وجلس للإقراء بدمشق، وانتُفع به، وكان ذا خيرٍ ودينٍ وعفاف. مات سنة ٧٧٤ أو التي قبلها (^١).
وذكر العليمي في طبقاته (^٢) أن ابن رجب قدم مع والده من بغداد إلى دمشق وهو صغير (^٣) سنة ٧٤٤ هـ، فاشتغل بسماع الحديث باعتناء والده، وسمع معه من محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الخباز (^٤)، وإبراهيم بن داود العطار (^٥).
وسافر به أبوه إلى مصر، فسمع من صدر الدين أبي الفتح الميدومي (^٦)، وأبي الحرم محمد بن القلانسي (^٧)، ومن جماعة من أصحاب ابن البخاري، ومن خلق من رواة الآثار والأخبار.
وسافر به أبوه أيضًا إلى مكة، فسمع بها من الفخر عثمان بن يوسف (^٨).
_________
(^١) الدرر الكامنة ١/ ١٤٠ وإنباء الغمر ١/ ١٧٥ وشذرات الذهب ٦/ ٢٣٠.
(^٢) ٢/ ٤٧٠ (مخطوط). وانظر شذرات الذهب ٦/ ٣٣٩.
(^٣) وهذا يرجح أن ولادته كانت سنة ٧٣٦ هـ، لا كما ورد في "الدرر الكامنة" أنه ولد سنة ٧٠٦ هـ، فلعله سهو من الناسخ. ويؤكده أن ابن حجر نفسه أرخ ولادته في "إنباء الغمر" كتابة سنة ٧٣٦ هـ.
(^٤) هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن سالم الدمشقي الأنصاري العبادي، الحنبلي، أبو عبد الله، من ولد عبادة بن الصامت، المعروف بابن الخباز. مسند دمشق في عصره، تفرد برواية مسلم بالسماع المتصل، أكثر عنه العراقي، وسمع منه المزي والذهبي والسبكي وابن رجب وغيرهم. وكان صدوقًا مأمونًا محبًّا للحديث وأهله، مات في رمضان سنة ٧٥٦ هـ، عن سبع وثمانين سنة. (الدرر الكامنة ٣/ ٣٨٤ وشذرات الذهب ٦/ ١٨١).
(^٥) ليس لإبراهيم هذا ترجمة معروفة، وفي الدرر الكامنة (٢/ ٩٥) ترجمة لداود بن إبراهيم بن داود بن يوسف بن سليمان بن العطار، أخي الشيح علاء الدين الدمشقي، ولد سنة ٦٦٥ هـ، وأجاز له ابن عبد الدائم والنجيب والنووي وابن مالك وغيرهم. حدث بالكثير، وخطه حسن، وكتب الكثير، روى عنه الذهبي والعلائي وابن رافع والحسيني. سمع الكثير، وكان فيه تعبد وخير. وهو شيخ فاضل حسن. توفي سنة ٧٥٢ هـ. ولعله الشيخ المقصود.
(^٦) هو محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي، صدر الدين، أبو الفتح، حدث بالكثير في القاهرة ومصر، ورحل إلى القدس زائرًا، بعد الخمسين، فأكثروا عنه. وهو أعلى شيخ عند العراقي من المصريين، ولقد أكثر عنه. مات سنة ٧٥٤ هـ. (الدرر الكامنة ٤/ ١٥٧).
(^٧) هو محمد بن محمد بن أبي الحرم بن أبي طالب، أبو الحرم بن أبي الفتح القلانسي الحنبلى. كان خيرًا دينًا متواضعًا، حدث بالكثير، فسمع منه المقرئ ابن رجب، وذكره في مشيخته وقال: فيه صبر وتودد على التحدث، سمعت عليه بالقاهرة أجزاء من السباعيات والثمانيات، حدث بالكثير، وصار مسند الديار المصرية في زمانه. توفي سنة ٧٦٥ هـ. (الدرر الكامنة ٤/ ٢٣٥ وشذرات الذهب ٦/ ٢٠٦).
(^٨) هو عثمان بن يوسف بن أبي بكر النويري المالكي، الفقيه، المحدث، فخر الدين، أحد العلماء الصالحين الزاهدين في الدنيا، والتاركين للمناصب. مات سنة ٧٥٧ أو ٧٥٦ هـ. (الدرر الكامنة ٢/ ٤٥٣).
1 / 10