خطبة الجمعة وأحكامها الفقهية
خطبة الجمعة وأحكامها الفقهية
Maison d'édition
وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٢٣هـ - ٢٠٠٢م
Lieu d'édition
مركز البحوث والدراسات الإسلامية
Genres
[تقديم لمعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ]
خطبة الجمعة وأحكامها الفقهية تقديم لمعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ
وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
المشرف العام على مركز البحوث والدراسات الإسلامية الحمد لله أفضل الحمد وأكمله، وأثني عليه أحسن الثناء وأجمله، وأصلي وأسلم على خير خلقه، وأفضل رسله محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من منن الله أن جعل لهذه الأمة مواسم للخيرات، تنال بها أعلى الدرجات، ويكفر عنها السيئات، بأقل عمل تنال عظيم الأجر، وتضع عن نفسها عظيم الوزر، فأعظم بها من منة، وأكرم بها من نعمة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
ومن تلك المواسم العظيمة، يوم الجمعة الذي يكفي في بيان فضله وعظيم شأنه قول نبي الأمة ﷺ: «خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أهبط منها، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلي يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه الله إياه» .
ومن المنن العظيمة في هذا اليوم، أن شرع الله لعباده فيه خطبة الجمعة، فيها يتعلم الجاهل، ويتذكر الناسي، ورتّب على أدائها وحضورها الأجر العظيم، والثواب الجزيل، ولأهمية هذا وجب على المكلف تعلم أحكام الجمعة وخطبتها بالجملة، لإدراك فضلها
1 / 1
واغتنام أجرها، فخطبة الجمعة - كسائر العبادات - علق بها مع تقادم العهد أمور كدرت السنة، وأحيت البدعة.
وقد كان لأئمة الدعوة الإصلاحية، منهج واضح في خطبة الجمعة، بُني على السنة، وما درج عليه أهل العلم من أئمة السلف، فأبانوا عما ينبغي، ويجب توافره فيها، من الحرص على الوعظ والتذكير فيها، والاهتمام بأمر الاعتقاد، وقراءة القرآن، والإِكثار منه، والدعاء لأئمة المسلمين بالخير والثبات، والإيجاز فيها، والحرص على مخالفة أهل البدع فيها، بالترضي عن الأئمة الخلفاء الراشدين، والدعاء لمن ولاه الله الأمر، في أشياء وتفاصيل يطول ذكرها.
وكان من فضل الله - جل شأنه - على مؤلف هذا المصنف أن وفقه لبيان أحكام خطبة الجمعة بدليل الكتاب والسنة، وبيان ما عليه أئمة السلف ومن تبعهم من أئمة الدعوة الإصلاحية وغيرهم، ففي هذا المؤلف " خطبة الجمعة وأحكامها الفقهية " للدكتور عبد العزيز بن محمد الحجيلان - وفقه الله - بيان لجل أحكام الخطبة، فشكر الله له جهده، ونفع به. وأشكر مركز البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على اهتمامه بهذا الموضوع، وعنايته بإصدار هذا الكتاب المفيد.
والحمد لله أولا وآخرا، وصلى الله على محمد رسوله وعبده وعلى آله وصحبه وسلم.
1 / 2
[المقدمة]
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢] (١) .
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: ١] (٢) .
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا - يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٧٠ - ٧١] (٣) (٤) .
_________
(١) سورة آل عمران، الآية رقم (١٠٢) .
(٢) سورة النساء، الآية رقم (١) .
(٣) سورة الأحزاب، الآيتان (٧٠، ٧١) .
(٤) هذه هي ما تسمى بـ " خطبة الحاجة " التي رواها عبد الله بن مسعود ﵁ عن النبي ﷺ، وأخرجها أبو داود في سننه في كتاب النكاح - باب في خطبة النكاح ٢ / ٢٣٨ - ٢٣٩، الحديث رقم (٢١١٨)، وسكت عنه وقال النووي في شرح صحيح مسلم ٦ / ١٦٠: " بإسناد صحيح "، والترمذي في سننه في أبواب النكاح - باب ما جاء في خطبة النكاح ٢ / ٢٨٥ - ٢٨٦ وقال: " حديث حسن "، وأحمد في مسنده ١ / ٣٩٢، ٣٩٣، وعبد الرزاق في مصنفه في كتاب الجامع - باب خطبة الحاجة ١١ / ١٦٢ - ١٦٣، الحديث رقم (٢٠٢٠٦)، وابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب النكاح - باب ما قالوا في خطبة النكاح ٤ / ٣٨٣، وغيرهم.
