الحجرة لها ثلاثة أبواب: باب إلى اليمين (يمين المسرح) يؤدي إلى داخل البيت والمطبخ. وباب في الوسط يؤدي إلى الصالة ومن ثم إلى حجرات النوم. وباب إلى اليسار يؤدي إلى مدخل الباب. وهناك نافذة بين باب الوسط وباب اليسار لها حافة موضوع فوقها أصص زرع، وبعض الزرع يطل إلى الداخل. ومن خلال النافذة نلمح مباني الشارع والمدينة، وبالذات نافذة المنزل المقابل.
الوقت في الصباح الباكر، والساعة حوالي السابعة، وهنية واقفة في منتصف الحجرة في حالة عصبية ظاهرة منخرطة في نقاش مع «سعد»، بينما كوثر واقفة تروي أصص الزرع من قلة في يدها.
هنية أم في الخمسين ولكنها من ذلك النوع الذي يبدو أقل من سنه، قصيرة القامة، وتميل إلى الامتلاء، قمحية اللون، نادرة الابتسام، ترتدي «روب» منزلي مزين بورود قديمة باهتة.
سعد شاب تعدى العشرين بقليل، ملامحه حادة ووجهه مستطيل نحيف وفيه وسامة. تحس أن في داخله طاقة متوهجة تشع من عينيه وملامحه، كلماته سريعة متلاحقة، وكثيرا ما يتوقف عن الكلام فجأة وبلا سبب، ثم يعود يستأنف حديثه. من الصنف الحامي الذي يريد أن يتحقق ما في رأسه، وأن يتحقق في التو واللحظة. سريع الانفعال، سريع الملل، إذا ضحك يضحك من حنجرته فقط، وإذا تكلم يتكلم من قلبه. تحس من خلال حديثه أنه ساخط على شيء مجهول، وناقم على العالم من أجل ذلك الشيء. يرتدي بنطلونا كاكيا وقميصا أبيض.
كوثر في حوالي الثانية والعشرين، نحيفة ولونها أغمق من لون أمها وفي ملامحها وسامة وإن لم تكن جميلة، وأنوثتها مختلطة بقلق وتوهان وعصبية، وحين تتكلم يخرج صوتها سرحان تائها ذا نبرة موسيقية، فيه كثير من اللامبالاة والاستخفاف. كثيرا ما تدندن واللبانة لا تترك فمها، وردها حاضر.)
هنية :
وإن مت؟
سعد :
أبقى إنشا الله في داهية.
هنية :
Page inconnue