ذهبا، وألفي حسكة فضة، وثلاثة آلاف نرجسة ذهبا، وخمسة آلاف نرجسة فضة، وألف صورة ذهبا، وألف صورة فضة، منقوشة عمل المغرب، وثلاثمائة ثور (شمعدان) ذهبا، وأربعة آلاف ثور فضة، وخلف من البسط الرومية والأندلسية ما ملأ به خزائن الإيوان، وداخل قصر الزمرد.»
8
وأكبر الظن أن الوزراء - وهم الحكام الحقيقيون للبلاد في ذلك العصر - لم يكونوا يأبون على الخلفاء جمع الثروة والتحف الفنية. ولا شك في أن خزائن القصور الفاطمية عاد إليها قسط وافر من عمارها قبل الشدة العظمى، وظل يتولى شئونها، والنظر فيها معقودا لكبير من رجال الدولة.
9
وقد ذكر ابن ميسر في حوادث سنة (542ه) أن الخليفة الحافظ بعث لظهير الدين صاحب دمشق هدايا وخلعا وتحفا،
10
ثم إننا نستطيع أن نتبين الثروة التي كانت في خزائن الفاطميين عند وفاة العاضد آخر خلفائهم، مما كتبه الذهبي في وصف الهدية التي قدمها صلاح الدين إلى نور الدين سنة (569) هجرية، وفيها مصاحف بخط مشاهير الكتاب، وأقمشة ثمينة من الديباج، وعقود من الجوهر والأحجار الكريمة، وأباريق من البلور، وأوان من الصيني،
11
فضلا عن أن المقريزي نفسه ذكر ما كان من أمر القصرين بعد زوال الدولة الفاطمية، وكتب أن صلاح الدين تسلم القصر بما فيه من الخزائن والدواوين وغيرها من الأموال والنفائس وكانت عظيمة الوصف، وفيها مائة صندوق كسوة فاخرة من موشح، ومرصع، وعقود ثمينة، وذخائر فخمة، وجواهر نفيسة وغير ذلك من التحف البديعة.
12
Page inconnue