وقال: للملك أن يعفو إلا عن ثلاثة أشياء وهي التعرض للحرم وإفشاء سره، والقدح في الملك.
ووقال في الباب السبعين وثلاثمائة: لما كان الحق تعالى هو السلطان الأعظم ولا بد للسلطان من مكان يكون فيه حتى يقصد بالحاجات مع أنه عالى لا يقبل المكان اقتضت المرتبة أن يخلق عرشا ثم ذكر أنه استوى عليه احتى يقصد بالدعاء وطلب الحوائج منه كل ذلك رحمة بعباده وتنزلا لعقولهم وولولا ذلك لبقي العبد حائرا لا يدري أين يتوجه بقلبه وقد خلق الله تعالى العبد ذا جهة فلا يقبل إلا ما كان له جهة، وقد نسب الحق تعالى لنفسه الفلوقية من سماء وعرش وإحاطة بالجهات كلها بقوله: {فأينما تولوا فشم وجه ال [البقرة: 115] وبقوله : "ينزل ربنا إلى سماء الدنيا"، وبقوله : "إن الله قي اقبقلة أحدكم" وحاصله أن الله خلق الأمور كلها للمراتب لا للأعيان والله أعلم.
ووقال: من آمن بمحمد ، وبجميع ما جاء به كان له أجر من اتبع اجميع الأنبياء وآمن بكل كتاب وبكل صحيفة لكن أجر الإيمان بهم لا أجر ممن عمل بأحكامهم كلها فافهم.
ووقال في الباب الحادي والسبعين وثلاثمائة: لو أن العاصي علم أن ال ه اؤأخذه على المعصية ولا بد ما عصى فلا يصح أن يكون على بصيرة في العقاب أبدا؟ قال : وهذا هو الذي أجرأ النفوس على ارتكاب المحارم إلا من حماه الله تعالى بخوف، أو حياء، أو رجاء، أو عصمة في علم الله خارج اعن هذه الثلاثة ولا خامس لهذه الأربعة فتأمل ووقال في قوله تعالى: (وانشقت السماء فهى يوميذ واهية) [الحاقة: 16]: إنما انشقت لذهاب عمدها الذي كان يمسكها وهو الإنسان الكامل . فإذا زال قطت إلى الأرض والسماء معلوم أنها جسم شفاف صلب فإذا هوت السماع احل جسمها حر النار فعادت دخانا أحمر كالدهان السائل مثل شعلة النار كما كانت أول مرة وزال ضوء الشمس فطمست النجوم فلم يبق لها نور وسبحت فيي النار لكن على غير الوجه التي كانت في الدنيا عليه من السير . وأطال في اذلك، ثم قال: فعلم أن آخر من تقبض روحه من بني آدم الإنسان الكامل
Page inconnue