفكري. ما حقيقة التصاريح التي أصدرها الأزهر بالموافقة علي طبع ونشر بعض كتب القاديانية لمؤلفهم الذي يلقبونه بمولانا محمد علي؟ - في الحقيقة الأحمدية القاديانية جاءت ببعض الكتب وحذفت منها ما يخالف العقيدة الإسلامية حتي يتمكنوا من التواصل معنا ولذلك منحناهم تصريح الأزهر الشريف بالموافقة علي طبعها ونشرها ولكنهم أخذوا يتقربون لنا بالخديعة وتوهموا أنه يسهل خداعنا وتوريطنا في إصدار تصاريح لكتب قاديانية تحوي علي مخالفات صريحة للعقيدة الإسلامية، ولكننا انتبهنا إلي وسائل تآمرهم ضدنا، حيث حضرت إلينا سيدة تدعي «سمينا مالك» مندوبة الأحمدية القاديانية بالولايات المتحدة الأمريكية وحصلت علي تصاريح لبعض الكتب التي راجعناها بدقة ومن ثم وافقنا عليها ولكن الأمر وصل بتلك السيدة إلي حد التآمر وعرض الإغراءات علينا! كيف؟ - قامت بتقديم وعرض إغراءات مالية ضخمة علي من أجل التغاضي عما تحويه كتبهم من أفكار وتفسيرات تخالف العقيدة الإسلامية، حتي يتمكنوا من الحصول علي تصاريح من الأزهر لنشر فكرهم بالعالم الإسلامي ولكني رفضت بشدة وأبلغت الإمام الأكبر ومن ثم القيادة الساسية. وهل توقفت مؤامرة مندوبة الأحمدية القاديانية بأمريكا «سمينا مالك» عند هذا الحد؟ - حاولت مرة أخري معنا منذ ثلاثة شهور، حيث قدمت دعوة مفتوحة لي وللكثيرين لزيارة أمريكا تمهيدا للحصول علي رضاء الإمام الأكبر ورضاء مجمع البحوث الإسلامية وبالفعل حصلت منها علي الدعوة واحتفظت بها كمستند دامغ يدين القاديانية في استخدام كافة الأساليب القذرة من أجل تحقيق أهدافهم ومخططاتهم. ماذا حدث بعد ذلك؟ -تظاهرنا بالموافقة علي قبول الدعوة حتي حضرت إلينا وحصلنا منها علي التصاريح التي أخذتها بالخديغة والتآمر ضدنا ومن ثم غادرت الأزهر الشريف والبلاد ولم نر وجهها منذ تلك الواقعة لأنها أيقنت أننا اكتشفنا أنها في مهمة رسمية داخل مصر لتوريط الأزهر بشأن حصولهم علي تصاريح لكتبهم القاديانية بالمخادعة حتي يخرجوا إلي العالم ويدعوا أن الأزهر معهم وبالتالي تتسع حلقة نشر أفكارهم الضالة التي تخالف العقيدة الإسلامية، حيث إن أفكارهم مرتبطة ارتباطا وثيقا بمذاهب وأجندة سياسية خارجية.
القاديانية (الأحمدية) التعريف: القاديانية: حركة نشأت سنة ١٩٠٠ م بتخطيط من الاستعمار الإنجليزي في القارة الهندية، بهدف إبعاد المسلمين عن دينهم وعن فريضة الجهاد بشكل خاص، حتى لا يواجهوا المستعمر باسم الإسلام، وكان لسان حال هذه الحركة هو مجلة الأديان التي تصدر باللغة الإنجليزية.، ابتدعها الميرزا غلام أحمد القادياني (١٢٤٨ - ١٣١٩ هـ-١٨٣٩-١٩٠٨م)، وسميت بالقاديانية نسبة إلى مدينة قاديان في البنجاب الهندية حيث ولد الميرزا أحمد الذي ادعى أنه المسيح المعهود، والمهدي الموعود في وقت واحد، وتأثر بالغرب غاية التأثر، وغلف دعوته بشعارات التجديد للإسلام والإصلاح والتقدم. عوامل الظهور: ـ لما استقرت أقدام الإنجليز في الهند وجدوا فيها خمسين مليونًا من المسلمين يتحركون بتعاليم الدين ورؤى القرآن الذي يتلى عليهم ويحرضهم على الجهاد والمقاومة ضد الكافرين، فأخذ المستعمرون الإنجليز يبحثون عن سبل إزالة هذا الدين من ارض الهند أو محاولة إضعافه فوجدوا افضل وسيلة لتحقيق ذلك هي اختيار رجل ذي منصب ديني ومن المسلمين أنفسهم وهكذا كان (ميرزا غلام أحمد القادياني) هو الرجل الذي ينهض بهذا الدور الخطير ويحقق للمستعمر الإنجليزي غاياته وأغراضه وقد كان مضطرب الأفكار والعقائد وكان طموحًا بتأسيس ديانة جديدة تترك بصماتها على قلب التأريخ. ـ لقد أقلقت بريطانيا حركة الإمام الشهيد «أحمد بن عرفان» (١٨٤٢ م) الذي استطاع حمل مشعل الجهاد والمقاومة وبث روح النخوة الإسلامية، والحماس الديني في صدور المسلمين في الربع الأول من القرن التاسع عشر الميلادي في بلاد الهند، وقد عانت منهم الحكومة الإنجليزية مصاعب جمة، وكانوا موضع اهتمامها، كما رأت الحكومة الإنجليزية أن دعوة السيد جمال الدين الحسيني الشهير بالأفغاني أخذت بالانتشار في العالم الإسلامي بشكل مذهل، فكان لابد من مواجهة ذلك الشخص بشخص من داخل المسلمين أنفسهم يستطيع التأثير فيهم، وتشويش عقائدهم وقد أجاد هذا الدور الميرزا غلام أحمد القادياني بأداء رائع خدم الاستعمار الإنجليزي كثيرا. مولد ونشأة القادياني (مؤسس القاديانية): هو: المرزا غلام أحمد بن مرتضى القادياني: ينتمي إلى السلالة المغولية تنسب إلى قبيلة (برلاس) عم السلطان تيمور الغازي وظهر انه من النسل الفارسي، كانت عائلة المزار تسكن مدينة سمرقند، وهاجر من مدينة سمرقند إلى البنجاب (الهند) واستوطن فيها، وعين قاضيًا او حاكمًا لسبعين قرية، ولد عام ١٨٤٠ في قاديان (الهند) وتعلم الفارسية والعربية إلى جانب الأوردية وتلقى دروسًا في المنطق والحكمة والعلوم الدينية والطب القديم، والمطالعة عائلة القادياني: عائلته دخلت في معارك كثيرة على السلطة المحلية والنفوذ والظروف التي عاشها المرزا غلام قد أثرت في شخصيته وسقوط إمارتهم على يد حكومة (السكة) قد أحدثت جرمًا عميقًا في نفسيته وأن مجيئ الإنكليز إلى مقاطعة البنجاب أدى إلى تعاون بينه وبين الإنكليز كان بداية الاتفاق وانضم والده والمرزا غلام إلى القوات الإنكليزية وكان مسؤولًا عن قمع الثوار المسلمين في الانتفاضة التحررية الكبرى ١٨٧٥ وكان موقف المرزا غلام مرتضى والد مؤسس القاديانية انه قدم فرقة مؤلفة من خمسين فارسًا لمساعد الحكومة الإنكليزية ومن الأعمال التي قام بها المرزاغلام مرتضى في هذا الجيش انه قتل لمساندة الجنرال لنكولن الشباب المسلمين من الثوار من فرقة المشاة ٤٦ بعد أن نكل بهم وقام بتعذيبهم كما أن المرزاغلام أحمد أقر بولائه الصادق للإنكليز ويتفاخر المرزا أحمد بخدمات عائلته للإنكليز، لقد أقرت الحكومة الإنكليزية بأن أسرة غلام أحمد كانت من كبار المخلصين والصادقين للإنكليز وفي بيت المرزا غلام أحمد كان يرى أباه، يجهز بقوة وينضم بها إلى صفوف الإنكليز وكانت مسرحًا لاجتماع القادة العسكريين الإنكليز وهم يرسمون الخطط والوسائل للقضاء على الثورة الإسلامية وقتل رجالها وكانت مقاطعة القاديان تعج بالمشاكل والفتن والثورات وقد وجد المرزا أحمد محيطًا مناسبًا لفكرته ودعوته وطموحه ووجد في البيئة التي نشأ فيها والظروف والأوضاع التي عاصرته ورافقته كل مساعد ومشجع ووجد من الحكومة التي كانت في أشد الحاجة إلى زعيم روحي يؤيد سياستها. وكانت ظروف شبه القارة الهندية وفي أفغانستان وإيران وما بعدها من الدول الإسلامية مشبعة بروح الجهاد والنزعة لمجابهة الاستعمار ومقاومته، فدبرت الحكومة الإنكليزية بعث المرزاغلام أحمد المتنبئ للمسلمين لكي يميتوا بهذه الوسيلة روح الجهاد في قلوب المسلمين في بنجاب، فقامت باختيار المرزا غلام أحمد ليتولى زعامة حركة دينية تعمل تحت إمرتهم وتسير وفق توجيهاتهم وأوامرهم بالتنسيق والتعاون بينه وبين الإنكليز ومن الأسباب التي كانت وراء اختيار المرزا غلام أحمد لهذه المهمة: استعداد المرزا غلام للعمالة: لأنه ولد في عائلة عميلة للاستعمار وكان الإنكليز يقدمون الدعم المادي والمعنوي التي هي من غرس الإنكليز وصنائعهم وقد ألف العديد من الكتب والإعلانات والنشرات ونشرت في جميع هذه الكتب في البلاد العربية وتركيا وكان هدفه دائمًا أن يصبح المسلمين مخلصين لهذه الحكومة انقسام القاديانية: انشقت القاديانية - بعد نشأتها بقليل - إلى شقين أبرزهما ما يعرف باسم «الأحمدية» و«جماعة لاهور» وزعيما هذا الفرع هما: «نور الدين» و«مولاي محمد علي» ولهذا الفرع نشاط كبير في خارج الهند، في آسيا وأوربا. نهاية القادياني كان علماء المسلمين يتصدون له في كل مكان ينزل به، ويفندون أفكاره، ويحذرون الناس من دعوته، إلى أن استقر في لاهور سنة (١٣١٩هـ = ١٩٠٨م)، وهناك كان علماء المسلمين يجتمعون بعد صلاة العصر في مكان قريب من بيته، يلقون الخطب والمحاضرات يحذرون الناس من الاغترار بمزاعمه، وممن تصدى لدعوته الخبيثة، الشيخ أبو الوفاء ثناء الله الأمر تسري أمير جمعية أهل الحديث في عموم الهند، حيث ناظره وأفحم حجته، وكشف خبث طويته، وكفر وانحراف نحلته. ولما لم يرجع غلام أحمد إلى رشده باهله الشيخ أبو الوفاء على أن يموت الكاذب منهما في حياة الصادق، ولم تمر سوى أشهر قلائل حتى هلك المرزا غلام أحمد القادياني في لاهور في (٢٣ من ربيع الآخر ١٣١٩هـ = ٢٦ من مايو ١٩٠٨م)، وتم نقل جثته إلى قاديان، ودفن في (مقبرة الجنة) . وبعد موته تولّى ابنه "بشير الدين محمود أحمد" أمور فرقة القاديانية وتنظيم شؤونها، ويجدر بالذكر أن مجلس الأمة الباكستاني أصدر قرارا باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة. مؤلفات القادياني: وقد خلف أكثر من خمسين كتابًا ونشرةً ومقالًا، ومن أهم كتبه: (إزالة الأوهام)، و(إعجاز أحمدي)، و(براهين أحمدية)، و(أنوار الإسلام)، و(إعجاز المسيح)، و(التبليغ)، و(تجليات إلهية)؟