152

Les Subtilités des Connaissances sur Ce Qui Concerne les Fonctions des Saisons de l’Année

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

Chercheur

ياسين محمد السواس

Maison d'édition

دار ابن كثير

Numéro d'édition

الخامسة

Année de publication

1420 AH

Lieu d'édition

بيروت

Genres

Soufisme
نَفْخِ الرُّوحِ في آدَمَ، ﵇. وفُسِّرَ "أمُّ الكتاب" باللَّوحِ المحفوظِ، وبالذِّكرِ، في قوله تعالى: ﴿يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ (^١). وعن ابن عبَّاسٍ ﵄ أنه سأل كَعبًا (^٢) عن "أمِّ الكتاب" فقال: عَلِمَ اللهُ ما هو خالقٌ، وما خَلْقُه عَامِلون، فقال لِعلمِهِ: كُنْ كتابًا، فكان كِتابًا، ولا رَيْبَ أنَّ علم الله تَعالى قديمٌ أزلِيٌّ لم يَزلْ عالمًا بما يُحدِثُهُ من مخلوقاتِهِ، ثم إنَّه تعالى كَتَبَ ذلك في كتابِ عندَه قَبْلَ خَلْقِ السَّماوات والأرضِ، كما قال تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ (^٣). وفي "صحيح البخاري" عن عِمْرانَ بن حُصَيْنٍ، عن النَّبيِّ ﷺ، قال: "كان اللهُ ولا شيءَ قَبلَهُ، وكان عرشُهُ على الماءِ، وكتَبَ في الذِّكْرِ كلَّ شيءٍ، ثم خلَقَ السَّماوات والأرضَ" (^٤). وفي "صحيح مسلم" عن عَبْد الله بن عَمْرو بن العَاصِ، عن النَّبيِّ ﷺ قال، (^٥): "إنَّ الله كَتبَ مَقَادِيرَ الخلائِقِ قبلَ أن يخلُقَ السماواتِ والأرضَ بخمسينَ ألفَ سنةٍ، وكان عرشُهُ على الماءِ" (^٦). ومن جُمْلةِ ما كتبَهُ فِي هذا الذِّكرِ وهو "أمُّ الكتاب" أن محمدًا خاتَمُ النبيِّينَ، ومن حينئذ انتقلَتِ المخلوقاتُ من مرتبةِ العلمِ إلى مرتبةِ الكتابةِ (^٧)، وهو نوعٌ من أنواعِ الوجودِ الخارجيِّ، ولهذا قال سعيدُ بن راشدٍ (^٨): سألتُ عطاءً: هل كان النَّبيُّ ﷺ نبيًّا

(^١) سورة الرعد الآية ٣٩. (^٢) أي كعب الأحبار، وقد سبقت ترجمته. (^٣) سورة الحديد، الآية ٢٢. (^٤) رواه البخاري رقم (٣١٩١) في بدء الخلق: باب ما جاء في قول الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ﴾ الروم: ٢٧،، و(٧٤١٨) في التوحيد: باب [قوله تعالى]: ﴿وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ﴾ [هود: ٧]، [وقوله تعالى]: ﴿وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ [التوبة: ١٢٩]. (^٥) ما بين حاصرتين سقط من (آ). (^٦) رواه مسلم رقم (٢٦٥٣) في القدر، باب حجاج آدم موسى ﵉. ورواه الترمذي رقم (٢١٥٦) في القدر، باب رقم (١٨)، وأحمد في "المسند" ٢/ ١٦٩، ولفظه عندهما: "قدر الله المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة". (^٧) في آ: "الكتاب". (^٨) هو سعيد بن راشد، أبو محمد المازني البصري السماك، روى عن الحسن وابن سيرين وعطاء والزهري. قال البخاري في الكبير ٣/ الترجمة ١٥٧٢: منكر الحديث.

1 / 159