165

ثقلت موازينه فهو السعيد فإن الحسنة بعشر أمثالها إلى مائة ألف فما فوق اذلك، وقد فعل هذا حسنا في ظاهر بدنه وأراد حسنا في باطنه وأما الذي اخفت موازينه وهو الشقي فلأنه فعل سيئا والسيئة بواحدة فخفت موازين ابالنسبة إلى ثقل ميزان السعيد قال: ولم يعتبر الحق تعالى في الوزن إلا كفة الخير لا كفة الشر، فهي الثقيلة في حق السعيد الخفيفة في حق الشقي، معا كون السيئة غير مضاعفة ومع هذا فقد خفت كفة خيره، فالكفة الثقيلة للسعيد الي بعينها الخفيفة للشقي لقلة ما فيها من الخير أو عدمه بالكلية مثل الذي ايخرجه الله من النار وما عمل خيرا قط، فميزان هذا ليس في كفة اليمين من ه ايء أصلا وليس عنده إلا ما في قلبه من التوحيد الحاصل من العلم الضروري وليس له في ذلك تعمل مثل سائر الضروريات فلو اعتبر الحق في الثقل والخفة الكفتين معا كفة الخير وكفة الشر لكان يزيد بيانا في ذلك، فإن إاحدى الكفتين إذا ثقلت خفت الأخرى بلا شك خيرا كان أو شرا، هذا حكم وزن الخير والشر، وأما إذا وقع الوزن للعبد فيكون هو في إحدى الكفتين ووعمله في الأخرى فذلك وزن آخر فمن ثقل ميزانه نزل عمله إلى أسفل ووذلك لأن الأعمال في الدنيا من مشاق النفوس والمشاق محلها النار فتنزل كفة عمله تطلب النار وترتفع الكفة التي هو فيها لخفتها فيدخل الجنة لأنها العلو والشقي تثقل كفة الميزان التي هو فيها وتخف كفة عمله فيهوي في النار وهو قوله: فأمم هاويية) [القارعة: 9] . فكفة ميزان العمل هي المعتبرة لفي هذا النوع من الوزن الموصوفة بالثقل في السعيد لرفعه صاحبها والموصوفة بالخفة في حق الشقي لثقل صاحبها وهو قوله : يحملون أوزارهم اعلى ظهورهم، وليس إلا ما تعطيهم من الثقل الذي يهوون به في نار جهنم ووحاصل ذلك أن وزن الأعمال بعضها ببعض يعتبر فيه كفة الحسنات ووزن الأعمال بعاملها يعتبر فيه كفة العمل. انتهى فليتأمل ويحرر ووقال في الباب الرابع والعشرين وأربعمائة: العبد المسلم محث لل ه وومحبوب لله ولكن الابتلاء لا يكون إلا من وجه كونه محبا لله لا من وجه كونه محبوبا وذلك ليظهر بالابتلاء الصادق في المحبة من الكاذب وأطال في اذلك، ولا يرد على الشيخ قوله : "إذا أحب الله عبدا ابتلاه" ، لأنا نقول:

Page inconnue