وبإشارة من الحاكم راح الجنود يجردون المقبوض عليهم من ملابسهم الرثة .. وذهل عجر طيلة الوقت وأيقن من أنه ساق نفسه إلى مصيبة تخف بالقياس إليها مصائبه .. وانهالت السياط عليهم فمزق صراخه الجو من قبل أن يأتي دوره .. ولكنه نال نصيبه .. ولما أخذوا يمضون بهم إلى السجن صاح عجر مخاطبا الحاكم: يا نائب السلطان، انظر بحق الله المتعال فإني لست منهم، أنا عجر الحلاق، كبير الشرطة يعرفني، ويعرفني كاتم السر، إني صديق نور الدين عديل السلطان!
انتبه إليه بيومي الأرمل، فدهش وسأله: لكني لم أقبض عليك يا عجر.
فصاح عجر: اختلاط الأمر وفعل الشيطان.
وأمر يوسف الطاهر بإطلاق سراحه ورد ملابسه إليه، غير أنه انتبه إليه باهتمام فجأة، نحو اللفة حول وسطه فارتعد عجر وأخفاها بذراعيه .. وداخل الحاكم شيء من الريبة فأمر بنزعها وفحص ما بذراعه .. ولما رأى العقد ذا الجوهر صاح: عقد زهريار! .. ما أنت إلا لص قاتل، اقبضوا عليه.
21
بدأ اليوم التالي بالتحقيق مع عجر .. حكى الرجل حكايته وأقسم بأغلظ الأيمان على صدقها .. تطوع حسن العطار وجليل البزاز فشهدا عليه بالكذب والاحتيال .. قضى يوسف الطاهر بضرب عنقه .. واحتشد الحي ليشهد ضرب عنقه في الميدان، وقبيل الشروع في التنفيذ جاء الوزير دندان في موكب مهيب.
22
سرعان ما جمعت حجرة القضاء بدار الحاكم بين دندان ويوسف الطاهر وحسام الفقي وبيومي الأرمل وعجر الحلاق .. قال دندان: أمرني مولاي بإعادة المحاكمة.
فقال يوسف الطاهر: سمعا وطاعة أيها الوزير.
فقال دندان: وافاه «المجنون» بأخبار أراد أن يتحقق منها.
Page inconnue