6
به الدهر وطحنته النوائب بأرحائها، وجاءه بعد الدنيا المؤنثة يومه المذكر،
7
وتركته الأقدار أسود الحظ لا بيضاء ولا صفراء؟
8
فلم لا يعدون الغني شيئا دون المال، ويحسبونه كل شيء مع المال؟ لعل الحقيقة أيضا ذات وجهين في الناس!
هو المال، المال وحده لا غير؛ فنحن نحتاج إلى الغني صاحب المال كما نحتاج إلى بائع الملح! وما أشبهنا في إطرائه وفي الزلفى إليه بأطفال القرية إذ يتزلفون إلى بائع الحلواء التي تلف بالعصا، وإذ هو واقف بينهم بعصاه وحلوائه كأنه الهبل الأعلى،
9
وهو - من تعلم - دسم الثوب ترب اليد، قذر التفصيل والجملة، يصلح أن يكتب على وجهه «متحف الميكروبات المصري»، ولو رآه طبيب لجعل عصا الحلواء على رأسه تفاريق، ولكن أين لا أين الطبيب في هذا الاجتماع؟
كل أطباء الاجتماع ألسنة وأقلام ومحابر، أما اليد التي تزيل المنكر أو تغيره فلا أراها تمتد إلا من جانب الأفق، ولا تعمل إلا بعون من الله وملائكته، وقد انقضى عصر الأنبياء!
Page inconnue