159

Letters of Sunna and Shia by Rashid Rida

رسائل السنة والشيعة لرشيد رضا

Maison d'édition

دار المنار

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٣٦٦ هـ - ١٩٤٧ م

Lieu d'édition

القاهرة

Genres

تفسير المنار لتعلم ما نشأ عليه هؤلاء الغلاة من الجهل والإلحاد في آيات الله، والعبث بكتاب الله وسيرة رسوله ﷺ وتاريخ الإسلام.
وهو:
قال ﷿ ﴿إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا﴾ أي إلا تنصروا الرسول الذي استنفركم في سبيل الله على من أرادوا قتاله من أولياء الشيطان فسينصره الله بقدرته وتأييده كما نصره إذ أجمع المشركون على الفتك به، وأخرجوه من داره وبلده، أي: اضطروه إلى الخروج والهجرة ولولا ذلك لم يخرج.
وقد تكرر في التنزيل ذكر إخراج المشركون للرسول وللمؤمنين المهاجرين من ديارهم بغير حق، وليس المراد منه أنهم تولوا طردهم وإخراجهم مجتمعين ولا متفرقين، فإن أكثرهم خرج مستخفيًا كما خرج النبي ﷺ مع صاحبه ﵁.
أو تقدير الكلام: ﴿إلا تنصروه﴾ فقد أوجب الله له النصر في كل حال وكل وقت، حتى نصره في ذلك الوقت الذي لم يكن معه جيش ولا أنصار منكم، بل حال كونه ﴿ثاني اثنين﴾ أي: أحدهما؛ فإن مثل هذا التعبير لا يعتبر فيه

2 / 39