، وغيرها. أهم العقائد: ١• بدأ غلام أحمد نشاطه كداعية إسلامي حتى يلتف حوله الأنصار (من سنة١٨٨٠إلى١٨٨٨م) ثم ادعى أنه مجدد وملهم من الله (سنة١٨٨٨م) ثم تدرج خطوة أخرى فادعى أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود (سنة١٨٩١م) ثم ادعى النبوة وزعم أن نبوته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا محمد ﷺ (سنة١٩٠٠م) . ٢• يعتقد القاديانيون أن الله يصوم ويصلي وينام ويصحو ويكتب ويخطئ ويجامع - تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا -. ٣• يعتقد القادياني بأن إلهه إنجليزي لأنه يخاطبه بالإنجليزية!!؟. ٤• تعتقد القاديانية بأن النبوة لم تختم بمحمد ﷺ بل هي جارية، والله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعًا ٥• يعتقدون أن جبريل ﵇ كان ينزل على غلام أحمد وأنه كان يوحى إليه، وأن إلهاماته كالقرآن. ٦• يقولون لا قرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود (الغلام)، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته، ولا نبي إلا تحت سيادة غلام أحمد. ٧• يعتقدون أن كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين وهو غير القرآن الكريم. ٨• يعتقدون أنهم أصحاب دين جديد مستقل وشريعة مستقلة وأن رفاق الغلام كالصحابة. ٩• يعتقدون أن قاديان كالمدينة المنورة ومكة المكرمة بل وأفضل منهما وأرضها حرم وهي قبلتهم وإليها حجهم. ١٠• نادوا بإلغاء عقيدة الجهاد كما طالبوا بالطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية لأن حسب زعمهم ولي الأمر بنص القرآن!!!؟ ١١• كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية: كما أن من تزوج أو زوج من غير القاديانيين فهو كافر. ١٢• يبيحون الخمر والأفيون والمخدرات. أماكن الانتشار: يبلغ عدد نفوس هذه الطائفة ما يقارب النصف مليون شخص، ويقيم أغلب أفرادها في الهند، والآخرون يتوزعون بين الباكستان وبنغلادش وفلسطين. انتشرت تعاليم «ميرزا غلام أحمد القادياني» في بلدان إسلامية مختلفة كإيران وأفغانستان والجزيرة العربية ومصر. موقف علماء المسلمين من القاديانية: • وفي شهر ربيع الأول ١٣٩٤هـ الموافق إبريل ١٩٧٤م انعقد مؤتمر كبير برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع أنحاء العالم، وأعلن المؤتمر كفر هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام، وطالب المسلمون بمقاومة خطرها وعدم التعامل مع القاديانيين وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين. • قام مجلس الأمة في باكستان (البرلمان المركزي) بمناقشة زعيم الطائفة مرزا ناصر أحمد والرد عليه من قبل الشيخ مفتي محمود ﵀. وقد استمرت هذه المناقشة قرابة الثلاثين ساعة عجز فيها ناصر أحمد عن الأجوبة وانكشف النقاب عن كفر هذه الطائفة، فأصدر المجلس قرارًا باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة. • من موجبات كفر الميرزا غلام أحمد الآتي: - ادعاؤه النبوة. - نسخه فريضة الجهاد خدمة للاستعمار. - إلغاؤه الحج إلى مكة وتحويله إلى قاديان. - تشبيهه الله تعالى بالبشر. - إيمانه بعقيدة التناسخ والحلول. - نسبته الولد إلى الله تعالى وادعاؤه أنه ابن الإله. - إنكاره ختم النبوة بمحمد ﷺ وفتح بابها لكل من هب ودب. • للقاديانية علاقات وطيدة مع إسرائيل وقد فتحت لهم إسرائيل المراكز والمدارس ومكنتهم من إصدار مجلة تنطق باسمهم وطبع الكتب والنشرات لتوزيعها في العالم. • تأثرهم بالمسيحية واليهودية والحركات الباطنية واضح في عقائدهم وسلوكهم رغم ادعائهم الإسلام ظاهريًا.
الأحمدية (القاديانية): هى حركة دينية ظهرت بإقليم البنجاب بالهند (باكستان حاليا) فى القرن الثالث عشر الهجرى التاسع عشر الميلادى. أطلق عليها الأحمدية نسبة إلى مؤسسها ميرزا غلام أحمد، ويطلق عليها أيضا القاديانية نسبة إلى قاديان (وهى قرية تقع بإقليم البنجاب وتبعد بنحو ستين ميلا عن لاهور) التى ولد فيها مؤسس هذه الحركة فى عام ١٢٥٢هـ/١٨٣٩م. ولأن هذه الحركة ظهرت فى مجتمع إسلامى على يد مسلم يعدها المؤرخون وعلماء الأديان حركة إسلامية، كما أن أتباعها يعتبرون أنفسهم مسلمين، إلا أن لجنة كونها شيخ الأزهر برئاسة الشيخ عبد المجيد اللبان -أول عميد لكلية أصول الدين فى ثلاثينيات القرن العشرين- قامت ببحث حالة طالبين ينتسبان إلى هذه الجماعة، كانا يروجان لمذهبهما فى مصر، وكان القرار الذى أصدرته هذه اللجنة ينص بأن القاديانيين كافرون، كما قضت بفصل الطالبين من الأزهر. وقد بُنِى الحكم بكفر من يعتنق أفكار هذه الطائفة على أساس ما ادعاه مؤسسها ميرزا غلام أحمد بأن المسيح لم يرفع ببدنه إلى السماء، بل بروحه، أما بدنه فمدفون فى الهند، وكان هذا أول رأى خالف فيه جمهور المسلمين، ثم ادعى أن روح المسيح قد حلت فيه فعودة المسيح التى يؤمن بها المسلمون قد تحققت بحلول روح المسيح فى جسده، كما ادعى أنه المهدى المنتظر، فهو مرسل ليجدد أمر الدين الإسلامى فما يقوله هو الحق، وليس لأحد أن ينكره؛ إذ هو يتكلم عن الله تعالى. لم يكتف بهذا، بل ادعى أن اللاهوت قد حل فى جسده، وأن المعجزات قد ظهرت على يديه، فهو رسول من عند الله، ورسالته لا تتنافى مع كون محمد ﷺ خاتم النبيين فهو يفسر خاتم النبيين فى قوله تعالى: ﴿ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين﴾ الأحزاب:٤٠، بأن كل رسول يجئ من بعده يكون بخاتمه وإقراره ويحيى شرعه ويجدده. (حقيقة الوحى ص٢٧، التعليم ص١٥) . ومن آرائه المخالفة لتعاليم الإسلام أنه: ١- ألغى فريضة الجهاد، معللا ذلك بأنه قد استنفد أغراضه فلا داعى إليه بعد أن زالت الفتنة فى الدين. (تبليغ الرسالة ص١٧) . ٢- عدم جواز صلاة الأحمدى خلف إمام غير أحمدى. ٣- الحكم على من لم يؤمن بدعوته بالكفر. ٤- عدم جواز زواج الأحمدية بغير أحمدى. وبعد موت ميرزا غلام أحمد فى ١٩٠٨ خلفه فى رئاسة الحركة الحكيم نور الدين، وبعده انقسمت الحركةإلى شعبتين: الأولى: تزعمها بشير الدين محمود بن غلام أحمد، وهى شعبة قاديان وقد حافظ المنتسبون إلى هذه الشعبة على أفكار ميرزا غلام أحمد وتشددوا فى تنفيذها حرفيا. الثانية: تزعمها محمد على اللاهورى وهى شعبة لاهور، ومن معتقداتهم: (أ) عدم إنكار إلهامات ميرزا غلام أحمد، إلا أنهم أنكروا ادعاءه النبوة، وفسروا ما ورد عنه من نصوص فى هذا الصدد بأنها تعبيرات مجازية. (ب) تحاشوا تسمية المسلمين الذين لم يؤمنوا بدعوتهم كفارا، ولكنهم أطلقوا عليهم اسم الفاسقين. يطلق على هاتين الشعبتين (شعبة قاديان، شعبة لاهور) الحركة الأحمدية، ولهما نشاط واسع فى كثير من أقطار الأرض يتمثل فى بناء المساجد وإنشاء المراكز الثقافية. أ. د/محمد شامة موسوعة المفاهيم الإسلامية (تعقيب) ١ـ القادينية اللاهورية يجعلون الناس على قسمين: القسم الأول: الذين لا يبايعون ميرزا غلام، ولا يكفرونه، ولا يكذبونه فهؤلاء هم الفاسقون وليسوا بكافرين. الثاني: الذين يكفرونه ويكذبونه فهؤلاء كفار في رأيهم. كما في كتاب (رد تكفير أهل القبلة) لزعيمهم المولوي محمد علي. فإذا علمنا أن علماء أهل السنة جميعًا يكفرون هذه