6
ظن السندباد أنه سينعم بمسرات العمل والسمر حتى نهاية العمر، ولكنه رأى حلما .. ولما استيقظ لم ينس الحلم ولم يتلاش أثره .. ما هذا الحنين؟ هل قدر له أن يمضي العمر تتقاذفه أمواج البحار؟ من ذا الذي يناديه من وراء الأفق؟ أيريد من الدنيا أكثر مما أعطته؟ أغلق وكالته مساء ومضى إلى دار عبد الله البلخي وهو يقول: عنده الرأي .. ولمح في طريقه إلى حجرة الشيخ زبيدة ابنته فمادت به الأرض واجتاحه هدف جديد للزيارة لم يخطر بباله من قبل .. وجد الشيخ ووجد معه الطبيب عبد القادر المهيني .. جلس حائرا مترددا، ثم قال: جئت يا مولاي طالبا يد كريمتكم.
فثقبه الشيخ بنظرة باسمة، وقال: كلا، دفعك للمجيء دافع آخر!
فبهت السندباد ولم ينبس .. فقال الشيخ: ابنتي مذ قتل زوجها علاء الدين قد كرست نفسها للطريق.
فتمتم السندباد: الزواج لا يصد عن الطريق. - قالت كلمتها النهائية في ذلك!
تنهد السندباد آسفا، فسأله الشيخ: ماذا دفعك إلي يا سندباد؟
فأطال الصمت كفاصل بين الادعاء والحقيقة، ثم همس: القلق يا مولاي.
فتساءل عبد القادر المهيني: هل أصاب تجارتك الكساد؟
فقال السندباد: إنه قلق من لا يجد سببا ملموسا للقلق.
فقال الشيخ: أفصح يا سندباد. - كأنما تلقيت دعوة من وراء البحار!
Page inconnue