ستّ وأربعين وأربعمائة من الهجرة؛ وفيها قضى طُفولته وبعض صباه، ثمّ انتقل إلى البصرة، وفيها تلقّى أنواع العلوم على كبار الشّيوخ في ذلك العَصْر.
فقد قرأ النّحو على أبي القاسم الفضْل بن محمّد القَصَبَانيّ١، ثم دخل بغداد فقرأ النّحو والأدب على عليّ بن فَضّال المجاشعيّ٢، وتفقّه على ابن الصّبّاغ٣، وأبي إسحاق الشّيرازيّ٤، وقرأ الفرائض والحساب على أبي حكيم الخَبْرِيّ٥.
وكان الحريريّ من ذَوِي الجاه واليَسَار؛ له مُلْكٌ حَسَنٌ بالمَشَانّ؛ يقال: إنّه كان له ثماني عشرة ألف نخْلة٦.
وكان من ذوي الوجاهة لدى السّلطان؛ فقد كان صاحب الخبَر٧ بالبصرة؛ وهو منصبٌ ظلّ به إلى أنْ مات؛ فتوارثه أولادُه من بعده٨.