بصَدَاق ثلاثين ختمةً، فنامَ ليلةً قَبلَ أن يُكمِلَ الثلاثين، فرآها في منامِه تقول له:
أتخطُبُ مِثلي وَعَنِّي تَنَامُ … وَنوْمُ المحبِّينَ عنِّي (^١) حَرَامُ
لأنَّا خُلِقْنا لِكُلِّ امْرِئٍ … كثيرِ الصَّلاةِ بَرَاهُ الصِّيَامُ
كان النبي ﷺ يطرُقُ بابَ فاطمةَ وعليٍّ، ويقول: ألا تُصلِّيانِ (^٢)؟. وفي الحديث: "إذا استيقَظَ الرَّجُلُ وأيقَظَ أهلَه فَصَلَّيا رَكْعَتَيْنِ كُتِبا مِنَ الذَّاكِرينَ الله كثيرًا والذاكراتِ" (^٣).
كانت امرأةُ حَبيبٍ العَجَمي (^٤) تُوقِظُهُ بالليل وتقولُ: ذهَبَ الليلُ وبين أيدينا طريق بعيد، وزادُنا قليل، وقوافِلُ الصالحينَ قد سارت قُدَّامَنا ونحنُ قد بَقِينا.
يا راقدَ اللَّيلِ كَمْ تَرْقُدُ … قُمْ يا حَبِيبي قَدْ دَنَا المَوْعِدُ
وخُذْ مِنَ اللَّيلِ وأوقاتِهِ … وِرْدًا إذا ما هَجَعَ الرُّقَّدُ
مَن نَامَ حتَّى ينقضِي ليلُهُ … لم يَبْلُغ المَنْزِلَ أوْ يَجْهَدُ
قُلْ لِأولِي الألبابِ أهلِ التُّقَى … قَنْطَرةُ العَرْضِ لكُم مَوْعِدُ
* * *