فقال بعتاب: الفضل للمحبوب وحده. - إني مؤمن أيضا، ولكني أتابع المقدمات والنتائج، لولا أنها تتلمذت على يديك صبية ما كانت شهرزاد .. لولا كلماتك ما وجدت من الحكايات ما تصرف به السلطان عن سفك الدماء.
قال الشيخ: يا صديقي، لا عيب فيك إلا أنك تغالي في تسليمك للعقل. - إنه زينة الإنسان. - من العقل أن نعرف حدود العقل.
فقال عبد القادر: من المؤمنين من يرون أنه بلا حدود. - لقد فشلت في جذب كثيرين إلى الطريق، أنت على رأسهم. - الناس مساكين يا مولاي، في حاجة إلى من يتعامل معهم ويبصرهم بحياتهم.
فقال الشيخ بثقة: رب روح طاهرة تنقذ أمة كاملة.
فتساءل الطبيب بامتعاض: علي السلولي حاكم حينا، كيف تنقذ الحي من فساده؟!
فقال بأسى: لكن المجتهدين مراتب.
فقال بإصرار: إني طبيب، وما يصلح الدنيا هو ما يهمني.
فربت على يده برقة، فابتسم الطبيب وقال: ولكنك الخير والبركة.
فقال الشيخ: أحمد الله فلا السرور يستخفني، ولا الحزن يلمسني. - أما أنا فحزين يا صديقي العزيز .. كلما تذكرت الأتقياء الذين استشهدوا لقول الحق، واحتجاجا على سفك الدماء ونهب الأموال ازددت حزنا!
قال الشيخ: شد ما تأسرنا الأشياء!
Page inconnue