اوقال فيه : اعلم أن الفتح بعد المجاهدات والرياضات أمر لازم ولا بدا امنه، تطلبه الأعمال وتناله الأنفس ولكن متى يكون ظهور ذلك الفتح هل هوا الدنيا أم الآخرة؟ ذلك إلى الله تعالى، فإذا رأيت يا أخي عامل صدق أو عرفت ذلك من نفسك ولم تر يفتح لك في باطنك مثل ما فتح لمن رأيته اعلى قدمك في العمل فلا تتهم ربك فإنه مدخر لك واطرح من نفسك التهمة في ذلك وفر من أن تكون من أهل التهم.
وقال: قد يطلع الله الولي على ما تكنه القلوب فيعلم من الجليس اميع حركاته وسكناته من حين نفعخت فيه الروح إلى وقت مجالسته ومع لك فلا يعرف هو ما في جيب نفسه لأن العارف إنما هو مع الله بحسب ما طلعه.
قلت: وقد شهد ذلك من الشيخ محيسن المجذوب بمصر رحمه الله افكان يخبر الشيخ بما فعله في صباه في أرض خلاف بلاده رضي الله عنه اوأما شيخنا سيدي علي الخواص فسمعته يقول : لا يكمل الرجل عندنا حتى الم حركات مريده في انتقاله في الأصلاب وهو نطفة من يوم "ألست بربكم" إلى استقراره في الجنة أو النار. والله تعالى أعلم.
ووقال في الباب الخامس والثمانين ومائتين : اعلم أن الحواس لا تخطىء لأن إدراكها للأشياء إدراك ذاتي وإن حصل علة عارضه فهي لا تؤثر في الذاتيات. وأطال في ذلك ثم قال: واعلم أن إدراك العقل على قسمين: ادراك ذاتي هو فيه كالحواس لا يخطىء وإدرك غير ذاتي وهو ما يدركه بالآلة الي هي الفكر، وبالآلة التي هي الحس، فالخيال يعلو الحس بما يعطيه ووالفكر ينظر في الخيال فيجد الأمور مفردات فيجب أن ينسى منها صورة احفظها العقل فينسب بعض المفردات إلى بعض فقد يخطىء في النسبة للأمر على ما هو عليه، وقد يصيب فيحكم العقل على ذلك الحد فيخطى يصيب فالعقل مقلد، ولذلك اتصف بالخطا. ولما رأت الصوفية خطأ النظار اعدلوا إلى الطريقة التي لا لبس فيها فأخذوا الأشياء من عين اليقين؛ وأطال في ذلك والله أعلم.
Page inconnue