تحمل في بطونها أجنة من النار ترتعد الحصون لهول ميلادها، وتنحني القلاع مخافة منها على أولادها،
3
ولها صوت بعيد كأنما تنادى به السماء لترسل المنايا الطارقة، أو لتستقبل الأرواح المفارقة، أو كأنه نشيد فخم تفتخر به الأرض على الرعد والصاعقة.
وهي القارعة، وما أدراك ما القارعة، أما يومها فيوم يكون الناس كالفراش المبثوث، وتكون الجبال كالعهن المنفوش،
4
وهو إن لم يكن يوم النفخ في الصور، فإنه يوم تحصيل ما في الصدور،
5
وإن لم يكن يوم يبعثر من في القبور، فإنه يوم يبعثر الناس في القبور.
وهو المدفع حسبه قوة أنه من الحديد، وحسب ما يحويه قول الله - عز وجل:
فيه بأس شديد ، وحسبه رعبا أنه شكل «عصري» من عذاب الخسف القديم أعده الله لهذا الإنسان الجديد. فكم من حصن منيع اعتز به أهله اعتصاما، فتركهم فيه ترابا وعظاما، وكم من قلعة شامخة اغتر الجند بقواها، فدمدم عليهم بذنبهم فسواها.
Page inconnue