الطائفة فنستنتج أنهم كفار عند القادينية بقسميها. اللاهورية والأحمدية. مع أن مسألة الغلو في التكفير منشر في الفرق بأنواعها. ٢ـ أكثر تواجد وانتشار لهم في دول الكمنولث البريطانية مثل الهند وباكستان وأستراليا وأندنوسيا وبريطانيا ونجيريا وجنوب إفريقيا. ٣ـ لهم قنوات فضائية ومجلات تدعو إلى معتقدهم. ومركزها بريطانيا ومديرالإنتاج في القناة (منير صلاح الدين) . راجع تقرير نشرته قناة الجزيرة عن نشاط القادينية. بتاريخ ٢١/٩/٢٠٠٢ وبرامجها تبث بأكثر من عشر لغات عالمية من بينها العربية. ٤ـ نظرًا لضعف انتشارها بين العرب فهي تركز على الغرب من خلال الإعلام والمساجد والمراكز التي أقامتها. ٥ـ قامت القادينية والوهابية والبهائية في وقت احتلال بريطانيا لبلاد المسلمين فدعمتها دعمًا واضحًا مكشوفًا. ٦ـ انتقلت الحركة من قاديان في الهند إلى باكستان بينما بقي بعضهم في الهند واستطاع المهاجرون بواسطة نفوذهم لدى الإنجليز الحصول من الحكومة على أرض واسعة في إقليم جنك وبنوا عليها مدينة خاصة بهم سموها ربوة تمثلًا بقوله تعالى «وءاوينهما إلى ربوة ذات قرار ومعين» !! وصارت مدينة ربوة عش الأحمدين في باكستان بمثابة الفتيكان للمسيحيين، فهي دويلة داخل دولة. فيها كل ما للحكومة من شعب ودوائر مستقلة وشؤون داخلية وخارجية وحرس وطني باسم [هيئة خدام الأحمدية] وتنظيم عسكري على شاكلة الميليشيا.. ٧ـ ولها دائرة مخابرات مهمتها جمع المعلومات عن نشاط الحكومة والمنظمات السياسية المناهضة للقادينية. والخلاصة: أنها فرقة كافرة مدعومة من الغرب من زمن الفتنة ولا زالت إلى اليوم وقد ضللت كثيرًا من البسطاء أنظر الفرق والمذاهب لسعد رستم والقادينية لسليمان الظاهر العاملي وموقع القادينية مفكرة الإسلام: بدأت الصحف العبرية في الترويج لأفكار ومعتقدات الجماعة المارقة عن الإسلام والمعروفة باسم الجماعة الإسلامية الأحمدية، وهي الأبعد عن الإسلام، خاصة وأن الجماعة لها مركز كبير في 'إسرائيل' بمدينة 'كبابير' بحيفا. وذكرت صحيفة 'معاريف' العبرية السبت في موقعها على الإنترنت، في تقرير لها بعنوان 'الإسلام - ليس مثلما كنتم تعتقدون'، قاصدة أن الصورة التي يعرفها الناس عن الإسلام وأنه دين تطرف وإرهاب وعنف ليست صحيحة كليةً، ومشيرة إلى أن هناك من يؤمنون بدين الإسلام، ولكن ليسوا متطرفين أو دعاة عنف. وذكرت الصحيفة أن تلك التيارات الدينية تدعو للسلام والتصالح بين الأديان والتسامح، مشيرة إلى أن إحدى تلك التيارات هي الجماعة الإسلامية الأحمدية التي ينتشر أتباعها في 'إسرائيل'، مشيرة إلى أن هؤلاء الأتباع عقدوا مؤخرًا المؤتمر السنوي لهم لمناقشة مستقبل نشاطهم في المنطقة. وقالت 'معاريف': إن الطائفة الأحمدية تأسست في القرن التاسع عشر بمدينة 'قاديان' في الهند، وقد أسسها 'ميرزا غلام أحمد' ومن هنا جاء اسمها، حيث قدّم 'أحمد' نفسه نبيًا ومسيحًا مخلصًا لأتباع الديانات السماوية المختلفة الذين ينتظرون ظهوره ومجيئه، وقالت: إنه يؤمن بأن رسالته تدعو لدخول الإنسانية جمعاء فيها والإيمان بدين واحد، حسبما ذكرت الصحيفة. وقالت الصحيفة: إن تلك الطائفة لديها نحو ١٥٠ مليون من الأتباع حول العالم، مشيرة إلى أن هؤلاء يرون أنفسهم مسلمون في كل شيء بل أنهم الأشخاص الذين يمثلون حقيقة الإسلام ويحاربون بشدة الإسلام السني، خاصة وأن هؤلاء يعتبرون أتباع الطائفة الأحمدية كفار ومسلمون حادوا عن الصراط المستقيم. وقالت الصحيفة إن زعيم الطائفة الأحمدية في 'إسرائيل' 'محمد شريف عودة' يسعى وبقوة منذ عدة سنوات لتقريب الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة من معتقدات الطائفة ودفعهم للإيمان بها. ونقلت الصحيفة عنه القول: إن هناك اهتمامًا كبيرًا من قِبل الفلسطينيين للتعرف على ما يدعو إليه منهج الطائفة الأحمدية، وذلك على الرغم من حملات المطاردة الشرسة التي نتعرض لها في الأراضي الفلسطينية، وما يقوم به قادة وزعماء السنّة هناك لترهيب الناس منا، على حد زعمه. وأوردت الصحيفة بعضًا مما ورد خلال المؤتمر السنوي للطائفة الأحمدية في 'إسرائيل'، مشيرة إلى أن العشرات من الفلسطينيين من الضفة الغربية وصلوا لحضور المؤتمر في 'إسرائيل'، وخلال انعقاده سأل فلسطيني من الضفة حول مشروعية الجهاد والمقاومة ضد 'إسرائيل' من وجهة النظر الأحمدية، وجاء رد رئيس الطائفة الأحمدية في مدينة طولكرم الفلسطينية 'هاني طاهر' بأن بدون أدنى شك فأن الإسلام يدعو للسلام وليس للحرب، وأن الإسلام لم يعترف بالجهاد إلا خلال وقت الحرب للدفاع، ولم يشرع من أجل المبادرة وبدء العدوان، على حد وصف الصحيفة. تنبيه: عدد القادينية لا يجاوز عشرة ملايين نسمة وليس كما زعمت الصحيفة فتنبه.
القاديانية ديانة جديدة في مصر!! * جمال عبد الرحيم - عضو مجلس نقابة الصحفيين المصريين صحيفة المصريون ٨/٦/٢٠١٠ التحقيقات التي تجريها نيابة أمن الدولة العليا حاليًا مع مجموعة تعتنق الفكر القادياني وتروج للأفكار المتطرفة والمنحرفة وتزعم أن الميرزا غلام أحمد هو آخر الأنبياء والمرسلين لم تكن مفاجأة بالنسبة لي بصفة شخصية. لأنني أعلم جيدًا أن مصر بها مئات من الأشخاص يعتنقون هذا الفكر وسبق وأن حذرت مرات عديدة من خطورتهم ومحاولتهم المستمرة لنشر أفكارهم بين المسلمين. طائفة القاديانية ظهرت مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الميلادي ببلاد الهند ولعب الاستعمار الإنجليزي دورًا مهمًا في نشأة تلك الطائفة المنحرفة لتفريق صفوف المسلمين. بهدف اضعاف شوكتهم عن طريق بث النزاع بينهم. القاديانية ظهرت علي يد ميرزا غلام أحمد.. ولد سنة ١٢٥٢ بمنطقة قاديان بالهند وقرأ القرآن وبعض الكتب الفارسية وتعلم اللغة العربية ثم النحو والمنطق والفلسفة وكتب كتبًا في الطب. وعمل في إدارة المندوب البريطاني ثم استقال بعد ٤ سنوات للعمل في إدارة أعمال والده وكان عمره ٢١ عامًا. ميرزًا غلام أحمد جنده الاستعمار الإنجليزي لبذر الخلاف بين أهل الهند المسلمين لتحقيق أهدافهم وأغراضهم وهي تفريق المسلمين الذين كانوا يمثلون خطورة علي سلطاتهم وبقائهم بالهند. زعم غلام أحمد في عام ١٨٧٦ نزول الوحي عليه وأن أباه سوف يموت بعد الغروب وأخذ بعدها يصرخ بأن الوحي ينزل عليه ثم وزع منشورًا أعلن فيه أنه المسيح المنتظر بعدما انتقل إلي دلهي للدعوة إلي نحلته. ونظرًا لخطورة هذا الرجل وقف علماء المسلمين له بالمرصاد وصاروا يفندون آراءه وينشرون المقالات ضده التي تؤكد كفره وفسوقه عن الإسلام.. وعندما اشتد علماء الإسلام في معارصته قرر عام ١٨٩٧ التخلص منهم ولجأ إلي حاكم الهند وطلب منه وضع قانون يصوغ لأصحاب كل دين إظهار حقائق دينهم ويحميهم من تعرض غيرهم لهم باعتبار أنه نبي وصاحب رسالة. واستمر غلام أحمد في ضلالاته وانحرافاته.. وفي عام ١٨٩٨ وضع قانونًا لاتباعه بألا يزوجوا بناتهم لمن لم يكن مصدقًا بنبوته ثم أسس مدرسة لتعليم أبناء نحلته دعوته في قاديان ثم أنشأ مسجدًاَ بها.. وفي عام ١٩٠٠ ألقي خطبة أطلق عليها "الخطبة الإلهامية" اشتملت علي ضلالات يعتبرونها معجزات.. وفي عام ١٩٠٥ زعم أنه أوحي إليه بأن أجله اقترب. وكتب كتابًا يعرف بالوصاية طلب فيه من أعوانه أن يكتبوا علي قبره "ميرزا غلام أحمد موعود" بمعني الموعود بالجنة ولكن أجله امتد بعد ذلك ثلاث سنوات حيث مات عام ١٩٠٨م. ومن مزاعم غلام أحمد التي كان يرددها لأعوانه "كان عيسي علمًا لبني إسرائيل وأنا علم لكم أيها المفرطون".. وقال: "إن المسيح يعني غلام أحمد كان مرسلًا من الله تعالي". وادعي ميرزا غلام أحمد أن الله سبحانه وتعالي خاطبه حيث قال: "إني خلقتك من جوهر وإنك وعيسي من جوهر واحد".. وقال في كتابه "أحمد رسول العالم الموعود" الذي أصدره باللغة الإنجليزية "فالواقع إن الله القدير قد أبلغني أن مسيح السلالة الإسلامية أعظم من مسيح السلالة الموسوية" وقال أيضا: "إن تعدوا دلائل صدقي لا تحصوها"!! ويمكن القول إن هناك دلائل كثيرة تؤكد أن الاستعمار الإنجليزي وراء تجنيد ميرزا غلام أحمد