30

Désaccord de la Nation dans le Culte et la Doctrine d'Ahl al-Sunnah wa'l-Jama'ah

خلاف الأمة في العبادات ومذهب أهل السنة والجماعة

Enquêteur

عثمان جمعة خيرية

Maison d'édition

دار الفاروق

Année de publication

1410 AH

Lieu d'édition

الطائف

الأهواء من جنس ما في أهل الأهواء الخارجين عن أهل السنة والجماعة؛ كالخوارج والروافض، والمعتزلة ونحوهم. وقد قال تعالى في كتابه: ﴿وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ﴾. [سورة ص، الآية: ٢٦].

وقال في كتابه: ﴿وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا، وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ﴾. [سورة المائدة، الآية: ٧٧].

الرابع : التفرق والاختلاف المخالف للاجتماع والائتلاف، حتى يصير بعضهم يبغض بعضاً ويعاديه، ويحب بعضاً ويُواليه على غير ذات الله، وحتى يفضي الأمر ببعضهم إلى الطَّعْن واللَّعْن، والهَمْز واللَّهْزِ، وببعضهم إلى الاقتتال بالأيدي والسلاح، وببعضهم إلى المهاجرة والمقاطعة، حتى لا يصلي بعضهم خلف بعضٍ، وهذا كلّه من أعظم الأمور التي حرمها الله ورسوله.

والاجتماع والائتلاف من أعظم الأمور التي أوجبها الله ورسوله، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ إلى قوله: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ، وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾. [آل عمران، ١٠٢-١٠٦]

قال ابن عباس: تبيضَّ وجوه أهل السنة والجماعة، وتسودُ وجوه أهل البدعة والفرقة.(١)

وكثير من هؤلاء يصير من أهل البدعة بخروجه عن السنة التي شرعها رسول

(١) أخرجه ابن أبي حاتم في ((التفسير): ج٢ ق١ / ٤٦٤، واللالكائي في «أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة)): (٧٢/١). قال السيوطي في ((الدر المنثور)): (٢٩١/٢): ((أخرجه ابن أبي حاتم، وأبو نصر في ((الإِبانة)) والخطيب في ((تاريخه))، واللالكائي في ((السنة)) عن ابن عباس.

30