Lessons of Sheikh Ibrahim Al-Fares
دروس للشيخ إبراهيم الفارس
Genres
المرأة الداعية مع زوجها
أنتقل بعد ذلك إلى المرأة الداعية مع زوجها، فالمرأة لابد أن تكون واعية لهذا الزوج، فإما أن يكون هذا الزوج رجلًا صالحًا داعية إلى الله ﷾، وإما أن يكون رجلًا فاسدًا، وإما أن يكون رجلًا عاديًا، أي: ليس من الدعاة إلى الله ﷾ الذين تميزا في هذا المضمار، وليس من الذين عرف عنهم فساد معين أو انحلال بين، فالمرأة تجاه هؤلاء مسئولة أمام الله ﷾ عن دعوتهم.
أما المرأة الداعية مع زوجها الداعية لابد أن تراعي فينبغي أن تعي أن هذا الزوج الداعية قد يخرج الأيام الطوال ويسافر إلى البلد الفلاني أو الهجر الفلانية أو المناطق الفلانية، ولابد أن تعي أنه في مجال دعوي فتصبر على هذا الانقطاع، وتبتغي وجه الله ﷾ بهذا التحمل.
فتكون بهذا قد ساهمت في تنشيط زوجها، فعندما يستأذنها زوجها في الذهاب وتودعه بقلب منشرح، ويعلم أن زوجته قد اقتنعت وعرفت المهمة التي سيقوم بها، عند ذلك يؤدي العمل الدعوي في القرى أو الهجر أو البوادي أو غيرها وهو مطمئن البال، فينتج إنتاجًا أفضل، بخلاف ما لو خرج وزوجته غاضبة ساخطة متسخطة عليه، فإنه سيكون متكدر البال متغير النفس، وبالتالي فإن الأداء سيضعف، هذه مسألة.
المسألة الثانية: أن على المرأة أن تراعي قضية ابتعاد زوجها عنها بفكره وهمومه، فقد لا يفكر في تأثيث البيت والحصول على المال والترقي في الوظيفة، وإنما يفكر كيف ينشر الدعوة في المكان الفلاني، ويفكر في فلان الذي انحرف، وفي فلان الذي بدأ يستقيم وهكذا.
إذًا: على المرأة أن تقف بجانب زوجها وتدعمه في هذا الجانب.
كذلك على المرأة أن تنتبه إلى هذا الزوج، فإنه كثيرًا ما يعكف في المكتبة يبحث ويقرأ ويقلب صفحات الكتب، يبحث عن مسائل معينة يريد أن يفتي بها، أو يريد أن يلقي درسًا أو محاضرة أو خطبة أو غير ذلك، فهو بهذا قد ينشغل عنها فترة من الزمن، فتعي المرأة هذا الجانب وتقدر لزوجها هذا الجهد، وتقدير المرأة لهذا الجهد يعد أمرًا دعويًا؛ لأنها دعمت هذا الزوج وجعلته يؤدي ما أدى وهو يحس أنها تقف بجانبه، وقد تحملت هذا الانقطاع وهذا العناء.
أما قضية وجود المرأة مع زوج منحرف، فهذه من القضايا الحساسة التي تحتاج إلى امرأة رزينة وهادئة، وامرأة عندها قوة وهدوء في نفس الوقت، يعني: عندها قوة في العمل وهدوء في الأداء، في سبيل إصلاح هذا الزوج؛ لأنها قد ارتبطت بهذا الزوج وربما يكون لها أولاد من هذا الزوج، وتعلم أنها لو انعزلت عنه وتركته فربما يتأثر هؤلاء الأولاد بأبيهم وبالتالي فلا مناص من الارتباط بهذا الزوج إن كان هذا الانحلال والفساد غير مخرج من الملة، فينبغي أن تبدأ الدعوة مع هذا الزوج بالتدريج، وتستخدم معه الوسائل المتعددة الكثيرة التي ربما لم يستفد منها إلا القليل من النسوة، ولعل واحدة من هذه الوسائل قد تجدي مع هذا الزوج وينجح العمل، ويؤدي هذا الأداء بصلاح هذا الزوج ورجوعه إلى جادة الحق.
أما المرأة الداعية التي لها زوج صالح في الجملة ومن بيته إلى مسجده إلى عمله، فإنها تبدأ في تربية هذا الزوج عن طريق الكتيبات والأشرطة، وبطرق هادئة ليس فيها تغير فجائي، فإن الزوج مع هذه الترتيبات الدقيقة سيبدأ التغير يطرأ عليه شيئًا فشيئًا، إلى أن يهديه الله ﷾ إلى سواء الصراط.
4 / 8