6

Désaccord de la Nation dans le Culte et la Doctrine d'Ahl al-Sunnah wa'l-Jama'ah

خلاف الأمة في العبادات ومذهب أهل السنة والجماعة

Chercheur

عثمان جمعة خيرية

Maison d'édition

دار الفاروق

Année de publication

1410 AH

Lieu d'édition

الطائف

- ١ -

● ومن الأهمية البالغة أن يتعرف المسلم على هذا الإسلام الذي رضيه الله تعالى لنا ديناً، يتعرف عليه على أنه دين شامل كامل، لم يترك جانباً من جوانب حياة الإنسان إلا وقد نظّمه، ووضع له أحكاماً خاصة، فالشريعة الإسلامية تحدِّد للمكلفين أحكاماً في أقوالهم وأفعالهم، ولا يَنِّ عنها شيء.

● وهذه النظرة الكلية الشاملة للإسلام تجعلنا نقف على أربعة شُعَبٍ تكوِّن مجموع هذا الدين الذي أنزله الله تعالى: عقيدةً، وعبادة، وشريعة، ومنهجاً أخلاقياً.

● فالعقيدة تتضمن الحقائق الكبرى التي دعا إليها القرآن الكريم دعوة ملحّة متكررة بطرق شتى، وكذلك كان عمل الرسول ﷺ، ولا سيما في المرحلة المكية من الدعوة، موجهاً إلى أسس العقيدة والإيمان بها. وحتى عندما بدأت المرحلة المدنية بما فيها من تشريع وأحكام كانت العقيدة محوراً لهذه الأحكام ومنطلقاً لها.

وتقوم هذه العقيدة على أساس شهادة "أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله" وما يتفرع عنها من أركان ومقتضيات، كالإيمان بالله والملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره من الله تعالى، وكالنظرة الكلية لهذا الوجود كله، وأنه من خلق الله وتدبيره.

ولهذه العقيدة تأثير كبير في الحياة البشرية، الفردية والجماعية، وهي تتخلل جميع سور القرآن الكريم بلا استثناء، وتتخلل جميع أحكام الإسلام الأخلاقية والتشريعية، فإننا لا نستطيع - مثلاً - أن نعزل قواعد النظام الاجتماعي التي أرساها القرآن الكريم عن هذا العنصر الإيماني، ولا نستطيع أن نعزل قواعد النظام الاقتصادي أو السياسي أو غيرهما من النظم الإسلامية عن هذه العقيدة، وكذلك نجد الأحكام الأخلاقية تتخلل جميع الأحكام الفقهية، كما أن كل جانب من هذه الجوانب التي ألمحنا إليها مرتبط بسائر الجوانب والتشريعات، فهي بمجموعها تكوِّن كُلَّا مُنَسَّقاً متكاملاً مترابطاً

6