Nuits de l'âme errante
ليالي الروح الحائر
Genres
أما الفضيلة التي ذممتها فهي المعروفة لعهدكم في الأرض، وهي صفات تؤدي بصاحبها إلى القوة والتمتع، ولكن الفضيلة التي أريدها الآن إنما هي المثل الأعلى من كل شيء، وقد يكون أصحابها أخملكم ذكرا، وأحطكم قدرا، وأبعدكم عن الجاه.»
قلت: «وما هو المثل الأعلى في الحب؟»
قال: «هو الحب المطلق العام الذي لا يدخل في دائرة المادة؛ كحب الحق والطبيعة والإنسانية والوطن، وكلها أغراض سامية تنبعث منها صنوف الخير.»
قلت: «وما بالك تحقر من شأن الحب المادي بعد أن ذكرت لي وجوب الاكتفاء بحياة الأرض؟»
قال: «حاشا أن يكون في القول تناقض، إنما كل رأي له مجرى في الفكر. الحب غايته السعادة، فلو صدر عنه الشقاء فليس هو الحب المقصود، إنما هو ميل مادي يفقد التوازن ويتلف النفس، ولكن الناس فهموا من الأشياء غير المقصود، فهم يطلقون كلمة الحب «آمور » على عاطفة خادعة، فإن شعرت يوما بتعذيب نفسك في سبيل حبك فاعلم أنه ليس حبا.»
قلت: «كيف ذلك والبذل والألم والتعذيب لا تكون إلا في سبيل الحب الأعلى؟ ألم يأتك حديث القديسين وأولياء الله والشهداء ممن عظم قدرهم بحبهم؟»
قال: «أجل، ولكن التعذيب الذي تذكر غير التعذيب الذي أعني، وليس قولي موجها لصاحب الذهن الخالي.»
قلت: «وما رأيك في العالم؟»
قال: «مجموعة أمم ذات ألوان وأطوار شتى.»
قلت: «بم التفاضل بينها؟»
Page inconnue