64

Letters of Sunna and Shia by Rashid Rida

رسائل السنة والشيعة لرشيد رضا

Maison d'édition

دار المنار

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٣٦٦ هـ - ١٩٤٧ م

Lieu d'édition

القاهرة

Genres

على عوام الأعراب لنيل شهواتهم، والتوصل إلى مقاصدهم من: جمع النذور، وأخذ الخمس، وأجرة قصص التعازي ونحو ذلك، مع حثهم ووعظهم على عدم طاعة الحكومة ولا إعانتها في شيء، حتى حصل مقصودهم وأصبح العراق نيرانًا تتسعر (١)، فكم أسالوا دماء المسلمين وأضروا الحكومة ضررًا عظيمًا والحكومة لم تنتبه لذلك إلا بعد أن اتسع الخرق على الراقع. والرافضي يقول: إن العراق كان ولم يزل دار الروافض، مع أني أعلم أن أقوامًا من القبائل كانوا على مذهب أهل السنة وفي هذا العصر ترفضوا منهم قبائل زبيد وهم عمدة قبائل الطرق قوة وشجاعة وكثرة عدد، وهكذا قسم عظيم من شمر وقسم من بني تميم فضلا عن العصور التي لم أدركها. (٢) ومن العجب من هذا الرافضي أنه عَدَّ فرقته من المتبعين، وجعل أهل السنة كالوهابية وأضرابهم من المبتدعين، مع أن الروافض يبيحون شتم جمهور أصحاب رسول الله ﷺ بل يحكمون بارتدادهم إلا عددًا يسيرًا (٣)، ويفضلون الأئمة الاثني عشر على أولي

(١) أقول: رحم الله الآلوسي كيف لو أدرك نيران زماننا؟! (٢) انظر حول الموضوع ما كتبه د. مجيد الخليفة في بحث بعنوان: (الحقائق الجلية في كون عشائر العراق عربية سنية)، وكتاب بعنوان: (العراق.. سياقات الوحدة والانقسام) تأليف: بشير موسى نافع، والذي رجح أن التغلغل الشيعي بين عشائر جنوب العراق بدأ منذ منتصف القرن ١٨م حينما بدأ في الانتشار بين عشائر الخزاعل منذ منتصف القرن ١٨، وبين كعب وربيعة النازلة شرق بغداد منذ مطلع القرن ١٩، كما انتشر في القرن نفسه بين بطون من زبيد وتميم، وآل بومحمد في العمارة، وعشائر الديوانية بما في ذلك فرع من الجبور، وعشائر نهر الهندية، وتشيع آل فتلة في نهاية القرن ١٩، كما انتشر التشيع في عشائر المنتفق على مدى زمني طويل. (٣) ارتدادهم - عند أولئك القوم - كان بسبب توليتهم أبا بكر ﵁ خلفيةً عليهم! دون أن يعلم أحد لماذا يضحي الصحابة من المهاجرين والأنصار رضوان الله عليهم بجهادهم وبإيمانهم وبنصرتهم وبسابقتهم، بل وبدنياهم وأُخراهم لحظِّ غيرهم، وهو أبو بكر ﵁؟! بل لماذا يقوم أصحاب رسول الله ﷺ بمبايعة أبي بكر وبماذا خوَّفهم؟ هل كان أبو بكر ﵁ ذا سطوة وسلطان عليهم فيجبرهم على مبايعته قسرًا؟ وهو ﵁ من بني تيم من قريش، وهم من أقل قريش عددا، إذ أن الشأن والعدد في قريش كان لبني هاشم وبني عبد الدار وبني مخزوم، فإذا لم يكن قادرًا على قسر أصحاب رسول الله ﷺ على مبايعته، نقول مرة أخرى: لماذا يضحي الصحابة من المهاجرين والأنصار رضوان الله عليهم بجهادهم وبإيمانهم وبنصرتهم وبسابقتهم، بل وبدنياهم وأُخراهم لحظِّ غيرهم، ولأجل أن ينال الخلافة أبو بكر ﵁؟! انظر حول المسألة: "حقبة من التاريخ" تأليف الشيخ عثمان الخميس، "ثم أبصرت الحقيقة" الشيخ محمد سالم الخضر.

1 / 65