Lessons from Sheikh Abdul Rahman Al-Mahmoud

Abdul Rahman bin Saleh Al Mahmoud d. Unknown
132

Lessons from Sheikh Abdul Rahman Al-Mahmoud

دروس للشيخ عبد الرحمن المحمود

Genres

القوى التي تقف وراء هذا المؤتمر وغايتها مؤتمر المرأة العالمي عقد تحت ظل الأمم المتحدة، وهذه المنظمة كما عرفناها من خلال أنظمتها ومواقفها -وآخرها موقفها في قضية المسلمين في البوسنة والهرسك- هذه المنظمة تقف وراءها قوى معروفة، على رأسها قوى الغرب الصليبي، والغرب ينظر من علو إلى بقية أمم الأرض، ومن ثم فهو يزعم التالي: أولًا: أنه صاحب رسالة موجهة إلى العالم، وينبغي للعالم كله أن يستمع إليه وأن يصغي إليه، هكذا يزعم الغرب. ثانيًا: أنهم هم الأمة التي تفكر، وهم الذين يملكون أدوات البحث والتفكير، أما من عداهم من الأمم فلا شيء، ولا يستحق إلا أن يتكرم عليه الغرب بجعله تبعًا له ويدور في فلكه. ثالثًا: إنكار أي ثقافة أخرى غير ثقافة الغرب والتهوين منها، وبالأخص المنهج الإسلامي عقيدةً وشريعةً وأخلاقًا وآدابا، فإن الغرب ينظر إليه نظرة خاصة، ويري المرء الصليبي أنه مسيطر عسكريًا واقتصاديًا وإعلاميًا، وهو يسعى الآن إلى السيطرة والاختراق الثقافي والعقدي والأخلاقي لغيره من الأمم، وهذه المؤتمرات مع ما يصحبها من وسائل أخرى كالبث المباشر وغيره هي جزء من هذا البرنامج. والملاحظ أن الغرب أخيرًا لم يعد يركز كثيرًا على المؤتمرات التنصيرية التي كانت تعقد فيما مضى ويديرها ويقوم عليها منصرون من الساسة ومن القسس والرهبان، ولكنهم أصبحوا الآن يركزون على مؤتمرات الأمم المتحدة في ميادين متعددة، ومنها ميادين المرأة التي نتحدث عنها الآن. إذًا مؤتمر المرأة هو في جملته حرب عقدية أخلاقية، يشنها الغرب على العالم الثالث، وأبرز ما في العالم الثالث المسلمون، وهي محاولة لزرع وسائل الهيمنة على هذه الأمم، وأقوى وسائل الهيمنة حين تدمر أخلاقها.

5 / 4