ثم استطرد بعد صمت: إليك حكاية شيخ جليل قال: «سقطت في حفرة وبعد مضي ثلاثة أيام مرت علي قافلة من المسافرين فقلت أناديهم، ثم انثنيت عن عزمتي قائلا: لا، إنه ليس من الصالح أن أطلب المساعدة إلا من الله تعالى، ولما اقتربوا من الحفرة وجدوها في وسط الطريق فقالوا لنسد هذه الحفرة حتى لا يقع فيها أحد، فقلقت قلقا شديدا حتى فقدت كل رجاء، فبعد أن سدوها وسافروا دعوت الله تعالى وسلمت نفسي للموت وتركت كل رجاء في بني الإنسان، فلما جن الليل سمعت حركة على ظاهر الحفرة فأنصت لها فانفتح فم الحفرة، ورأيت حيوانا كبيرا كالتنين أرسل إلي ذيله، فعلمت أن الله قد أرسله لنجاتي، فأمسكت بذيله وسحبني، فناداني صوت من السماء: «إنا قد نجيناك من الموت بالموت».
السلطان
1
مضى الرجال الثلاثة يخوضون الظلماء في ثياب تجار غرباء، شهريار ودندان وشبيب رامة .. اقتربت منهم أشباح ثلاثة ولما حاذتهم سألهم أحدهم: ماذا تفعلون في هذه الساعة من الليل؟
فأجاب شهريار: تجار غرباء يتداوون من الضجر بأنسام الربيع.
فقال صاحب الصوت: أنتم ضيوفي يا غرباء.
فدعوا له بالبركات، ومضوا جماعة واحدة وشهريار يتساءل : ترى من يكون مضيفنا الكريم؟
فقال صاحب الصوت: صبرا يا سادة يا كرام!
2
ساروا حتى شاطئ النهر .. اتجهوا نحو سفينة تنتظر، تشع منها أضواء المصابيح كالكواكب .. تساءل شهريار: نحن مرتبطون بالسوق فهل ترومون سفرا؟
Page inconnue