ارزق الممسك الإنفاق حتى ينفق وإن كنت يا ربنا لم تقسم له أن ينفقه باختياره فأتلف ماله حتى تأجره فيه أجر المصاب فيصيب فهو دعاء له بالخير الا كما يظنه من لا معرفة له بمراتب الملائكة فإن الملك لا يدعو قط على أحد بشر ولا سيما في حق المؤمن اقال: ولا شك أن دعاء المؤمن مجاب لوجهين : الأول: لطهارته، والثاني: أنه دعاء في حق الغير بلسان لم يعص الله به وهو لسان الملك وأطال في ذلك.
اقال في حديث الترمذي إن رسول الله قال: "إن الصدقة تطفىع اضب الرب وترفع ميتة السوء : اعلم أن غضب الله يحمل على الوجه الذي اليق به فإن الغضب الذي خاطبنا به معلوم عندنا بلا شك ولكنا جهلنا النسبة اخاصة لجهلنا بالمنسوب إليه لا بالمنسوب الذي هو الغضب. قال: ولا يقال امل على معنى لا نفهمه لأنه يؤدي إلى أن الحق تعالى خاطبنا بما لا نفهم فلا يكون له أثر فينا ولا موعظة والمقصود الإفهام بما نعلم لنتعظ به . قال: وأما ميتة السوء فهو أن يموت الإنسان على حالة تؤديه إلى الشقاء إذ الحق تعالى لا يغضب إلا على شقي ووقال في قوله تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) [آل عمران: 92] : يدخل في ذلك إنفاق العبد قواه في سبيل الله، فإن نفسه أحب الأمور اليه فمن أنفقها في سبيل الله فله الجنة.
ووقال: طلب العبد الأجر من الله لا يخرجه عن عبوديته فإن العبد في اورة أجير ما هو أجير إذ الأجير حقيقة من استؤجر وهو أجنبي والسيد لا ايستأجر عبده وإنما العمل يقتضي الأجرة ولكن أخذها لا يتصور من العمل ووإنما يأخذها العامل الذي هو العبد وهو قابض الأجرة من سيده فأشبه الأجير في قبضه الأجرة وفارقه بالاستئجار فليتأمل.
ووقال في قوله تعالى: (وأما التآيل فلا تنهر ) [الضحى: 10] : يدخل فيه السائل في العلم إذا كان أهلا لما سأله فيتصدق العالم عليه بالعلم ووحتسب تلك الصدقة عند الله لا يرى له بها فضلا على من علمه ولا يطلب
Page inconnue