Livre contenant des questions sur Al-Qasim Ibn Ibrahim
كتاب فيه مسائل عن القاسم بن إبراهيم(ع)
Genres
وسألت: عن قول الله سبحانه: سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل، وهذا أمر لم يطلع الله عزوجل عليه نبيه صلى الله عليه لأنه لم يكن يحتاج إلى علمه ولم يفترض الله على أحد من العباد علمه ولم يتعبد به فلسنا نحتاج لتكليف ما كفينا منه، وقد تقحم في ذلك غيرنا بغير معرفة ولا نحب أن نتقحم فيما نذم فيه، ولا نحمد، والله أعلم بذلك وأحكم.
فأما القليل الذي ذكر الله أنهم يعلمونهم فإنماهم قليل ممن عرف مخرجهم وعددهم ووقت ما خرجوا من القرية هاربين، وآووا في ذلك اليوم إلى الكهف منحازين وليس القليل العالم بهم بعد استيقاضهم من رقدتهم وإنما القليل الذين علموا قبل رقدتهم وعند خروجهم من قريتهم وقد نها الله نبيه عن المماراة في عدتهم والقول في ذلك بما لم يطلعه عليه وما نهى عنه صلى الله عليه فنحن عنه منهيون وما أمر بتركه فيهم فالخلق بذلك مأمورون لا يسعهم التقحم في شبهه، ولا يحل لهم البحث عما أمروا بتركة إذ ليس مع أحد من الأولين والآخرين منه يقين معرفة، ولا يتكلم فيه أحد إلا بمحال وباطل وشبة لا يسع النظر فيها، ولا يجوز الإجتراء عليها.
وسألت: عن قول الله سبحانه: ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين، الجواب: في ذلك أن هذا إخبار من الله تبارك وتعالى لنبيه عليه السلام عن الاقتدار على ما يشاء من خلقه وأن إرادته فيهم نافذة ومشيته ماضية وأنه لو جمعهم لم يجب ثواب لمثاب ولا عقاب على معاقب والله برئ عن جبر الخلق على المعصية وإخراجهم من طاعته.
Page 89