1 / 3
أما بعد. . .
فإن نعم الله - تعالى - على هذه الأمة عظيمة وكثيرة: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ [إبراهيم: ٣٤] (١) ومن أعظم النعم التي اختصَّ بها دين الإسلام وتميز بها عن غيره من الأديان الجمعة وخطبتها، فهي - أي الخطبة - موعظة أسبوعية عامة، توقظ القلوب الغافلة، وتشحذ الهمم العالية، وتصل النفوس بخالقها - جل وعلا -، لتعبد ربها على علم وبصيرة حتى يأتيها اليقين، كل ذلك وغيره من الفوائد الكثيرة إنما يدل على أهميتها، والحاجة إلى العناية التامة بها.
وإنما تتحقق هذه الفوائد وغيرها إذا توفر للخطيب ما هو مطلوب من الشروط والأركان والسنن، وخلت مما لم يشرعه الله - تعالى - من الأمور المحرمة والمبتدعة، فكانت وفق هدي
_________
(١) سورة إبراهيم، جزء من الآية رقم (٣٤) .
1 / 4
النبي ﷺ، وأصحابه، والسلف الصالح من هذه الأمة.
وقد كنت أفكر في الكتابة في هذا الموضوع من الناحية الفقهية منذ وقت بعيد، لما أرى من أهميته، وحاجة الناس إلى معرفة أحكامه معرفة تامة مبنية على بحث علمي دقيق وعميق كما أسلفت، ولكن الشواغل أدت إلى التأخير حتى يَسَّر الله - تعالى - لي فسحة من الوقت، فله الحمد أولا وآخرا، وظاهر، وباطنا.
وتتلخص أبرز الأسباب التي دفعتني للكتابة في هذا الموضوع فيما يلي:
١ - أهمية خطبة الجمعة الكبيرة كما أسلفت.
٢ - خلو الساحة - حسب علمي حين الكتابة - من بحث علمي يتناول خطبة الجمعة وأحكامها من الناحية الفقهية بدقة وعمق، فرغبت في القيام به، جامعا أقوال الفقهاء وأدلتها والمناقشات الواردة عليها، ومنتهيا إلى الترجيح المبني على قوة الأدلة. والموجود إما بحوث تتناول الخطبة من الجانب الدعوي، أو الأدبي، أو التاريخي، أو تنبيهات وتوجيهات موجزة حول بعض الأخطاء، أو نحو ذلك، فأردت المشاركة بهذا البحث المتواضع في هذا المجال.
1 / 5
٣ - ما يحتمله مقتضى عملي، حيث أقوم بإلقاء خطبة الجمعة بصفتي إماما احتياطيا، فأردت معرفة أحكامها معرفة مبنية على البحث والتمحيص، وإفادة إخواني المسلمين بها.
٤ - حصول بعض النواقص والأخطاء من بعض الخطباء، نتيجة عدم الإلمام ببعض الأحكام الفقهية للخطبة، مما قلل من الاستفادة منها مع أهميتها كما أسلفت.
وبعد القراءة حول الموضوع، وتتبع ما وقع في يدي مما كتب عن الخطبة من مختلف الجوانب، واستشارة بعض مشايخي، وزملائي من الأساتذة، وطلاب العلم عقدت العزم متوكلا على الله ﷿، ومستعينا به في الكتابة في هذا الموضوع [خطبة الجمعة وأحكامها الفقهية] .
منهج البحث: وسلكت في هذا البحث المنهج العلمي المتعارف عليه وذلك حسب النقاط التالية:
١ - اقتصرت على ما يدخل تحت العنوان دخولا ظاهرا، وهو ما يتعلق بذات الخطبة والخطيب من الأحكام، دون ما يتعلق بالحاضرين إلا ما رأيت أنه قد يتعلق بالخطيب في بعض الأحيان كالكلام حال الخطبة ونحوه، وذلك حرصا على المحافظة على مقصود العنوان، وعدم تشعب الموضوع تشعبا يجر إلى الخروج عن مقتضى عنوانه.
