Le Chant de la Liberté et du Silence : La poésie allemande au XXe siècle
لحن الحرية والصمت: الشعر الألماني في القرن العشرين
Genres
على الأمسية العائلية،
بدخان المدفأة، والقناعة، وغسيل الأطفال. •••
الرجل ذو السترة الزرقاء يرجع إلى بيته،
فأسه التي وضعها فوق كتفه،
تشبه في الشفق الهابط بندقية.
قد تسأل مرة أخرى على «آيش» شاعر ملتزم؟ - لقد حير النقاد بالفعل في أمر هذا الالتزام غير المألوف، الذي يحتمل تأويلات عديدة، والسؤال على هذه الصورة يبدو غليظا وسخيفا، ولا يمكن أن يصل إلى حقيقة فنه الذي يفلت من كل تأويل صريح، إن كل شيء في شعره يبدو واضحا ملموسا، ولكنه ملفوف في غلالة شفافة من الرموز والأسرار، لقد ابتعد عن الانفعال الكاذب، والكلمات الطنانة، واكتست أبياته مسحة من الحزن والزهد والمرارة التي تكسو وجه حكيم صيني طيب، إنه في أعماقه إنسان واحيد ، متواضع، حبيس داخل ذاته، يحب الحقيقة أكثر مما يحب الجمال أو يثق به، ويخفي احتجاجه على نظام العالم أو بالأحرى على فوضاه وبؤسه وراء الحزن والاكتئاب الذي يغلب على أشعاره الأخيرة، وهو في النهاية حزن يوجهه العقل الناصع والوعي الدقيق.
هل معنى هذا أنه لم يعد شاعر الطبيعة الذي تغنى به في بداية عهده بالشعر - الجواب بالنفي، فما زال هو نفسه شاعر الطبيعة الذي يرقبها الآن من فوق قمة جبل عال، إنه لا يكتب «أدبا» أو ينفث سحرا أو يدبج نظرية أو مذهبا لإصلاحها، وإنما يحاول أن يكتشف حقيقتها، هكذا تكون قصيدة الطبيعة قد تطورت على يديه إلى الالتزام الشامل بالعالم والإنسان، وخرجت عن حدودها الجمالية (أو بالأحرى الاستطيقية!) القديمة إلى الصدق بمعناه الفني الرحب. •••
وتغيرت قصيدة الطبيعة مرة أخرى عند شعراء الجيل الجديد، فأدخلوا عليها عناصر سريالية، ومالوا إلى التخفف والعبث واللعب باللغة والصور والرموز، مما سنجد أمثلة له عند الكلام عن القصيدة التجريبية أو قصيدة اللعب والتركيب، ولكنها ابتعدت على كل حال عن قيود القصيدة القديمة، وقيمها وطموحها وشطحاتها المسرفة، ولا بد من التريث قبل الحكم على هذا التطور أو له (فالصبر - لو علمنا - هو أب كل فكرة أو فن أو شعر جدير بهذا الاسم!)
فهل سيتجه هذا التطور المذهل بالقصيدة إلى التحلل والتمزق، أم سيصلها بتراث غني من شعر الطبيعة، يصعب أن نجد له مثيلا في أي آدب آخر؟
لا بد من الانتظار! (3) الحب
Page inconnue