153

اذلك، ثم قال: وتأمل كيف أثر الخيال في زكريا حين دخل على مريم المحراب ورأها بتولا؛ يعني : منقطعة عن الرجال فطلب من عند الله أن يهبه ولدا من لدنه وليا؛ أي : من عندية الله من حيث الرحمة واللين والعطف ل وكانت مريم في خياله من حيث مرتبتها فجاء يحيى على صورتها حصورا: أي: منقطعا عن مباشرة النساء وهو العنين عندنا كما كانت مريم منقطعة عن ام باشرة الرجال. قال: واسمها حنة ومريم لقب لها وقال في الباب الثاني والثمانين وثلاثمائة في قوله تعالى : كذلك يطبع ال على كل قلي متكبر جبار) [غافر: 35] : اعلم أن الحق تعالى ختم اعلى كل قلب أن تدخله ربوبية الحق تعالى فلا أحد قط من الخلق يجد في نفسه أنه رب إله بل كل أحد منهم يعلم من نفسه أنه عبد ذليل مفتقر محتاج فلذلك طبع الله على كل قلب متكبر جبار أن لا يدخله كبر إلهي أبدا لختمه اعلى باطن كل عبد أن يدخله تأله، وأما الألسنة فلم تعصم من التلفظ بدعوى الألوهية كما لم تعصم الأنفس أن تعتقد الألوهية في غيرها فعصمت أن تعتقدها في نفسها دون أمثالها. وأطال في ذلك، وقال: من أراد الدخول إلى فهم كلام ربه فليترك عقله ويقدم بين يديه شرعه ويقول لعقله: أنت عبد مثلي كيف أترك ما نسبه الحق إلى نفسه لعجزك عن تعقله مع أنك قاصر عن معرفة ابك ولو ألزمت نفسك الإنصاف للزمت حكم الإيمان والتلقي وجعلت النظر والاستدلال في غير ما لم يرد عن ربك وأطال في ذلك.

ثم قال في قوله تعالى: ما يأنيهم من ذتر من ربهم تحدث االأنبياء: 2]: اعلم أنه لا يلزم من حدوث الأمر عندك أن يكون حادثا في انفسه لا عقلا ولا عرفا ولا شرعا، فإنك تقول: حدث عندنا اليوم ضيف ووهو صحيح حدوثه عندك لا حدوثه في نفسه ذلك الوقت بل كانت عينه اموجودة من قبل بنحو سبعين سنة وأكثر وأطال في ذلك. وقد ذكرنا ذلك أيضا في أجوبة شيخنا والله أعلم.

وقال في قوله تعالى: (منه ءايث محكت هن أم الكللب وأخر متشبه) ال عمران: 7]: اعلم أن المحكم من الأيات كله عربي والمتشابه كله موسوي الانه أعجمي والعجمية عند أهل العجمية عربية والعربية عند الإسلام عجمية

Page inconnue