4-19 ). والسؤال هنا هل هذا التمثال يعبر عن بطليموس الثاني عشر أو بطليموس الخامس عشر قيصر أو مارك أنطونيو (أشتون 2003د؛ ستانويك 2002: 18 إي1 وإي2؛ أشتون 2006: مراجعة ستانويك: 548). من غير المحتمل على الإطلاق أن يكون التمثال لمارك أنطونيو نظرا لعدم تشبه الرومان بالفراعنة، ومثل التمثال الموجود بالقاهرة، تظهر هذه القطعة حاكما يرتدي غطاء الرأس نيميس، لكن يظهر فيه أيضا رأس الأفعى المعتاد. عثر على هذا التمثال في شرق الإسكندرية ويوجد حاليا في المتحف اليوناني الروماني هناك. إن هذا التمثال هو جزء تمثال مزدوج، أحدهما تمثال لكليوباترا السابعة بصفتها إيزيس (شكل
4-20 ) عثر عليه في موقع سنتحدث عنه في الفصل السادس . يحمل التمثال ملامح شابة تشبه تلك الموجودة في تماثيل أخرى لبطليموس الخامس عشر. تشير الرسومات من فترة اكتشاف هذا التمثال إلى أنه كان يرتدي تاجا مصريا يعرف باسم «هيم هيم». ويرتبط هذا التاج بالتحديد بالحكام وبالإله حربوقراط؛ ومن ثم يعتبر استخدامه في تمثال لبطليموس الخامس عشر اختيارا منطقيا بوصفه ابن كليوباترا التي تظهر على أنها إيزيس. أما بشأن التماثيل الأخرى التي يظهر فيها الاثنان معا، فيظهران على أنهما متساويان؛ إذ تظهر كليوباترا في تمثال الإسكندرية على أنها إلهة ويظهر ابنها على أنه حاكم لمصر.
شكل 4-20: تمثال من الجرانيت لكليوباترا السابعة بوصفها إيزيس. حقوق الطبع محفوظة لمتحف ماريمونت الملكي.
إن التمثال الثالث في هذه المجموعة هو الأحدث اكتشافا على الإطلاق، ومثل التمثال المزدوج السابق، عثر عليه في الإسكندرية. عرض هذا التمثال في البداية على أنه تمثال للإمبراطور أغسطس في صورة فرعون مصر. إلا أنه قيل فيما بعد إن ملامح الوجه تشبه ملامح كليوباترا السابعة وإن صورته الشابة هي لابنها بطليموس الخامس عشر (أشتون 2003د: 29-30). يتميز هذا التمثال بسمة لا توجد في غيره من تماثيل البطالمة، أو بالتأكيد في التماثيل الفرعونية، ألا وهي وجود ثقبين أسفل ثنيات غطاء الرأس نيميس. من الواضح أن هذا العنصر كان يسمح بتركيب عنصر إضافي، ويقال إن هذا العنصر كان قرني آمون وأنه من خلالهما يرتبط بطليموس الخامس عشر بالعصر الذهبي لأسرة البطالمة الحاكمة من خلال ربط نفسه بالإسكندر الأكبر، الذي يقال إنه ابن الإله.
تنسب أيضا مجموعة كبيرة أخرى وعدد كبير من التماثيل في شكل «الهيرم» الإغريقي إلى بطليموس قيصر. توجد هذه التماثيل حاليا في المتاحف التالية: المتحف المدني في بولونيا (أشتون 2001أ: 98-99، رقم 32)؛ متحف بروكلين (أشتون 2001أ: 68، رقم 3. 1)؛ متحف بتري في لندن (آشتون 2001أ: 68، رقم 3. 2) متحف فيتزويليام في كامبريدج (أشتون 2004: 20-21، رقم 6)، ومتحف القاهرة (غير معلن عنها). صفف الشعر في جميع هذه التماثيل على النحو نفسه الموجود في تمثال رأس متحف وارسو وتمثال بروكلين. كذلك تتشابه ملامح الوجه، لكنها ليست متطابقة مما يشير إلى أن هذه التماثيل ليست جزءا من مجموعة صنعت في الورشة نفسها. جميع التماثيل بالأبعاد نفسها تقريبا، حيث يصل عرضها إلى 10 سنتيمترات بما في ذلك الكتفان، باستثناء تمثال القاهرة، الذي كان أكبر حجما بكثير. يبدو على الأرجح أن هذه التماثيل كان لها هدف ديني، إما داخل المعابد أو الأضرحة الفردية. للأسف، لا يوجد منشأ محدد لأي من التماثيل. وتتمتع كلها بسمة مميزة ألا وهي الإكليل الملتوي، الذي لا يعرف المقصود به بالضبط حتى الآن. تعتبر هذه التماثيل مهمة لأنها تشير إلى وجود إنتاج بالجملة لشكل معين من التماثيل للحاكم الشاب. يشيع وجود هذه الصور في شكل تماثيل لرءوس على الطراز الإغريقي أثناء القرن الثالث قبل الميلاد (أشتون 2001أ: 9)، لكن لم تعد تنتج بعد ذلك بالأعداد نفسها. هذا وتشير إعادة ظهور الصور الشخصية الملكية لأغراض دينية إلى حدوث نهضة في أواخر عهد البطالمة.
هوامش
الفصل الخامس
عاصمة كليوباترا وبلاطها
(1) الإسكندرية عاصمة البطالمة
وفقا لما كتبه ديودور عام 59 قبل الميلاد تقريبا كان يوجد بالإسكندرية 300 ألف مواطن حر من بين إجمالي عدد السكان الذي قدر بنحو 500 ألف (رولاندسون 2003: 253). كان أهالي الإسكندرية، الذين مثلوا قوة هائلة طوال حكم البطالمة، يتدخلون دوما إذا شعروا أن حاكمهم الشرعي في خطر. في عام 131 قبل الميلاد اختاروا كليوباترا الثانية لتحكم بدلا من زوجها وأخيها بطليموس الثامن وزوجته الثانية الجديدة، التي كانت ابنتها كليوباترا الثالثة. وعندما أرادت كليوباترا الثالثة فيما بعد استبدال ابنها بطليموس التاسع كحاكم مشارك لها استخدمت أهالي الإسكندرية في تنفيذ وصيتها. اختلقت هذه الملكة بذكاء قصة مفادها أن ابنها هدد حياتها، وعرضت بعضا من حراسها للضرب من أجل تدعيم القصة. مارست حشود الشعب ضغطها ونفي الملك (أشتون 2003أ: 65-66). وعندما قتلت كليوباترا برنيكي على يد بطليموس الحادي عشر عقب مرور أقل من ثلاثة أسابيع على زواجهما، أعدم المعتدي في المدرج الإغريقي على يد أهالي الإسكندرية (أشتون 2003أ: 66-67). حتى في أثناء حكم كليوباترا السابعة لعب سكان هذه العاصمة دورا مهما في الصراع على الحكم بين الإخوة الحاكمين. وهذه مجرد أمثلة قليلة توضح سلطة أهالي الإسكندرية.
Page inconnue