منها ما جاء علي لسانه وهو يخاطب أعوانه عندما قال: "فاذكروا دائمًا أن الحكومة الإنجليزية هي رحمة وبركة لكم وهي الدرع التي تقيكم.. الإنجليز خير ألف مرة من المسلمين الذين هم أعداؤكم ثم قال.. اتركوا ذكر ابن مريم فإن غلام أحمد خير منه". عقب وفاة ميرزا غلام أحمد عام ١٩٠٨ تولي نجله نورالدين قيادة الطائفة بدلًا منه واستمر في ضلالات أبيه وصار علي مذهبه غير أنه في آخر حياته بدأ شيء من الخلاف يدب بين أعوانه.. وعندما مات تولي شقيقه محمود بدلًا منه إلا أن القاديانية انقسمت في عهده إلي مجموعتين.. الأولي: شعبة قاديان برئاسة محمود بن غلام أحمد والثانية شعبة لاهور وتولي رئاستها شخص يدعي علي محمد علي الذي ترجم القرآن الكريم إلي الإنجليزية.. شعبة قاديان أساس عقيدتها أن غلام أحمد نبي مرسل من عند الله.. أما شعبة لاهور فظاهر مذهبها أنها لا تثبت النبوة لغلام أحمد وإن كتبه مملوءة بإدعاء النبوة. وشعبة لاهور أنكرت أن يكون المسيح ﵇ ولد من غير أب وادعي زعيمهم أن عيسي ﵇ ابن يوسف النجار ثم قام بتحريف بعض الآيات القرآنية لتوافق عقيدته. والقاديانية لم تقتصر علي الهند فقط بل قام ميرزا غلام أحمد قبل وفاته بنشر أكاذيبه في العديد من الدول العربية ومن بينها مصر وسوريا والأردن وفلسطين والعراق. ونهاية يمكن القول إن انتشار ظاهرة إدعاء النبوة والألوهية في العصر الحديث يرجع إلي مساهمة اليهود والصهاينة في دعمها حيث ترعرعت الفرق الضالة الخارجة عن الإسلام في أحضان الاستعمار المعادي للإسلام.. فطائفة القاديانية وجماعة القرآنيين التي تنكر سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم ظهرتا في ظل الاستعمار الإنجليزي للهند.. والبابيه ثم البهائية نشأتا في عهد الاستعمار الروسي لإيران مستغلة الانحرافات والخرافات التي سادت الوسط الشيعي وهيأت النفسية الفارسية والشيعية لتقبل الأفكار الغريبة والمنحرفة.
طائفة القاديانية وتأويلاتها الباطنية لآيات القرآن الكريم - د. سامي عطا حسن مراحل تطور القاديانية المرحلة الأولى: مرحلة الدعوة إلى الإسلام وجدال الخصوم ودعوى التجديد: وقد استمرّت هذه المرحلة بين عام ١٨٧٩م وعام ١٨٩١م، و"في هذه المرحلة ادّعى الميرزا غلام أحمد القادياني، أنّه مُصلح ومجدّد ... وأنّه مأمور من الله لإصلاح العالم، والدعوة إلى الإسلام. وكان نشاطه في هذه المرحلة يأخذ أشكالًا ثلاثة هي: المناظرة، وتجميع الأتباع، والكتابة. المرحلة الثانية: مرحلة ادعاء أنه المسيح الموعود: وقدْ ابتدأت هذه المرحلة سنة ١٨٩١م، "حيث أعلن أنه المسيح الموعود الذي ذكره القرآن الكريم ونصت عليه أحاديث الرسول ﷺ، وأنّه المصلح الذي تنتظره جميع الأقوام والأمم منذ ثلاثة عشر قرنًا"، ويقسم الميرزا نفسه على هذه الدعوى بقوله "والله أني أنا المسيح الموعود وأعطاني ربي سلطانًا مبينًا". المرحلة الثالثة: ادعاء النبوة: ربما تكون هذه المرحلة هي التي أدّت إلى ظهور القاديانيّة وانتشار أمرها، وثمّة اتجاهٍ آخر ينفي أنّ يكون الميرزا قد ادّعى النبوة، ولكن عند مناقشة أقوال أصحاب هذا الاتجاه لا نجد فيه ما يقوى على نفي نسبة دعوى النبوّة إلى الميرزا، وهناك اتجاه ثالث يثبت أصحابه نسبة دعوى النبوّة إلى الميرزا، ولكنّهم يدافعون عن فكرته ويوضحونها بما يشعر أنها منسجمة مع ثوابت العقيدة الإسلامية. القاديانية بعد غلام أحمد القادياني: توفي الغلام القادياني في السادس والعشرين من شهر مايو سنه ١٩٠٨م، فخلفه الحكيم نور الدين، وهو الذي اقترح على الغلام القادياني الادعاء بأنه المسيح الموعود الذي أخبرت عنه الأحاديث النبوية بنزوله آخر الزمان وبويع بالخلافة بعد وفاه الغلام أحمد القادياني..ولقب بالخليفة الأول. واستمر بالخلافة إلى أن توفي في ١٣مارس ١٩١٤م، ليخلفه (بشير الدين محمود) ابن مؤسس الأحمدية، وبقي في منصبه حتى وفاته عام ١٩٦٥، ثم خلفه (الميرزا ناصر أحمد) المتوفى عام ١٩٨٢، ثم تلاه (الميرزا طاهر أحمد)، الذي توفي قبل أقل من عامين، حيث انتخبت الجماعة: (مسرور أحمد) المقيم في لندن زعيما لها ولا يزال. وقد انقسمت القاديانيّة بعد وفاة الحكيم نور الدين سنة ١٩١٣م إلى شعبتين، أو فرعين: الأولى: تسمى: الجماعة اللاهورية، وهي بزعامة محمد علي اللاهوري.. والثانية: تسمى: الجماعة القاديانيّة، وهي بزعامة الميرزا بشير الدين محمود. الشعبة الأولى: جماعة محمد علي اللاهوري: يذكر أصحاب هذه الشعبة سبب الانقسامَ بقولهم "وفي أثر وفاته (يعني نور الدين) نتجت خلافات في العقائد أثارها (الميرزا بشير الدين) نجل الميرزا غلام أحمد المؤسس، بادّعائه أنّ والده نبيّ، فانبنى على هذا الخلاف أنْ انقسمت الجماعة إلى قسمين، سُميّت أوّلهما الجماعة القاديانيّة، ومركزها في قاديان، والأخرى الجماعة الأحمديّة بلاهور، عاصمة بنجاب الهندية، وتولّى رئاستها مولانا محمد علي"، ومن أهم معتقدات هذا الفرع: أنّهم لا ينكرون الإلهامات الإلهيّة للميرزا غلام أحمد، ويذكرون أنّ ما أُثر عنه صراحة في دعواها، إنّما هيَ تعبيرات مجازية، ومع ذلك يطلقون عليه ألقاب: مجدد القرن الرابع عشر الهجري، والمسيح الموعود. الشعبة الثانية: جماعة الميرزا بشير الدين محمود: وأصحاب هذه الشعبة يتشبثون بقوّة وصراحة بعقيدة نبوّة الميرزا غلام أحمد، ويدافعون عن هذه العقيدة بحماسة، وبلا مواربة ولا تأويل. وكلتا الشعبتين تتسميان بالأحمديّة، إلا أنّ أصحاب إحدى هاتين الشعبتين انتسبوا إلى اسم مؤسس الجماعة، فتسمّوا بالأحمدية، والآخرون انتسبوا إلى بلده، فتسموا بالقاديانيّة، "وكلتاهما تعتبران إلهام ووحي الميرزا - المدّعى به- حجّةً شرعيّة يجب إتباعها، ويصدّقون بكل ما جاء به الميرزا من هذا القبيل. وكذلك فإنّ الجماعة اللاهورية وإنْ كانت تُصرّح بأنّها لا ترى الميرزا نبيًّا بل مجددًا، إلا أنّها تعني من لفظ (المجدد) عين ما تقصد به جماعة بشير الدين محمود من لفظ (النبي) . شذرات من عقائد القاديانية، وشرائعها عقيدته في الله تعالى: (إن الله ذو طول وعرض وله أرجل وأيد ولا تحُصى وأيضًا له أعصاب وأوتار كالسلك البرقي ممتد في الجهات) و(إن الله بعد أن كشف لي الغطاء كان يمازحني مرارًا) عقيدتة في الأنبياء عامة: (أعطي كل الأنبياء حياة بمجيئي، وكل واحد من الرسل مستور تحت قميصي) عقيدته في القرآن الكريم: (القرآن كلمات الله وكلمات لساني) . عقيدته في الأحاديث النبوية: (الأحاديث التي تخالف إلهامي تستحق أن نلقيها مع الأوراق الرديئة في سلة المهملات) . عقيدته في الملائكة: (لا تتنزّل الملائكة ولا ملك الموت إلى الأرض أبدًا، وما الملائكة إلا اسم لحرارة الروح) . عقيدته في القيامة: (القيامة ليست آتية والتقدير ليس بشيء) . عقيدته في الحج: (بعد ظهوري تحوّل مقام الحج إلى قاديان) . عقائده في عيسى وأمه ﵉: (كان يشرب الخمر وكان عدو الصدق متكبرًا أكّالًا يدعي الألوهية مجتنبًا العبادة والزهد غاية الاجتناب) . وقال: (كانت ثلاث من جداته لأبية -كذا -وثلاث من جداته لأمه بغايا وزانيات ...؟!) وهذا المقال منقول من كتاب طائفة القاديانية وتأويلاتها الباطنية لآيات القرآن الكريم - د. سامي عطا حسن وله من المسلمين كثير العرفان والشكر
Page inconnue
الجزء الأول
مقدّمة
لقد كانت فكرة وضع كتاب مسهب عن حياة مؤسس الاسلام العظيم ماثلة في ذهني منذ أن نهضت بعبء ترجمة القرآن الكريم إلى الانكليزية (*) قبل خمسة عشر عاما تقريبا، ولكني لم أوفّق إلى تنفيذها بسبب من ارتباطات أخرى. والواقع أن اللمحة المختصرة التي أنشرها اليوم ليست تحقيقا لتلك الفكرة بأية حال. إنها لا تعدو ان تكون عرضا متعجلا بالغ الايجاز لحياة حافلة بأنبل الدروس للانسانية، ونظرة طائر على أعظم تحوّل أنجز في تاريخ الانسان. ولست أدري هل سيفسح الله في أجلي إفساحا يمكّنني من القيام بعد بالمهمة الأشقّ، مهمة تقديم تلك القصة المشرّفة في تفاصيلها جميعا. وإلى أن تتاح لي فرصة ذلك أهدي هذه الدراسة المتواضعة إلى ذكرى من وقف حياته كلها لخدمة الانسانية على الوجه الافضل.
