ابخلاف الشهوة فإنها لا تكون إلا بالملذوذ خاصة وأطال في ذلك؛ ثم قال: فالسعداء أخذوا الأعمال بالإرادة والقصد وأخذوا النتائج بالشهوة فمن رزق الشهوة في حال العمل فالتذ بالعمل التذاذه بنتيجته فقد عجل له نعيمه ومن زق الإرادة في حال العمل من غير شهوة فهو صاحب مجاهدة؛ قال: وأكثر الناس لذة بأعمالهم العباد وأقلهم لذة العارفون ولذلك سميت العبادات تكاليف.
اقال في قوله : "سبق درهم ألف درهم" : أي: لأن صاحب الدرهم الم يكن له سواه فبذله لله ورجع معتمدا على الله تعالى وصاحب الألف أعطى الا عنده وترك منه ما يرجع إليه بعد العطاء ليس معتمدا على الله تعالى خالصا فسبقه صاحب الدرهم من هذا الوجه وهذا معقول فلو أن صاحب الألف بذل اجميع ما عنده مثل صاحب الدرهم لساواه في المقام فما اعتبر الشارع قدر الطاء وإنما اعتبر ما يرجع إليه المعطي بعد العطاء فهو يرجع إليه؛ وأطال لفي ذلك وتقدم نحو ذلك في الباب السبعين في الكلام على مسألة الغني الشاكر والفقير الصابر فراجعه.
ووقال في الباب التاسع والعشرين وثلاثمائة في قوله تعالى: الرحمن علم القرءان )) [الرحمن: 1 - 2]: اعلم أن القرآن هو الوحي الدائم الذي لا ينقطع فهو الجديد الذي لا يبلى ويظهر في قلوب العلماء على صورة الم يظهر بها في ألسنتهم لأن الله تعالى جعل لكل موطن حكما لا يكون الغيره فهو يظهر في القلب إحدى العينين فيجسده الخيال، ويقسمه ثم يأخل امنه اللسان فيصيره بشاكلته ذا حرف وصوت ويقيد به سمع الأذان وقد قال اله تعالى: {فأجره حتى يسمع كلكم الله) [التوبة: 6] فتلاه رسول الله بلسانه أصواتا وحروفا سمعها الأعرابي بسمع أذنه في حال ترجمته فالكلام لله بلا اشك والترجمة للمتكلم به كان من كان فإن القلب بيت الرب فافهم ووقال في الباب الثلاثين والثلاثمائة: اعلم أن القضاء والقدر أمران ام تباينان، فالقضاء هو الحكم الإلهي على الأشياء بكذا فله المضاء في الحكم في جميع الأمور وأما القدر فهو الوقت المعين لإظهار الحكم فالقضاء يحكم على القدر، والقدر لا يحكم في القضاء بل حكمه في المقدر لا فير،
Page inconnue