1 / 6
٢ - أعبر بلفظ " الخطبة " مفردا وأقصد الخطبتين معا غالبا ما لم تدل قرينة الكلام على قصد أحدهما، وذلك اتباعا لعامة الفقهاء.
٣ - ذكرت الشروط والأركان والسنن المختلف فيها في أماكنها حسب ما ترجح لدي ما عدا الأركان الأربعة: الحمد، والصلاة على رسول الله ﷺ، والموعظة، وقراءة آية، فقد ذكرتها أركانا وإن لم أرجح ذلك في جميعها، لكثرة من قال بركنيتها وشهرته.
٤ - اقتصرت على ذكر أقوال أصحاب المذاهب الفقهية الأربعة المشهورة - الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي - حسب المستطاع - ومذهب ابن حزم في بعض الأحيان، وقد أذكر أقوال السلف إذا خالفت المذاهب الأربعة، وإذا لم أجد لمذهب قولا في مسألة فإني لا أشير إلى عدم وجوده، بل أسكت، تلافيا للتكرار والإطالة.
٥ - رتبت أقوال الفقهاء حسب القوة، فقدمت القول الذي ظهر لي رجحانه وأخرت الضعيف لكون ذلك - فيما يظهر لي - أوضح للقارئ، ويغني عن تكرار بعض الأدلة وأنسب للبحث.
٦ - رتبت المذاهب داخل القول حسب الترتيب الزمني،
1 / 7
فقدمتُ المذهب الحنفي، ثم المالكي، ثم الشافعي، ثم الحنبلي، ثم ابن حزم.
٧ - اعتمدت في نسبة القول للمذهب على أمهات كتب أصحابه إلا إذا لم أطلع على قول صريح لهم في المسألة فإني أحاول أن أستنتج ذلك ولو لم يكن صريحا، أو أبينه على قول آخر لهم إن ظهر لي ذلك، ولا أوثقه من غير كتب المذهب إلا إذا تعذر ذلك من كتبه.
٨ - اكتفيت في توثيق كل مذهب بالإحالة على بعض كتبه، وقد أنقل بعض النقول إذا رأيت أن المقام يتطلب ذلك لتوضيح القول، أو أن الكلام جيد في تحرير المسألة، أو أن صاحبه من المعروفين بالتحقيق كشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم - رحمهما الله - أو نحو ذلك.
٩ - نهجت في ترتيب المسائل بتقديم الأقوال، ثم ذكر الأدلة لكل قول، مقدما الأدلة من الكتاب، ثم السنة، ثم آثار الصحابة ﵃، ثم المعقول، وأتبعت كل دليل بما يتعلق به من مناقشة وإجابة عنها ونحو ذلك لأن هذه الطريقة - فيما يظهر لي - أوضح للقارئ، وأبعد عن انقطاع تفكيره.
١٠ - استدللتُ للأقوال التي لم أعثر على أدلة لها - حسب ما
1 / 8
ظهر لي - إلا ما لم يتبين لي فيه دليل.
١١ - وجهتُ الاستدلال بكل دليل نقلي من خلال كلام أهل العلم إذا اطلعتُ على كلام لهم فيه، وإلا وجهته ما لم يكن واضح الدلالة.
١٢ - ناقشت ما ورد عليه مناقشة من الأدلة من خلال كلام أهل العلم عليه، مصدرا ذلك بلفظ " نُوقشَ "، وما لم أطلع على كلام لهم عليه ناقشته حسب ما ظهر لي مُصدِّرا ذلك بلفظ " يناقش ".
كما أجبتُ عما يمكن الإجابة عنه منها من خلال كلام أهل العلم، مصدرا ذلك بلفظ " أجيب " وإلا أجبتُ عنه حسب ما ظهر لي، مُصدِّرا ذلك بلفظ " يُجاب ".
١٣ - بعد استعراض الأقوال والأدلة والمناقشات والإجابات أعمل على التوفيق إن أمكن إعمالا للأدلة، فإن تعذر عمدتُ إلى الترجيح بناءً على قوة الأدلة، وسلامتها من المناقشات، وبما يتمشى مع قواعد الشريعة ومقاصدها العامة، معتمدًا في صيغة الترجيح على قوة الدليل ووضوحه.