أنا اؤمن، شأن كل مسلم، بأنه كان لكل أمة انسانها الامثل (سوبرمان)، أو الكوكب الساطع الذي أعطاها النور، والمصلح الذي ألهمها فكرات نبيلة، والرسول الذي رفع من شأنها أخلاقيا. ولكن محمدا، ﷺ، هو الرسول الأعظم parexcellence لأنه ليس رسول أمة واحدة بل رسول أمم العالم كافة، ولأنه هو- دون
_________
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: مَرّ بنا في التعريف بحال المؤلف ما نكرره هنا
أن هذه الترجمة دس فيها اعتقاد فرقته القاديانية الضالة فلم يوافق الأزهر على نشرها، وأفتى علماء مصر حكومتهم بمنع الإذن بدخول المصحف المطبوع مع هذه الترجمة، وكذلك فعل مفتي بيروت.
فقد ملأها بالأفكار القاديانية، مما جعل الكثير من الناس يقعون ضحية تلك الأفكار ظانين أنها ترجمة رجل مسلم
لقد اتجه هذا الرجل في تفسيره للقرآن وجهة خطيرة لم يتورع فيها عن الكذب والتعسف ومخالفة أهل العلم واللغة والإجماع، وإنما فسره بمعان باطنية، فيها التركيز على إنكار الإيمان بالغيب وبالقدرة الإلهية، والأمثلة على ذلك كثيرة جدًّا، منها على سبيل المثال:
١. قوله تعالى لموسى: (اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا) البقرة/٦٠، أي: أن الله أمر موسى بالمسير إلى جبل فيه اثنتا عشرة عينًا.
٢. (وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ) البقرة/٦٣، أي: كنتم في منخفض من الأرض والجبل يطل عليكم.
٣. (فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ) البقرة/٦٥، أي: مسخت قلوبهم وأخلاقهم.
٤. (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ) آل عمران/٤٩، المراد بالطير هنا: استعارة، أي: رجال يستطيعون أن يرتفعوا من الأرض وما يتصل بها من أخلاق وأشياء، ويطيروا إلى الله ويحلقوا في عالم الروح.
٥. المراد باليد البيضاء التي أُعطي موسى: أي: الحجة، والحبال والعصي في قوله تعالى: (فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ) الشعراء/٤٤، أي: وسائلهم وحيلهم التي عملوها في إحباط سعي موسى.
٦. وفي قوله تعالى: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ) سبأ/١٤ الآية، دابة الأرض: هو رجل اسمه "رحبعام بن سليمان" الذي تولى الملك بعده، وسمي دابة الأرض لقصر نظره، إذ كان لا يجاوز الأرض.
والمنسأة التي هي العصا: كناية عن ضعف الحكومة وانقراضها.
والجن: شعوب أجنبية بقيت في حكم بني إسرائيل إلى ذلك العهد.
وهدهد سليمان: هو إنسان! كان يسمَّى الهدهد، وكان رئيس البوليس السري! في حكومة سليمان.
وقد تلاعب بمعاني القرآن الكريم على هذا التفسير الباطني الهزلي المملوء بالأكاذيب والخرافات، وقد تلقفه المسلمون - خصوصًا من لم يعرف العربية - بكل سرور، لعدم علمهم بأن تفسير "محمد علي" للقرآن الكريم باللغة الإنجليزية، إنما يراد به هدم معاني الشريعة الإسلامية والمفاهيم الصحيحة، وقد ذكر الأستاذ الندوي في كتابه "القادياني والقاديانية" كثيرًا من مثل هذا التلاعب بالقرآن للتحذير وإبراء الذمة.
1 / 5
غيره من الانبياء- أعلن الايمان بجميع رسل العالم جزآ أساسيا من العقيدة التي بشّر بها، وبذلك وضع الاساس لسلم سرمديّ بين مختلف الامم، ولأنه «هو أعظم المصلحين جميعا» (بوزوورث سميث (Bosworth Smith باعتبار انه أحدث تحوّلا نحو الافضل لم يحدث نظيره لا قبله ولا بعده، ولأنه- أخيرا- «أوفر الانبياء والشخصيات الدينية حظّا من النجاح» (الموسوعة البريطانية، تحت مادة: «قرآن») .
إن أحكامنا على الرجال يجب أن تبنى على ما حققوه من أعمال، ولقد انجز محمد الرسول في مدى عشرين سنة ما عجزت عن انجازه قرون من جهود المصلحين اليهود والنصارى برغم السلطة الزمنية التي كانت تساندهم. لقد استأصل من بلد* كامل تراث أجيال من الوثنية، والخرافة، وسرعة التصديق، والجهل، والبغاء، والقمار، ومعاقرة الخمر، واضطهاد الضعيف، والحرب الضروس، ومئات من الشرور الأخرى. وليس في استطاعة التاريخ أن يدلنا على أي مصلح آخر وفّق إلى إحداث تحوّل في مثل هذه الروعة والتمّام، وعلى مثل هذا النطاق الواسع خلال فترة في مثل هذا القصر. «فلم يكن الاصلاح في أيما يوم من الايام ميؤوسا منه أكثر مما كان» عند ظهور الرسول، كما لاحظ ميووير Muir ولم يكن أكثر كمالا منه عندما التحق بالرفيق الأعلى. وبكلمة أخرى، «كان ذلك ولادة من الظلمة إلى النور» كما يقول كارلايل. وجياة في مثل هذه العظمة لا يمكن أن تكون خلوا من كمونيات potentialities عظيمة، بنسبة مماثلة، للمستقبل.
إنها لا يمكن إلا أن توحي إلى أيما قلب من القلوب بأنبل الفكرات الدائرة حول خدمة الانسانية. وإذا كان في سمات خلقه سمة أكثر تميّزا من غيرها فتلك السّمة هي حدبه على اليتيم والأرملة، ونصرته للضعيف والمسكين، وحبه للعمل والسعي من أجل إغاثة الملهوف. إنها
_________
(*) يقصد شبه الجزيرة العربية (المعرب)
1 / 6
حياة رجل عاش لله ومات في سبيل الله. «إن يكن قد قدّر لانسان على سطح هذه الأرض ان يجد الله في يوم من الايام، وإن يكن قد قدّر لانسان ان يقف حياته لخدمة الله بدافع خيّر وعظيم فليس من ريب في ان نبي بلاد العرب هو ذلك الرجل.» (لييونارد. (Leonard
لقد كتبت هذا المؤلّف، في الاصل، باللغة الاوردية. وهذه الترجمة الانكليزية التي أقدّمها اليوم إلى القراء هي ثمرة جهد محبّ بذله الاستاذ محمد يعقوب خان، إمام مسجد ووكنغ Woking الحاليّ، الذي نهض بهذا العمل بالاضافة إلى مهامه كمبشر اسلامي في ووكنغ.
وإني لأزجي اليه الشكر خالصا، كما أزجيه إلى خواجا كمال الدين، رئيس بعثة ووكنغ الاسلامية، الذي قدّم كل مساعدة إلى الاستاذ محمد يعقوب خان لأنجاز العمل؛ وأضع المخطوطة بين يدي مولانا صدر الدين (الذي يقوم اليوم بنشر الاسلام في المانية) كما سبق لي أن فعلت بترجمتي الانكليزية للقرآن الكريم، لتمثيل الكتاب للطبع، ومراجعته، وتصحيح تجاربه المطبعية.
مباني الاحمدية، لاهور
٢٥ آب، ١٩٢٣ محمد علي
1 / 7
الفصل الأول بلاد العرب والعرب
«إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكًا وَهُدىً لِلْعالَمِينَ.»
(القرآن الكريم، السورة ٣ الآية ٩٥)
تحتل الأرض المعروفة ب «جزيرة العرب» موقعا متوسطا في نصف الكرة الذي يشمل قارات آسية وافريقية وأوروبة. انها تؤلّف، إذا جاز التعبير، قلب العالم القديم. وتلك هي البلاد التي انجبت محمدا، ﷺ، آخر المصلحين الدينيين العظام الذين أنشأوا أديانا.
