إن الثورة الفرنسية أطلقت في الإنسان كل جرأة الضمير وكل أطماع الفكر. لم يكف ذلك؛ جاءت ثورة 1848 ومنحت التصويت العام، وأخذت بيد العامل الرازح تحت أثقال العمل، وساوت في السياسة بين الرفيع والوضيع، لم يكف ذلك؛ جاءت الجمهورية الثالثة فجمعت حولها أولاد الفلاحين والعمال وزرعت في هذه الأدمغة المظلمة بذور التعليم الثوروية، لم يكف ذلك؛ جئنا كلنا نعمل باسم الدين، باسم الآباء والأجداد، باسمنا أنفسنا فنزعنا الإيمان من الضمائر، ولما رأينا الشقي المنهك بعمل النهار يحني ركبتيه عند المساء، رفعناه وقلنا له لا يوجد من وراء هذه الغيوم إلا أوهام، وأطفأنا في لحظة أنوارا في السماء لن تضيء أبدا. (18) لنكولن
من مناظرة بينه وبين القاضي دوجلاس عن المساواة بين الأبيض والأسود
لا غرض لي من التدخل في نظام الرق في الولايات التي يسري فيها هذا النظام؛ لأني أعتقد أنه لا حق لي بهذا التدخل، فضلا عن ذلك فإني لا أشعر في النفس ارتياحا إلى مثل هذا العمل، كما أني لا أقصد إلى المساواة بين البيض والسود سياسة أو اجتماعا؛ إذ ثمة فوارق طبيعية تمنع فيما أظن وقوفهما جنبا إلى جنب على بساط المساواة، وبما أن هذه الفوارق تنشئ تفاوتا في الجنسين فأنا أوافق القاضي دوجلاس على أن تكون السيطرة للجنس الذي أنتمي إليه.
إني لم أصرح فيما مضى بخلاف ما ذكرت الآن على أني - على الرغم مما سبق وذكرت من الأسباب والفوارق - لا أزال مصرا على اعتقادي مجاهرا بأنه لا مانع في الدنيا يمنع الأسود من التمتع بحقوقه الطبيعية المخولة له في تصريح الاستقلال؛ أي الحق بالحياة والحرية والسعي وراء السعادة، وإني لأتمسك كل التمسك بأنه والرجل الأبيض شرع أمام هذا الحق.
أنا أوافق على ما قاله القاضي دوجلاس من أن الأسود يختلف عني من وجوه كثيرة كاللون أو العقل والأخلاق، وأما في حقه أن يأكل الخبز الذي كسبت يده دون أن يستأذن سواه فهو نظيري ونظير دوجلاس، ونظير كل إنسان على وجه الأرض. (19) أرستيد بريان
من خطبة له في قانون الكنائس
إن الصلات التي كانت لنا مع رومة وحل المجلس عراها لا تستطيع حكومة منا أن تعيدها دون أن ترمى بالخيانة.
إني أحب بلادي، وأحب الرقي، وما قبلت بوظيفتي هذه حبا بالمجد والشهرة، وإذا كان في تولي زمام الحكم فرح ولذة، فهو فرح الواجب واللذة بما يستطاع عمله من الخير، على أن هناك مسئولية عظيمة ترافق هذه اللذة، وأنا شاعر منذ اليوم وقبل اليوم بثقل وطأتها (تصفيق في اليسار والوسط).
إني أسألكم معاشر الجمهوريين الذين بوأتهم ديمقراطية فرنسا هذه المقاعد، أتريدون أن تكونوا على وفاق مع مبادئكم؟ لقد قمنا لكم بيانا طويلا فيما نقصد عمله لمجد الديمقراطية وهنائها، وهذا البيان يتطلب جهدا كبيرا، أفتظنون أن تحقيق هذه المطالب لا يحتاج إلى شيء من الهدوء والطمأنينة والسلام في هذا البلد، أتحسبون أن الوصول إلى الإصلاح ميسور إذا لم نفقأ عين الفتنة، ونسحق أفاعي البغضاء والتعصب، ونقضي على النزاع الديني القضاء الأخير؟ (تصفيق في الوسط واليسار.)
أي سادتي، لا أكتمكم فكري. لقد رسمت في الأحوال التي ذكرتها لكم خطة للزرع جعلتها بعيدة عن الاعوجاج ما استطعت، فلا تلقوا فيها بذورا فاسدة، وإذا كان لا بد للشوك من أن ينمو فيها فلست أنا بحاصدها يوما بل سواي (تصفيق). (20) موسوليني
Page inconnue