وقال مقاتل بن سليمان : فلما انتهى موسى - عليه السلام - إلى البحر أوحى الله - عز وجل - إليه أن اضرب بعصاك البحر ، فضربه لأربع ساعات من النهار فانفلق اثنا عشر طريقا يابسا ، كل طريق طوله فرسخان وعرضه فرسخان ، وقام الماء عن يمين الطريق وعلى يساره كالجبل العظيم ، فذلك قوله تعالى { فانفلق فكان كل فلق كالطود العظيم } يعني : كالجبلين المقبلين ، كل واحد منهما على الآخر وفيها طاقات من طريق إلى طريق لينظر بعضهم إلى بعض إذا ساروا ، فسلك كل سبط من بني إسرائيل في طريق لا يخالطهم أحد من غيرهم وكانوا اثني عشر سبطا ، فقطعوا البحر وهو نهر النيل بين إيلة ومصر ، وخرجوا منه نصف النهار لساعتين فتلك ست ساعات من النهار يوم الإثنين يوم عاشوراء من المحرم ، وأتبعهم فرعون وسلكوا مسلك بني إسرائيل فأغرقهم الله في تسع ساعات مضت من نهار عاشوراء ، ثم أوحى الله - عز وجل - إلى البحر فألقى فرعون على الساحل في عشر ساعات وبقي من النهار ساعتان فصام موسى اليوم العاشر شكرا لله - عز وجل - حين أنجاه وأغرق عدوه فمن ثم تصومه اليهود .
Page 19