Khulasat Athar
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
Maison d'édition
دار صادر
Lieu d'édition
بيروت
وإعطائه قَضَاء مَكَّة فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سادس جُمَادَى الْآخِرَه سنة ثَلَاث وَعشْرين وَألف وَكَانَت تَوليته بهَا نَحْو عشرَة أشهر انْتهى قَالَ البوريني وَوصل خبر عَزله إِلَى دمشق بعد خُرُوجه مِنْهَا وَكَانَ عَازِمًا على الْحَج فاستأجروا لَهُ ساعيا وَأَرْسلُوا لَهُ الْأَمر السلطاني بتوليته قَضَاء مَكَّة ورحل إِلَى بَيت الْمُقَدّس وزار الْمعَاهد الَّتِي هُنَاكَ وَأقَام قَلِيلا ثمَّ توجه إِلَى مصر يُرِيد أَن يعبر مِنْهَا إِلَى السويس وَمِنْه إِلَى مَكَّة المشرفة ثمَّ عَاد إِلَى دمشق مَعَ الْحَاج فِي سنة خمس وَعشْرين وَألف وسافر إِلَى الرّوم وتقاعد عَن الْقَضَاء بتدريس دَار الحَدِيث سنوات حَتَّى وَجه إِلَيْهِ شيخ الْإِسْلَام يحيى بن زَكَرِيَّاء عِنْدَمَا صَار مفتيا قَضَاء أدرنة فوليها سِتَّة أشهر واستعفى مِنْهَا فانفصل مِنْهَا باختباره فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَألف ثمَّ ورد الْخَبَر بِمَوْتِهِ إِلَى دمشق سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَألف رَحمَه الله تَعَالَى
أَحْمد بن أَحْمد الْمصْرِيّ الملقب شهَاب الدواخلي الْفَقِيه الشَّافِعِي الْوَرع الزَّاهِد الناسك إِمَام الْفُقَهَاء والمحدثين فِي عصره كَانَ إِمَامًا جَلِيلًا صَدرا ورعامها بالإيخاف فِي الله لومة لائم ملازما لإقراء الْعلم غير مشتغل بِشَيْء غَيره صارفا أوقاته فِي الطَّاعَة ملازما للْجَمَاعَة وَكَانَ عَظِيم الهيبة كثير الفكرة ترَاهُ دَائِما مطرقا من خشيَة الله تَعَالَى ومراقبته حَتَّى قَالَ بعض الشُّيُوخ فِي شَأْنه مَا أظلت الخضراء وَلَا أقلت الغبراء أخوف لله تَعَالَى مِنْهُ سالكا طَريقَة السّلف الصَّالح من التقشف فِي الْأكل وَالشرب والملبس لَا يرى متكلما إِلَّا فِي مجْلِس علم أَو جَوَاب عَن سُؤال أَخذ عَن النُّور الزيَادي وَمَنْصُور الطبلاوي وَسَالم الشبشيري وَالشَّيْخ عَليّ الْحلَبِي وَالشَّيْخ يس الْمحلي الْمَالِكِي والبرهان اللَّقَّانِيّ قَالَ العجمي فِي مشيخته سَمِعت عَن تقاسيم شرح الْمنْهَج مَعَ حَاشِيَة الزيَادي وَشرح الْمِنْهَاج للشمس الرَّمْلِيّ والشهاب ابْن حجر الهيثمي وسيرة ابْن سيد النَّاس وحاشيتها نور النبراس وَكَثِيرًا من الشِّفَاء وشروحه للدلجي وَالسَّيِّد الصفوي والشمني والتلمساني والمواهب اللدنية وَكَثِيرًا من الْجَامِع الصَّغِير مَعَ شروحه للعلقمي والمناوي وَكَثِيرًا وَمن صَحِيح مُسلم مَعَ شروحه للنووي والأبي والسيوطي وتلوت عَلَيْهِ الْقُرْآن مدارسة مرَارًا لَا أحصيها وأجازني بِجَمِيعِ مَا ذكر وَبِمَا سَمعه من اللَّقَّانِيّ من الْمَوَاهِب وَتَذْكِرَة الْقُرْطُبِيّ والشمايل لِلتِّرْمِذِي وسيرة ابْن هِشَام وَالْأَرْبَعِينَ النووية وَكتب لي ذَلِك بِخَطِّهِ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشر رَمَضَان سنة خمس وَأَرْبَعين وَألف وَأخذ عَنهُ جهابذ الْعلمَاء مِنْهُم مَنْصُور الطوخي وَأحمد الْبَنَّا
1 / 173