١٤ - عزوتُ الآيات القرآنية إلى مواضعها من كتاب الله - تعالى - بذكر السورة ورقم الآية.
1 / 9
١٥ - خرَّجتُ الأحاديث من كتب السنة المعروفة، وما كان منها في الصحيحين أو أحدهما اكتفيتُ بتخريجه منهما، ولم أتعرض للكلام على الحكم عليه؛ للاتفاق على صحة ما ورد فيهما أو في أحدهما، وما لم يكن كذلك خرجته مما ورد فيه من كتب السنة حسب المستطاع مع بيان درجته نقلا عن أصحاب هذا الفن، ولم أترك إلا ما لم أعثر على كلام عنه، وما لم أعثر عليه في كتب السنة أبين من ذكره من الفقهاء، وهي قليلة.
١٦ - خرَّجتُ الآثار من كتب الآثار المعروفة مع الحكم عليها من خلال كلام أهل العلم عليها، ولم أترك إلا ما لم أعثر على كلام حوله، وما لم أعثر عليه في كتب الآثار أبين من ذكره من الفقهاء، وهي قليلة.
١٧ - تجنبتُ ذكر الأحاديث والآثار الضعيفة إلا ما ظهر لي الاعتماد عليه في الاستدلال بم يكون أكثر من قال بالقول يستدل به، مع بيان ضعفه.
١٨ - عرفتُ الكلمات والألفاظ الغريبة الواردة في بعض الأحاديث والآثار وكلام الفقهاء من كتب اللغة والغريب، والشروح.
١٩ - ترجمتُ لما سوى الخلفاء الأربعة والأئمة الأربعة بترجمة موجزة، حيث رأيتُ أن الشهرة أمر نسبي غير منضبط.
1 / 10
خطة البحث (١) سرتُ في هذا البحث حسب الخطة التالية: قسَّمتُ البحث إلى مقدمة وخمسة فصول، وخاتمة.
المقدمة: تشتمل على الافتتاحية، والأسباب الدافعة لبحث الموضوع، ومنهج البحث، وخطته.
الفصل الأول: تعريف الخطبة والجمعة، وحكم خطبة الجمعة.
وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: تعريف الخطبة، والجمعة وتسميتها بذلك.
وفيه مطلبان:
المطلب الأول: تعريف الخطبة.
المطلب الثاني: تعريف الجمعة وتسميتها بذلك.
المبحث الثاني: حكم خطبة الجمعة.
المبحث الثالث: هل الشرط خطبة واحدة، أو خطبتان؟
الفصل الثاني: شروط خطبة الجمعة.
وفيه ثمانية مباحث:
_________
(١) اقتصرت على ذكر الفصول والمباحث والمطالب تحاشيا للإطالة، واكتفاء بورود ما سوى ذلك في ثنايا البحث، وفي فهرس الموضوعات.
1 / 11
المبحث الأول: النية.
المبحث الثاني: حضور العدد الذي تنعقد به الجمعة.
وفيه تمهيد، ومطلبان:
التمهيد: في أقوال الفقهاء في العدد الذي تنعقد به الجمعة إجمالا.
المطلب الأول: اشتراط العدد الذي تنعقد به الجمعة للخطبة.
المطلب الثاني: استمرار الحضور حتى نهاية الخطبة.
المبحث الثالث: أن تكون بعد دخول وقت الجمعة.
المبحث الرابع: تقديمها على الصلاة.
المبحث الخامس: القيام.
المبحث السادس: الجهر.
المبحث السابع: كونها باللغة العربية.
المبحث الثامن: الموالاة.
وفيه تمهيد، ومطلبان:
التمهيد في معنى الموالاة، وضابطها هنا.
المطلب الأول: الموالاة بين أجزاء الخطبة.
المطلب الثاني: الموالاة بين الخطبة والصلاة.
الفصل الثالث: أركان خطبة الجمعة.
1 / 12
وفيه تمهيد، وستة مباحث:
التمهيد: وفيه خلاف الفقهاء في وجوب توفر أركان في الخطبة إجمالا.
المبحث الأول: حمد الله - تعالى -.
المبحث الثاني: الصلاة على النبي ﷺ.
المبحث الثالث: الموعظة.
المبحث الرابع: قراءة شيء من القرآن.
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: حكم قراءة شيء من القرآن في الخطبة.
