الجليل، لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
خطبة له أيضا
الحمد لله عالم الغيب والشهادة، القادر على تنفيذ ما قدره وأراده، الحكيم في كل شيء قضاه حتى العجز والكيس والشقاوة والسعادة. أحمده سبحانه حمد عبد عظم رجاؤه للمغفرة والزيادة. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أَعْظِمْ بها من شهادة١. واشهد أن محمدا عبده ورسوله إمام المتقين السادة. اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه نجوم الهداية والإفادة، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى، فإن تقواه أربح تجارة وبضاعة. واحذروا معصيته فقد خاب عبد فرَّط في أمر ربه وأضاعه، وعليكم بما كان عليه السلف الصالح والجماعة. فخذوا بهديهم وما كانوا عليه في المعتقد والعمل والسمت والطاعة. واحذروا الظلم فإن الظلم عار ونار وشناعة.
عباد الله، ما هذه الجراءة على ذي العزة والجلال؟ وما هذا الإعراض عن واسع الأنعام والأفضال؟ عباد الله، هل تعي قلوبكم من النصح ما يقال؟ أم قد حال دون ذلكم الران والأقفال؟ تالله لتسألن عن الرسول ومن أرسله وما جاء به وما قد قال؛ فأعدوا جوابا منجيا مطابقا عند السؤال، قبل أن يفجأ الأجل، ويحال بينكم وبين الآمال.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ فَلَمَّا
_________
١ في طبعة السلفية بدون "من".
1 / 21