وقال شهاب في غير مبالاة: أي خير؟ - ستتعلم وتدخل الجامعة على نفقة الباشا. - وما له؟ إن عنده أموالا لا يحصيها عد وماذا يضره أن يعلمني على نفقته.
وصاح به أبوه: خيبة الله عليك.
إلى هذا الحد أنت جاحد؟
ماذا أفعل بك؟ أخشى أن أدعو عليك ويستجيب الله دعائي.
حسبي الله ونعم الوكيل.
الفصل الثاني
وهكذا بدأ شهاب رحلته الدراسية في غير إقبال ولا جنوح، وكان ترتيبه في الدراسة متوسطا لا هو متقدم ولا هو الأخير، ولكن المؤكد أنه لم يحس بفضل الباشا عليه مهما تقدمت به السن؛ فقد كان كلما مرت عليه السنون يزداد حقدا على الباشا وجحودا ونكرانا، ولم يكن يطلع عما يختلج بنفسه إلا تفيدة ياسين أمه حابسا ما تفهق به جوانحه من كراهية للباشا عن أبيه مخافة أن يقسو في عقابه، وإن كان أيضا أمام أبيه لا يحاول أن يكون رطب اللسان على الباشا، وكان أبوه يضيق بهذا منه غاية الضيق. كان شهاب يقول لأمه: ماذا فعل حتى يصبح على هذا الغنى الفاحش؟
وكانت تفيدة قد حفظت القرآن في كتاب القرية فهي لم تكن جاهلة كل الجهل، وكانت تجيبه دائما بالآيات الكريمة. - يا بني ألا تعرف أن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز
أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون .
فيرد شهاب في كفران: لماذا؟
Page inconnue