مسحا. أي : يمسبح بيده على أعرافها وسوقها، فرحا وإعجابا بخير ربه، الا رحا بالدنيا لأن الأنبياء منزهون عن ذلك. وهذه تشبه ما وقع لأيوب عليه السلام، حين أرسل الله له جرادأ من ذهب فصار يحثو في ثوبه منه ويقول: الا غنى لي عن بركتك يا رب انتهى. فما أحب سليمان الخير إلا لكونه اعالى أحب حب الخير ولذلك اشتاق إليها لما توارت بالحجاب يعني الصافنات الجياد لكونه فقد المحل الذي أوجب له حب الخير عن ذكر ربه فقال: ردوها علي ووقال: وليس للمفسرين الذين جعلوا التواري للشمس دليل فإن الشمس اليس لها هنا ذكر ولا الصلاة التي يزعمون، ومساق الآية لا يدل على ما قالوه بوجه ظاهر ألبتة، قال: وأما استرواحهم فيما فسروه بقوله تعالى: (ولقد فتنا شليمن) [ص: 34] فالفتنة هي الاختبار يقال: فتنت الذهب أو الفضة إذا اختبرتهما بالنار فلا ينافي ذلك ما قلناه إذ كان متعلقه الخيل ولا بدا يكون اختياره إذ رآها هل أحبها عليه السلام عن ذكر الله لها، أو أحبها العينها؟ فأخبر عليه السلام أنه إنما أحبها عن ذكر ربه إياها لا لعينها مع احسنها وكمالها وحاجته إليها فإنها جزء من الملك الذي طلب أن لا يكون الأحد من بعده فأجابه الحق إلى ما سأل في المجموع ورفع الحرج عنه ابقوله: (هلذا عطاؤنا فأمتن أو أتيك يغير حساب للكيل)ا وإن له عندنا لرلفى وحسن مقاب لتا 4 [ص: 39، 40]. أي : ما ينقصه هذا الملك من ملك الآخرة شيئا كما اع لغيره.
اقلت: هذا تفسير غريب لم أره لغير الشيخ فليتأمل ويحرر والله أعلم ووقال في الباب الثامن والعشرين ومائة: اعلم أن رضا الله عن العبد اكون بحسب مشيه على الشرع كثرة وقلة فمن لم يخل بالعمل في شيء من الشريعة فهو صاحب الرضا الكامل ومن أخل بالعمل في شيء منها نقص من الرضا بقدر ما أخل، وهذا ميزان في غاية الوضوح والإنسان على نفسه بصيرة. انتهى بالمعنى في بعضه.
ووقال في الباب التاسع والعشرين ومائة: يجب على العبد الرضا
Page inconnue