Les Perles Lumineuses dans les Félicitations Sultaniques
اللآلئ السنية في التهاني السلطانية
Genres
كما يرتجي من واقع الغيث باكره
سياسة السلطان وأمياله
لم أجد كلاما يصور مبادئ مولانا السلطان السياسية، ونياته الطاهرة، وآرائه السديدة، وأمياله الحميدة، وحكمه الغوالي، تصويرا حقيقيا ظاهرا بينا مثل الحديث الذي ألقاه عظمته على المستر جريفس مندوب جريدة التيمس الذي نشرته جريدة المقطم الغراء، فرأيت أن أنقله برمته لما فيه من العبر العالية والبشائر السارة للأمة والأهالي وها هو بنصه:
قال مندوب التيمس:
حظيت بشرف المثول لدى عظمة السلطان، فتفضل علي بالحديث التالي الذي عبر فيه عن آرائه وآماله وأذن لي أن أنشره في جريدة التيمس التي قال إنها أعظم الصحف البريطانية، وهذا ما تكرم عظمته فقاله لي:
خيبت الثورة في تركيا آمالي كما خيبت آمال كثيرين سواي، فإن الجهل والمطامع المقرونة بالطيش زجت البلاد في مأزق حرج، ويشق علي أن يتمكن نفر من الأفاقين من جر فلاحي الأناضول البسطاء القلوب السليمي النية إلى حرب لا تريدها البلاد ولا تستحسنها. وقد عجز حكام تركيا عن ضبط أطماعهم، وكبح جماحها. فكانت الحالة الحاضرة في تلك البلاد عاقبة الغرور وقلة التبصر ونتيجة المداهنة والمواربة التي طالما أفسدت السياسة في الشرق.
وهذا القول يؤدي بنا إلى الكلام عن القطر المصري، فإن تصرف الدولة التي كانت صاحبة السيادة عليه اضطر بريطانيا العظمى إلى بسط حمايتها عليه.
وقد دعتني الحكومة البريطانية للجلوس على سرير السلطنة، فقبلت الدعوة شاعرا بثقل المسئولية التي تلقى علي للقيام بالواجب المقدس، ورجائي أن أخدم شعبي. إن بصري لم يطمح قط إلى هذا السرير ولا أنا من عشاق المناصب وطلابها لأني في غنى عن ذلك إذ قد أدركتها منذ 59 سنة ، ولكني مؤمن وعقيدتي تعلمني أنني وجدت لأسعى لخير بلادي.
وإني أعتقد أن حكومة بريطانيا العظمى ستشد أزري في إدراك غايتي، وقد أيقنت منذ أخمدت الثورة العرابية أن مصر وسائر الأقطار الشرقية مفتقرة إلى الأوروبيين - ولكن من حيث الكيفية لا الكمية - ليساعدوها على السير في سبل التقدم والارتقاء، ولا نستطيع أن نفي بريطانيا العظمى حقها من الشكر على ما فعلته لمصر.
وإذا كانت مصر لم تتقدم بسرعة أكثر من السرعة التي تقدمت بها، وأريد بالتقدم في هذا المقام التقدم في الشؤون المدنية والأهلية وفي التعليم بالمعنى الحقيقي لا التقدم في مد سكك الحديد وحفر الترع ونحو ذلك - فالذنب ليس ذنب الإنكليز بل إن حالة البلاد الشاذة عن القياس الطبيعي هي السبب في ذلك.
Page inconnue