فقال سخربوط هازئا: ما ترى من الأشياء إلا ظلها الأخرس، وما تحت الرماد إلا جمرات نار وسيوقظك الغد من غفوة العمى.
3
بدأت الحركة بصوت ناعم كالحرير ثم انفجرت بهزيم الرعد .. في ذات ليلة بمقهى الأمراء خرج عم إبراهيم السقاء عن أدبه المعهود، وقال بصوت مرتفع دل على شدة تأثره وانفعاله: حملت في صدر النهار الماء إلى الدار الحمراء.
فسأله شملول الأحدب بصوته الرفيع: وأي جديد في هذا يا أحمق؟
فقال السقاء وهو سكران بالانفعال: لمحت صاحبة الدار، تبارك الخلاق العظيم !
ضحك الجالسون على الأرض والمتربعون على الأرائك، وقال معروف الإسكافي: انظروا إلى جنون الشيخوخة.
فقال عم إبراهيم بأسى: نظرة منها تملأ الجوف بعشرة دنان من خمر الجنون.
فقال الطبيب عبد القادر المهيني: صفها لنا يا عم إبراهيم.
فهتف الرجل: إنها لا توصف يا سيدي، ولكني أسأل الله الرحمة والغفران.
وبعد ليلتين قال عم رجب الحمال: دعيت اليوم لحمل نقل إلى الدار الحمراء.
Page inconnue