11
كان درويش عمران كبير الشرطة، وابنه حبظلم بظاظا يمضيان على بغلتين من مقر الشرطة إلى دارهما والشمس تؤذن بالمغيب .. وعند منعطف ميدان الرماية طالعهما فجأة المجنون، فاعترض سبيلهما صائحا في وجه درويش عمران: زر صاحبك المعين بن ساوي وبلغه السلام!
وذهب الرجل إلى حال سبيله، فتساءل حبظلم: ماذا يريد المجنون؟
فقال كبير الشرطة: لا يحاسب مجنون على قول أو فعل.
لكنه أدرك أنه يذكره بمصير كبير الشرطة وأنه يشير إلى انحرافاته .. ابنه أيضا أدرك ذلك رغم تساؤله، بخاصة وأنه يقوم بالوساطة عادة بين التجار وأبيه .. وقال حانقا: للمجانين مكان لا يبرحونه.
فقال درويش عمران: إنه يحظى بعطف مولانا السلطان.
فقال حبظلم بازدراء: إنه يخافه فيما أرى. - احذر لسانك يا حبظلم!
فهتف الشاب: أي هوان يا أبي؟! ألم يكفنا أن الشيخ المنحرف رفض يدي.
فقطب درويش عمران دون أن ينبس.
12 «من كان سروره بغير الحق فسروره يورث الهموم، ومن لم يكن أنسه في خدمة ربه فأنسه يورث الوحشة.»
Page inconnue