المطلب الثاني: أقل مقدار للقراءة.
المطلب الثالث: قراءة ما فيه سجود تلاوة في الخطبة، والسجود له.
المبحث الخامس: حكم ترتيب هذه الأركان عند من قال بها.
المبحث السادس: الإتيان بهذه الأركان في كل خطبة من الخطبتين عند من قال بها.
الفصل الرابع: سنن خطبة الجمعة.
وفيه مبحثان:
1 / 13
المبحث الأول: السنن لها.
وفيه أحد عشر مطلبا:
المطلب الأول: الطهارة.
المطلب الثاني: ستر العورة، وإزالة النجاسة.
المطلب الثالث: التجمل.
المطلب الرابع: أن تكون على منبر أو موضع عال.
المطلب الخامس: استقبال الخطيب للناس.
المطلب السادس: استقبال الناس للخطيب.
المطلب السابع: السلام على الناس.
المطلب الثامن: الجلوس على المنبر حتى يفرغ المؤذن.
المطلب التاسع: الاعتماد على قوس أو عصا أو سيف أو نحوها.
المطلب العاشر: رفع الصوت بها زيادة على القدر الواجب.
المطلب الحادي عشر: الجلسة بين الخطبتين.
المبحث الثاني: السنن في خطبة الجمعة.
وفيه ستة مطالب:
المطلب الأول: تقصيرها.
المطلب الثاني: أن تكون فصيحة بليغة مؤثرة مرتبة.
المطلب الثالث: قراءة سورة (ق) فيها.
المطلب الرابع: الدعاء للمسلمين في الخطبة الثانية.
1 / 14
المطلب الخامس: الدعاء لولاة أمور المسلمين في الخطبة الثانية.
المطلب السادس: ختم الخطبة الثانية بالاستغفار.
الفصل الخامس: مسائل متفرقة في خطبة الجمعة.
وفيه ثلاثة عشر مبحثا:
المحبث الأول: التقصير في إعدادها، بالاعتماد على خطب مدونة قديما، ونحو ذلك.
المبحث الثاني: إخراجها عن مقصودها الشرعي.
المبحث الثالث: صلاة الخطيب تحية المسجد بعد دخوله وقبل صعود المنبر.
المبحث الرابع: دعاء الخطيب عند صعود المنبر وقبل جلوسه حال الأذان.
المبحث الخامس: الخطبة من صحيفة.
المبحث السادس: السلام فيها.
وفيه مطلبان:
المطلب الأول: حكم الكلام في الخطبة.
المطلب الثاني: وقت المنع من الكلام في الخطبة.
المبحث السابع: الدق بالسيف على المنبر.
المبحث الثامن: إشارة الخطيب في أثنائها.
1 / 15
المبحث التاسع: التفات الخطيب يمينا وشمالا في أثنائها. ٥٠ المبحث العاشر: قول الخطيب في آخر الأولى: " ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة "، ونحو ذلك، والمداومة عليه.
المبحث الحادي عشر: المبالغة قي الإسراع في الثانية، وخفض الصوت بها.
المبحث الثاني عشر: رفع اليدين حال الدعاء في الخطبة.
المبحث الثالث عشر: ختم الثانية بقوله - تعالى -: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾ [النحل: ٩٠] والمداومة على ذلك.
الخاتمة: وتشتمل على أهم النتائج التي توصلت إليها.
ثم ذيّلتُ البحث بفهارس شاملة تتيح للمطلع سهولة الرجوع إلى ما يريد والاستفادة منه، وهي كما يلي:
أولا: فهرس الآيات القرآنية.
ثانيا: فهرس الأحاديث النبوية.
ثالثا: فهرس الآثار.
رابعا: فهرس الأعلام.
خامسا: فهرس المصادر والمراجع.
سادسا: فهرس الموضوعات.
1 / 16
هذا وقد بذلتُ جهدي - قدر المستطاع - في الإلمام بالموضوع وجمع أطرافه، معتذرا للقارئ الكريم عما حصل فيه من نقص أو خطأ أو زلة قلم؛ لأن قدرة البشر محدودة، فقد جُبلوا على النقص، إذ الكمال لله وحده، والعصمة لرسله - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين -.
