الموقف الثاني
الموقف الثاني: لـ أبي بكر الصديق ﵁ وهو يعتق العبيد في بداية الدعوة، فقد كان يشتري العبيد بكثرة ويدفع أموالًا كبيرة لذلك، وكان ﵁ يشتري العبيد الضعفاء والفقراء، من الرجال ومن النساء على السواء، فقال له أبوه أبو قحافة وكان لا يزال مشركًا: يا بني أراك تعتق رقابًا ضعافًا، فلو أنك أعتقت رجالًا أشداء يمنعونك، فقال الصديق ﵁ وأرضاه: يا أبت إنما أبتغي وجه الله ﷿، أي: أنا لا أريد غير رضا الله ﷾، وهذا هو الإخلاص، فأنزل الله ﷿ قوله: ﴿وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى﴾ [الليل:١٧]، وهذه من أعظم مناقب الصديق ﵁ وأرضاه بأن الله ﷿ يشهد له بأنه الأتقى، ﴿الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى﴾ [الليل:١٨ - ٢٠] أي: لا يريد غير رضا الله ﷾ فقط، ﴿وَلَسَوْفَ يَرْضَى﴾ [الليل:٢١] وهذه هي نتيجة الإخلاص أن يرضى الله عنه.
4 / 6