وتقول ما زيدٌ ذاهبا ولا مُحْسِنٌ زيدٌ، الرفعُ أَجْوَدُ وإن كنت تريد الأوّلَ، لأنَّك لو قلتَ ما زيدٌ منطلقا زيدٌ لم يكن حدَّ الكلام، وكان ههنا ضعيفا، ولم يكن كقولك ما زيدٌ منطلقا هو، لأنّك قد استغنيتَ عن إظهاره وإنَّما ينبغي لك أن تُضْمِرَه. ألاَ ترى أنّك لو قلتَ ما زيدٌ مُنْطلقًا أبو زيدٍ لم يكن كقولك ما زيدٌ منطلقا أبوه، لأنّك قد استغنيتَ عن الإظهار، فلّما كان هذا كذلك أُجرى مُجرى الأجْنَبىَّ واستُؤْنِفَ على حاله حيثُ كان هذا ضعيفًا فيه. وقد يجوز أن تنصب. قال الشاعر، وهو سواد ابن عدي:
لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... نَغَّصَ الموتُ ذا الغِنَى والفَقِيرا
1 / 62