إن المحيط الهندي ليغسل شواطئها من ناحية الجنوب، والبحر الابيض المتوسط والبحر الاحمر يغسلانها من ناحية الغرب. وإلى الشرق يقع الخليج الفارسي، ودجلة والفرات، وهذان الأخيران يخترقان جزأها الشمالي أيضا. وهكذا فهي محاطة من نواحيها الاربع كلها تقريبا بالبحار والأنهار، وهذا هو السبب الذي من أجله اعتبرها المؤرخون والجغرافيون،
1 / 9
لا شبه جزيرة، بل جزيرة تضمّ ضمن تخومها تلك الشّقّة من الارض المعروفة بما بين النهرين وسورية العربية أيضا. بيد ان خريطة العالم الحديثة لا تظهر هذين القطرين وكأنهما يؤلفان جزآ لا يتجزأ من الجزيرة، بل تخرجهما منها وبذلك تمتد بلاد العرب على مساحة مقدارها مليون ومئتا ألف ميل مربع. وحوالي ثلث هذه المساحة صحارى رملية، أكبرها تلك المعروفة ب «الدهناء» واقعة في وسط الجزء الجنوبي. وليس ثمة في البلاد كلها انهار جديرة بهذا الاسم. بيد أننا نقع ههنا وههناك على جداول وهيرات. وبعض هذه تفنى في رمال الصحراء، على حين يتمعج بعضها متخذا سبيله نحو البحر. وعبر البلاد كلها تمتد سلسلة جبال، من الجنوب إلى الشمال، تعرف بجبال السّراة، ويبلغ ارتفاع أعلى قمة من قممها ثمانية آلاف قدم. والتمر هو نتاج البلاد الرئيسي. أما في الايام الخالية فكانت بلاد العرب شهيرة بذهبها، وفضتها، وحجارتها الكريمة، وأفاويهها. ومن الحيوانات التي تعرفها تلك البلاد يعتبر الجمل أعظمها قيمة ونفعا، في حين ان الجواد العربي لا نظير له في العالم كله من حيث الجمال، والسرعة، والشجاعة.
والواقع ان بلاد ما بين النهرين وسورية العربية تؤلفان جزآ لا يتجزأ، برغم أن التقسيم السياسي الحديث يظهرهما وكأنهما مستقلتان عن البرّ الرئيسي. فأما بلاد ما بين النهرين فتمتدّ في محاذاة فارس. وهناك أسست مدينتا البصرة والكوفة، اللتان ظلّتا طويلا مركزي الثقافة الاسلامية، خلال خلافة عمر الكبير [بن الخطاب] . * وأما سورية العربية فتقع إلى الشمال، ممتدّة حتى حلب. ومن هنا أظهر الجغرافيون
_________
(*) الكلمات المحصورة بين معقفين هي من عند المترجم. وقد آثرنا ان نثبت في الحواشي نصوص الآيات الكريمة التي اكتفى المؤلف بالاشارة إلى مواضعها من السور القرآنية تعميما للفائدة. (المعرب)
1 / 10
العرب الفرات بوصفه التخم الشمالي لهذه الجزيرة. وفي هذا الجزء يقع جبل سيناء حيث تلقّى موسى الوحي الالهي. ولقد كان للعماليق في عهد ما مملكة قوية هناك.
وبلاد العرب ذاتها تنقسم إلى اجزاء عديدة. منها الحجاز، وهو الأقليم الذي تقع فيه ارض «الحرم» المقدسة. و«الحرم» (الارض المحرّمة أو المقدّسة) إنما دعي بهذا الاسم لأنه كان منذ أقدم العصور موضع توقير وإجلال بالغين، وكل ضرب من ضروب القتال محظور هناك حظرا صارما. وفي نطاق هذا «الحرم» تقوم الكعبة المقدسة.
والتوراة، كتاب اليهود المقدس، يطلق على الحجاز لفظ فاران Paran.
وأهم مدنه مكة، والمدينة، والطائف. وهذا الأقليم يمتد على طول البحر الأحمر على شكل شقّة مستطيلة. وجدّة وينبع هما ميناآه الرئيسيان، حيث الحجاج إلى مكة والمدينة يهبطون إلى البر على التوالي.
ويحدّ الحجاز، من ناحية الشرق، اقليم نَجد، ومن ناحية الجنوب اقليم عسير، وهو جزء من اليمن.
والاقليم الرئيسي الثاني من أقاليم بلاد العرب هو اليمن، وتقع في جنوب الجزيرة. وحضرموت والأحقاف تشكلان جزأين من هذا الأقليم. والواقع أن اليمن أخصب أقاليم بلاد العرب كلها، ومن أجل ذلك كانت أكثرها تمدنا. وحتى يوم الناس هذا، لا نزال نقع ههنا على بقايا مبان فخمة رائعة. وههنا أيضا انشئت في يوم من الايام سدود للسيطرة على ينابيع الماء المنبجسة من الجبال واصطناعها لأغراض الري.
واشهر هذه السدود سدّ مأرب الذي أشار القرآن الكريم إلى خرابه أيضا* وكانت اليمن، فوق ذلك، مركز التجارة بالمعادن، والحجارة
_________
(*) «لقد كان لسبأ في مسكنهم آية، جنتان عن يمين وشمال. كلوا من رزق ربكم واشكروا له، بلدة طيبة ورب غفور. فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وشيء من سدر قليل.» (السورة ٣٤، الآية ١٤- ١٥)
1 / 11
الكريمة، والأفاويه التي اشتهرت بها بلاد العرب، في زمن ما، شهرة عظيمة. ومملكة عاد العظيمة، التي يتحدث عنها القرآن الكريم، إنما أسّست هناك* وهذه البقعة بالذات تعرف بالأحقاف. وحضرموت هي ذلك الجزء من اليمن الواقع في أقصى الجنوب، على ساحل المحيط الهندي. وصنعاء هي عاصمة هذا الاقليم، وعدن هي المرفأ الرئيسي.
وإلى شمال صنعاء تقع نجران، حيث انتشرت النصرانية قبل انبثاق فجر الاسلام. والوفد النصراني المشهور الذي زار النبي الكريم والذي أجيز له أن ينزل في مسجد الرسول إنما أقبل من هذا الموطن. وإلى الشمال من نجران تقع عسير.
والجزء الرئيسي الثالث من أجزاء بلاد العرب هو نجد التي تمتد من «جبل السّراة» شرقا، عبر داخلية البلاد. إنها سهل مرتفع غنيّ خصب يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر نحوا من ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف قدم. ههنا أقامت عشيرة غطفان التي تعيّن على الرسول الكريم أن يقود، في فترة ما، حملة لتأديبها. والصحراء تحدّ نجدا من جهات ثلاث، في حين تقع اليمن إلى جنوبها. وكان بنو حنيفة، القبيلة التي ينتسب اليها مسيلمة الكذاب، يقيمون هناك.
وإلى الجنوب الشرقي من بلاد العرب، وعلى طول ساحل خليج عمان، تمتد الارض المعروفة بعمان. وعاصمتها مسقط حيث أقيمت اليوم سلطنة منفصلة، وإن تكن اسمية. وإلى شمال عمان يقع الجزء المعروف بالبحرين، - ويدعى أيضا الأحساء- وهو شهير بلآلئه.
وفي محاذاتها تقع الحيرة، وكانت في يوم من الايام مملكة.
وحجر، موطن ثمود التي ارسل الله اليها نبيّها صالحا، مكان آخر جدير بالذكر. إنها تقع إلى شمال المدينة. وفي زحفه على تبوك
_________
(*) «وإلى عاد اخاهم هودا، قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره، أفلا تتقون.» (السورة ٧، الآية ٦٥)
1 / 12
اتفق للرسول الكريم ان اجتاز بذلك المكان. وتبوك وحجر، اليوم، محطتان واقعتان على خط الحجاز الحديدي. وإلى غربي حجر تقع المدائن، وهي موطن النبي شعيب. وإلى شمال المدينة تقع خيبر، التي كانت ذات يوم معقل اليهود.
ومدن الحجاز الثلاث الرئيسية، كما سبقت منا الاشارة، هي مكة والمدينة والطائف. والطائف مدينة بشهرتها إلى كونها، وهي الواقعة على سفح الجبال، معتدلة الجو، غنية بالاخضرار، موفورة الينابيع والفاكهة. وهي تقع إلى الشرق من مكة، وتعتبر مصيف النبلاء من أهل الحجاز. ولكن اشهر مدن الحجاز مكة والمدينة. ومكة، أو بكّة، تعرف أيضا ب «أمّ القرى»، أي أمّ المدن. وهي محاطة من جهاتها الأربع كلها بالجبال. ويبلغ عدد سكانها الحالي خمسين ألفا.
ولقد كانت منذ أقدم العصور، ولا تزال، عاصمة بلاد العرب الروحية والدينية، إذ فيها يقوم بيت الله الحرام المعروف بالكعبة التي كانت قبلة الحجاج من كل ركن وزاوية في بلاد العرب منذ عهود ما قبل التاريخ.
وهكذا يعلق السير وليم ميووير على قدم ذلك البيت في كتابه «حياة محمد Life of Muhammad «فيقول:
«إن عراقة موغلة في القدم يجب ان تعزى لسمات الدين المكّي «الرئيسية.... وديودوروس سيكولوس» Diodorus Siculus الذي كتب هذه الكلمات قبل نصف قرن تقريبا من فجر «التاريخ الميلادي، يقول عن ذلك الجزء من بلاد العرب الذي «يغسل البحر الاحمر سواحله: «ان في هذه البلاد هيكلا «يقدسه العرب جميعا اعظم تقديس» . وهذه الكلمات تشير، «من غير ريب، إلى البيت الحرام في مكة، لأننا لا نعرف أيّ «بيت مقدّس آخر استطاع في يوم من الايام ان ينتزع إجلال
1 / 13
«بلاد العرب كلها على نحو إجماعي ... والتقليد يصوّر لنا «الكعبة قبلة للحجاج كانوا يقصدونها، منذ أقدم العصور، «من ارجاء بلاد العرب كلها: فمن اليمن، وحضرموت، «وشواطئ الخليج الفارسي، ومن بادية الشام، ومن ضواحي «الحيرة القصيّة ومن بلاد ما بين النهرين، تقاطر الناس إلى «مكة عاما بعد عام. ومثل هذا التقديس الشامل لا بدّ أن تكون «اوّليته راقية إلى حقبة عريقة في القدم إلى أبعد الحدود.»
ولكي يقيم الدليل على قدم الكعبة يستند السير وليم على بعض الوقائع التاريخية والروايات الشفهية. وفي القرآن الكريم أيضا إشارة إلى المعنى نفسه. انه يتحدث عن اول بيت «وُضِعَ لِلنَّاسِ» *، وبكلمة أخرى، عن أول بيت على سطح الارض خصّص لعبادة الله. فمن هذا المكان انبثقت أشعة الوحي الالهي، أول ما انبثقت. ويا لها من مصادفة رائعة! فهذا المكان نفسه يزهو بأنه أنجب خاتم النبيّين المباركين. ومكة مدينة بمكانتها المقدسة إلى هذا البيت. فمنذ عهد يرقى إلى ٢٥٠٠ سنة ق. م. كانت محطة للقوافل المتردّدة ما بين اليمن وسورية. والقرآن الكريم أيضا يثبت ان البيت الحرام كان قائما قبل ابراهيم**. وحين خلّف ولده، اسماعيل، هناك، كانت هذه كلمات الدعاء الذي ضرع به الشيخ الجليل إلى الله: «رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ، رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ
_________
(*) «إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين.» (السورة ٣، الآية ٩٥) .
