136

Le Livre des Pauvres

كتاب المساكين

Genres

21

في النفس التي تعشقها؛ وهل ملك الوحي إلا قوة المزج السماوي في نفوس الأنبياء؟ وهل روح الحبيبة إلا على قدر من مثل هذه القوة في نفس محبها؟ ولعل هذا يفسر لك سرا من أسرار الاحتراق في بعض الأرواح العاشقة التي تيمها الحب، فإن تلك القوة المزجية متى أفرطت على نفس رقيقة حساسة أذابتها واشتعلت فيها فأكلتها أكل النار للهشيم، وتركتها تحترق أسرع ما تحترق لتنطفئ أسرع ما تنطفئ.

قال «الشيخ علي»: تلك هي الحقيقة يا بني، فلن يأتي لكائن من كان أن يقسم النساء إلى جميلات وقبيحات إلا إذا طوى في ذلك معنى القسمة إلى شهوات جميلة وشهوات قبيحة، ومتى انتهينا إلى هذا فقد خرجنا إلى المخاطبة بلغة لا هي من لغة البهائم، ولا هي من لغة الإنسانية.

أفرأيت قط ألفاظ الجمال والقبح تشيع في أمة من الأمم، وتعلو بالأعين عن النساء وتنزل وتمتد

22

بها وتتقبض، إلا أن تكون أمة ضعيفة القوة قد اختلت أجسامها، أو ضعيفة الدين قد اختلت أرواحها.

23

انكشف القمر ذات ليلة لرجل اسمه «من عباد الله المقربين»،

24

فإذا البدر أسود كالحبر، وإذا هو مكتوب في وسطه بالنور «أنا وحدي»؛ فالقمر نفسه لم يمنعه كل ضياء الشمس عليه أن يسود في عين الرجل الذي ينظر لروحه، فما الذي يمنع من ينظر لروحه وخصائصها أن تصير المرأة القبيحة في عينه كالقمر الأزهر؟ •••

Page inconnue