قال لوكر في وهن: «ماركس، أهذا أنت يا ماركس؟»
أجابه الأخ من جمعية «الكويكرز»: «لا أعتقد ذلك يا صديقي. لقد فكر ماركس في نفسه؛ لقد تركك لتموت هنا وحيدا.»
قال الرجل بصوت ضعيف: «لقد دفعتني وأسقطتني إلى هنا.» «أجل، لقد فعلت ذلك. ولو لم أفعل ذلك لكنت قد دفعتنا أنت، أليس كذلك؟ هاك، دعني أثبت تلك الضمادة، ثم سنأخذك لتنام على سرير ناعم كالذي في بيت أمك.»
جرت إلايزا وأحضرت الكساء المصنوع من جلد الجاموس من العربة، ولف الرجال جسد لوكر الثقيل فيه وحملوه بتلك الطريقة إلى العربة. أمسكت المرأة الزنجية العجوز برأسه ووضعته في حجرها، وانطلقوا في طريقهم نحو بر الأمان في بطء بسبب العدو الجريح الذي يحملونه معهم.
الفصل الثاني عشر
كانت توبسي موهوبة في تقليد كل شيء؛ ذلك أنها كانت تستطيع أن تهرول وتصفر وتتسلق، وتقلد صوت كل طائر أو حيوان يصدف أن تسمعه. في البداية كانت الفتاة محط ازدراء من جميع خدم سانت كلير، لكن بعد فترة كانت الفتاة تتلقى معاملة هي الأفضل من ناحية مراعاتها واحترامها؛ ذلك أن قد اكتشف أنه كل من يهين توبسي أو يسيء إليها كان من المؤكد أنه سيحدث له مكروه؛ فقد يفقد حلية يعتز بها، أو تتلف ثيابه، أو ربما يتعثر في خيط ممدود عبر ممر مظلم ويقع في دلو من الماء الساخن؛ وربما يلقى عليه من فوقه دلو من الماء بينما يرتدي أفضل ثيابه.
لم يشك أحد أبدا فيمن يقف خلف تلك الحوادث، لكن الفتاة كانت تمثل البراءة بحد ذاتها حين يتم توجيه أصابع الاتهام لها، كما أنها كانت أسرع من أن يتم الإمساك بها وهي تنفذ حيلها. وكانت دوما ما تضبط توقيت تلك الحيل مع الوقت الذي تكون فيه السيدة سانت كلير ساخطة على ضحيتها، سواء كانت تلك الضحية هي روزا أو جين أو أي شخص آخر؛ وحيث إن ذلك كان يحدث كثيرا، فإنها كانت دوما في أمان من غضب تلك المرأة؛ لذا ساد بين بقية خدم المنزل أن يتم تملق توبسي واسترضاؤها طوال الوقت، وكانت هي تحكمهم بقبضة حديدية.
كانت الفتاة ذكية ونشيطة في كل أعمالها، فلم يكن بمقدور أحد أن يجد خطأ في أي سرير تسويه توبسي، لكن لو صدف أن خرجت السيدة أوفيليا وتركتها وحيدة لتقوم بعملها، كانت توبسي تقيم كرنفالا من الفوضى يمتد لساعتين؛ فبدلا من أن ترتب السرير، كانت تسلي نفسها بخلع أغطية الوسادات ووضع رأسها بين الوسائد حتى يلتصق الريش برأسها في جميع الاتجاهات بأشكال بشعة. كانت تتسلق أعمدة السرير وتتعلق بها رأسا على عقب، وتنثر الملاءات والأغطية في كل أرجاء الغرفة. دخلت عليها السيدة أوفيليا ذات صباح لتجدها قد ألبست إحدى الوسائد الطويلة ثياب نومها بينما انتصبت بطولها في منتصف الغرفة، وكانت توبسي تتشقلب من حولها على يديها وهي تضع أفضل وشاح قرمزي لدى سيدتها والمصنوع من القماش الرقيق.
ألبست إحدى الوسائد الطويلة ثياب نومها، كانت توبسي تتشقلب من حولها على يديها.
صاحت السيدة أوفيليا في نبرة غاضبة: «توبسي! ماذا تفعلين بوشاحي؟ وما الذي يجعلك تفعلين هذا؟»
Page inconnue