Khulasat Athar
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
Maison d'édition
دار صادر
Lieu d'édition
بيروت
لَهُ فِي التَّحْقِيق حَظّ وافر وَكَانَ فِي الفتاوي من أحسن أهل زَمَانه فَإِذا سُئِلَ عَن مسئلة فَكَأَنَّمَا الْجَواب على طرف لِسَانه ويورد المسئلة بِعَينهَا ولفظها لقُوَّة حافظته وَيُقَال أَنه فِي مَذْهَب الشَّافِعِي أحفظ أهل جِهَته وَله فتاوي منتشرة مفيدة ثمَّ عين لقَضَاء تريم وألزم بعد امْتنَاع فحمدت طَرِيقَته ونفع الله تَعَالَى بفراسته ونفوذ أَحْكَامه أهل تِلْكَ الديار مَعَ خفض الْجنَاح ولين الْجَانِب والحلم وَالصَّبْر والتودد ثمَّ عزل عَن الْقَضَاء بِسَبَب وَاقعَة بَين زين العابدين بن عبد الله العيدروس وأخيه شيخ سنذكرها فِي تَرْجَمَة زين العابدين وَكَانَ زين العابدين يَوْمئِذٍ صَاحب الْحل وَالْعقد فسعى فِي عَزله وتوليه تِلْمِيذه السَّيِّد حُسَيْن بافقيه فَأَعْطَاهَا أَكثر من حَقّهَا وَلم تطل مدَّته فِي الْقَضَاء بل عزل بعد إطفاء تِلْكَ الْفِتْنَة وأعيد صَاحب التَّرْجَمَة فَلم يسلم مِمَّن يعاديه بل كَاد أَن يُفَارق بَلَده وَوَقع لَهُ فِي الْأَحْكَام وَاقعَة فِي دُخُول رَمَضَان وشوال وَهِي أَن جمَاعَة شهدُوا بِرُؤْيَة الْهلَال لَيْلَة الثَّلَاثِينَ بعد الْغُرُوب وَشهد آخَرُونَ بِأَنَّهُم رَأَوْهُ بالشرق يَوْم التَّاسِع وَالْعِشْرين قبل طُلُوع شمسه فَحكم بِشَهَادَة الْأَوَّلين موافقه جمَاعَة من الْعلمَاء وَأفْتى تِلْمِيذه السَّيِّد أَحْمد بن عمر بِخِلَاف مَا حكم بِهِ وَإِن شَهَادَة من شهد بِرُؤْيَتِهِ بعد الْغُرُوب غير صَحِيحَة إِذْ هِيَ مستحيلة شرعا وعقلًا وَعَادَة وَلكُل مِنْهُمَا فِي المسئلة كِتَابَة قَالَ الشلي وَلم أَقف على كِتَابَة القَاضِي أَحْمد هَذَا وَأما شَيخنَا فستأتي فِي تَرْجَمته وَأَرْسلُوا يستفتون أهل الْحَرَمَيْنِ فَاخْتلف جوابهم وَلَكِن أَكْثَرهم أفتى بِمَا حكم بِهِ صَاحب التَّرْجَمَة قَالَ وَذكرت فِي رِسَالَة معرفَة اتقان الْمطَالع واختلافها مَا يُؤَيّدهُ وَبِالْجُمْلَةِ فقد كَانَ صَاحب التَّرْجَمَة من سراة رجال الْعَالم واشتغل فِي آخر عمره بالتصوف لَا سِيمَا كتاب الْأَحْيَاء ومنهاج العابدين واجتهد فِيهِ حَتَّى بلغ رُتْبَة المرشدين الكاملين وَلم يزل حَتَّى توفّي وَكَانَت وَفَاته فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَألف وَدفن بمقبرة زنبل عِنْد قُبُور سلفه
الشَّيْخ أَحْمد بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد مولى عبديد الشهير كسلفه ببافقيه الإِمَام الْجَلِيل المتقي الْوَرع ذكره الشلي وَقَالَ بعد أَن وَصفه بأوصاف لائقة بِهِ ولد بِمَدِينَة تريم وَحفظ الْقُرْآن والجزرية والاجرومية وَالْأَرْبَعِينَ النووية والإرشاد والملحة والقطر وَطلب الْعلم فَأخذ الْعلم عَن أَبِيه وَعَمه أبي بكر وَهُوَ صَغِير وَقَرَأَ على الْفَقِيه أَحْمد بن عمر البيتي فِي بعض الْمُتُون وشروحها وعَلى الشَّيْخ أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن شهَاب الدّين كتبا كَثِيرَة فِي عدَّة فنون وعَلى
1 / 183