(**) «وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا، وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى، وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ.» (السورة ٢، الآية ١٢٥)
1 / 14
لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ.» * وهذا يظهر ان الكعبة كانت قائمة هناك حتى في مثل هذا التاريخ الممعن في القدم.
وكانت المدينة تدعى، في الاصل، يثرب. وفي ما بعد عندما اتخذها الرسول الكريم مقرا له أمست تعرف ب «مدينة النبي»، وهو اسم ما لبث أن تقلّص، تدريجيا، فأمسى «المدينة» ثم انتهى إلى أن يصبح مجرد «مدينة» . ** وهذه أيضا مدينة عتيقة. وبعض القرائن التاريخية توحي بأن انشاءها يرقى إلى عام ١٦٠٠ ق. م. وقد سكنها العماليق، بادئ الأمر، ثم اليهود، والأوس، والخزرج. وحين أقبل الرسول ليقيم فيها كان هؤلاء الاقوام الثلاثة هم أهلها. وفي ما بعد اكتسب الأوس والخزرج لقب «الأنصار» . وفي السنة الثالثة عشرة من البعثة، هاجر الرسول من مكة إلى المدينة، حيث قضى بقية أيام حياته. هناك لفظ النفس الأخير، وهناك يقوم ضريحة حتى يوم الناس هذا. وتقع المدينة على مبعدة مئتين وسبعين ميلا إلى الشمال من مكة، وهي على نقيض هذه ليست غير ذات زرع مئة بالمئة. ففيها بالاضافة إلى المزروعات الوافرة عدد غير قليل من الاشجار المثمرة. ومناخها في الشتاء أكثر اعتدالا من مناخ مكة.
وعاد، وثمود، وطسم، وجديس هي، بقدر ما نعلم، أقدم أعراق بلاد العرب، وقد تحدّث القرآن الكريم عن العرقين الاولين [عاد وثمود] في بعض آياته. وهذه الأعراق الأوّلية تعرف ب «العرب البائدة»، أي العرب القدامى. فبعد هلاك قوم نوح نشأت «عاد» التي امتدّت مساكنها إلى مواطن بعيدة خارج تخوم بلاد العرب. والبيّنات التاريخية تزكّي سيطرة «عاد» على بلاد العرب،
_________
(*) السورة ١٤، الآية ٣٧.
(**) في اللغات الأجنبية ليس غير. اما في العربية فلم يجرد اسمها في أيما يوم من لام التعريف. (المعرب)
1 / 15
ومصر، ومواطن أخرى كثيرة، حتى إذا هلكت انتقلت السيادة إلى ثمود.
بعد ذلك ظهر بنو قحطان الذين كانت اليمن موطنهم. وقد تمتّعوا في أيامهم بسلطان وسيادة عظيمين أيضا. وإنما كان الأوس والخزرج من ذرّيات هذه القبيلة. وجميع هذه الأعراق تعرف ب «العرب العاربة» أي العرب الخلّص.
وأخيرا جاء اسماعيل، الذي عرفت ذرّيته ب «العرب المستعربة»، أي المتعرّبة. وصدوعا بالأمر الإلهي ترك ابراهيم ابنه اسماعيل مع أمّه «هاجر» في الموضع الذي تقوم فيه الكعبة. * وليس ثمة ما يؤيد الاعتقاد بأن ابراهيم نفاهما نزولا عند رغبة زوجه الثانية، سارة.
وفي حديث عن الرسول الكريم ما يدحض هذا الاعتقاد في قوة، إذ جاء في ذلك الحديث أن ابراهيم سئل هل خلّفهما هناك صدوعا بأمر الله فأجاب بالإيجاب. وقصتهم في القرآن تقود أيضا إلى الاستنتاج نفسه.
وفي ما بعد، أعاد الاب والولد، نزولا عند الايعاز الإلهي، بناء الكعبة المقدسة التي كانت، على ما يبدو، في حال متهدّمة. ** حتى إذا تمّ لهما ذلك وجّها كلاهما هذا الدعاء المشترك إلى الله الكليّ القدرة:
«رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ، إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.» *** وهو دعاء استجابه الله في شخص الرسول محمد صلوات الله عليه. ومن أجل ذلك يدعى الرسول الكريم أيضا «صلاة ابراهيم» .
_________
(*) السورة ١٤، الآية ٣٧؛ والسورة ٢، الآية ١٢٥ الآنفتا الذكر.
(**) «وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ، رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا، إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.» (السورة ٢، الآية ١٢٧)
(***) السورة ٢، الآية ١٢٩.
1 / 16
وتكاثرت ذرية اسماعيل، وتشعبّت إلى قبائل متعددة. وإحدى هذه القبائل تعرف ب «قريش»، وهي متحدرة من «النّضر» . وفي ما بعد انقسمت هذه القبيلة إلى عدد من البيوت، وكان الرسول سليل واحد منها هو بيت بني هاشم.
1 / 17
الفصل الثاني الجاهلية
«ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ.»
(السورة ٣٠، الآية ٤١)
لقد أطلق القرآن على العهد الذي سبق ظهور الرسول اسم «الجاهلية» أو العصر المظلم، وهو اسم يجمل في لفظة واحدة ما قد يحتاج التبسّط فيه إلى مجلدات. * والصورة التي ترسمها الآية التي توّجنا بها هذا الفصل إنما تمثّل حالة الانحطاط التي تردّى فيها الوثنيون العرب، واليهود، والنصارى على حدّ سواء. لا، بل إنها تثبت ان الفساد كان متفشّيا في طول العالم وعرضه. بيد أن هذا لا يفترض ضرورة ان العالم لم يشهد قط من قبل وضعا أفضل، ولكنه يعني ان أيما حضارة وحياة أخلاقية قدّر لهما ان ينشآ في أيما مكان بفضل الأنبياء الذين
_________
(*) السورة ٣٠، الآية ٤١.
1 / 18
بعثهم الله الى مختلف الشعوب بين فترة وأخرى كانتا قد تلاشتا بالكلية بسبب من تطاول الاحقاب والازمان. لقد كانت جميع شعوب الارض محرومة، لذلك العهد، من حالة الحضارة الحقيقية. وإنما انبعثت هذه الكلمات من فم رجل كان، من غير ريب، أميا بكل ما في الكلمة من معنى. وهذا الرجل لم تتح له أية فرصة للضرب في أرجاء العالم لكي يدرس أحوال البلدان المختلفة، لا ولم يكن في ميسورة ان يفيد من مثل نظام الإعلام العصري الذي كان خليقا به [لو عرف في تلك الايام] ان يعرّفه إلى حال العالم في ذلك الزمان.
ومع ذلك، فأن نظرة إلى صفحات التاريخ تعزّز صدق ذلك التوكيد على نحو رائع. فباستثناء هذه الواقعة التي تقول بأن اوروبة عرفت امبراطورية جبارة في الجزء الجنوبي الشرقي منها- امبراطورية رومة النصرانية- كانت الديار الاوروبية غارقة في حال من البربرية بالمعنى الحرفي للكلمة. وكانت آسية، من بين القارّات جميعا، هي مهد الحضارة في عهد ما. ولكن أيما دراسة لمختلف البلدان التي تؤلف مهد الفلسفات والاديان هذا لتظهر أن الفسوق المحض كان ههنا، شأنه في أيّ مكان آخر، هو القاعدة الغالبة. والهند، التي كانت ذات يوم مركز الثقافة الشرقية القديمة، تبد هنا بالصورة الرهيبة نفسها.
كانت أشياء شنيعة، وضيعة، شائنة تعزى حتى إلى ما كان الناس يعتبرونهم أنصاف آلهتهم. كان الشرّ قد استبدّ بهم إلى درجة جعلتهم يصوّرون، حتى الأطهار الأعفّة، في ألوان قاتمة. وكانت فارس والصين، أيضا، تترديّان في الحمأة نفسها. ولعل مردّ ذلك إلى ان قرونا متطاولة تقضّت على ظهور آخر الاشخاص الأطهار الصالحين، وان الاصلاح والحضارة القديمين- إذا وجدا- كانا قد ضعفا تدريجيا، وانتهيا آخر الأمر إلى الزوال. يقول القرآن الكريم: «أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ
1 / 19
الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ.» *
وكان يسوع أقرب الأنبياء إلى الرسول محمد ﵇ من وجهة النظر الزمنية. وطبيعيّ أن يتوقع المرء أن يجد في الديار النصرانية، على الاقل، بعض آثار من الفضيلة والاخلاق. ولكن كيف كانت حال النصرانية في ذلك العهد؟ فلنرجع إلى شهادات الكتّاب النصارى أنفسهم في هذا الموضوع. فقد رسم احد الاساقفة صورة لتلك الأيام فقال ان المملكة الالهية كانت في اضطراب كلّي، بل إن حالة جهنمية حقيقية كانت قد أقيمت على سطح الارض، نتيجة للفساد الداخلي.
وقد عالج السير وليم ميووير هذا الموضوع فانتهى إلى النتيجة نفسها.
قال: «وفوق هذا فقد كانت نصرانية القرن السابع نفسها متداعية فاسدة. كانت معطّلة بعدد من الهرطقات المتنازعة، وكانت قد استبدلت بأيمان العصور الأولى السّمح صغارات الخرافة وصبيانياتها.»
تلك صورة للنصرانية تمثّل وضعها العام [آنذاك] . كانت وحدة الذات الالهية قد احتجبت منذ عهد بعيد. وكانت عقيدة التثليث قد أدّت إلى نشوء تعقيدات متعددة. وتنافست الفرق والهرطقات المختلفة في قدح زناد الفكر لتفسير هذه العقيدة. وأدّى ذلك إلى انشاء جمهرة من المؤلفات أبعدت الانسان عن هدف الدين الحقيقي. و[المؤرخ] غيبون Gibbon في تعليقه على حادثة [حرق] مكتبة الاسكندرية الشهيرة من قبل المتعصبين من النصارى يبدي هذه الملاحظة الهامة: «ولكن إذا صحّ أن ركام الجدل الآريوسيّ والقائل بطبيعة المسيح الواحدة قد أحرق فعلا في الحمّامات العمومية فأن في ميسور الفيلسوف أن يذهب إلى القول، في ابتسامة، بأن ذلك كان في مصلحة الجنس البشري.»
