Dars
دروس للشيخ عبد العزيز بن باز
Genres
حكم الصلاة في مسجد بجواره قبر
السؤال
يوجد لدينا مسجد تقام الصلاة فيه جماعة وجمعة؛ ولكن يوجد قبور حول المسجد في مقدمته ومؤخرته، والفرق بين المسجد والقبور نحو ستة أمتار فقط، علمًا أن المسجد بُني قبل وضع القبور، فهل تصح الصلاة في هذا المسجد؟
الجواب
نعم، تصح الصلاة فيه، ولو كان حوله قبور، إذا كان المسجد قائمًا، ووُضعت حوله القبور عن يمينه أو شماله أو أمامه أو خلفه هذا لا يضر، وقد كان الناس فيما مضى يدفنون حول البلاد من الخوف والفتن والحروب، كانوا يدفنون حول مساجدهم، يخرج المسجد ويدفن حول المسجد.
أما الآن فقد وسع الله ويسَّر، فينبغي إبعادها عن المساجد؛ حتى لو دعت الحاجة إلى توسيع المسجد وُسِّع المسجد، وحتى لا يظن جاهل أن للدفن جوار المساجد سرًا أو قصدًا.
فينبغي أن تكون المقابر بعيدة عن المساجد حتى لا يظن ظان خلاف الحق، أو حتى لا تدعو الحاجة إلى التوسعة، فيكون وجود القبور مانعًا من ذلك، أو داعيًا إلى نبشها ونقلها مرة أخرى.
المقصود أن القبور التي حول المساجد لا تمنع من الصلاة في المساجد، إنما المحرم أن تُبنى المساجد على القبور، وأن تتخذ القبور مساجد، هذا هو الذي نهى عنه النبي ﷺ، يقول ﷺ: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، ويقول ﷺ: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك) .
فلا يجوز أن يُبنى على القبور مساجد، ولا يُصلى حولها، ولا بينها، ولا يدفن الميت في المسجد، كل هذا لا يجوز، يجب أن تُدفن الموتى بعيدًا عن المساجد، وألا تقام المساجد على القبور، هكذا نهى الرسول ﷺ عن ذلك؛ ولكن متى وجد قبور جوار المسجد لم تمنع من الصلاة فيه.
2 / 13