Les Subtilités des Connaissances sur Ce Qui Concerne les Fonctions des Saisons de l’Année

Ibn Rajab al-Hanbali d. 795 AH
52

Les Subtilités des Connaissances sur Ce Qui Concerne les Fonctions des Saisons de l’Année

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

Chercheur

ياسين محمد السواس

Maison d'édition

دار ابن كثير

Numéro d'édition

الخامسة

Année de publication

1420 AH

Lieu d'édition

بيروت

Genres

Soufisme
يحيى بن معاذ: لو لم يكنِ العفوُ أحبَّ الأشياءِ إليه لم يَبْتَلِ بالذَّنْبِ أَكرَمَ الخَلْقِ عليه. يا ربِّ أَنْتَ رَجائِي … وفيكَ حَسَّنْتُ (^١) ظَنِّي يا ربِّ فاغْفِرْ ذُنوبِي … وعافِني واعْفُ عَنِّي العفوُ مِنْكَ إلَهي … والذَّنْبُ قد جَاءَ مِنِّي والظنُّ فيكَ جَميلٌ … حَقِّقْ بحقِّكَ ظَنِّي وقولُه ﷺ لأبي هريرةَ لمَّا سأَله: مِمَّ خُلِقَ الخَلْقُ؟ فقال له (^٢): "من الماء" يدُلُّ على أن الماءَ أصلُ جميعِ المخلوقاتِ ومادَّتُها، وجميعُ المخلوقاتِ خُلِقَتْ منه. وفي "المسند" من وجهٍ آخَرَ عن أبي هريرة ﵁، قال: قلْتُ يا رسولَ الله، إذا رأيتُكَ طابَتْ نفسِي وقرَّتْ عيني، فانبِئني عن كلِّ شيءٍ. فقال: "كلُّ شيءٍ خُلِقَ من ماءٍ" (^٣). وقد حكى ابنُ جرير وغيرُه، عن ابن مسعود ﵁ وطائفةٍ مِن السَّلَفِ: أنَّ أوَّلَ المخلوقاتِ الماءُ. وروى الجُوزَجَاني بإسنادِه عن عبد الله بن عمرو أنَّه سئلَ عن بدءِ الخَلْقِ، فقال: مِن ترابٍ، وماءٍ، وطينٍ، ومن نارٍ وظلمةٍ. فقيل له: فما بَدْءُ الخَلْق الذي ذكرْتَ؟ قال: مِن ماءٍ يَنْبُوعٍ. وقد أخبرَ اللهُ تعالى في كتابِه أن الماءَ كان موجودًا قبلَ خَلْقِ السماواتِ والأرضِ، فقال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ﴾ (^٤). وفي "صحيح البخاري" عن عمْرَان بن حُصَيْنٍ، عن النَّبيِّ ﷺ، قال: "كان الله

(^١) في ع، ش: "أحسنت". (^٢) لفظة "له" لم ترد في آ. (^٣) قطعة من حديث رواه أحمد في "المسند" (٢/ ٢٩٥ و٣٢٣ و٣٢٤ و٤٩٣). (^٤) سورة هود الآية ٧.

1 / 59