Abrégé de l'histoire de la Grèce et de Rome
خلاصة تاريخ اليونان والرومان
Genres
كان شعب رومية يقسم إلى فئتين الأشراف والعامة، ومن الخصام الذي قام بين هاتين الفئتين نشأ معظم المتاعب للملكة، ثم أضيفت إلى هاتين الفئتين فئة ثالثة هي فئة الفرسان (لقب شرف)، ثم إن استعباد أهالي البلاد المفتتحة جعل فيهم فئة رابعة وهم المستعبدون.
وقد رأيت أيضا أن حكومة رومية قاست تغييرات عديدة؛ فكانت تارة ملكية وطورا قنصلية وأخرى إمبراطورية وغير ذلك، أما قادة الدين فلم يكونوا فئة مستقلة عند الرومانيين، لكنهم كانوا ينتخبون من أتقياء البلاد وأشرافها، ووظيفتهم الاعتناء بتقديم الحيوانات ذبائح للآلهة وغير ذلك من الطقوس الدينية، ثم إن كثرة الخرافات في تلك الأيام حملتهم على إنشاء مدرسة العرافين، وفائدتها تفسير الأحلام والوحي وإتيان المعجزات والتنبؤ عن الاستقبال.
وكانوا يبنون تفاسيرهم ونبواتهم على ظواهر السماء وطيران الطيور وظواهر الوحوش، مما لم تخرج عن حد الشعوذة والتنجيم التي نعثر عليها يوميا في أسواق القاهرة وغيرها من مدن مصر، مما يدلك على درجة معرفة الرومانيين بالنسبة إلى أبناء هذا العصر، وكان من واجبات العرافين تفسير إرادة الآلهة في إشهار الحرب أو عقد الصلح.
وكانت العرافة معدودة من أشرف المهن عندهم، فيسعى إليها أعيان البلاد ورجال المشيخة فتعاطاها جماعة كبيرة من كبار رجالهم، منهم كانو وشيشرون، والظاهر أنهم كانوا يرغبون في تلك المهنة مع إقرارهم بأنها من الخرافات، ويروى عن كانو أنه كان يتعجب كيف ينظر العراف إلى عراف آخر ولا يضحك.
ديانة الرومانيين القدماء وآلهتهم وهياكلهم وزيجتهم
أخذ الرومانيون ديانتهم عن اليونانيين وفي جملتها عبادة جوبيتر وآلهة أخرى، وكان عندهم لكل فضيلة أو رذيلة، ولكل قوة من قوى العقل والجسد، ولكل قوة من القوى الطبيعية التصورية والحقيقية؛ إله مخصوص حتى إنهم جعلوا للأحراج والجبال ومجاري المياه آلهة بأسمائها وألهوا أبطالهم وحكماء بلادهم، وكانوا يحتقرون ديانة اليهود والمسيحيين احتقارا شديدا حتى أتيح للديانة المسيحية، فأصبحت ديانتهم الرسمية سنة 311 كما تقدم.
ونشأ عن تكاثر الآلهة عند الرومانيين تكاثر الهياكل المقامة لأجلها، وكان يجتمع إليها الكهنة يذبحون عندها الأغنام والثيران وحيوانات أخرى، وكان في كل بيت من بيوت الأغنياء غرفة مخصوصة للعبادة.
أما الزيجة فكانت الشرائع الرومانية تأمر بها، وتقاص الذين لا يتزوجون قصاصا صارما، وبالغوا في ذلك حتى أخذوا قسما عظيما على شبان رومية أن يتزوجوا عند بلوغهم سنا معينا، وزاد أوغسطوس قيصر القصاص على من لا يتزوجون، وأمر بمكافأة الوالدين الذين تكثر ذريتهم.
وكانوا يعقدون الخطبة قبل ميعاد الزيجة بزمن، فإذا جاء الميعاد احتفلوا احتفالات عديدة يحضرها الكهنة والعرافون، ثم يكتب عقد وفاق الزيجة بحضور الشهود، ثم تثبت بقطع قشة بين الزوجين، ويأتي العريس بخاتم الزيجة ويقدمه للعروس، وكانوا يلبسون الخاتم في الإصبع الوسطى من اليد اليسرى بناء على اعتقادهم أن بين هذه الإصبع والقلب اتصالا عصبيا.
وكانوا يلبسون العروس أفخر الملابس ويفرقون شعرها فرقا بسن الرمح إشارة إلى أنها ستكون زوجة لرجل محارب، ثم يجعلون على رأسها إكليلا من الزهر، وعلى وجهها قناعا مختصا بالزيجة، فإذا تم ذلك أخذها إلى بيت العرس ثلاثة صبيان آباؤهم أحياء فيسيرون ليلا، وأمام العروس خمسة مشاعل ومغزل، فلما تصل باب البيت تأخذ بيدها خيطانا من الصوف مغمسة بالشحم الذائب وتربط بها أعمدة البيت منعا للسحر، وفي دخولها البيت لا تطأ العتبة، بل يحملونها ويمرون بها من فوقها، فلما تصير داخل الغرفة يأتي العريس ويدفع إليها المفاتيح ووعاءين فيهما نار وماء، ثم يأدب مأدبة فاخرة لكل الحضور، وفي أثناء الاحتفال لا ينكف الناس عن ضرب الموسيقى والرقص والتراتيل والإنشاد احتفالا بالعروسين.
Page inconnue