Leaders of the Conquest of Andalusia
قادة فتح الأندلس
Maison d'édition
مؤسسة علوم القرآن
Édition
الأولى
Année de publication
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
Lieu d'édition
منار للنشر والتوزيع
Genres
ينبغي للعربي المسلم أن يردد مزاعم الصليبيين والصهاينة، لأنها مزاعم مغرضة أولًا وخاطئة ثانيًا وغير واقعية ثالثًا، ولا تستقيم مع مناهج البحث العلمي رابعًا وأخيرًا، والعربي المسلم أحرى بالدفاع عن أمته بالحق، ولا نريد من أحد أن يدافع عن أمته بغير الحق.
حضارة العرب والمسلمين في الأندلس
١ - الجذور:
لا شك في أن كثيرًا من الغربيين، يحملهم التعصب الأعمى على إخفاء محاسن حضارة العرب والمسلمين في الأندلس، ولاسيما الحضارة الكبرى التي أوقدوا مصابيحها لأول مرة في أوروبا. ولم يقتصروا على ذلك، بل أخذوا يختلقون سيئات وينسبونها إلى العرب سادتهم وأساتذتهم طوال ثمانية قرون. وسنلخص كتاب: (حضارة العرب في الأندلس) للعالم الشهير والمؤلف الكبير: جوزف ماك جب Joseph MacCabe الذي ألف (٢٥٠) كتابًا وألقى ألوفًا من المحاضرات، وسافر إلى شتى أنحاء العالم، وأتقن عشر لغات، حتى جعله الأمريكيون أكبر عالم في الدنيا، لأن المؤلف مسيحي وعالم، فلا يمكن أن يتهم بدينه ولا علمه.
ذكر المؤلف المنصف: أن القرون الطوال التي اتسمت بها هذه المدنية المحمدية من البرتغال غربًا إلى السند شرقًا، قد وصلت في القرن الرابع عشر عند العرب إلى المستوى الذي كانت قد وصلته الحضارة اليونانية والرومانية إن لم نقل إنها فاقتها. فقد ارتقى النوع البشرى في إسبانيا خلال قرون عديدة إلى أعلى درجات الهناء والغبطة والسعادة والشغف العام بكسب العلوم والفنون، والإحسان إلى البؤساء، وترقية الفنون والتهذيب، ولعله إلى هذه الأيام، لم تطلع الشمس على أمة أسعد ولا أهنأ ولا أرغد عيشًا ولا أكثر رغبة في التمتع بالجمال والعلوم والأعمال المجيدة من عرب الأندلس. ولا مراء
1 / 165