Les Subtilités des Connaissances sur Ce Qui Concerne les Fonctions des Saisons de l’Année
لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف
Enquêteur
ياسين محمد السواس
Maison d'édition
دار ابن كثير
Édition
الخامسة
Année de publication
1420 AH
Lieu d'édition
بيروت
Genres
Soufisme
يَسألونَه أن يَقْسِم بَينهم، فقال: "لو كان لي عَدَدُ هذه العِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بينَكم، ثم لا تجِدُوني بَخيلًا، ولا كَذُوبًا، ولا جَبَانًا".
وفيهما (^١) عن جابرٍ، قال: "ما سُئلَ رَسُولُ الله ﷺ شيئًا فقال: لا"، وأنه قال لجابرٍ: لو جاءنا مالُ البَحْرين لقد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا، وقال بيديه: جميعًا. وخرَّج البخاري (^٢) من حديث سَهْل بن سَعْدٍ: أن شَمْلةً أُهْدِيَتْ للنبيّ ﷺ فلَبِسَها وهو محتاجٌ إليها، فسأله إيَّاها رَجُلٌ فأعطاهُ، فلامه النَّاسُ، وقالوا: كان مُحتاجًا إليها، وقد عَلِمْتَ أنه لا يَرُدُّ سائلًا، فقال: إنما سألتُها لتكونَ كَفَني، فكانَتْ كفَنَه. وكان جودُه ﷺ كُلُّهُ لله ﷿، وفي ابتغاء مرضاته، فإنَّه كان يبذُلُ المالَ: إمَّا لفقير، أو محتاجٍ، أو ينفقه في سبيل الله، أو يتألَّف به على الإسلام من يَقْوَى الإِسلامُ بإسلامه.
وكان يؤثر على نفسه وأهلِه وأولادِهِ، فيعطي عطاءً يعجِزُ عنه الملوكُ مثل كسرى وقيصر، ويعيشُ في نفسه عيشَ الفقراءِ، فيأتي عليه الشهرُ والشهران لا يوقَدُ في بيته نارٌ، وربما رَبَطَ على بطنه الحجَرَ من الجُوع. وكان قد أتاه ﷺ سبيٌ مرَّةً، فشكت إليه فاطمَةُ ما تلقى من خدمة البيت، وطلبت منه خَادمًا يكفيها مؤونَةَ بيتِها، فأمَرَها أن تستعين بالتسبيح والتكبير والتحميد عند نومها، وقال: "لا أعطيك وأدَع أهلَ الصُّفَّةِ تُطْوَى بطونُهم من الجوع" (^٣). وكان جودُه ﷺ يتضاعَفُ في شهر رمضان على غيره من
(^١) أخرجه البخاري رقم (٦٠٣٤) في الأدب: باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل؛ ومسلم رقم (٢٣١١) في الفضائل: باب ما سئل رسول الله ﷺ شيئًا قط فقال: لا.
(^٢) أخرجه البخاري ٣/ ١٤٣ رقم (١٢٧٧) في الجنائز: باب من استعدَّ الكفن في زمن النبي فلم ينكر عليه و٤/ ٣١٨ رقم (٢٠٩٣) في البيوع: باب النسَّاج و١٠/ ٢٧٥ (رقم ٥٨١٠) في اللباس: باب البرود والحبر والشملة و١٠/ ٤٥٦ (رقم ٦٠٣٦) في الأدب: باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل. ورواه النسائي ٨/ ٢٠٤ وابن ماجه رقم (٣٥٥٥) في اللباس: باب لباس رسول الله ﷺ، وأحمد في "مسنده" ٥/ ٣٣٤.
(^٣) أخرجه البخاري ٦/ ٢١٥ في فرض الخمس: باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله ﷺ والمساكين وإيثار النبي ﷺ أهل الصفة والأرامل و٧/ ٧١ في فضائل الصحابة: باب مناقب علي بن أبي طالب و٩/ ٥٠٦ في النفقات: باب عمل المرأة في بيت زوجها، وباب خادم المرأة، و١١/ ١١٩ في الدعوات: باب التكبير والتسبيح عند المنام. ورواه أحمد في "المسند" ١/ ٧٩، ٩٦، ١٠٦، ١٥٣ مختصرًا ومطولًا.
1 / 308