وفي الختام أحمد الله ﷿ وأشكره على نعمه العظيمة، وأسأله المزيد من فضله، وأن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، ومن العلم الذي يُنتفع به في حياتي وبعد وفاتي، وأرجو من إخواني طلاب العلم والخطباء الذين يطلعون عليه إبداء ما يرونه من توجيهات وملاحظات لتلافيها مستقبلا، فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه، والله - تعالى - من وراء القصد، وهو حسبي ونعم الوكيل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين ومن اهتدى بهديه وتمسك بسنته إلى يوم الدين.
كتبه
د / عبد العزيز بن محمد بن عبد الله الحجيلان
1 / 17
[الفصل الأول تعريف الخطبة والجمعة وحكم خطبة الجمعة]
[المبحث الأول تعريف الخطبة والجمعة وتسميتها بذلك]
[المطلب الأول تعريف الخطبة]
الفصل الأول
تعريف الخطبة والجمعة وحكم خطبة الجمعة وفيه ثلاث مباحث:
المبحث الأول: تعريف الخطبة، والجمعة وتسميتها بذلك.
المبحث الثاني: حكم خطبة الجمعة.
المبحث الثالث: هل الشرط خطبة واحدة، أو خطبتان؟
1 / 18
المبحث الأول
تعريف الخطبة والجمعة وتسميتها بذلك وفيه مطلبان:
المطلب الأول: تعريف الخطبة.
المطلب الثاني: تعريف الجمعة، وتسميتها بذلك.
المطلب الأول: تعريف الخطبة أولا: تعريفها في اللغة: الخُطْبَةُ: هي بضم الخاء، وهي ما يُقال على المنبر، يُقال: خَطَبَ على المنبر خُطْبَة - بضم الخاء - وخَطَابة، وأما خِطْبَة - بكسر الخاء - فهي طلب نكاح المرأة.
وهي مشتقة من المخاطبة، وقيل: من الخطب، وهو الأمر العظيم؛ لأنهم كانوا لا يجعلونها إلا عنده.
قال في تهذيب اللغة: " والخطبة مصدر الخطيب، وهو يخطب المرأة ويخطِبُها خِطبة وخِطِّيبى. . . قلت: والذي قال الليث أن الخطبة مصدر الخطيب لا يجوز إلا على وجه واحد، وهو أن الخُطبة اسم للكلام الذي يتكلم به الخطيب، فيوضع موضع المصدر، والعرب تقول: فلانٌ خِطْبُ فلانة، إذا كان يخطبها (١) .
_________
(١) تهذيب اللغة الأزهري، مادة " خطب " ٧ / ٢٤٦.
1 / 19
وقال في القاموس: ". . . وخَطَبَ الخاطب على المِنْبَر خَطابة بالفتح، وخُطبة بالضم، وذلك الكلام خُطبة أيضا، أو هي الكلام المنثور المُسَجَّع ونحوه، ورجل خَطِيبٌ حسن الخُطبة بالضم " (١) .
- وقال في مختار الصحاح: " خاطَبَه بالسلام مُخَاطَبة وخِطَابا، وخطب على المنبر خُطْبَة - بضم الخاء - وخَطَابة، وخَطَب المرأة في النكاح خِطْبَة - بكسر الخاء - يخْطُبُ بضم الخاء فيهما، واختَطَبَ أيضا فيهما، وخَطُبَ من باب ظَرُفَ صار خطيبا " (٢) .
وقال في المصباح: " خَاطَبَه مُخَاطَبَة وخِطَابا، وهو الكلام بين متكلم وسامع، ومنه اشتقاق الخُطبَة - بضم الخاء وكسرها - باختلاف معنيين، فيُقال في الموعظة: خَطَبَ القوم وعليهم من باب قتل، خُطبة - بالضم -، وهي فُعلة بمعنى مفعولة. . . وجمعها خُطب، وهو خطيب القوم إذا كان هو المتكلم عنهم، وخَطَبَ المرأة إلى القوم إذا طلب أن يتزوج منهم، واختطبها، والاسم الخِطْبة - بالكسر -. . . . (٣) .
_________
(١) القاموس المحيط، مادة " خطب " ١ / ٦٥.
(٢) مختار الصحاح، مادة " خطب " ص (٧٦) .
(٣) المصباح المنير للفيومي، مادة " خطب " ١ / ١٧٣.
1 / 20