وكانت الشرور التي سادت العالم المسيحي، كالخمر والميسر والفسوق،
_________
(*) السورة ٥٧، الآية ١٦.
1 / 20
غالبة حتى في تلك الأيام. ويروي دوزي Dozy عن الخليفة علي قوله في حقّ تغلب، وهي قبيلة نصرانية، «إن كل ما اقتبسته عن تلك الكنيسة هو معاقرة الخمر» . وبكلمة مختصرة، فأن النصرانية- وهي آخر ديانات العالم المنزلة- كانت [في ذلك الحين] في حكم المفقودة. كانت قد فقدت كل قدرتها الدافعة التي تمكّنها من إحداث إصلاح أخلاقي. وإلى هذا، فأن الدّرك الذي تردّى فيه المجتمع الانساني كله، في طول العالم وعرضه، ليقيم الدليل على صحة التوكيد القرآني. *
ولكن كيف كانت حال بلاد العرب نفسها؟ صحيح ان الشعر العربي كان في ذروة مجده، وان الشعر الجاهلي يتكشّف عن درجة رفيعة من المقدرة والبراعة. وصحيح أيضا ان الكتابة لم تكن مجهولة عند العرب، ولكنهم نادرا ما أفادوا منها أو سخّروها لأيما غرض نافع. وحتى شعرهم نفسه لم يدوّن تدوينا. والواقع ان قصائد العصر الجاهلي كلها تحدّرت الينا من طريق الرواية الشفهية، ما عدا القصائد المعروفة ب «المعلقات» التي دوّنت على ورق، وعلّقت على جدران الكعبة. وفيما يتصل بكون العرب قد طوّروا فن الشعر بحسبنا ان نقول ان مجرد الشعر، بما هو شعر، لا يقدّم لنا محكّا ثابتا للمنزلة التي بلغها الشعب في سلّم الحضارة. فالولوع بالشعر ملاحظ في جميع المجتمعات تقريبا، بالغا ما بلغ إمعانها في الفجاجة والبدائية. وتعليل ذلك ليس بالأمر العسير. فالأمة في مثل هذه المرحلة تنعم بقلة قليلة من الأشياء التي تثير شوقها- وهي أشياء لا تتضاعف إلا بنموّ الحضارة واستبحارها، ومن هنا فأن عنايتها البالغة تنصبّ على الشكل الوحيد الذي في متناولها من أشكال الفن الجميل، وليس ذلك الشكل غير الشعر. ولكن حتى الشعر العربي خلو من رحابة الرؤيا
_________
(*) السورة ٣٠، الآية ٤١.
1 / 21
وسمو الفكر اللذين لا يتيسّران إلا بفضل الثقافة. إن كل ما يستطيع ذلك الشعر أن يعتزّ به هو جمال اللغة. كانت ثمة، من غير ريب، بعض السّمات النبيلة في الخلق العربي. فقرى الضيف، وحبّ الحرية، والجراءة، والرجولة، والولاء القبليّ، والكرم، كانت بعض الصفات التي تفوّق بها العربيّ على اقرانه جميعا. ولكن هل تستطيع بضع فضائل، في ذات نفسها، وبخاصة حين ترجحها حالة من الامعان في البربرية والجلافة، أن تعتبر قواما لحضارة؟ فجنبا إلى جنب مع قرى الضيف وحسن وفادته كان من المألوف عند [بعض الجاهلين] ان يسلبوا عابري السبيل. وعاطفة الوطنية القبلية، برغم أنها محمودة في ذاتها، كانت قد شوّهت بالإفراط وإساءة التطبيق.
فكانت المنازعات التافهة بين الافراد كثيرا ما تؤدي إلى إضرام نار الحرب الرهيبة وإلى تأريث الاحقاد والثارات الدامية المتوارثة من جيل إلى جيل. وقصارى القول، فأن الافق العالمي كله كان في تلك الفترة ملبّدًا بأدكن غيوم الكفر والفسوق. كانت الفضائل الرفيعة مجهولة بالكلية.
وليس من ريب في أن العرب أعلنوا ايمانهم بوحدانية الله، ولكن ايمانهم ذاك كان ضحلا إلى أبعد الحدود. لقد كذّبت حياتهم العملية إقرارهم الشفهي غير النابع من القلب. كانوا نزّاعين إلى الوثنية، متوهمين ان الله الكلّي القدرة قد عهد في أداء مختلف وظائف الكون إلى عدد من الآلهة، والآلهات، والاوثان. ومن هنا كانوا يتوجهون إلى هذه ملتمسين بركاتها كلما باشروا عملا أو فكروا بمشروع.
وهكذا فأن ايمانهم بوحدانية الله كان عقيدة جوفاء، لا يكاد يجد لنفسه مكانا في نظام حياتهم العملية. وإلى جانب الأوثان اعتبروا الهواء، والسماء، والقمر، والنجوم مهيمنة على مصائرهم وأقدارهم، وعبدوها بوصفها ذاك. بل لقد انحدروا إلى درك أسفل فعبدوا الحجارة،
1 / 22
والاشجار، وأكوام الرمل. وكانوا يخرّون ساجدين أمام ايما حجر جميل قد تقع عليه أبصارهم. فاذا ما عدموا أيما حجر نزعوا إلى عبادة كثيب من الكثبان بعد أن يكونوا قد حلبوا ناقتهم على رماله.
وكانوا يعتبرون الملائكة بنات الله. وحتى المشاهير من الرجال عبدهم العرب فنقشوا اوثانا وسمّوها باسمائهم. ولم يكن ضروريا عندهم أن تكون الحجارة منقوشة أو منحوتة كما ينبغي لها أن تنقش أو تنحت.
حتى الحجارة الجافية غير المنحوتة كانت تفي عندهم بالغرض. وكانوا إذا ما انطلقوا في رحلة حملوا معهم اربعة أحجار، فأما الثلاثة الأولى فلكي ينصبوا بها موقدا، واما الرابع فلكي يسجدوا له ويعبدوه.
وكانوا في بعض الأحيان لا يحملون حجرا مستقلا لأغراض العبادة.
فما إن يفرغوا من طهو طعامهم حتى ينتزعوا ايما اثفيّة من الاثافي الثلاث ويسجدوا لها. وعلاوة على الثلاثمئة والستين وثنا المنصوبة في الكعبة كان لكل قبيلة وثن خاص بها. بل لقد كان ثمة في كل بيت وثن. وبكلمة موجزة، كانت عبادة الاوثان قد أمست عندهم طبيعة ثانية فرضت سلطانها على حياتهم اليومية بتفاصيلها كلها. وكانت الفكرة الرئيسية التي يقوم عليها ايمانهم ان الله قد أناط السيطرة على نظام الكون هذا وأناط إدارته بآلهة آخرين خوّلهم كامل القوة والسلطان، فهم قادرون على أن يشفوا المرضى، ويرزقوا الناس أولادا، ويقضوا على المجاعة والأوبئة. وليس من سبيل إلى الفوز بالرضوان الربّاني إلا من خلال هذه الاوثان وبفضل شفاعتها. كانوا يسجدون لها، ويطوّفون حولها، ويذبحون لها القرابين، ويفردون جزآ من نتاج حقولهم من حيواناتهم لتقديمه اليها. من حضيض هذه الوثنية المخزية انتشل الرسول محمد ﵇ بلاد العرب كلها في فترة من الزمان قصيرة لا تعدو عشرين عاما. انه لم يستأصل الوثنية من بلاد العرب استئصالا نهائيا فحسب، بل اضرم في قلوب اولئك العرب أنفسهم
1 / 23
شرارة من الحماسة لوحدانية الله دفعتهم إلى الانطلاق بعيدا في كل رجا من أرجاء العالم المعروف آنذاك لرفع راية الاله الواحد، أيضا.
وهذا الفطام لبلد برمّته- يمتد على مساحة هائلة مقدارها مليون ومئتا الف ميل مربع- عن لعنة الوثنية التي كانت تهيمن عليه هيمنة مطلقة نتيجة للارث والتقاليد الراسخة، في مدة لا تتجاوز خمس قرن، بحيث اكسبت ذلك البلد لقب «محطّم الاوثان» المشرّف- أقول أليس هذا الفطام هو أعظم معجزة قدّر للعالم أن يشهدها في تاريخه كله؟ ألا يستحق الرجل الذي أحدث هذا التحول التقدمي لقب «خير الأنام» استحقاقا لا مراء فيه؟
وبالاضافة إلى عبادة الاوثان، التي كانت القاعدة العامة آنذاك، رسخت جذور عبادة النجوم في بلاد العرب رسوخا مماثلا. فقد ربطت مصائر الانسان وأقداره بحركات مختلف النجوم. وعزيت ظواهر الطبيعة المتصلة بخير الانسان وشره إلى سلطانها ونفوذها. وكان ثمة أيضا أقوام لم يعرفوا أي دين، أو أقوام كانوا ملحدين بالمعنى المطلق للالحاد.
فبينا استبد اسوأ شكل من أشكال الوثنية بالعقل العربي على العموم، كان ثمة بعض العرب الذين لم يكن لديهم أيما ايمان بوجود الله، وبخلود النفس البشرية، وبيوم الحساب. كان الدّين عندهم مجرد سخرية.
فهم لا يفتأون يهزأون بنفس الاصنام التي زعموا انهم يعبدونها.
ويروى عن الشاعر الشهير، امرئ القيس، انه يوم مصرع والده استشار عرافا- وفقا للعرف السائد بين العرب- لكي يتكهن له أيتعين عليه أن يثأر من قاتلي أبيه أم لا. وكانت العملية تقتضي الاتيان بثلاثة اسهم أو «أزلام» احدها موسوم بلفظ «نعم»، والثاني موسوم بلفظ «لا»، والثالث غفل. ثم يستقسمون بها، فاذا خرج السهم الأول وجب الثأر، وإذا خرج السهم الثاني لم يجب، وإذا خرج السهم
1 / 24