فتسرب المرح إلى صوته وهو يقول: إنك كنز لا يفنى يا زرمباحة. - فلنفكر معا في لعبة طريفة جديرة بنا.
2
وكان فاضل صنعان يخلد إلى الراحة فوق سلم السبيل في أعقاب نهار حار من فصل الصيف .. إنه يفتقد دائما علاء الدين ويترحم عليه من قلب مكلوم .. ويتساءل في غضب متى يجيء الفرج؟ .. وانتبه إلى رجل مشرق الصورة، بسام الثغر، يقبل نحوه، فيجلس إلى جانبه .. تبادلا تحية، ولكن الرجل أولاه اهتماما كأنما جاء من أجله .. انتظر فاضل أن يفصح الرجل المشرق عن خواطره، ولما لم يفعل قال: لست من حينا فيما أعتقد؟
فقال الرجل بمودة: صدقت فراستك ولكنني اخترتك.
فحدجه بحذر، تلقنه من مطاردة المخبرين، وسأله: من أنت؟ - لا أهمية لذلك، المهم حقا أنني من رجال الأقدار، ومعي لك هدية.
فقطب فاضل في حذر أشد وهو يتساءل: من مرسلك؟ .. أفصح فإنني لا أحب الألغاز!
فقال باسما: وإني مثلك تماما، إليك الهدية ففيها الغناء عما عداها.
أخرج من جيب جلبابه طاقية مزخرفة بتهاويل ملونة لم ير مثلها من قبل، وأحكم لبسها على رأسه فسرعان ما اختفى عن الأنظار في غمضة عين. ذهل فاضل وقلقت عيناه فيما حوله بخوف .. وتساءل: أحلما أرى؟
فسمع صوت الرجل يتساءل ضاحكا: ألم تسمع عن طاقية الإخفاء؟ .. هذه هي بين يديك.
ونزع الرجل الطاقية فعاد متجسدا كما كان في مجلسه .. تتابعت ضربات قلب فاضل في عنف وانفعال، وسأله بلهفة: من أنت؟ - الهدية حقيقة ملموسة، ولا أهمية لسؤال بعد ذلك. - هل تنوي إهداءها لي حقا؟ - من أجل هذا قصدتك دون العالمين. - ولماذا أنا بالذات؟ - ولماذا يعثر إبراهيم السقاء على الكنز؟ .. ولكن لا تبدد كنزك كما بدد كنزه!
Page inconnue